|
مذبحة بني قريظة ..1
عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)
الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 14:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إعادة النظر بالسردية التقليدية
بقلم : م.ج. كيستر...M. J. Kister ترجمة عبد الحسين سلمان عاتي
تتعلق قصة مذبحة بني قريظة (أبريل 627 م/ذو القعدة 5 هـ)، كما وردت في مصنفات السيرة المختلفة، بالضربة القاضية التي وجهها النبي محمد لآخر قبيلة يهودية في المدينة المنورة.
ووفقًا للرواية الشائعة، التي نقلها علماء الحديث الأوائل، وكتاب سيرة النبي، والفقهاء، والمؤرخون، يُقال إن بني قريظة عقدوا مع النبي عهدًا يلتزمون فيه بعدم مساعدة أعداء النبي. ولكن عندما حاصر أعداء النبي (أي الأحزاب وقريش وحلفاؤهم، الأحزاب) المدينة المنورة، يُزعم أن بني قريظة ساعدوا قوات أعداء النبي، الأحزاب. حيي بن أحطب. أُلقي اللوم على أخطب، الزعيم السابق لقبيلة بني النضير اليهودية المنفية من السبي ، لتحريضه كعب بن أسد، زعيم بني قريظة، على نقض اتفاقه مع النبي، وضغطه عليه للتفاوض مع زعماء الأحزاب. نجح النبي، بفضل حيلته، في تقويض الثقة المتبادلة بين بني قريظة والأحزاب، وإفساد خططهم الاستراتيجية ضده وضد المسلمين في المدينة. مثّل فشل حصار الأحزاب للمدينة، وانسحابهم المتسرع والمضطرب، نصرًا باهرًا للنبي، وترك بني قريظة في موقف حرج، تواجه فيه قوات النبي معزولة.
بعد انسحاب الأحزاب مباشرةً، استدعى جبريل النبي للزحف على بني قريظة. أدى الحصار الذي فرضته قوات النبي على حصن قريظة إلى تدهور وضع المحاصرين بعد ذلك بوقت قصير. طرح قائدهم، كعب بن أسد، ثلاثة مقترحات بأعتبارها حل: أ) أن يعتنقوا الإسلام، ب) أن يقتلوا النساء والأطفال ويخرجوا من الحصن لمقاتلة قوة المسلمين المحاصرة بشجاعة، أو ج) أن يفاجئوا محمدًا وجنوده بهجوم سريع وغير متوقع عشية السبت. إلا أن بني قريظة رفضوا جميع المقترحات.
عندما تدهور الوضع، أرسلت قريظة رسولها للتفاوض مع النبي على شروط استسلامهم. اقترحوا الاستسلام والرحيل تاركين وراءهم أراضيهم وأموالهم، مع حمل بعير فقط لكل شخص. عندما رُفض هذا الاقتراح، عاد الرسول طالبًا السماح لقريظة بالرحيل دون أي ممتلكات، مع عائلاتهم فقط؛ لكن هذا الاقتراح رُفض أيضًا، وأصر النبي على استسلامهم دون قيد أو شرط والخضوع لحكمه. طلبت قريظة إرسال أبي لبابة الانصاري ، وهو صحابي يثقون به، إليهم ليستشيرهم. أشار أبو لبابة بيده إلى حلقه أو حنجرته, بغير قصد، وهي حركة دلت بوضوح على الذبح و القتل؛ ثم علم من فوره أنه خان محمد فمضي على وجهه , حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة، فربط نفسه بسارية(اسطوانة) المسجد، وحلف ألا يحله إلا محمده بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً . فلما بلغ محمد خبره وكان قد استبطأه، قال : ( أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه ) .
أُجبر بنو قريظة على الاستسلام، فنزلوا من معقلهم واقتيدوا إلى المدينة المنورة. ووُضع الرجال، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، في دار بالمدينة المنورة؛ ويُقال إن النساء والأطفال وُضعوا في دار أخرى. وعندما طلب الأوس، حلفاء قريظة، من النبي أن يُظهر الرأفة بحلفائهم من قريظة، اقترح أن يُعيّن سعد بن معاذ، وهو رجل من الأوس، حكمًا. وافقت قريظة، وكذلك فعل المسلمون الحاضرون؛ وكان من بين المسلمين، بالطبع، الأوس الذين بدأوا بدورهم بالتوسط لدى سعد لقريظة؛ وكان رد سعد القاسي نذير شؤم لمصير قريظة. وعندما وافقت جميع الأطراف على الالتزام بحكم سعد، أصدر حكمه الموجز: يُقتل الرجال، وتُباع النساء والأطفال كعبيد، وتُقسم الغنائم بين المسلمين. صدق النبي على الحكم، وأعلن أن حكم سعد قد صدر كقضاء من الله من فوق سبع سماوات. وبناءً على ذلك، اقتيد نحو 400 (أو 600، أو 700، أو 800، أو حتى 900) رجل من قريظة بأمر النبي إلى سوق المدينة؛ وحُفرت الخنادق في المكان، وأُعدم الرجال ودُفنوا فيها. وحضر النبي عمليات الإعدام التي نفذها علي والزبير. وأُبقي على الشباب الذين لم يبلغوا سن الرشد. وبيعت النساء والأطفال كعبيد؛ ووُزع عدد منهم هدايا بين الصحابة. وقال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم ، أن علي بن أبي طالب صاح ، وهم محاصرو بني قريظة : يا كتيبة الإيمان . وتقدم هو والزبير بن العوام ، وقال : والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو أقتحم حصنهم . فقالوا : يا محمد ، ننزل على حكم سعد بن معاذ..........البداية والنهاية , ابن كثير
لقد دُرست قصة مذبحة بني قريظة، التي ورد ملخص موجز لها آنفًا، وحُلّلت بدقة من قِبَل العديد من العلماء الغربيين، الذين انتقدوا النبي بشدة بسببها. ورغم عدم إجماعهم على تقييم بعض تفاصيل القصة، إلا أن العلماء متفقون على قسوة حكم سعد بن معاذ. ولم ينكر بعض علماء المسلمين قسوة حكم سعد، بل برّروه بالإشارة إلى أن بني قريظة قد استسلموا لأنشطة حيي بن أخطب الغادرة وارتكبوا أعمال خيانة. ورغم شدة حكم سعد وقسوته، إلا أنه كان ضرورة حيوية، إذ اعتبر مصير اليهود مسألة حياة أو موت بالنسبة للأمة الإسلامية. وينبغي تحميل مسؤولية مقتل بني قريظة على حيي بن أخطب الذي حرض على الحرب ضد النبي.
1 تظهر افتراضات غريبة في مقال و. ن. عرفات W.N. Arafatحول هذا الموضوع. يحاول عرفات إثبات عدم موثوقية رواية أحداث مذبحة بني قريظة كما سجلها ابن إسحاق (ت. 151 هـ) ونقلها علماء المسلمين والمؤرخون وكتاب سيرة النبي في وقت لاحق. يقول عرفات إن المؤرخين اللاحقين "يعتمدون على ابن إسحاق في أغلب الأحيان"، ويعلق: "لكن ابن إسحاق توفي عام 151 هـ، أي بعد 145 عامًا من الحدث المعني". يشير انتقاد عرفات اللاذع في المقام الأول إلى الطريقة التي جمع بها ابن إسحاق معلوماته: كانت مصادره غير موثوقة وغير مؤكدة ومتأخرة؛ ويرى عرفات أن روايته هي "محصلة الروايات الجماعية، مجمعة معًا". يقتبس عرفات ثلاث مرات رأي مالك بن أنس (عن ابن سيد الناس، عيون الأثر) عن محمد بن إسحاق: "كان كذابًا"، "مُدَّعٍّ و دجال"، "يروي قصصه عن اليهود"، ويؤكد مرتين أنه "يجب على المصادر المتأخرة وغير المؤكدة من جهة، وعلى الجهات المُدانة من جهة أخرى، أن يكون المصدر الوحيد المعاصر والأصيل تمامًا، وهو القرآن ". (سورة الاحزاب، الآية 26: وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا بعضهم قتلتم، وبعضهم أسرتم." [كما نقل عرفات]. لو قُتل 600 أو 700 شخص، لكانت هناك إشارة أوضح لذلك في القرآن؛ وبما أن القادة المذنبين فقط هم من أُعدموا، فإن الإشارة في القرآن موجزة جدًا - كما يجادل عرفات. وهو يرفض دون تردد القصة المتداولة على نطاق واسع حول مذبحة بني قريظة، ويكرر حجته: تشير الآية القرآنية بوضوح إلى أن رجال قريظة الذين كانوا يقاتلون بالفعل هم فقط من أُعدموا؛ ووفقًا لقاعدة الإسلام، لم يُعاقب إلا المسؤولون عن الفتنة. ويجادل عرفات بأن قتل عدد كبير من الناس يتعارض مع مفهوم العدالة الإسلامي والقاعدة القرآنية المتعلقة بالأسرى. ويتساءل عرفات: لماذا كان يجب ذبح بني قريظة، بينما عوملت الجماعات اليهودية الأخرى التي استسلمت قبل وبعد بني قريظة بتساهل وسُمح لها بالرحيل. إذا كان قد تم بالفعل قتل هذا العدد الكبير من الناس في السوق والخنادق لماذا، يتساءل عرفات، لا أثر لكل ذلك ولا علامة أو كلمة تشير إلى المكان؟ "لو حدثت هذه المذبحة بالفعل"، يزعم عرفات، "لكان الفقهاء قد اتخذوها سابقة"؛ "بل إن العكس تمامًا كان هو الحال"، يؤكد عرفات. ويؤكد عرفات أيضًا أن تفاصيل القصة تستلزم معرفةً داخلية، أي من اليهود أنفسهم. فقد كان أحفاد بني قريظة وأحفاد مسلمي المدينة حريصين على تمجيد أجدادهم؛ وكان أحد أحفاد سعد بن معاوية. معاذ الذي نقل حكم سعد وقول النبي لسعد: "لقد حكمت عليهم بسبعة حجب". وأخيرًا، يطرح عرفات بعض الأسئلة الإضافية: كيف يُسجن مئات الأشخاص في منزل امرأة من بني النجار، وكيف يُفسر ذكر بقاء بعض اليهود في المدينة المنورة بعد طرد جميع القبائل اليهودية المزعوم؟ يقارن عرفات بين قصة مسعدة كما رواها يوسيفوس فلافيوس وقصة بني قريظة. استنتاجات عرفات مثيرة للدهشة: أحفاد اليهود الذين فروا إلى الجزيرة العربية بعد الحروب اليهودية أضافوا تفاصيل حصار مسعدة إلى قصة حصار بني قريظة. ووفقًا لعرفات، شكل هذا المزيج أساس قصة ابن إسحاق.
قصة فلافيوس يوسيفوس : عن كتاب عرفات New Light on the Story of Banū Qurayẓa and the Jews of Medina كما هو معلوم، فإن مصدر تفاصيل الحروب اليهودية هو فلافيوس يوسيفوس، وهو يهودي وشاهد معاصر شغل منصبًا في عهد الرومان، وقد استنكر بعض أفعال المتمردين، لكنه مع ذلك ظل يهوديًا في قلبه. نقرأ في كتاباته تفاصيل تُشبه إلى حد كبير ما ورد في السيرة عن أفعال اليهود ومقاومتهم، إلا أننا نرى الآن مسؤولية هذه الأفعال على المسلمين. عند النظر في تفاصيل قصة بني قريظة كما رواها أحفاد تلك القبيلة، يمكننا ملاحظة التفاصيل المتشابهة التالية في رواية يوسيفوس: أ) وفقًا ليوسيفوس، فإن الإسكندر، الذي حكم القدس قبل هيرودس الكبير، علق على الصلبان 800 أسير يهودي، وذبح زوجاتهم وأطفالهم أمام أعينهم،
ب) وبالمثل، قُتل عدد كبير على يد آخرين، ج) تتشابه التفاصيل المهمة في القصتين بشكل ملحوظ، ولا سيما أعداد القتلى. في مدينة مسعدة قرب البحر الميت ، بلغ عدد الذين لقوا حتفهم في النهاية 960.35 وبلغ عدد السيكاريين المتهورين أو ضاربو الخناجر وهم حركة سياسية يهودية, الذين قُتلوا في النهاية 600.86 كما نقرأ أنه عندما وصلوا إلى حد اليأس، خاطبهم زعيمهم العازار (تمامًا كما خاطب كعب بن أسد بني قريظة)، واقترح عليهم قتل نسائهم وأطفالهم. وفي أقصى حالات اليأس الكامل، تم اقتراح خطة قتل بعضهم البعض حتى آخر رجل. من الواضح أن تشابه التفاصيل هو الأبرز. ليس فقط تشابه إشارات الانتحار الجماعي، بل حتى الأعداد متشابهة تقريبًا. حتى الأسماء نفسها تظهر في كلتا الروايتين....أنتهت
تبع مقال عرفات مقالٌ آخر كتبه زيد. في مقاله المعنون "أسطورة مسعدة في التراث اليهودي والإسلامي"، يُكرّر الكاتب حجج عرفات، ويصل إلى نفس الاستنتاجات، دون إضافة أي رأي حقيقي خاص به. لذا، يبدو أن هذا المقال لا يستحق أي تعليق.
ينبغي التحقيق في الافتراضات الجريئة التي طرحها عرفات، والمُلخّصة أعلاه. كما ينبغي إعادة النظر في البيانات المتعلقة بالأحداث المحيطة بمذبحة بني قريظة، وتحليل بعض الروايات وتقييمها.
2 أربع من حجج عرفات الاثنتي عشرة ذات أهمية خاصة، ولها في الواقع قاسم مشترك: معطيات قصة قريظة تتعارض، وفقًا لعرفات، مع القواعد الإسلامية والشريعة الإسلامية والعدالة الإسلامية ومبادئ القرآن . يقول عرفات إن القاعدة في الإسلام هي معاقبة المسؤولين عن الفتنة فقط (الحجة رقم 2)؛ قتل هذا العدد الكبير من الناس يتعارض تمامًا مع المعنى الإسلامي للعدالة والمبادئ الأساسية المنصوص عليها في القرآن الكريم (الحجة رقم 3)؛ ذبح الأسرى يتعارض مع القاعدة القرآنية التي تأمر إما بمنحهم حريتهم أو السماح لهم بالفداء (الحجة رقم 4)؛ يؤكد عرفات أنه لو حدثت هذه المذبحة بالفعل، لاعتمدها الفقهاء كسابقة؛ في الواقع، حدث العكس تمامًا (الحجة رقم 7). لتعزيز الحجج رقم. ٣ و٧، يستشهد عرفات بالقرآن : "ولا تزر نفس وزر أخرى". إذا كانت هذه الحجج الأربع التي ساقها عرفات صحيحة وسليمة، فإنها تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الروايات المتعلقة بحكم سعد بن معاذ، وموافقة النبي عليه، ومذبحة بني قريظة الوحشية، كلها روايات باطلة. وإذا كانت حجج عرفات صحيحة، فلا يمكن لأي فقيه مسلم أن يبني حكمه على رواية تخالف روح الشريعة الإسلامية تمامًا، وتتعارض مع عدالة المسلمين وأخلاقهم.
مع ذلك، فإن حجج عرفات واهية، واستنتاجاته غير صحيحة، ورأيه في رواية سترا غير مُقدَّر. كان الفقهاء المسلمون على دراية تامة بقصة بني قريظة، واستندوا في أحكامهم وأحكامهم إلى رواية المذبحة. في الواقع، كان الشافعي (ت. 204 هـ) هو من حلل قضية بني قريظة ببصيرة ثاقبة، وحدد طبيعة أفعالهم المؤذية، وقيّم طبيعة التجاوز الذي ارتكبوه، وأوضح مشكلة العقوبات الفردية والجماعية. في فقرة بعنوان "نقض العهد" (نقد الصادق الشيعي) يقول: إذا وادع الإمام قوما مدة ، أو أخذ الجزية من قوم فكان الذي عقد الموادعة والجزية عليهم رجلا ، أو رجالا منهم لم تلزمهم حتى نعلم أن من بقي منهم قد أقر بذلك ورضيه ، وإذا كان ذلك فليس لأحد من المسلمين أن يتناول لهم مالا ودما ، فإن فعل حكم عليه بما استهلك ما كانوا مستقيمين ، وإذا نقض الذين عقدوا الصلح عليهم ، أو نقضت منهم جماعة بين أظهرهم فلم يخالفوا الناقض بقول ، أو فعل ظاهر قبل أن يأتوا الإمام ، أو يعتزلوا بلادهم ويرسلوا إلى الإمام إنا على صلحنا ، أو يكون الذين نقضوا خرجوا إلى قتال المسلمين ، أو أهل ذمة للمسلمين فيعينون المقاتلين ، أو يعينون على من قاتلهم منهم فللإمام أن يغزوهم ، فإذا فعل فلم يخرج منهم إلى الإمام خارج مما فعله جماعتهم فللإمام قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم كانوا في وسط دار الإسلام ، أو في بلاد العدو .
وهكذا { فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة عقد عليهم صاحبهم الصلح بالمهادنة فنقض ، ولم يفارقوه فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم وهي معه بطرف المدينة فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وغنم أموالهم } وليس كلهم اشترك في المعونة على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولكن كلهم لزم حصنه فلم يفارق الغادرين منهم إلا نفر فحقن ذلك دماءهم وأحرز عليهم ، وكذلك إن نقض رجل منهم فقاتل للإمام قتال جماعتهم كما كان يقاتلهم قبل الهدنة روي أنه قد { أعان على خزاعة وهم في عقد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من قريش فشهدوا قتالهم فغزا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا عام الفتح بغدر النفر الثلاثة وترك الباقون معونة خزاعة } ، فإن خرج منهم خارج بعد مسير الإمام والمسلمين إليهم إلى المسلمين مسلما أحرز له الإسلام ماله ونفسه وصغار ذريته ، وإن خرج منهم خارج فقال : أنا على الهدنة التي كانت وكانوا أهل هدنة لا أهل جزية وذكر أنه لم يكن ممن غدر ، ولا أعان قبل قوله إذا لم يعلم الإمام غير ما قال فإن علم الإمام غير ما قال نبذ إليه ورده إلى مأمنه ثم قاتله وسبى ذريته وغنم ماله إن لم يسلم ، أو يعط الجزية إن كان من أهلها ، فإن لم يعلم غير قوله وظهر منه ما يدل على خيانته وختره ، أو خوف ذلك منه نبذ إليه الإمام وألحقه بمأمنه ثم قاتله لقول الله عز وجل { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } ….أنتهى
من الواضح أن الشريعة الإسلامية، وفقًا لحكم الشافعي، تأمر بمعاقبة من لم يكن مسؤولاً عن نقض الاتفاق، بل ظل سلبيًا في الأرض التي احتلها المعتدون؛ وهذه القاعدة تتناقض مع حجة عرفات رقم 2. ومن البديهي أن من لم يثور على قادته الظالمين وينضم إلى الجماعة الصالحة (أي الجماعة المسلمة - ك) يجوز قتله بأمر الإمام؛ وهذا في الواقع يتناقض مع حجة عرفات رقم 3. ومن الواضح أن بني قريظة الذين استسلموا لم يتمتعوا بوضع أسرى الحرب؛ وهذا، بالطبع، يتناقض مع حجة عرفات رقم 4. وقد اعتبر الشافعي أن رواية ذبح بني قريظة موثوقة وسليمة وبنى حكمه عليها؛ وهذا يتناقض مع حجة عرفات رقم 7.
المصدر https://web.archive.org/web/20240125003640/http://www.kister.huji.ac.il/sites/default/files/banu_qurayza.pdf
#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)
Abdul_Hussein_Salman_Ati#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير
-
الغزو العربي لبلاد فارس
-
الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثالث
-
الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثاني
-
الزيادة و النقصان في القران...الجزء الأول
-
حكايات اسلاموية ...الجزء الرابع
-
حكايات اسلاموية ...الجزء الثالث
-
حكايات اسلاموية ...الجزء الثاني
-
عقيل بن ابي طالب البراغماتي
-
حكايات اسلاموية ...الجزء الأول
-
أصل الدروز
-
سورة العنكبوت...الآية 29
-
المسيحيون في القرآن
-
المسح الأثري لمدينة الحيرة / العراق
-
صورة للأصول المحتملة للإسلام في ضوء المصادر المادية المبكرة:
...
-
صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الأخير
-
صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الثاني
-
صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الأول
-
الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الأخير
-
الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الثاني
المزيد.....
-
زياد الرحباني.. خاطب الوعي وانتقد الطائفية بأعماله الفنية
-
وزير التراث الإسرائيلي يدعو لاحتلال قطاع غزة كاملا والتخلي ع
...
-
خارج الحدود.. الإخوان يعيدون تشغيل -ماكينة التحريض- ضد مصر
-
قصة النفوذ اليهودي في بنما
-
موقع أميركي: الكنيسة العالمية فشلت بواجبها إزاء الإبادة في غ
...
-
منذ “الربيع العربي”.. هل تمكنت دول الخليج من تحييد الإسلام ا
...
-
-هددوا سلامة الركاب أم غنوا بالعبرية؟-.. حملة على طيار بعد ط
...
-
إقامة مراسم أربعين شهداء الحرب الأخيرة بحضور قائد الثورة الا
...
-
أكراد سوريا.. الحلقة المقبلة في مسلسل العنف الطائفي؟
-
شاهد.. إعدامات في السويداء وسط تصاعد العنف الطائفي وتكميم ال
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|