عاتية سلام
كاتبة و شاعرة
(ضatia Salam)
الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 00:47
المحور:
الادب والفن
قصيدة نثرية –
في لحظاتٍ صغيرة، قد يطلّ أحدهم من نافذته، فيُشعل في القلب ما لا تُشعله الشموس.
نظرةٌ واحدة منه، كفيلة بأن تربك الحروف، وتوقظ في الروح موسيقى لا تشبه إلا الحنين.
هي الحكاية ذاتها التي تبدأ بنورٍ في العين، وتنتهي بذوبانٍ في الحضور... حكاية مفتاحٍ صغير، يفتح أبواب القلب على اتساعها.
في كلِّ مرةٍ
يُطلّ من نافذتهِ،
تشتعلُ في قلبي
عاصفةُ دهشة؛
كأنّ النورَ لا يجيءُ من مصباحٍ خلفه،
بل من عينيهِ،
من حضوره،
من صمتهِ العميق.
أراه،
فتضيعُ الحروفُ على شفتيّ،
تتلعثمُ أنفاسي،
وترتبكُ أفكاري،
كأنها لم تعرف يومًا
طمأنينةَ السكون.
أتأمّلهُ من بعيد،
وفي قلبي سؤالٌ
يهمسُ خجولًا:
هل يدري
أنّ مصباحَ غرفتهِ
صار مفتاحَ قلبي
في ليلي الطويل؟
وإن نلتقِ صدفة،
تنفتحُ أبوابُ السماء،
وتهبُّ نسماتٌ من الجِنانِ
تُعطّرُ أعماقي،
تموجُ الأنهارُ،
تُغنّي البحارُ،
وتستيقظُ البراكينُ
من سباتها الطويل…
وإن جمعنا القدر،
فلن يكفيني أن أكونَ في قلبهِ،
ولا أن أقيمَ في روحه؛
سأكون كلَّ ما فيه:
كلَّ نبضٍ في صدرهِ،
وكلَّ نفسٍ يتصاعدُ من رئتَيه.
أكونُ الدمَ في عروقه،
والحلمَ في مقلتيهِ،
أبحرُ بين خصلاتِ شعرهِ
كأشعّةِ شمسٍ
تتسلّلُ من بين الغيوم،
وأغوصُ في عينيهِ
كأنّي أبحثُ عن وطنٍ
لا يعرفُ الرحيل.
لن أكتفي بقربهِ؛
سأذوبُ فيه،
أكونُ حكايتَه،
ونقطةً في كلِّ سطورِ حياتهِ،
وصوتًا لا يغيبُ
عن وجدانه… أبدًا.
#عاتية_سلام (هاشتاغ)
ضatia_Salam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟