أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين سلمان عاتي - سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير















المزيد.....

سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير


عبد الحسين سلمان عاتي
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 02:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سورة التوبة , الآية 29
محاولة تفسير

بقلم : م.ج. كيستر...M. J. Kister
ترجمة عبد الحسين سلمان عاتي


سورة التوبة , الآية 29
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون

مقدمة
تنوعت تفسيرات المفسرين وعلماء الحديث والمعجميين للفقرة الحاسمة من سورة التوبة (٩/٢٩). في السنوات الأخيرة، تناول كلٌّ من ف. روزنتال، و س. كاهين، و م. م. برافمان.. F. Rosenthal, C. Cahen and M. M.Bravmann هذه الفقرة الغامضة. تستعرض الأسطر التالية بعض التفسيرات الإسلامية لكلمة "عن يدِ "، وتحاول الوصول إلى استنتاج مُرضٍ.

1
يُفسر أبو عبيدة (ت. ٢٠٩ هـ) عبارة "أن يدِ" بأنها خضوع من المُستضعفين بدفع (ضريبة ما) تحت الإكراه.
ويُقال إن الكلبي (ت. ١٤٦ هـ) فسّر العبارة بعبارة "يَمْسُونَ بِهَا"، أي: "يُؤْتُونَ بِالْجِزْيَةِ مَشْيَةً".
ويُنسب إلى أبي عبيد (ت. ٢٢٤ هـ) نفسه تفسير مماثل لـ "أن يدِ": أي أن الدافع لا يأتي راكبًا، ولا يرسل الجزية بواسطة رسول.
ويورد أبو عبيد تفسيرات أخرى: "أن يدِ" تعني دفع الجزية نقدًا، أو أن الدافع يجب أن يقف بينما يبقى مستلم الجزية جالسًا. وقد سجّل النحاس (ت. 338 هـ) هذا التفسير على أنه تفسير الصحابي المغيرة بن سُباع، ووافقه عكرمة (مولى عبد الله بن العباس).

قصة المغيرة بن شعبة مع القائد الفارسي رستم:
يذكر السيوطي في الجزء الرابع, صفحة 168 :
وأخرج ابن أبي حاتم عن المغيرة رضي الله عنه‏.‏ أنه بعث إلى رستم فقال له رستم‏:‏ إلام تدعو‏؟‏ فقال له‏:‏ أدعوك إلى الإِسلام، فأن أسلمت فلك ما لنا وعليك ما علينا‏.‏ قال‏:‏ فإن أبيت‏؟‏ قال‏:‏ فتعطي الجزية عن يد وأنت صاغر‏.‏ فقال‏:‏ لترجمانه‏:‏ قل له ما إعطاء الجزية فقد عرفتها فما قولك وأنت صاغر‏؟‏ قال‏:‏ تعطيها وأنت قائم وأنا جالس والسوط على رأسك‏.....الاضافة من عندنا

في الواقع، هذا التفسير، المتضمن في محادثة المغيرة الشهيرة مع رستم، سجله السيوطي (ت. 91هـ)،: ولكنه لم يُقدم كتفسير لـ "اليد"، بل للعبارة التالية وهم صاغرون. يلاحظ ابن العربي (ت. 542هـ) بحق أن هذا التفسير يشير إلى وهم صاغرون ؛ وقد استشهد القرطبي (ت. 671هـ) بشرحه.
يسجل السيوطي تفسيرات العلماء الأوائل. ترجم قتادة (ت. 118هـ) "اليد" بـ "القهر"، أي تحت الإكراه. يوضح سفيان بن عيينة (ت. 198هـ) أنها تدل على دفع الجزية شخصيًا، لا عن طريق رسول.
يُفسّر أبو سنان "اليد" بـ "القدرة"، أي القدرة (أي القدرة على الدفع أو تحصيل الضريبة - التعريف غامض). ويُسجّل أبو بكر السجستاني (ت. 330 هـ) ثلاثة تفسيرات: "القدرة"، أي الإكراه من قِبَل المُستَلِم والتواضع من قِبَل الدافع، و"القدرة منكم عليهم وسلطان"، أي قوة وقدرة مُستَلِمي الجزية على الدافعين، و"الإنعام"، أي جزاءً لمنة، أي قبول الجزية وتسليم حياتهم لهم منة ولطف.

وقد قدم الراغب الأصفهاني تفسيرات مماثلة. ويروي أبو حيان (ت 754 هـ) تفسيرًا آخر لقتادة: ينبغي أن تكون أيدي الدافعين أدنى من أيدي متلقي الجزية. وهناك تفسيران آخران لأبي حيان هما تفسير جزاء النعمة، وتفسير قدرة المتلقين وتواضع الدافعين. وتستحق ثلاثة تفسيرات لأبي حيان التأكيد عليها بشكل خاص: التفسير الأول يترجم "إن يد" إلى "جماعتين".

وهذا يعني أن الجزية تُدفع عن جميع أفراد المجتمع؛ ولا يُعفى أحد. التفسير الثاني هو تفسير ابن قتيبة (ت. 276 هـ): "اليد تعني مبتدعًا" أي غيرة مكفّرة؛ وليست الجزية جزاءً على معروف. وفي التفسير الثالث، "اليد لا تعني المستلم، بل دافع الجزية". والترجمة هي: ... حتى يدفعوا الجزية عن قدرة وكفاية (عن جنان وقدرات)؛ إذ لا تُجبى الجزية من الفقراء.

يشرح الزمخشري (ت. 528 هـ) عبارة "عن يد" بأنها تشير إلى كلٍّ من دافع الضريبة ومتلقيها: فبالنسبة إلى الدافع، تدل على الطاعة والخضوع والانقياد؛ وبالنسبة إلى المتلقي، تدل على اليد القوية الجبارة.
ومن التفسيرات الأخرى التي استشهد بها الزمخشري الدفع من يد إلى يد، والدفع جزاءً على فضل الله بإنقاذ أرواحهم (أي أرواح الدافعين). وقد ذكر الزمخشري إحضار الجزية ماشيًا (لا راكبًا) في وصفه لإذلال الدافعين في سياق عبارة "وهم صاغرون".

سجل ابن العربي (ت 542 هـ) في الجزء الثاني , صفحة 479 من كتاب : أحكام القران
خمسة عشر تفسيرًا لتعبير "اليد":
1. أن يدفعها الدافع قائمًا، والمستلم جالسًا (عكرمة)؛
2. أن يدفعها بنفسه؛ أن تُؤتى بها ماشيًا؛...أبن عباس
3. أن تُدفع من يد إلى يد؛
4. أن تُدفع عن قوة؛
5. أن تُدفع جهرًا (عن ظهورهم )؛
6. الدافع غير محمود
7. أن يتلقى (يُضرب على رقبة الدافع) ضربة على رقبته؛
8. أن يكون في وضع ذل؛
9. أن يكون في حالة كفاية مالية (الدافع)؛
10. أن يُدفع بناءً على عهد؛
11. أن يُدفع نقدًا؛
١٢ الاعتراف بأن أيدي المسلمين فوق أيديهم (أي الاعتراف بتفوق المسلمين)؛
١٣ الإكراه؛
١٤ عن يدٍ مواتيه غي ممتنعة
١٥ عدم كون الأجر جزاءً لمنة أو فضل تلقاه

2
كانت إحدى الصعوبات الرئيسية في فهم هذا التعبير الغامض هي تحديد ما إذا كان اسم "يد" يشير إلى مستحق الجزية أم إلى دافعها. تُعرّف عبارة "أن يد" بأنها "حال": عن يدٍ" حالٌ أي: يُعْطَوها مقهورِين أَذِلاَّء. وكذلك "وهم صاغرون"
وقد فسّرها مفسرون مختلفون على أنها تشير إما إلى دافع الضريبة أو إلى مستحقها، وفقًا لللاحقة المضافة. تُعدّ التفسيرات التي تُضاف فيها معنيان متباينان إلى أن يداً، محاولةً شيقةً لحل المشكلة. من الواضح أن التفسيرات: القوة، والإكراه، والدفع من يد إلى يد، وجزاءً على معروف أو تواضع الدافع كانت التفسيرات السائدة. وقد لاءمت هذه التعريفات آراء غالبية الفقهاء، وتوافقت مع موقف أهل الذمة وإجراءات تحصيل الضريبة الفعلية.

لكن لا شيء يبدو أنه يشير إلى كون هؤلاء هم الأوائل. قد يفترض المرء أن أحد التفسيرات المبكرة جدًا كان تفسير "عن يد" بـ"عن عاهد" (رقم ١٠ في قائمة ابن العربي). ووفقًا لهذا التفسير، تُرجمت العبارة إلى:
. (حتى يدفعوا الجزية بموجب عقد (يعقدونه مع المسلمين) كونهم أدنى مرتبة)...

وفقًا لهذا التفسير، فإن الجزية في الواقع يدفعها أهل الذمة مقابل عدم سفك دمائهم والسماح لهم بالإقامة في دار الإسلام؛ ويُعرّف هذا بعهد.
ويُفسّر بأنه الامتثال لشريعة الإسلام. يعكس هذا التفسير روح الفترة المبكرة من الإسلام، حيث أبرم المسلمون الفاتحون معاهدات مع المهزومين. ويبدو بالفعل أنه تفسير مبكر.
ومع ذلك، لم تُحل مشكلة ما إذا كان هذا هو المقصود من عبارة القرآن.

3
يذكر الزمخشري في كتاب اساس البلاغة ان عبارة صاغر هو الرضا بالضيم

هو صاغر بين الصغر والصغار، وقد صغر وصغر بالكسر والضم. وقم صاغراً وغير صاغر، وقم من غير صغرك وهو الرضا بالضيم. وتصاغرت إليه نفسه: صارت صغيرة الشأن ذلاً ومهانةً. قال ذو الرمة:
تصاغر أشراف البرية حوله ... لأبيض صافي اللون من نفر زهر
وصغره في عيون الناس. وأصغر فعله، واستصغره، وهو صغير القدر، وصغير في العلم. وأصغرت الخارزة القربة: خرزتها صغيرة. قال:
لو كانت الساقي أصغرتها
ومن المجاز: أصغرت الناقة وأكبرت: جاءت بحنينها خفيضاً وعالياً. قالت الخنساء:
حنين والهة ضلت أليفتها ... لها حنينان إصغار وإكبار

يقول الشريف الرضي في كتاب مجاز القران: عن هذه الآية
وهذه استعارة لأن المراد فيها حتى يعطوا الجزية عن خشوع و ضراعة وذلة واستكانة ,

4
محمد رشيد رضا في تفسيره : المنار
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن زيد ـ رضي الله عنه ـ في هذه الآية، قال لما فرغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قتال من يليه من العرب أمره (تعالى) بجهاد أهل الكتاب....
قد حقق شمس العلماء الشيخ شبلي النعماني الهندي (رحمه الله) في رسالة له نشرت في المجلد الأول من المنار، أن لفظ الجزية معرب وأصله فارسي (كزيت) وأن معناها الخراج الذي يستعان به على الحرب....
أن الحيرة - وكانت منازل آل نعمان - كانت تدين للعجم وتؤدي إليهم الإتاوة والخراج، ولما كان كسرى أنوشروان هو الذي سن الجزية أولا....أن الجزية مأثورة من آل كسرى، وأن الشريعة الإسلامية ليست بأول واضع لها، وأن كسرى رفع الجزية عن الجند والمقاتلة وأن عمر بن الخطاب اقتدى بهذه الوضائع.....

وجمهور الفقهاء على أن حكم جميع الوثنيين حكم مشركي العرب في أنهم لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف. وقال بعضهم: تقبل منهم الجزية، فالأصناف أربعة:
الأول: مشركو العرب، وهؤلاء لا تقبل منهم الجزية بالإجماع.
الثاني: اليهود والنصارى على اختلاف أجناسهم ومذاهبهم، وهؤلاء تقبل منهم الجزية بنص القرآن.. وقيل: إلا العرب منهم.
الثالث: المجوس والصابئون، وقد قبل الصحابة ومن بعدهم من أمراء المسلمين الجزية منهم، وسنذكر ما قال الفقهاء في ذلك.
الرابع: ما عدا هذه الأصناف الثلاثة من الوثنيين وغيرهم، ولا نص عليهم في الكتاب، ولا في السنة، وعندنا أن أمرهم اجتهادي يحكم فيهم أولو الأمر من المسلمين بما يرون فيه المصلحة ككل مسكوت عنه. وجمهور الفقهاء يدخلونهم في عموم المشركين ولا سيما الآية التي يسمونها آية السيف.

عن عمر أنه لم يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذها من مجوس هجر. رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي، وفي رواية أن عمر ذكر المجوس فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقال له عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " سنوا بهم سنة أهل الكتاب " رواه الشافعي وهو دليل على أنهم ليسوا من أهل الكتاب. وعن المغيرة بن شعبة أنه قال لعامل كسرى. " أمرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية " رواه أحمد والبخاري.
وعن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فجاءته قريش وجاءه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكوه إلى أبي طالب فقال: يا ابن أخي ما تريد من قومك؟ قال: " أريد منهم كلمة تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية " قال: كلمة واحدة؟ قال: " كلمة واحدة، قولوا لا إله إلا الله " قالوا: إلها واحدا ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق. قال: فنزل فيهم القرآن: { { ص والقرآن ذي الذكر } [ص: 1] إلى قوله: { { إن هذا إلا اختلاق } [ص: 7] رواه أحمد والترمذي، وقال حديث حسن.

5
تفسير البغوي
{ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } ، يعني: اليهود والنصارى. { حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ } ، وهي: الخراج المضروب على رقابهم، { عَن يَدٍ } ، عن قهر وذلّ. قال أبو عبيدة: يقال لكل من أعطى شيئاً كرهاً من غير طيب نفس: أعطاه عن يدٍ. وقال ابن عباس: يعطونها بأيديهم ولا يرسلون بها على يد غيرهم. وقيل: عن يدٍ أي: عن نقد لا نسيئة. وقيل: عن إقرار بإنعام المسلمين عليهم بقبول الجزية منهم، { وَهُمْ صَـٰغِرُونَ } ، أذلاّء مقهورون. قال عكرمة: يعطون الجزية عن قيام، والقابض جالس. وعن ابن عباس قال: تُؤخذ منه ويُوطأ عنقه. وقال الكلبي: إذا أعطى صفع في قفاه. وقيل: يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه. وقيل: يُلبّب ويُجر إلى موضع الإِعطاء بعنف. وقيل: إعطاؤه إيّاها هو الصغار. وقال الشافعي رحمه الله: الصغار هو جريان أحكام الإِسلام عليهم. واتفقت الأمة على جواز أخذ الجزية من أهل الكتابين، وهم اليهود والنصارى إذا لم يكونوا عرباً. واختلفوا في الكتابي العربي وفي غير أهل الكتاب من كفار العجم، فذهب الشافعي: إلى أنّ الجزية على الأديان لا على الأنساب، فتؤخذ من أهل الكتاب عرباً كانوا أو عجماً، ولا تؤخذ من أهل الأوثان بحال، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من أكيدر دومة، وهو رجل من العرب يقال: إنه من غسان، وأخذ من أهل ذمة اليمن، وعامّتهُم عرب. وذهب مالك والأوزاعي: إلى أنها تؤخذ من جميع الكفار إلا المرتد. وقال أبو حنيفة تُؤخذ من أهل الكتاب على العموم، وتؤخذ من مشركي العجم، ولا تؤخذ من مشركي العرب. وقال أبو يوسف: لا تؤخذ من العربي، كتابياً كان أو مشركاً وتُؤخذ من العجمي كتابياً كان أو مشركاً. وأما المجوس فاتفقت الصحابة رضي الله عنهم على أخذ الجزية منهم.
أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع بَجَالة يقول: لم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبدالرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هَجَر. أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال: " ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقال عبدالرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سُنُّوا بهم سُنّة أهل الكتاب ". وفي امتناع عمر رضي الله عنه عن أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن [بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر، دليلٌ على أن رأي الصحابة كان على أنها لا تُؤخذ] من كل مشرك، وإنما تُؤخذ من أهل الكتاب. واختلفوا في أن المجوس: هل هم من أهل الكتاب أم لا؟ فرُوي عن علي رضي الله عنه قال: كان لهم كتاب يدرسونه فأصبحوا، وقد أسري على كتابهم، فرُفعَ من بين أظهرهم. واتفقوا على تحريم ذبائح المجوس ومناكحتهم بخلاف أهل الكتابين. أما من دخل في دين اليهود والنصارى من غيرهم من المشركين نُظِرَ: إن دخلوا فيه قبل النسخ والتبديل يُقرّون بالجزية، وتحلّ مناكحتهم وذبائحهم، وإن دخلوا في دينهم بعد النسخ بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم لا يُقَرُّون بالجزية، ولا تحلّ مناكحتهم وذبائحهم، ومن شككنا في أمرهم أنهم دخلوا فيه بعد النسخ أو قبله: يقرون بالجزية تغليباً لحقن الدم، ولا تحل مناكحتهم وذبائحهم تغليباً للتحريم، فمنهم نصارى العرب من تنوخ وبهراء وبني تغلب، أقرَّهم عمر رضي الله عنه على الجزية، وقال: لا تحل لنا ذبائحهم. وأما قدر الجزية فأقله دينار، لا يجوز أن ينقص منه، ويقبل الدينار من الفقير والغني والوسط لما أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي، أخبرنا أبو محمد عبدالجبار بن محمد الجراحي، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبدالرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ من كل حالم ديناراً أو عَدْلَه مَعَافِرَ. فالنبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يأخذ من كل حَالِم، أي بالغ ديناراً ولم يفصل بين الغني والفقير والوسط، وفيه دليل على أنها لا تجب على الصبيان وكذلك لا تجب على النسوان، إنما تُؤخذ من الأحرار العاقلين البالغين من الرجال. وذهب قوم إلى أنه على كل موسر أربعة دنانير، وعلى كل متوسط ديناران، وعلى كل فقير دينار، وهو قول أصحاب الرأي.


المصادر

https://web.archive.org/web/20240129212619/http://www.kister.huji.ac.il/content/%CA%BF-yadin-qur%C4%81n-ix29-attempt-interpretation


https://www.greattafsirs.com/Tafsir_HomePage.aspx?LanguageID=1



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو العربي لبلاد فارس
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثالث
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثاني
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الأول
- حكايات اسلاموية ...الجزء الرابع
- حكايات اسلاموية ...الجزء الثالث
- حكايات اسلاموية ...الجزء الثاني
- عقيل بن ابي طالب البراغماتي
- حكايات اسلاموية ...الجزء الأول
- أصل الدروز
- سورة العنكبوت...الآية 29
- المسيحيون في القرآن
- المسح الأثري لمدينة الحيرة / العراق
- صورة للأصول المحتملة للإسلام في ضوء المصادر المادية المبكرة: ...
- صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الأخير
- صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الثاني
- صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الأول
- الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الأخير
- الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الثاني
- لإسلام المبكر: سيناريو بديل ...الجزء الأول


المزيد.....




- إسبانيا.. اكتشاف كنيس قديم يعيد كتابة التاريخ اليهودي المبكر ...
- حاخامات يهود.. على “إسرائيل” وقف التجويع والقتل في غزة
- مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المد ...
- طهران وكابول تطالبان بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلام ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- طهران وكابول تطالبان بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلام ...
- إسرائيل تجدد إبعاد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد ا ...
- الاحتلال يُسلّم مفتي القدس قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى ل ...
- غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانيا
- حين تتسلق الروح جسدها المنكوب... قراءة في رواية -أرواح كليمن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين سلمان عاتي - سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير