أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - بعد مرور عامين على الطوفان العظيم : المقاومة تفشل كافة أهداف العدوان الصهيو أمريكي الأطلسي















المزيد.....

بعد مرور عامين على الطوفان العظيم : المقاومة تفشل كافة أهداف العدوان الصهيو أمريكي الأطلسي


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 00:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد مرور عامين على الطوفان العظيم : المقاومة تفشل كافة أهداف العدوان الصهيو أمريكي الأطلسي
بقلم : عليان عليان
في يوم "السابع من أكتوبر 2023" المجيد ، حققت كتائب القسام هجوماً إعجازياً على مستعمرات غلاف غزة ، وحررت أكثر من ضعف مساحة القطاع ، أبهر العالم أجمع بعدما سقطت فرقة غزة الإسرائيلية والمستعمرات الإسرائيلية في غضون سويعات ، وأسرت ما يزيد عن 250 جنديا ومستوطناً ، في حين جثا العدو على ركبتيه ،يستجدي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول الغرب الإمبريالية ، بأن تهب لنجدته قبل أن يسقط صريعا على الأرض ، فكان أن تقاطر رؤساء هذه الدول إلى الكيان لشد أزره ولمده بكل أسباب الدعم المادي واللوجستي والسياسي ، حيث وصلت إلى شواطئ فلسطين المحتلة عشرات السفن تحمل أطنان من الأسلحة والذخائر ، ناهيك عن طائرات النقل العسكرية التي لم تتوقف رحلاتها على مدى العامين المنصرميين، محملةً بأطنان الذخائر والقنابل الخارقة للتحصينات.
جاءت معركة طوفان الأقصى ، لتشكل مرحلة نوعية غير مسبوقة منذ نكبة عام 1948 ، لكنها غير مقطوعة الجذور ، عما سبقتها من مراحل نضالية وتحديداً ،مرحلة الثورة الفلسطينية بعد عام 1967، التي شاركت فيها فصائل العمل الوطني الفلسطيني المتعددة ، وغير مقطوعة عن الانتفاضات الثورية المتعددة لشعبنا العربي الفلسطيني وعلى رأسها انتفاضة الحجارة ( 1987 ) وانتفاضة الأقصى (2000م).
إنجازات بأبعاد وطنية وعالمية
لقد سجلت معركة الطوفان وعلى امتداد الفترة اللاحقة وحتى اللحظة ، في مواجهة العدوان الصهيو أميركي ، ولا تزال تسجل ، ملحمة تاريخية و نصرًا إعجازيًا، مرغت فيه أنف العسكرية الصهيونية وأذلتها ميدانيًا وسيكولوجيًا ، ، وضربت في الصميم نظرية الأمن الصهيونية، وما نجم عن هذه الملحمة من نتائج على الصعيد الفلسطيني ، وعلى صعيد الكيان الغاصب، وعلى الصعيدين العربي والعالمي ، من حيث:
1-أنها أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي والشعبي العالمي بعد أن تم ركنها في زوايا الإهمال والنسيان، جراء رهان قيادة منظمة التحرير والعديد من مفاصل النظام العربي الرسمي على إنجاز تسوية مع العدو الصهيوني .
2-أن معركة الطوفان أكدت على أن تحرير فلسطين أمر ممكن ،على عكس ما روج دعاة الاستسلام ، وأنها نقلت قضية التحرير من دائرة الإمكانية التاريخية إلى زاوية الإمكانية الواقعية، وكشفت بؤس الرهان على خيار المعاهدات والتسويات مع العدو الصهيوني.
3- ضربت الدور الوظيفي للكيان الصهيوني في الصميم ، وضربت مبدأ الاستيطان بإجبارها عشرات الآلاف من المستوطنين النزوح من مستعمرات غلاف غزة، وطرحت سؤال وجود الكيان الغاصب لأول مرة ، الذي دفع نسبة كبيرة من المستوطنين إلى مغادرته إلى غير رجعة ناهيك أنها أوقعت الكيان الصهيونية في أكبر أزمة اقتصادية منذ نشوئه الغاصب عام 1948.
4-أنها أحدثت انزياحاً كبيراً جدا في الرأي العام العالمي والغربي على وجه الخصوص لصالح القضية الفلسطينية ، من خلال المظاهرات المليونية التي عمت ولا تزال تعم عواصم العالم وعواصم الدول الغربية على وجه الخصوص ،التي باتت ترفع شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
5-أنها أحدثت انقلاباً وثورة شعبية عالمية ضد الكيان الصهيوني، من خلال اعتصامات الطلبة في الجامعات الأمريكية وبقية الجامعات الغربية، التي طالبت بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وعدم التعاون مع مؤسساته البحثية في كافة المجالات وعلى رأسها مجال التكنولوجيا العسكرية ، وأعادت الاعتبار للرواية العربية التاريخية في فلسطين ، وكشفت زيف السردية الصهيونية ، وأطاحت بنظرية معاداة السامية التي جرى توظيفها ضد المناصرين للقضية الفلسطينية ، ناهيك أنها حققت أكبر عزلة ل ( إسرائيل) ، وجعلتها دولة منبوذة وهدمت الاجماع الأمريكي بشأن دعمها.
6-أنها كشفت زيف ادعاء الدول الإمبريالية وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية بحقوق الانسان وبتمثل القيم الانسانية ، فقد كشفت معركة طوفان الأقصى عن وحشية صارخة لهذه الدول حيال هذه الحقوق والمثل ،عندما تتعلق الأمور بمصالحها ، حيث تدوس إزائها على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وعلى ميثاق الأمم المتحدة ، وتمارس ازدواجية مكشوفة للمعايير بشأن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في الحرية وفي تحرير أراضيها المحتلة
سؤال المسؤولية
قبل أن نتعرض للعناوين المختلفة في المقال نتوقف أمام سؤال المسؤولية، وتحميل حركة حماس وفصائل المقاومة التي انضمت للمعركة ( سرايا القدس ، كتائب أبو علي مصطفى ، كتائب المقاومة الوطنية ، كتائب شهداء الأقصى، لجان المقاومة ، كتائب المجاهدين، كتائب الأحرار) مسؤولية ما حصل من حرب إبادة وتجويع ، وهذا السؤال طرحه فريق مستسلم ينسق أمنياً مع الاحتلال ، وطرحه البعض الآخر معذوراً جراء مرارة الحرب والفقد والتدمير في القطاع.
ولست معنياً هنا للتعامل مع سؤال الفريق الأول ، الذي كان ينتظر هزيمة المقاومة ، بل معنياً فقط بسؤال البعض الثاني لأشير إلى ما يلي :
1-أنه ما كان بوسع حركة حماس والقطاع أن يتحملا حصاراً استمر 26 عاماً تحكم فيه العدو بحجم المواد الغذائية والطبية وغيرها التي تصل إلى القطاع ، وأن يتحكم بمقدار السعرات الحرارية لكل فرد في قطاع غزة ، وأن يتحملا أيضاً الحصار العربي الرسمي للقطاع.
2- رغم أن العدو الصهيوني فوجئ بالخداع الاستراتييجي الذي مارسته حركة حماس في القطاع وإشعارها العدو أنها ليست بوارد الحرب ، بعد معركة سيف القدس 1921 ، وأنها معنية بالسلطة فقط ، خاصةً وأنها لم تشارك في معركتي وحدة الساحات وثأر الأحرار التي قادتها سرايا القدس وشاركت فيها بقية فصائل المقاومة.
إلا أن قيادة حماس كانت تدرك وفق معلومات استخبارية ، بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2014 ،بأن العدو يضمر خطةً لاحتلال القطاع لأسباب عديدة أبرزها : التخلص من تهديد القطاع المستمر لأمن مستعمرات الغلاف/ أن العدو وضع نصب عينيه السيطرة على حقول الغاز قبالة قطاع غزة التي تمتلك مخزونا هائلاً من الغاز / أن العدو بوارد شق قناة تربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر من منطقة قريبة جداً من القطاع ، ناهيك أنه بوارد تنفيذ الخطة الصهيو أمريكية التي تربط بومباي بدول الخليج بميناء حيفا، في إطار المواجهة مع خطة الحزام والطريق الصينية ، ومن ثم فإن مجمل هذه العوامل وضعها العدو في الحسبان لاحتلال القطاع حتى لا يشكل خطراً على هذه المشاريع.
3- أن حماس وقيادة القسام لم تتوقع ردة لفعل الصهيونية على عملية الطوفان ، وكانت تتوقع أن يشن العدو لاحقاً عدوانا يستمر لبضعة أسابيع ، وينتهي الأمر بصفقة لتبادل الأسرى.
ما تقدم لا يدين حركة حماس وفصائل المقاومة ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الإنجازات الاستراتجية التي حققتها في هذه المواجهات ، ولا يمكن لأحد أن يزايد على حماس التي تحملت عبء المسؤولية ، وهي التي قاتلت مع بقية الفصائل العدو لمدة عامين في مواجهة ( إسرائيل) وأمريكا ومعظم دول حلف الأطلسي.

الاحتلال ينتقل من هزيمة إلى أخرى
العدوان الصهيوني على قطاع غزة مر في عدة مراحل ، على مدى العامين 2023 – 2024 استخدم خلالها حرب إبادة جماعيىة غير مسبوقة في التاريخ ، من خلال تدمير أكثر من 80 في المائة من مباني قطاع غزة ، حيث دمر مدنا وأحياء بأكملها ، وعمل على تدمير البنية التحتية للقطاع والمؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ، واستهداف المستشفيات بالقصف والتدمير .
وفي المقابل خاضت المقاومة معارك اسطورية خلال مراحل الحرب في العامين 2023- 2024 في كافة مدن ومخيمات القطاع في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة ومحافظة خان يونس والمعسكرات الوسطى ومحافظة رفح، بإسناد من أطراف محور المقاومة، ( حزب الله – اليمن – المقاومة العراقية- إيران) من خلال عشرات الكمائن المركبة واستدراج قوات الإحتلال إلى ألأماكن المفخخة ، والقتال من المسافة صفر ، وفق خطط ستدرس لاحقاً في الكليات العسكرية.
خطة الجنرالات وصفة للهزيمة
وأمام فشله في تحقيق أي نصر في كل هذه المراحل ، جاءت خطة الجنرالات في محافظة شمال غزة ، في (3) تشرين الثاني 2024 ، التي جاءت وفق اقتراح من رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق "غيورا آيلاند" التي تقضي بقطع كل أسباب الحياة عن جباليا المخيم والبلد وبيت حانون وبيت لاهيا من الماء إلى الغذاء والعلاج ،ومنع دخول جهاز الدفاع المدني لسحب الشهداء والجرحى ، بحيث باتت جثث الشهداء عدة أيام في الشوارع تنهشها الكلاب الضالة ، وفي ذات الوقت صب نار الجحيم على منازل المواطنين وقتل الآلاف منهم ، وتدمير المباني عبر الريبوتات المفخخة.
لكن خطط الجنرالات التي استهدفت تهجير سكان محافظة شما غزة إلى الجنوب تحطمت تحت ضربات المقاومة، حين خرج رجال المقاومة من تحت الأنفاق ومن تحت الركام ، ليذيقوا قوات الاحتلال مرارة الهزيمة والموت ، وليلحقوا بها خسائر كبيرة على على صعيد الآليات، وعلى الصعيد البشري لا سيما في صفوف الجنرالات من خلال الكمائن المركبة ، التي اقترنت بعمليات استشهادية .
ورغم الخسائر البشرية العالية في صفوف المدنيين ، وتدمير المباني على رؤؤوس ساكنيها ورغم قطع كل سبل الحياة عن جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ، إلا أن الجنرال غيورا آيلاند طلب من نتنياهو وقف العمل بهذه الخطة التي أثبتت فشلها.
صفقات التبادل
وخلال العام 2023 تم انجاز أول صفقة لتبادل الأسرى في 28 تشرين ثاني 2023 أسفرت عن تحرير 240 أسيراً فلسطينياً، 107 منهم أطفال، وثلاثة أرباعهم لم تتم إدانتهم بارتكاب جريمة. وفي المقابل، أطلقت حماس سراح 105 شخصا، من بينهم 81 من المستوطنين و23 تايلانديًا وفلبينيًا واحدًا.
في 19 يناير 2025 تم الاتفاق بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية ، على إنجاز صفقة من ثلاثة مراحل ، تخلت فيها (إسرائيل) عن المرحلة الثالثة التي تقضي باستكمال الانسحاب الإسرائيلي من قطا غزة وإدخال المساعدات وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين .
وخلال المرحلة الأولى عاد ما يزيد عن مائة ألف فلسطيني من النازحين من الجنوب إلى الشمال ، ، كما شهدت هذه الصفقة ثماني جولات تبادل للأسرى ، جرى خلالها تحرير عدد كبير من الأسرى وخاصة من ذوي المؤبدات ، وتمكنت خلالها المقاومة من تحويل عمليات التبادل إلى مهرجانات ،ظهر فيه رجال المقاومة بكامل استعدادهم وقيافتهم العسكرية في إشارة إلى أن يد المقاومة هي العليا .
وفي الثاني من مارس 2025 أعلن العدو وقف العمل بالصفقة ، مكتفياً بالمرحلة الأولى، وأغلق المعابر معلناً حرب التجويع غير المسبوفة في التاريخ ، التي راح ضحيتها استشهاد ما يزيد عن ألف مواطن فلسطيني وإصابة (5000) أثناء محاولتهم الحصول على مواد غذائية من مركز صهيو أمريكي حمل اسم مؤسسة غزة ، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينيا، ضمنهم 150 طفلا ليبلغ عدد الشهداء أكثر من 66 ألأف شهيد وما يزيد عن 167 ألف مصاب بينهم 800 رياضي ، وما يزيد عن 254 صحفياً والمئات من العلماء في مختلف التخصصات.
وفيما يتعلق بصفقات ومبادرات التبادل ، لم يتنازل المفاوض الفلسطيني عن ثوابت المقاومة الرئيسة ممثلةً : بوقف العدوان الصهيو أمريكي بشكل نهائي / الانسحاب الكامل من قطاع غزة/ صفقة تبادل عادلة للأسرى الفلسطينيين / إدخال كافة المساعدات لقطاع غزة وتوزيعها بإشراف من قبل المنظمات الأممية وعلى رأسها ( الأونروا)/ إعادة إعمار قطاع غزة

المقاومة في مواجهة خطتي ( عربات جدعون1 وجدعون 2 )
وفي 18 مارس 2025 ، بدأ بالعدوان مجدداً وفق خطة عربان جدعون لاحتلال قطاع غزة التي فشلت في تحقيق أهداف الحملة العدوانية ممثلةً بالقضاء: على حركة حماس وتجريدها مع بقية الفصائل من السلاح ، واستعادة الأسرى الصهاينة بالقوة ، أن لا يشكل قطاع غزة أي تهديد ل (إسرائيل )، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.
ورغم محاولات تمرد رئيس الأركان يائيل زامير على الاستمرار في الخطة معلناً ( أولاً) صعوبة تنفيذها لا سيما أن الهدف المضاف للأهداف الأربعة ، هو تهجير أبناء قطاع غزة ومحافظة الشمال إلى منطقة جنوب خط موراغ ، في مدينة رفح التي جرى تدميرها بالكامل لتكون محطة لتهجير سكان القطاع يحتاج لحوالي عام كامل ( وثانياً) أن تنفيذ الخطة سيؤدي إلى خسائر بشرية هائلة في صفوف قوات الاحتلال.
وبالفعل خاضت المقاومة وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس معارك نوعية في بيت حانون – التي اعتقد العدو أنها خالية بالمطلق من رجال المقاومة – وفي بيت لاهيا وجباليا وخان يونس أدمت الاحتلال ، تميزت بشجاعة المقاتلين الفلسطيينين المبهرة التي تحدثت عنها وسائل الاعلام الإسرائيلية ، حيث وصلت الأمور برجال المقاومة في معظم العمليات الوصول لدببابات الميركافا وإلقاء القنابل من فهوتها ، ما أدى إلى قتل واحتراق العشرات من الجنود الصهاينة ، ناهيك عن المحاولات المتعددة لأسر جنود صهاينة.
لقد حطمت المقاومة خطة عربات جدعون وأهدافها ، وألحقت بالعدو خسائر هائلة ، ولم يأبه نتنياهو لتصريحات رؤساء الأركان السابقين وكبار ضباط الاحتياط مثل الجنرال اسحق بريك، التي أعلنت بوضوح صعوبة واستحالة القضاء على حركةحماس ،وبقية فصائل المقاومة التي تخوض حرب عصابات بتكتيكات متطورة ، مستندة إلى مدينة من الأنفاق تحت الأرض قدرت مساحتها بين 500- إلى 700 كيلو متر مربع.
ورغم فشل عملية عربات جدعون (1)أعلن مجرم الحرب نتنياهو بتاريخ (2) أغطس- آب 2025 استمرار في الحرب تحت عنوان " عربات جدعون 2" لاستكمال احتلال القطاع والقضاء المزعوم على المقاومة ، حيث قامت قوات العدو بالمناورة العسكرية في الأحياء الشرقية ( الشجاعية وصبرا وغيرهما) وسط مقاومة شرسة ، وفي ذات الوقت قامت طائرات العدو ومدافعه بتدمير العديد من الأبراج السكنية بزعم أنها مواقع رصد للمقاومة الفلسطينية.
صحيح أن منسوب العمليات انخفض نسبياً في هذه المرحلة ، لكنه تميز بالنوع أكثر من الكم مع ضرورة الإشارة هنا ، أن انخفاض منسوب العمليات ليس ناجماً عن ضعف المقاومة وتدمير قدراتها وفق ما يردده نتنياهو ، بل ناجم عن خطتها في إدارة الحرب التي قد تستمر لفترة طويلة ، ما يقتضي الاقتصاد بالأسلحة والذخيرة.
المعركة لا زالت مستمرة ، وسيسجل التاريخ ،بأن فصائل المقاومة خاضت ولا تزال تخوض معركة إعجازية غير مسبوقة في تاريخ حركات التحرر الوطني ، رغم فداحة الخسائر في صفوف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، لا سيما وأن حجم أطنان القنابل التي ألقيت على قطاع غزة توازي (4) قنابل نووية من تلك التي ألقيت على قطاع غزة.
مقومات الصمود والانتصارات التكتيكية
بقي أن نشير إلى أن أسباب صمود المقاومة وانتصاراتها التكتيكية ، وإفشالها لأهداف العدوان تكمن في عدة عوامل أبرزها :
1-الوحدة الميدانية على أرض المعركة.
2-وحدة القيادة والسيطرة .
3-العقيدة القتالية المتماسكة " نصر أو استشهاد".
4- التنسيق الهائل بين الفصائل وخوضها عمليات مشتركة .
5- خوض المقاومة الحرب بطريقة حرب العصابات المتطورة ( الحرب غير المتناظرة) التي تمكن المقاومة من تحييد ميزان القوى الذي هو بالمطلق ليس في مصلحتها.
6- التطور الهائل في تكتيكات ومهارات القتال بالاستناد إلى معجزة الأنفاق.
7- استناد المفاوض الفلسطيني في إدارته لعملية التفاوص إلى معطيات الميدان.
والسبب الأهم في صمود المقاومة وانتصاراتها يكمن في الحاضنة الاجتماعية العظيمة التي رغم ما ألم بها من آلام القتل والإصابات والنزوح المتواصل والتجويع ، لم تخذل المقاومة ولعل ما حصل لعائلتي دغمش وبكر في غزة مؤخراً ،لشاهد على عظمة هذه الحاضنة ، عندما طلب مسؤول الشاباك الإسرائيلي، من شيوخ العائلتين التعاون مع الاحتلال ، فكان ردهم "نفضل الموت على العمالة" ، ما دفع قوات الاحتلال إلى قصف منازل العائلتين ما أدى إلى استشهاد العشرات من أفراد العائلتين.
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر والنظام العربي قبلا ببيان صحفي في مجلس الأمن كجائزة ترضي ...
- نكسة عسكرية وسياسية حلت بمجرم الحرب نتنياهو بعد فشل عملية اغ ...
- حزب الله يرفع قفاز التحدي في مواجهة القرار الصهيو أميركي بتج ...
- المفاوض الفلسطيني يربك حكومة العدو الصهيوني بموافقته على الم ...
- مؤتمر حل الدولتين محطة لضرب المقاومة ولتمكين سلطة التنسيق ال ...
- حرب الاستنزاف التي تشنها المقاومة في قطاع غزة ترفع الكلفة ال ...
- كمين بيت حانون سطر مرحلة جديدة في الفعل المقاوم ضد الاحتلال ...
- في الذكرى أل (53) والخمسين لاستشهاده :غسان كنفان رافعة للإبد ...
- صفقة ترامب تستهدف إنقاذ الأسرى الصهاينة وهزيمة المقاومة وتصف ...
- إيران انتصرت على الكيان الصهيوني، وتصريحات ترامب ونتنياهو -ب ...
- نحو خارطة طريق لوقف الحرب على قطاع غزة : المقاومة أولاً
- دول الغرب تتسابق على فرض العقوبات على (إسرائيل)احتجاجاً على ...
- في الذكرى أل ( 77) للنكبة : المقاومة طريق التحرير والقرار 19 ...
- بعد مرور أقل من شهر على العدوان الصهيوني الجديد على قطاع غزة ...
- طوفان الأقصى محطة مركزية لتحرير الأسرى الفلسطينيين من معتقلا ...
- حين يتفاءل أزلام لسلطة بهزيمة المقاومة في قطاع غزة ويشككون ب ...
- العدوان الصهيوني الجديد على قطاع غزة في طريقه للفشل بحكم جهو ...
- مدن وقرى الساحل السوري تتلون بدماء الطائفة العلوية على أيدي ...
- القمة العربية تستهدف إجهاض المقاومة في قطاع غزة لتمرير الخطة ...
- التشييع المليوني لسيد المقاومة نصر الله ورفيق دربه صفي الدين ...


المزيد.....




- أسبوع الموضة في باريس: كيف نجد المعنى في الأزياء؟
- رحلة العمر معًا.. أب وابنه يخوضان مغامرة بالدراجة حول العالم ...
- شاهد كيف احتفل إسرائيليون وفلسطينيون بعد اتفاق وقف إطلاق الن ...
- لماذا يمثل فضل شاكر أمام القضاء؟
- شتان بين عنصري ومناضلة من أجل رفع المظلومية
- ترامب: إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلا ...
- غزة وسكانها ينتظرون تنفيذ خطة السلام.. ما تفاصيلها؟
- كاتب تركي: إسرائيل مصنع لمعاداة السامية وشعبيتها في أميركا ت ...
- إعلام إسرائيلي: الاتفاق يدخل حيز التنفيذ بغزة بعد المصادقة ع ...
- طلاب جامعات في أميركا اللاتينية يطالبون بمقاطعة أكاديمية لإس ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - بعد مرور عامين على الطوفان العظيم : المقاومة تفشل كافة أهداف العدوان الصهيو أمريكي الأطلسي