أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة















المزيد.....



ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 13:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


5-من كناب كيث وايتلام "اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطين"
الفصل الثالث/ اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة

وجهت مناهج البحوث الأكاديمية التوراتية سياسات بن غوريون وجميع السياسيين الصهيونيين قبل قيام الدولة وبعد قيامها.دأبت أبحاثهم على تفريغ فلسطين من شعبها الفلسطيني.في الحقيقة تواطأ الباحثون مع إجراءات السلطة السياسية على إخضاع الشعب الفلسطيني لمختلف نماذج لاضطهاد السياسي. لم تغب عن المراقبين الحياديين طبيعة ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻷﻛﺎديمية اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ المشروع اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري. وﻗﺪ أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻮﻋﻲ، وﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻄﻲء، ﺑﺄن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد إﻋﺎدة ﺑـﻨـﺎء ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ بموضوع ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟـﻬـﻮﻳـﺔ وﻣـﻴـﺰان اﻟﻘﻮى المعاصرة.
مما ﻳﺪﻋﻮ للصخرية أن ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﺎدة اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺮاﻫﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗـﺎم ﺑـﻬـﺎ آﻟـﺴـﺘـﺮوم Ahlstorm وﻟﻴـﻤـﺤـﻲ Lemche وﻛـﻮت وواﻳـﺘـﻼم and Coote Whitelam وﻃﻮﻣﺴﻮن Thompson ﻣﻦ المرﺟﺢ أن ﺗﻘﻮد إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑين اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر وأواﺋـﻞ اﻟـﻌـﺼـﺮ الحدﻳـﺪي ﻫـﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻀﺢ أﻧﻬﺎ اﻟﻠﺤﻈﺔ »اﻟﻔﻴﺼﻞ« ﻓﻲ ﻧﺸﻮء اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاته،وهي نفس الحقبة الزمنية التي سلبها خطاب الدراسات التوراتيةوكرسها لإسرائيل.ومدعاة للسخرية كذلك أن ذﻟﻚ أﺻﺒﺢ ممكنا ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻵﺛﺎر وﻧﻮﻋﻴﺔ وﺣﺠﻢ المعلومات اﻟﺘـﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن وﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.(114)
ﻳﻮﺿﺢ ﺗﺎرﻳﺦ الجدل ﺣﻮل ﻧﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﺑﺸﻜـﻞ ﻗـﺎﻃـﻊ أن ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﺷﻜـﻠـﺘـﻪ اﻟـﺼـﺮاﻋـﺎت السياسية المعاصرة والمتعلقة ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄين وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ.
ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه المراجعات واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻗﺪ أﺧﻔﻘﺖ ﻓﻲ إدراك ﻛﻴﻒ أن ﻋﻤﻠﻴﺎت »ﺑﻨﺎء« إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﺗـﻠـﻚ )واﻟـﺘـﻲ ﺗـﺒـﺪو ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻘﻂ( ﻗﺪ ﻋﻜﺴﺖ اﻷﺣﺪاث الجارية ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي دونت ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻷﺑﺤﺎث. (114)
رﻛﺰت اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻣﻨﺬ ﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت القرن العشرين وإﻟﻰ اﻟﻴﻮم(1996)، واﻟﺘﻲ ﻗﻮﺿﺖ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟـﻘـديم في ﻓـﺘـﺮة اﻻﻧـﺘـﻘـﺎل ﺑـين اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ واﻟﻌﺼﺮ الحديدي .. رﻛﺰت ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻤﺎذج ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ المتزاﻳﺪة ﺣﻮل لمنطقة.(116)
ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺪﻋﺖ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ المتصلة بين الماﺿـﻲ والحاﺿـﺮ، وﻫـﺬا اﻟـﺘـﺼـﺪع ﻗﻮض اﻻدﻋﺎءات المعاصرة بملكية المعرﻓﺔ واﻟـﻘـﻮة. ﻓـﺎﻹﺟـﻤـﺎع اﻟـﺬي أﺣـﺎط ﺑﻔﺘﺮات "نشوء" مملكة داود ردﺣﺎ ﻃـﻮﻳـﻼ ﻣـﻦ اﻟـﺰﻣـﺎن ﻗـﺪ اﻧـﻬـﺎر ﺑـﻮﺗـﻴـﺮة ﻣﺜﻴﺮة ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة الماﺿﻴﺔ،. وﻫﺬا ﻟﻴﺲ اﺳﺘﻌﺮاﺿﺎ ﻧﻘﺪﻳﺎ ﻋﺎدﻳﺎ ﻟﻨﻘﺎط اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ اﻷلمانية واﻷﻣﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ﻣﻨﺬ ﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎت القرن الماضي وﺣﺘﻰ اﻵن(1996)؛ ﻓﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ المهمةأنجزﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟـﻔـﻌـﻞ ﻣـﺮاﺟـﻌـﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣـﺘـﻨـﺎول اﻟـﻘـﺎرئ. ﻟـﻜـﻨـﻨـﺎ ﺳـﻨـﺤـﺎول ﺗـﺴـﻠـﻴـﻂ اﻟـﻀـﻮء ﻋـﻠـﻰ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻓﺮض اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓـﻲ تحدﻳـﺪ ﻣﺎﺿﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. وﻗﺪ أﺛﺮْتُ أن ﺗﺄﺗﻲ ﺗﻠﻚ المحاولة ﻓﻲ ﺻﻮرة ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ـ ﻟﻮ اﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ أﻟﻔﺎﻇﻬﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ـ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻔـﺮﺿـﻴـﺎت ﻹﻇﻬﺎر ﻛﻴﻒ أن إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻗﺪ ﻋﻜﺴﺖ اﻟﺼـﺮاع الحالي اﻟـﺪاﺋـﺮ ﺣﻮل ﻓﻠﺴﻄين. وﻛﻴﻒ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮرﻃﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺮاع. (117) ﻣﺎ ﺗﻜﺸﻔﻪ أﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮؤى الخياﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ إﺳﻜﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﲢﺖ ﻏﻄﺎء ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ الموﺿﻮﻋي، وباسمه.

1- المطاﻟﺒﺔ بفلسطين .. اﻟﻬﺠﺮة إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﲔ

أدت دراﺳﺔ أﻟﺒﺮﺧﺖ آﻟﺖ Alt Albrecht اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﺣﻴﺎزة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ"، والتي ﻧﺸﺮت (عام 1925 (1966:133) الى تطور ما بات يعرف بنموذج التسلل او اﻟﻬﺠﺮة ﻟﻔﻬﻢ ﺟﺬور إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻫﻮ ﻣﺎتم وﺻﻔﻪ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺴﻠـﻞ/ﻫـﺠـﺮة اﻹﺳـﺮاﺋيليين "السلمية" الى فلسطين. ﻫـﺬه اﻟﻔﺮﺿية المرﺗﻬﻨﺔ بمناﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻷلماﻧﻴﺔ، وﺑﺎﻷﺧـﺺ آﻟـﺖ Alt وﻧﻮث Noth ووﻳﺒﺮت Weippert ، ﻛﺎﻧﺖ ذات ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ. رﻛﺰت اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪور )المزﻋﻮم(اﻟﺬي ﻟﻌﺒﺘﻪ دول المدينة (City-States) اﻟﺼﻐﻴﺮة وأﻣﺮاؤﻫﺎ »اﻟﺘﺎﻓﻬﻮن« ﻓﻲ تحديد ﺗـﻠـﻚ الجغرااﻓﻴا اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. (118)
أﻛﺪ آﻟﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻊ اﻧﻬﻴﺎر ﺳﻠﻄﺔ الحكم المصري ﻓـﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر، ﻓﺈن »الخارطة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻔﻠﺴﻄين ﺗﻐﻴﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري:1966)« 157)، ﻣﺨﻠﻔﺔ وراءﻫﺎ ﻋﺪدا ﻣﺤﺪودا ﻣﻦ دول ـ المدينة ﻓـﻲ المنطقة.(119)
ان ﻓﺮﺿﻴﺔ آﻟﺖ ﻫﻲ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ يمكن أن ﻳﺤﺪث إﻻ ﺑﺘﺄﺛير ﺧﺎرﺟﻲ، وﻫﻜﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ المؤثرات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة؛ وﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض، ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ، ﻛﺎن واﺳﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ . (119) ﻻﺣﻆْْ مما ﺳﺒﻖ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺪر آﻟﺖ أﺣﻜﺎﻣﻪ المطلقة ﻓﻲ ﺗﻔﺴـﻴـﺮ ﻓـﺸـﻞ وﻋـﺪم ﻗﺪرة اﻟﺴﻜﺎن االمحليين في ﻓﻠﺴﻄين ﻋﻠﻰ اﺑﺘﻜﺎر ﻧﻈﻢ ﺳﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه؛ وإنما ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﻢ المبتكرة أن ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ الخارج. وﺑﺎلمثل ، ﻓﺈن )ﺳﻮﻳﻨﺪﻧـﺒـﺮغ Swendenburg(1989 :٢٠٨) ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن المؤرخين اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺜﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن الماضي، ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻔﻜﻚ داﺧﻠﻴﺎ وﻗﺒﻠﻲ وﻏﻴﺮ ﻗـﺎدر ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ ﻧﻔﺴﻪ".(119). ﻫﻨﺎ ﻳـﻼﺣـﻆ آﻟـﺖ Alt ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﺗﻄﻮر وﻋـﻲ ﻗـﻮﻣـﻲ، وﻫﻮ ﺷﻲء ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻷﻗﻮام المحلية ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﲡﺮﺑﺘﻪ: »إن ﺗﺴﻤﻴـﺔ اﻟﺪول ﺑﺄﺳﻤﺎء ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺗﻜﺸﻒ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ وﻋﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻗﻂ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﺑﺎﻷﺧﺺ دول ـ المدينة، ﻷن ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻻيمكنها ﻣﻦ ذﻟﻚ«(1966: :18.(
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻣﺒﺮر واﺿﺢ ﻻﻓﺘﺮاض آﻟﺖ أن نمو اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻻ يمكن أن ﻳﻨﺸﺄ ﻣﺤﻠﻴﺎ وإنما ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺷﻲء ﻣﺴﺘﻮرد؛ لكن ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻨﻮﻳـﻪ إﻟـﻰ أن أﻋـﻤـﺎل آﻟـﺖ ﻗـﺪ أنجزت ﺧـﻼل إﺣـﺪى أﻫـﻢ اﻟـﻔـﺘـﺮات الحاﺳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ المعاﺻـﺮ، وﻫـﻲ ﻓـﺘـﺮة ازدﻳـﺎد اﻟـﻬـﺠـﺮة اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳن، وﻣﺎ راﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺻﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎك؛ مما ﻏﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬري ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ. إن اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ آﻟﺖ، وﻫﻲ وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ذات ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﻮرات المذهلة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗـﻴـﺎم آﻟـﺖ ﺑﺒﺤﺜﻪ.(120).جرى إسقاط للحاضر على الماضي.


2-إﻻ أن دﺧﻮل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين إﻟﻰ ﻓﻠـﺴـﻄـين ﻗـﺪ ﻏـﻴّﺮ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻊ، ممهدا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺒﻠﻮغ اﻟﻬﺪف اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ وﻫﻮ ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ ـ ﻣﺪﻳﻨـﺔ تحت ـﻜـﻢ الملك داود وﺳﻠـﻴـﻤـﺎن، وﻫـﺬا ﻓـﻲ رأي آﻟـﺖ Alt إﳒﺎز ﻟـﻢ يكن ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺪور ﺳـﻜـﺎن ﻓﻠﺴﻄين اﻷﺻﻠﻴين. ﻻ يمدنا آﻟﺖ ﺑﺄي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻻ ﻫﺪف ﻟﻬﺎ ﺳﻮى ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺗﻔﻮق إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻣـﺤـﻠـﻲ ﻣـﺘـﺨـﻠـﻒ.«.(121)
ﺳﻴﻼﺣﻆ اﻟﻘﺎرئ أن اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ داﺋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق »اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ« اﻟﺘﻲ تمت ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎدرة اﻷرض. أﻣﺎ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻀﻤﻨﻲ المزﻋﻮم ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻤـﻮذج ﻓـﻬـﻮ أن ﺗـﺴـﻠـﻞ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻓـﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﻼ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﻠﺐ، ﻟﻜـﻨـﻪ ﻛـﺎن اﺳـﺘـﻴـﻼء ﻋـﻠـﻰ أرض ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺑﻼ ﺳﻜﺎن.(122)،
ﺑﺮﻫﻦ اﻟﻨﻘﺪ المتواﺻﻞ ﻟﻔﺮﺿـﻴـﺎت آﻟـﺖ، المتعلقة ﺑﺠﺬور إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ والمتعددة ﺣﻮﻟﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ أن ﻫـﺬا ﻣـﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ وﻣﺨﺘﻠﻖ، ﻛﻤﺎ أن المناهج اﻷدﺑـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻌـﺎلجة اﻟـﺘـﻮراة اﻟـﻌـﺒـﺮﻳـﺔ ﻗـﺪ ﻗـﻮﺿـﺖ ﺑﺸـﻜـﻞ حـﺎﺳـﻢ اﻻﻓﺘﺮاﺿﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ للمصادر اﻟﺘﻲ اﺳتﺨﺪﻣﻬﺎ آﻟﺖ ﻓﻲ تحليله ﻟـﻠـﻨـﺼـﻮص اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ.(122)ﻳﺆﻛﺪ آﻟﺖ،ودون أي ﺑﺮﻫﺎن ﻓﻌﻠﻲ،أن اﻟﺴـﻜـﺎن اﻷﺻـﻠـﻴين ﻛﺎﻧﻮا ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄي وﻋﻲ ﻗﻮﻣﻲ. وﺑﺎلمقاﺑـﻞ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻬﻴـﻮﻧـﻴـﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑـﻮﻋـﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻋﺎل ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ »وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ« ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴـﻄـين ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻟـﻬـﺠـﺮة واﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺋـﻊ إﻧـﻜـﺎر أي ﺣـﺲ ﺑـﺎﻟـﻮﻋـﻲ اﻟـﻘـﻮﻣـﻲ ﻟـﺪى ﻋـﺮب ﻓﻠﺴﻄين.(123) واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪوﻟـﺔ اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﺔ nation-state )ﺳﺎﺳﻮن Sasson .(١٩٨١ إﻧﻪ ﻣﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﺒﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﺎﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻓﻠﺴﻄين ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت وﻣﺎ راﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ازدﻳﺎد اﻟﻬﺠـﺮة اﻟـﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻴـﺔ إﻟـﻰ ﻓﻠﺴﻄين وإﻧﺸﺎء ﻋﺪد ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ المستعمرات واﻟﻜﻴﺒﻮﺗﺴﺎت.(123)



2- المطالبة بفلسطين- غزو ﻓﻠﺴﻄﲔ


اﻫﺘﻢ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﺑﺈﻇﻬﺎر اﻷﺳﺒﺎب »الموﺿﻮﻋﻴﺔ« ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟـﺘـﺮاث اﻟـﺘـﻮراﺗـﻲ ﺣﻮل وﺟﻮد ﻏﺰو واﺣﺘﻼل ﺧﺎرﺟيين،اﺳﺘﻌﺎن ﻛﻞ ﻣﻦ آﻟﺖ وﻧﻮث ﻟﺘﻘديم ﺗﺮاث ﺑﺪﻳﻞ ﺑﺴﻔْﺮ اﻟﻘﻀﺎة Judges وأﺟﺰاء ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﻳﺸﻮّع Joshua ﻛﻲ ﻳﺪﻋﻤﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ. أﻣﺎ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻓﻘﺪ رﻛﺰ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ المكتشفات اﻷﺛﺮﻳﺔ الحدﻳﺜﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺗﺮاث اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻳـﺸـﻮّع ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳـﺔ المفترض أﻧـﻬـﺎ ﻗـﻀـﺖ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴتيين ﻓﻲ تجمعاتهم المدينية(124). ﻟﻘﺪ ﻛـﺎن اﺧـﺘـﻼق أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ذا ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻎ الخطورة ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. وﻗـﺪ روّج أﻓﻜﺎره ﻫﺬه ﻋﺪد ﻣﻦ الخريجين اﻟﺬين ﺗﺒﻮأوا ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ الحياة اﻷﻛﺎديمية ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻮﻻﻳﺎت االمتحدة . إﻻ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى، أﻧﻪ ﻟﺸﻲء ﻻﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺣﻘﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديم ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎم أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﺑﺒﺤﺜﻪ.(124)
أصدر أولبرايت عام 1941 ﻛﺘﺎﺑﻪ، الذي أعيدت طباعته ﺛﻼث ﻣﺮات. أﻣﺎ ﻃﺒﻌﺔ ﻋﺎم ١٩٥٧ ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ المثير اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﻟﻜﺘﺎب ﻗﺪ تم ﻃﺒﻌﻪ »ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣـﻊ اﻟـﻨـﺎﺷـﺮ آﻧـﻜـﻮر ﺑـﻮﻛـﺲ Anchor Books والمؤتمر اﻟـﺘـﻮراﺗـﻲ Colloqui Biblica الذي هو ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ إﻋﺪاد وﻧﺸﺮ وﺗﻮزﻳﻊ المعلومات واﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ﺣﻮل اﻟﺘـﻮراة، وﻫـﻲ ﻣـﻮﺟـﻬـﺔ إﻟـﻰ اﻟـﻘـﺎرئ اﻟﻌﺎدي وﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ المتخصصين. ﻫﻜﺬا ﻳﻮﺣـــﻲ إﻟﻰ اﻟﻘارئ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺜﻖ ﺛﻘﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﻬﺬه الحلقةالدراسيةاﻟـﺘـﻲ ﺗـﻬـﺪف إﻟـﻰ ﺗـﺰوﻳـﺪ اﻟـﺸـﻌـﺐ ﺑﺜﻤﺮات اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ الموﺿﻮﻋﻲ. وﻓﻲ ذﻟﻚ الحين ﻛﺎن المؤتمر اﻟﺘﻮراﺗـﻲ، وﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ تجمع ﺗﻼﻣﻴﺬ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ وﺧﺮﻳﺠﻴـــــﻪ، ﻣﻨﺸـﻐـﻼ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻓـﻌـﺎل ﻓـﻲ ﺗﺮوﻳﺞ أﻓﻜﺎره ﺑﻬﺪف واﺿﺢ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ وﻫﻮ ﲢﻘﻴﻖ ﺳـﻴـﻄـﺮة ﺗـﻠـﻚ اﻷﻓـﻜـﺎر ﻋﻠﻰ الحياة اﻷﻛﺎديمية اﻷﻣﺮﻳﻜﻴة(125)
إن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﺘﻰ ﻋﻴﺴﻰ، ﺗﺒﺪو وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ذروة اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ تماماﻣﺜﻞ ﺗﻄﻮر الجنس اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻌـﺎﻗـﻞ Sapiens Homo.(126)
ﻻﺣﻆأن ذروةاﻟﺘﻄﻮراﻹﻧﺴﺎﻧـﻲ وﻣﻨﺠـﺰات "اﻷمم لمتحضرة" كانت ﻗـﻤـﺔ اﻟـﻌـﻘـﻴـﺪة اﻟيهودية واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ، وأن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮﺑﻲ أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎم أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﺑﺒﺤﺜﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺟﺬوره. وأﺧﻴﺮا ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻄﻮري ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺘﺎﺟﺎ لمصادفةﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻷن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎر اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ.(126)

ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ وﺻﻒ اوﻟﺒﺮاﻳﺖ لفزو الإسرائيليين ﺑﺸﻜﻞ ﻻﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟـﺘـﻔـﻮق اﻟـﺪيمغرافي اﻟﺬي راﻓﻖ ﺗﺪﻓﻖ المهاجرين اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴين إﻟﻰ ﻓـﻠـﺴـﻄين، واﻧـﺪﻣـﺎج اﻟـﺴـﻜـﺎن اﻟﻴﻬﻮد المحليين ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺴﻜﺎن المحليون )ﻋﺮب ﻓﻠﺴـﻄين)ضاع ذكرهم.(127) ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺜﺮ أﺣﺪ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻌﻼ ﺣﻖ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻷرض، وﻛـﺬﻟـﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لحقوق اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴين اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮدوا ﻣﻦ ممتلكاتهم. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، وأﺷﺪ ﺧﻄﻮرة،أن أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﺣﺎول ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﻴﻒ ﺗﺒﺮﻳﺮ إﺑﺎدة ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ. وﻧﻈﺮا إﻟﻰالخطورةاﻟﻘﺼﻮى ﻷﻓﻜﺎره ﻫﺬه ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮ اﻟﺴـلـﺐ واﻹﺑﺎدةارتاى وايتلام إيراد كامل نص أولبرايت، ودفاعه عن الإبادة مستشهدا بأحداث تاريخية مروعة. (127)
من أقوال أولبرايت،"ﻳﺒﺪو أن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﻴﺮة اﺧﺘﻔﺎء ﺷﻌﺐ ذي ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺘﺪن إﻟﻰ ﺣـﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺷﻌﺐ ذو ﺻﻔﺎت ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺘﻢ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻيمكن ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎج اﻟﻌﺮﻗﻲ أن ﻳﺴﺘﻤﺮ دون ﺣﺼﻮل ﻛﺎرﺛﺔ."(128)
يعلق وايتلام :هذااﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻹﺑﺎدة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﳒﺪه ﻟﺪى أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ،ﻫﻮ ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻎ اﳋﻄﻮرة واﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟـﺴـﺒـﺒـين :اﻟﺴﺒﺐ اﻷول ﻫﻮ أﻧﻪ ﻳﻌـﺒّﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺬﻫﻞ ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺳﺎﻓﺮة، وﻟﻜـﻦ اﻷﻛـﺜـﺮ ﺧﻄﻮرة ﻫﻮ أن آراء أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻫﺬه ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﻠﻤﻲ ـ أي ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين لدى ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﻢ ﻷﻋﻤﺎل أوﻟﺒﺮاﻳﺖ...وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ، أي ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳـﻠـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻜـﺸـﻒ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ ﻋـﻦ اﻟﻘﺼﺺ المروﻋﺔ ﻟﻠﻤﺤﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎزﻳﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد، ﻓﺈن أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄي ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ آراﺋﻪ اﻟﺘﻲ ﺗـﺪّﻋﻲ أن ﺷﻌﻮﺑﺎ »ﻣﺘﻔﻮﻗين « (superior) ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﳊﻖ ﻓﻲ إﺑﺎدة ﺷﻌﻮب »أدﻧﻰ درﺟـﺔ« (inferior)(129)
أماتحديداوﻟﺒـﺮاﻳـﺖ ﻟـﻸواﻧـﻲ ذات اﳊـﻮاف المقلوبة ware collared-rim وﻃﺮاز المنازل ذات اﻟﻐﺮف اﻷرﺑﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻼﻣﺎت االمادبة المميزة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، فﻛﺎن ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ﻋﻈﻴﻢ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺮاءات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻜﺘﺸﻔﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.(130) إﻟﻰ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، إذ ﻳﻘﻮل: »وﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ، ﻓﺈن اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﻢ ﺑين اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين واﻟﺸـﻌـﻮب المحيطة ﺑـﻬـﻢ أدى ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺣﺘﻤﻲ ، وﻟﻮ ﺑﺒﻂء إﻟﻰ وﺣﺪﺗﻬﻢ اﻟﻘﻮﻣﻴ�) « :٢٨٦) ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻻ ﻳﺮى أوﻟﺒﺮاﻳﺖ أن اﻟﺸﻌﻮب ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺸﻜﻞ مماثل ﺑـﻬـﺬه اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ، ﻟـﻜـﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎ ﻣﺜﻴﺮا ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﺰو إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻔﻠﺴﻄين وﻫﺬا اﻻﺳـﺘـﻨـﺘـﺎج ﻣـﺜـﻴـﺮ ﻷﻧـﻪ ﻳـﺒـﺮر إﺑـﺎدة اﻟـﺴـﻜـﺎن اﶈﻠﻴين.(130)

نجد أن"المعقولية" ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أوﻟـﺒـﺮاﻳـﺖ، ﻫـﻲ اﻟـﻌـﻼﻣـﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ، وﻛﺬﻟﻚ المحك اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.(130)

ﻓﺘﺒﺮﻳﺮ إﺑﺎدة ﺷﻌﺐ ﻛـﺎﻣـﻞ، وﻛـﺬﻟـﻚ إﺳـﻜـﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻣﺘﻀﻤﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ حيث ﻳﻘﻮل:ﻻ يمكننا اﻻرﺗﻘﺎء روﺣﻴﺎ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻜﻮارث والمعاناة، ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻘـﺪ النفسية، وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟـﺘـﻄـﻬـﺮ catharsis؛ وﻫﺬا اﻟﺘﻨﻔﻴﺲ واﻟﺘﻄﻬﺮ اﻟعميثين رافقا اﻟـﺘـﺤـﻮﻻت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ.(131)
ﻣﺎذا يمكن إذن أن ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮدد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ داﺧﻞ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ اﻟﻌﻨﺼﺮي ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ? الجواب ﻫـﻮ إﻣـﺎ أن ﻣـﺠـﺮد إﺛـﺎرة ﻫـﺬه المسألة ﻛﺎن ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ الحساﺳﻴﺔ، أو أن ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺗـﻮاﻃـﺄ ﻣﻊ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا المشروع. (133) ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬﻛﺮه ﻫﻮ أن اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻪ، وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ، ﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﻓﻴﻤـﺎ ﺳـﺒـﻖ،وﻻ ﺗـﺰال ﺗـﺸـﻜـﻞ، إدراك أﺟـﻴـﺎل ﻣـﻦ دارﺳـﻲ اﻟـﺘـﻮراة واﻟـﺒـﺎﺣـﺜـين ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﻤﺠـﺎل، ﺨـﺎﺻـﺔ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـين ﻣـﻨـﻬــﻢ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴين.(134)
، ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺮض أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻻﻧﺘﻘﺎد ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺪد أي وﻫﻢ ﺑﺼﺪﻗﻴﺔ آراﺋﻪ. وﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ أن المكتشفات اﻷﺛﺮﻳﺔ الحديثة ذاﺗﻬﺎ، ﻣﻦ الحفريات واﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻓﻲ المنطقة، ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﻮﺿﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ رواﻳﺎﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ. أﻣﺎ المشكلات اﻟﺘﻲ أﺛﺎرﺗﻬﺎ ﺗﻨﻘيبات ﻋﺎي وأرﻳﺤﺎوجبعوت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﺑﻂ المعلومات اﻷﺛﺮﻳﺔ المكتشفة ﺑﺎلﺘـﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻓﻬﻲ ﺷﻲء ﻣﻌﺮوف ﻟﻠﺠﻤﻴع(134). عام 1965كتب جيمز ريتشارد،احد العلماءمن جامعة برينستون الأميركية،المنقبين انه ليس من شك ،بناءًعلى أفضل ما يتوفر من شواهدانه لم يكن هناك مدينة معاصرة ليشوع في المنطقة المسماة عاي وبقربها جبعوت .مدونات التوراة لا تعتمد تواريخ موثوقة إلا من قبل التوراتيين.وهي تتكششف عن حقائق محرجة لدعاة إسرائيل القديمة.
كان ﺳﻴﻠﺒﺮﻣﺎن ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﻷﻋﻤﺎل أوﻟﺒﺮاﻳﺖ واﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﻘﻼﺋﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺒﻬﻮا إﻟﻰ المضامين اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وراء ﺗﻠﻚ اﻷﻋﻤﺎل. تساءل فيما يرمي اليه؛"ﻫﻞ يمكن ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺘﺎج ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﳊﺪﻳﺚ، وﻟﻪ وﺿﻊ ﻗﻮﻣﻲ ودﻳﻨﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻌين، أن ﻳﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ تمزقه اﻟﺼﺮاﻋﺎت )ﻣﺜﻞ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت(دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ إﺳﻬﺎم ـ ﺳﻮاء ﻋﻦ ﻗﺼﺪ أو ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ـ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪاﺋﺮ ﻫﻨﺎك? سيلبرمان 1993: ١٥ Silberman)
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻻ ﺗﺰال، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ادﻋﺎﺋﻬﺎ اﻟﺒﺮاءة، ﻣﺘﻮرﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع االمعاصر ﺣﻮل ﻓﻠﺴﻄين.(135)
ﻳﺸﻬﺪ ﺟﻮرج إﻧﺴﺖ راﻳﺖ Wright Ernest George وﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ »اﻟﻨﺪوة اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ« Colloquium Biblical ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ آراء أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ وﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن العشرين.(137)
ﻣﻦ المهم ﻣﻼﺣﻈﺔ أن آراء راﻳﺖ تزامنت مع إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋـﻴـﻞ الحديثة. إن ﻓـﻬـﻢ راﻳـﺖ ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟﻘﺪيمة وﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺧﻠﻖ »ﺟﺪﻳﺪ تماما" و »ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺤﻴﻄﻪ«، ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻮازﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮرات اﻷﺧﺮى ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ »ﻓﺮﻳﺪة«، وﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ فﻲ إدﺧﺎل الحضارة إﻟﻰ المنطقة، وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎالمحيط اﻟﺬي وﺟـﺪت ﻓﻴﻪ.(138)
دون خجل يقول راﻳﺖ The Book of the Acts of God
"إن اﺣﺘﻼل أرض ﻛﻨﻌﺎن اﻟﺬي ﺑﻮاﺳﻄﺘﻪ تمكنت إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ان ﺗﺄخذ أرضا ﻟﻬﺎ، ﻗﺪ ﻓُﺴﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻫﺪﻳﺔ إﻟﻬﻴﺔ لميراث ﻫﺬه اﻷرض. ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻷرض ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﻷﻓﺮاد وﻋﺎﺋـﻼت إﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر ان ذﻟﻚ ﺣﻖ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻬﻢ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﺪﻳﺔ إﻟﻬﻴﺔ".(139)،
. وﻳﺰﻋﻢ راﻳﺖ أﻧﻪ ﻻ يمكن أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺧﻼف ﺣﻮل ﻣﺒﺪأ اﻧﺤﻄﺎط وﻻ أﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﶈﻠﻴﺔ، أو أن ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ الحق في أن ﺗﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﻘﺘﻞ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ. ﺛـﻢ ﻳـﺤـﺎول أن ﻳـﺠـﺪ ﺣـﻼ ﻟـﻬـﺬا اﻹﺷـﻜـﺎل اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ بالنسبة ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴين ﺑﻘﻮﻟﻪ إن اﻹﻟﻪ »ﻳﺤﺎرب ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ« وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻫـﻮ المسئول ﻋﻦ ﺗﻠﻚ المذابح"(140)
ﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑ جون برايت Israel of History A اﻟﺬي ﻧﺸﺮ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٦٠، واﻟﺬي ﻫﻴﻤـﻦ ﻋـﻠـﻰ أﻓـﻜـﺎر واﻓـﺘـﺮاﺿـﺎت أﺟﻴﺎل ﻣﻦ اﻟﺪارﺳين واﻟﺒﺎﺣـﺜين ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺑﺮاﻳﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺸﻚ أن ﻓﻠﺴﻄين ﻫﻲ ﻣﻠـﻚ اﻟـﻴـﻬـﻮد الخاص.إن اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻛﺘﺎب ﺑﺮاﻳﺖ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ أﻧﻪ المرجع اﻟﺮﺋـﻴـﺴﻲ المعتمد ﻓـﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، واﻋﺘﻤﺎده ﻓﻲ الجامعات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻠـﻘـﺎت اﻟـﺒـﺤـﺚ،ﻗـﺪ أﻛـﺪ أن آراءه أﺻـﺒـﺤـﺖ انموذجا ﻳـﺤـﺘـﺬى ﻓـﻲ ﻣـﻔـﻬـﻮم »ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ« إﺳﺮاﺋﻴﻞ، واﻧﻔﺼﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ.(143)





3- المطالبة بفلسطين.. اﻟﺼﺮاع داﺧﻞ ﻓﻠﺴﻄﲔ


ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻰ ﺟﻮرج ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل Mendenhall George ـ وﻫﻮ أﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬة أوﻟﺒﺮاﻳﺖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﻧﺰ ﻫﻮﺑﻜﻨﺰ Hopkins Johns ـ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺑﺪيل لإﺳﺮاﺋﻴﻞ تحدي ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ المسلمات المتﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻧـﻈـﺮﻳـﺔ آﻟـﺖ وﻧﻮث Noth & Alt ﻤ وأوﻟﺒﺮاﻳﺖ وﺑﺮاﻳﺖ والبرايت Bright & Albrightﻤ وﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﻠﻘﻮا إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة على ﺻﻮرة إﺳﺮاﺋﻴﻞ المعاصرة، وﻟـﻢ ﻳـﻠـﺒـﺚ أن ﻫـﺪم ﻫـﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻬﺎ.
إحدى المفارقات في أﻋـﻤـﺎل ﻣـﻨـﺪﻧـﻬـﻮل ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن ﻫﻨﺎك ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﻀﻔﻲ ﺷﺮﻋﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﲡﻌﻞ ﻟﻪ ﺻﻮﺗﺎ. إﻻ أن ﻫﺬا اﻟﺼﻮت ﺳﺮﻋﺎن ﻣـﺎ ﻳـﺘـﻢ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ ﻋﻨﻪ وﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺑﺤﻜﻢ ادﻋﺎءات المسيحيةﺑﺎﻣﺘﻼك الحقيقة.
ومفارقة أخرى تعمد تجنب إﺳﻘﺎط اﻷﻓﻜﺎر الحديثةﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم؛ ﻤﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺷﺄﻧﻪ ﺷـﺄن العنصرية، ﻫـﻮ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮم ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟقديم"(1973 :١٨٤ )(149)
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻏﺰو ﻟﻔﻠﺴﻄين ﺑﺄﻋﺪاد ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ؛ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺟﺬري ﻟﻠﺴﻜﺎن، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ اﺳﺘﺒﺪال ﺿﺮوري ﻟﻠﺤﻜﺎم المحليين اﻟﺘﺎﺑﻌين ﻟﻠﻤﻠﻮك ﺑﺎﺳﻢ الملوك. وﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اي ﻏﺰو ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄين ﺑﻞ إن اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ يمكن أن ﻳﺴﻤﻰ، ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ المؤرخ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ المهتم ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـ اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋـﻴـﺔ، ﻫـﻮ ﺛـﻮرة ﻓـﻼﺣـين ﺿـﺪ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻣﻦ دول ـ المدينة ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل)1972:73).(150)


إن ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل لخصوصية إﺳﺮاﺋﻴﻞ المدينية ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ ، ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺳﺎس لحضارةاﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﺘﺒﻨﻰ،ﺑﻞأن ﻳﺪﻋﻢ،اﻻﻓﺘﺮاض اﻟﺸﺎﺋﻊ ﺑﻮﺟﻮد اﻧﻔﺼﺎل ﺑين إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين. وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﻌﻜﺲ اﻻﻓﺘﺮاض اﻟﺸﺎﺋﻊ ﺑﻮﺟﻮد اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑين إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ الحديث .(152)لا يمكن اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﻔﻬﻮم اﻹﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ المبكرة إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻧﻔﺘﺮض أن اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت المعنية ﻗـﺪ ﺟـﺮّﺑﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ، ﻋﺠﺰ اﻟﻨﻈﺎم الملكي اﻟﻜﻨﻌﺎﻧـﻲ ، ﻷن أﻋـﻤـﺎل الملك المعتادةوﺳﻠﻄﺘﻪ وﻫﻴﺒﺘﻪ ﻫﻮ وﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻫﻲ ﻣﺰاﻳﺎ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﻬﺎ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻣـﺘـﻼك اﻷرض واﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔو"اﻟﻤﺠﺪ" وﺣﻖ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺴﻠﻄﺔ ، ﻛﻠﻬﺎ ﺗُﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮ وﺗﻨﺴﺐ ﻟﻺﻟﻪ. (ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل1962: 😊٧٦ (.(152)


ﻟﻜﻦ ﻣﺎ يمكن أن ﻳﻜﻮن أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﺎرﻳـﺦ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ ﻫﻮ إﺛﺎرﺗﻪ ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺴﺒﺒﻲ ﺑين نمو المستوﻃﻨﺎت ﻓﻲ المرتفعات واﻧﻬﻴﺎر اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت الحضرية:
إن ﻛﻤﻴﺔ وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺪﻣـﻴـﺮ اﻟـﺬي ﻛـﺸـﻔـﺖ ﻋـﻨـﻪ الحفريات ﻓـﻲ ﻓـﻠـﺴـﻄين ﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ ﺳـﺒـﺒـﻬـﺎ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن؛ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎن واﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟـﺮﻏـﺒـﺔ والحاجة إﻟـﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﻴﻮﻳﺎ. ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺆدي ﻟﻠﺴﻼم وﻳﺆﻣﻦ ﺗﻌﺎوﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻹﻋﺎدة ﺑـﻨـﺎء ﻣـﺠـﺘـﻤـﻊ واﻗﺘﺼﺎد ﻣﺤﻄﻢ.مندنهول(1973: ٦٤٦٣),
وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﲢﻮل اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﻬﻴﺎر الحضري ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺒﻪ.( وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ أن اﺳـﺘـﻨـﺘـﺎﺟـﺎت ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ تماما بمشروعه اﻟﻼﻫﻮﺗﻲ، ﻓﺈن ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ يمدنا ﺑﻨﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين اﻟﻘديم، ﺑﻮﺻﻔﻪ دراﺳﺔ ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ المنطقة.وإذا ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ اﳋﻼﻓﺎت المتعلقة ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة واﻧـﺼـﺐ اﻫﺘﻤﺎمﻨـا ﻋـﻠـﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ المتعلقة ﺑﺎﻟﺜﻮرات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑين اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر وأواﺋﻞ اﻟﻌـﺼـﺮ اﳊـﺪﻳـﺪي وﻣـﺎ راﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﲢﻮل اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻓﺈن ﲢﻠﻴﻼت ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل.(156).

ثم جاء دور ﻧﻮرﻣﺎن ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ Gottwald Norman، الذي طور اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ واﺿﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﺠـﺬور إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ المبكرة وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﻀﺨﻢ اﻟـﺬي ﻳـﺤـﻤـﻞ ﻋـﻨـﻮان »ﻗـﺒـﺎﺋـﻞ ﻳـﻬـﻮه ، دراﺳـﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟـﻴـﺔ ﻟـﺪﻳـﺎﻧـﺎت إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ المحررة ١٢٥٠ ـ ١٠٥٠ ق.م« of Tribes The
..Yahweh, A sociology of the Religions of Liberated Israel 1250 - 1050 B. C. E
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﻮان ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻋـﻤـﻞ ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ ﻫﺬا، وﻫﻮ ﺷﻲء اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﺧﺮى.(157).

إن ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن المدنية وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺣﺮب ﻓـﻴـﺘـﻨـﺎم واﻟـﻨـﺸـﺎط المعادي ﻟﻺﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ، وﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، واﻟﻌﻤـﻞ ﺿـﺪ ﻋـﺸـﻮاﺋـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻫﺬه ﻛﻠﻬﺎ وﻓﺮت »ﻣﺨﺘﺒﺮا ﺣﻴﺎ« وﻣﺼﺪرا داﺋﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳـﻠـﻘـﻰ اﻟـﻀـﻮء ﻋـﻠـﻰ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة Gottwald ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ)1979 مقدمة ). ﻳﺒﺪأ ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ اﻗﺘﺒﺎﺳﺎت ﻳﺮﻛﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ، أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻣﺎرﻛﺲ وإﳒﻠﺰ ، وآﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺪﻧﻬﻮل(1973 :١٢ ( ﺛﻢ ﻳﻌﺮض ﺑﻮﺿﻮح أﻫﻢ المؤﺛﺮات ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ.ﻣﻦ المذﻫﻞ،إذا أﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴـﺔ اﻟـﻮاﺿـﺤـﺔ ﻷﻋـﻤـﺎل ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ وﲢﻠﻴﻠﻪ الماركسيـ المادي- ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻋﺘـﺮاﻓـﻪ ﺑـﺪوره ﻓـﻲ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﺣﺮب ﻓﻴﺘﻨﺎم ، أﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ أﺑﺪا اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ المصير. وﻓﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺟﺬرﻳﺔ وإﺛﺎرة ﻟﻠﺠﺪل ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﻈﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄين ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ.(157) بالمثل )ﺳﻴﻠـﺒـﺮﻣـﺎن Silberman 1992:٢٩ اﻟـﺬي اﻋـﺘـﺎد إﻋـﺎدة ﺑـﻨـﺎء الماﺿـﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﻴﺲ ﻻ ﻳﺒﺬل أي ﺟﻬﺪ ﻟﻠﺮﺑﻂ ﺑين ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﺟﺬور إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺑين أﻛﺜﺮ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺿﻮﺣﺎ، وﻫﻲ ﻛﻔﺎح اﻟﻔﻠﺴﻄـﻴـﻨـﻴـن ﺿـﺪ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ. ﺗﻈﻞ المشكلة ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ بسبب ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت التوراتية.(157)

الموضوع اﻷﻫﻢ والجدير ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ اﻵن ﻟﻴﺲ المشكلة المتعلقة ﺑﺎﻷرض ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ أو ﻣﺸﻜﻠﺔالمناطق اﻟﺘﻲ أﺧﺬت أو أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي أو ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي إﻟﺦ... ﻓﻠﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻵن ﻟﻢ ﻳـﺘـﻢ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت المتعلقة ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ أو ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﳊﺎﻻت دﻗﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺰﺋﻲ. )ﻏﻮﺗﻔﺎﻟﺪ:٢٢٠ (١٩٧٩(163)
وﻳﺒﻠﻎ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﺪﻳﺪ أي ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻫﺬه اﻷرض ﻫﻲ »أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ"آلآ؛ وهذا مستغرب في ضوءاﻋﺘﺮاﻓﻪ ﻫﻮ ذاﺗﻪ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ حركات التحرر ﻋﻠﻰ أفكاره.(163)
إﻻ أن ﻫﺬا ﻳﺪل ﻗﺒﻞ أي ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ الﻬﺎﺋﻠﺔ، القوية والغلابة والﻣﺴﻴﻄﺮة إﻟﻰ ﺣﺪ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ المعالجات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﳊﺴﺎﺳﺔ ﻟﻠﻤﻀﺎﻣين اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄين ﺗﻈﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ. (163)

خطاب الدراسات التوراتية حظر بحزم أي إشارة الى الموضوع الفلسطيني في الماضي القديم وفي العصر الحديث.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3
- بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
- تتمزق الأقنعة التنكرية-2
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
- ترامب يعاقب ألبانيز!!
- تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي ...
- مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص


المزيد.....




- شاهد لحظة اصطدام سفينتين صينيتين بسرعة عالية
- مصدر استخباراتي: إعادة انتخاب ترامب مهّد الطريق أمام الهجمات ...
- أرمينيا وأذربيجان تنشران نص اتفاق السلام.. ما أبرز ما جاء في ...
- صوت غزة للعالم.. كيف تناول الإعلام الأفريقي اغتيال أنس الشري ...
- طرد نائبة بعد انتقادها الحكومة النيوزيلندية بشأن الاعتراف بف ...
- طيارون إسرائيليون وأمهات جنود يدعون للتظاهر لإنهاء حرب غزة
- مغردون: استهداف الدفاع المدني بغزة يؤكد وحشية الاحتلال
- اتهامات لإسرائيل بتسريع ضم الضفة وتهجير الفلسطينيين بالقوة
- مباحثات أردنية سورية أميركية في عمّان
- الإعلان عن الدورة التاسعة من جائزة قطر للأعمال الرقمية 2025 ...


المزيد.....

- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة