|
خرافة توسع السماء في القران
عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)
الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 20:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ….سورة الذاريات-47 يتفق جميع المفسرون , أن معنى لَمُوسِعُونَ , يفيد التوسع في الرزق من المطر . لكن وبعد , أن تم حشر الدين في الزاية الضيقة, خرجوا علينا بخرافة الاعجاز العلمي للقران عن توسع ؟ السماء من خلال الاية 47 من سورة الذاريات . وعلى سبيل المثال , يذكر موقع اسلام اون لاين , بالقول : التعبير القرآني “وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات، آية : 47). يشير إلى تلك السعة المذهلة، كما يشير إلى حقيقة توسع هذا الكون باستمرار إلى ما شاء الله وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا في القرن العشرين، حين ثبت لعلماء كل من الفيزياء النظرية والفلك أن المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تتزايد بتزايد بعدها عن مجرتنا، وتقترب أحياناً من سرعة الضوء “المقدر بحوالي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية”.
س ـ تشير ظاهرة توسع الكون إلى تخلق كل من المادة والطاقة لتملأ المساحات الناتجة عن هذا التوسع، وذلك لأن كوننا تنتشر المادة فيه بكثافات متفاوتة ولكنها متصلة بغير انقطاع، فلا يوجد فيه مكان بلا زمان كما لا يوجد فيه مكان وزمان بغير مادة وطاقة ولا يستطيع العلم حتى يومنا هذا أن يحدد مصدر كل من المادة والطاقة اللتين تملآن المساحات الناتجة عن تمدد الكون، بتلك السرعات المذهلة، ولا تفسير لها إلا الخلق من العدم.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: تمدد الكون - إسلام أون لاين https://islamonline.net/32830
وملخص الحديث اعلاه : 1. يشير إلى حقيقة توسع هذا الكون باستمرار إلى ما شاء الله 2. أن المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تتزايد بتزايد بعدها عن مجرتنا
نظرية توسع الكون تمدد الكون هو زيادة المسافة بين أجزاء الكون المرئي غير المقيدة بالجاذبية مع مرور الوقت. إنه تمدد جوهري، لذا فهو لا يعني أن الكون يتمدد إلى أي شيء أو أن الفضاء موجود خارجه. يبدو لأي راصد في الكون أن جميع المجرات، باستثناء أقربها (المرتبطة ببعضها البعض بالجاذبية)، تبتعد بسرعات تتناسب مع بعدها عن الراصد، في المتوسط. وبينما لا يمكن للأجسام أن تتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء، فإن هذا القيد ينطبق فقط على الأطر المرجعية المحلية، ولا يحد من معدلات تباعد الأجسام البعيدة كونيًا.
اكتُشف تمدد الكون من خلال أعمال نظرية ورصدية منفصلة في عشرينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، أصبح التمدد جانبًا أساسيًا في مجال علم الكونيات الفيزيائي الفلكي. وقد سعت العديد من المشاريع العلمية الكبرى إلى توصيف التمدد وفهم آثاره.
يُعد التمدد الكوني سمة أساسية من سمات علم الكونيات الذي يُفترض أنه يُفسر الانفجار العظيم. وفي نظرية النسبية العامة، يُنمذج رياضيًا باستخدام مقياس فريدمان-لوميتر-روبرتسون-ووكر (FLRW). ويفترض نموذج لامدا-سي دي إم، وهو النموذج الإجماعي أو "القياسي" لعلم الكونيات، وجود معدلات تمدد مختلفة خلال أزمنة مختلفة، اعتمادًا على الخصائص الفيزيائية لمحتويات الزمكان. وقد شهد التمدد المبكر، المعروف باسم التضخم الكوني، تمددًا مفاجئًا للكون بعامل لا يقل عن 1026 في كل اتجاه بعد حوالي 10 من الثانية من الانفجار العظيم. تباطأ تمدد الكون لاحقًا إلى معدلات أبطأ بكثير، حتى بعد حوالي 9.8 مليار سنة من الانفجار العظيم (قبل 4 مليارات سنة)، بدأ يتمدد تدريجيًا بسرعة أكبر، وما زال مستمرًا. افترض الفيزيائيون وجود الطاقة المظلمة، التي تظهر على شكل ثابت كوني في أبسط نماذج الجاذبية، كوسيلة لتفسير هذا التسارع المتأخر الذي يُتوقع أن يكون مهيمنًا في المستقبل.
يصعب تفسير مفهوم تمدد الكون، مما يؤدي إلى العديد من المفاهيم الخاطئة حول طبيعته وأصله وآثاره.
لوحظت حركة المجرات البعيدة في جميع الاتجاهات بعيدًا عن الأرض، وسرعتها تتناسب طرديًا مع بعدها عنها. هذه الملاحظة، المعروفة بقانون هابل، مقترنة بملاحظة أن الكون متجانس (متماثل في كل مكان) ومتساوٍ الخواص (متماثل في جميع الاتجاهات) على أكبر المقاييس، تعني أن الكون يتمدد بانتظام في الوقت الحالي. هذا يعني أن المسافة بين أي مجرتين تزداد بمرور الوقت بنفس المقدار. التمدد المنتظم يعادل العلاقة الخطية المرصودة بين سرعات الانكماش.
V = H.X V= سرعة الانكماش H= ثابت هوبل , 67-68 كيلومترًا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي X = المجرة و موقعها
نعلم أن الكون يتمدد. اكتشف عالم الفلك إدوين هابل، الذي سُمي تلسكوب هابل الفضائي باسمه، التمدد الكوني عام ١٩٢٩، ملاحظًا أنه كلما ابتعدت المجرة عن الأرض، بدت أنها تبتعد عنا أسرع.
ولكن يبقى سؤال محوري: ما هي العلاقة تحديدًا بين بُعد الجسم وسرعة ابتعاده عنا؟ نُطلق على هذه القيمة اسم "ثابت هابل" Hubble Constant . يُسهم تحديد ثابت هابل في الإجابة على العديد من الأسئلة الأساسية، بما في ذلك سرعة التمدد (السرعة هي ثابت هابل مضروبًا في المسافة) والعمر الدقيق للكون.
أثبتت عمليات الرصد التي أجراها تلسكوب هابل الفضائي قيمة ثابت هابل بدقة غير مسبوقة، بلغت دقتها ما يقارب ١٪. كان هذا نقلة نوعية - فقبل إطلاق هابل وتحسينه لثابت هابل، كان يُقدر عمر الكون بما يتراوح بين ٩.٧ مليار سنة و١٩.٥ مليار سنة. بعد ذلك، تمكّن علماء الفلك، باستخدام أرصاد هابل، من تحديد عمرها بـ 13.8 مليار سنة.
حقق هابل ذلك من خلال رصد أجرام بعيدة، مثل النجوم المتغيرة القيفاوية والمستعرات العظمى من النوع 1a، ذات السطوع المعروف. ولأننا نعرف مدى سطوعها الحقيقي، يُمكننا قياس بُعدها بمقارنة مدى سطوعها من منظورنا - تمامًا كما نحسب المسافة إلى مصابيح السيارة الأمامية المقتربة بحساب مدى سطوعها في الظلام.
تُعطينا ملاحظات تلسكوبي هابل وويب الفضائيين لأجرام مثل النجوم المتغيرة القيفاوية والمستعرات العظمى من النوع 1a قياساتٍ للمسافات إلى المجرات الأخرى. ولكنها ليست الطريقة الوحيدة لقياس ثابت هابل. إذ يُمكن لعلماء الفلك أيضًا قياس إشعاع الخلفية الكونية الميكروي (CMB)، وهو أول إشعاع ينتقل عبر الفضاء، والذي انطلق بعد الانفجار العظيم بفترة وجيزة، ولا يزال من الممكن رصده على شكل وهج إشعاع ميكروويف خافت يملأ الكون.
تكمن المشكلة في أن قياسات التلسكوبات الفضائية لأجرام مثل النجوم المتغيرة الملتهبة 2 والمستعرات العظمى من النوع 1أ، وقياسات إشعاع الخلفية الكونية الميكروي لا تتفق. تُشير قياسات التلسكوبات الفضائية إلى ثابت هابل، أو معدل تمدد الكون، بحوالي 70-76 كيلومترًا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي (مما يُعطي عمرًا للكون يبلغ حوالي 13.8 مليار سنة). لكن القياسات المُستمدة من دراسة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي تُعطي ثابت هابل بحوالي 67-68 كيلومترًا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي. يُطلق العلماء على هذا التباين اسم "توتر هابل".
لا يزال توتر هابل لغزًا حتى اليوم. ربما يكون هناك خطأ في فهمنا للكون في مراحله المبكرة. تُعتبر الجسيمات الغريبة، ونظريات الجاذبية البديلة، والأشكال المبكرة للطاقة المظلمة جميعها عوامل مُرشحة لتفسير هذا التباين. لكن حل هذا اللغز يتطلب المزيد من البحث.
2 في دراسة نظرية جديدة مثيرة للجدل، توصل البروفيسور لوكاس لومبريزر Lucas Lombriser، عالم الفيزياء النظرية بجامعة جنيف University of Geneva، إلى أن توسع الكون هو في الواقع وهم، وفق الباحث.
كما اقترح في دراسته إعادة التفكير في ألغاز الطاقة المظلمة والمادة المظلمة في الكون، التي يعتقد العلماء أنها تمثل حوالي 95% من إجمالي طاقة الكون والمادة ولكنها تظل محاطة بالغموض.
من ناحية أخرى، وبحسب التقرير الذي نشره موقع لايف ساينس LiveScience، يوم 20 يونيو/ حزيران الجاري، فقد توقعت الدراسة أن تؤدي الطاقة المظلمة إلى انفجارات كبيرة متعددة.
وكانت الدراسة التي تبحث في مشكلة الثابت الكوني قد نشرتها دورية "كلاسيكال آند كوانتم غرافيتي" Classical and Quantum Gravity، في الثاني من يونيو/ حزيران 2023
أسوأ تنبؤ في تاريخ الفيزياء تم وصف توسع الكون -وهو المفهوم الذي يستند إليه النموذج القياسي للانفجار العظيم- في عام 1927 من قبل عالم الفيزياء الفلكية البلجيكي جورج لوميتر Georges Lemaître، ثم تم تسليط الضوء عليه في عام 1929 من قبل عالم الفلك الأميركي إدوين هابل Edwin Hubble.
ووفقًا لقانون هابل-لوميتر Hubble-Lemaître، تتحرك المجرات بعيدًا عن بعضها البعض بسرعة تتناسب مع مسافتها، وبالتالي كلما كانت المجرة بعيدة عنا بدا أنها تتحرك مبتعدة بشكل أسرع.
ويعرف العلماء أن الكون يتوسع بسبب الانزياح الأحمر، وهو تمدد الطول الموجي للضوء باتجاه الطرف الأكثر احمرارا من الطيف بينما يتحرك الجسم المنبعث منه بعيدًا عنا، فالمجرات البعيدة لها انزياح أحمر أعلى من المجرات القريبة منا، مما يشير إلى أن هذه المجرات تتحرك بعيدا عن الأرض.
المصادر https://www.livescience.com/physics-mathematics/dark-energy/the-expansion-of-the-universe-could-be-a-mirage-new-theoretical-study-suggests
https://science.nasa.gov/mission/hubble/science/science-behind-the-discoveries/hubble-constant-and-tension/
+
#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)
Abdul_Hussein_Salman_Ati#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليهود المسيحيون / الأبيونيون / , الجزء الأول
-
محاكم التفتيش ...الجزء الأول
-
تفكيك القرآن ...الجزء الثاني
-
الجواري والغلمان في صدر الاسلام... معاهدة البقط
-
تفكيك القرآن ...الجزء الأول
-
الحرب الاهلية في الدولة الاموية
-
تَشَيطَنَ الشيطان و تفليس إبليس
-
سلسة الشتائم بين الصحابة في الأسلام ...الجزء الأخير
-
الرسائل المتبادلة بين علي و معاوية ....الجزء الأخير
-
الرسائل المتبادلة بين علي و معاوية ....الجزء الأول
-
مذبحة بني قريظة...الجزء الأخير
-
سلسة الشتائم بين الصحابة في الأسلام ...1
-
مذبحة بني قريضة ...3
-
الأعراب بين القران و عمر بن الخطاب
-
مذبحة بني قريظة ....2
-
مذبحة بني قريظة ..1
-
سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير
-
الغزو العربي لبلاد فارس
-
الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثالث
-
الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثاني
المزيد.....
-
الفاتيكان يعلن عن موعد أول زيارة للبابا لاوُن إلى لبنان وترك
...
-
كاردينال بارز في الفاتيكان: إسرائيل ترتكب مجزرة في غزة
-
كاردينال بارز في الفاتيكان: إسرائيل ترتكب مجزرة في غزة
-
الفاتيكان: البابا ليو الرابع عشر يتوجه إلى تركيا ولبنان في أ
...
-
متحدث الفاتيكان قال إن البابا ليو الرابع عشر سيزور تركيا من
...
-
الفاتيكان يعلن عن موعد أول زيارة للبابا لاوُن إلى لبنان.. وج
...
-
-نخشى وضع القلنسوة- بعد أحداث 7 أكتوبر... اليهود الفرنسيون ف
...
-
بعد إبعاده.. إمام المسجد الأقصى لـ الشروق: قرار جائر يكشف إص
...
-
-الإغاثة الإسلامية- تكشف تطور إستراتيجية العمل الإنساني في س
...
-
-الأوقاف-: الاحتلال اقتحم الأقصى 26 مرة ومنع الأذان بالحرم ا
...
المزيد.....
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
المزيد.....
|