أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - ترامب، وعينه على - نوبل-















المزيد.....

ترامب، وعينه على - نوبل-


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية لابد من القول بأن الغرض من كتابة هذا المقال ليس تقييم " جائزة نوبل " ومدى أهميتها من عدمها، إلا أن هوس دونالد ترامب رئيس أمريكا بالحصول عليها جعلنا نقف ولو للحظة على مدى أحقية أمنيته بالحصول عليها قبل أن يترك العالم الى الأبد والذي سيكون، دون أدنى شك، عالم أفضل بغيابه.
ان هوس ترامب يزداد يوما بعد يوم للحصول على " جائزة نوبل للسلام " وآخر حلقة من سلسلة " مساعيه السلمية " لتحقيق السلام كان ظهوره مع مجرم الحرب (نتنياهو) مساء يوم الاثنين ٢٩ / ٩ / ٢٠٢٥ ليعلنا معا " خطة ترامب" لإنهاء حرب الإبادة في غزة، خطة وصفت بانها لاستسلام حركة حماس وبقية المنظمات الإرهابية الإسلامية قبل أن تكون وثيقة سلام. لا شك بان انهاء هذه الحرب التي يتعرض لها سكان غزة على يد نتنياهو وحكومته اليمينية الفاشية وانتهاء مأساة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والجهاد الإسلامي منذ حوالي عامين، مطلب جماهيري ملح وعاجل يتمناه كل انسان محب للحرية والحياة الآمنة.
من الطبيعي، وكأي انسان، حين يراوده الخيال للحصول على أمنيته التي يحلم بها، ألا تغيب تلك الأمنية عن مخيلته، دعونا نتصور ترامب وهو يستيقظ صباحا ويفكر في تحقيقها، وفي هذا السياق، ربما، يطرح على نفسه السؤال التالي : "كيف يمكن للجنة نوبل أن تتجاهل أعظم صانع سلام عرفه التاريخ، الذي لا يكاد يفتح فمه إلا ويفيض بالهدوء والدبلوماسية فكيف يُعقل أن تغفل عن أعظم رجل سلام عرفته البشرية حتى الآن!؟ هل يعقل أن يمر عام آخر دون أن يُكرَم صانع الهدوء، فارس الدبلوماسية، ومؤسس مدرسة التغريدات الفلسفية العميقة هذه!؟ أم ان العالم كله يقف ضده ويتآمر عليه بغية حرمانه من هذه الجائزة؟".
هنا، وهو غارق في تفكيره وخيالاته، فجأةً يأتيه صوتُ منادٍ من المجهول قائلا:
لنقف لوهلة عند إنجازاتك السلمية يا "سيد ترامب" والتي لا تُقدَّر بثمن!! فبدايات حروبك الملحمية كانت مع تويترعبر ملايين التغريدات وآلاف المعارك ومن ثم انسحبت منها انسحابا "بطوليا" كانسحاب جيش جرار من ساحة المعركة، أوليس هذا سلام؟! ثم يأتي الدور على السلام مع الجدران، قليل من الناس يفهمون " الجدار الحدودي" انه ليس جدار فصل بنيته بين أمريكا والمكسيك، بل هو دعوة للسلام على طريقتك القائلة " ابق بعيدا تعيش بسلام"! وماذا عن السلام في المؤتمرات الدولية، لم يمض مؤتمر من مؤتمراتك الا وتحدثت عن السلام عبر تحويل تلك المؤتمرات الى برنامج كوميدي ساخر وإعادة تعريف الدبلوماسية كفن لإضحاك الخصوم!!
ويستمر صوت المنادي ويقول: ثم لنذكر شعارك " أمريكا أولا " والذي بدأته بمعركتك في فرض الرسوم الجمركية على معظم دول العالم ومن ضمنهم حتى حلفائك الأوربيين، وطالبت باحتلال جزيرة غرينلاند الدانماركية ثم دعوتك لضم كندا كولاية أمريكية رقم ٥١ ، ثم عرضك تهجير سكان غزة وإقامة ريفيرا هناك، والادعاء بإمكانيتك وقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا خلال ٢٤ ساعة ، ثم استطاعتك في فرض السلام بالقوة على ايران عبر قصفها بأحدث وأفتك أنواع الأسلحة، أوليس كل هذه الأعمال تحقيق للسلام!؟ أوليس من حقك التكريم بـ" جائزة نوبل للسلام " كما منحت من قبل لأقرانك من رؤساء أمريكا وآخرهم كان ( باراك أوباما) عام ٢٠٠٩؟
ويضيف المنادي: لنعد لإنجازاتك على صعيد الداخل الأمريكي فمعاداتك العلنية والشرسة للطبقة العاملة الأمريكية وللجماعات المضطهدة عبر العالم والتي تندرج ضمن إطار برنامجك الأوسع نطاقاً، ذلك البرنامج الذي يهاجم بعنف بالغ الأقليات العرقية وحقوق النساء عامة والإنجابية منها على وجه الخصوص ويعادي المهاجرين، وينكر تغير المناخ، ويعادي أبسط الحقوق الانسانية، ولا يتردد أبدا في اللجوء إلى العنف، ويحتقر العمليات "الديمقراطية" وقوى المعارضة، ويسعى إلى السلطة المطلقة. كما وتشكل مهاجماتك لمجتمع الميم، ولا سيما للمتحولين جنسياً، أحد جبهاتك الرئيسة، وهو أمر تتفق فيه إلى حد بعيد مع اليمين المتطرف العالمي، ولا سيما مع بوتين.
نعم أيها الرئيس، هذه بعض من حقائق أعمالك، وهنا دعني أضع هذه الحقائق أمام المشرفين على منح هذه الجائزة وأسألهم: اليس من المخجل أن تضع لجنة نوبل اسم ترامب ضمن قائمة المرشحين لنيلها، او حتى أن تفكر في منحه اياها!؟ أوليس قمة الاجحاف أن يُوضع اسمه في مصاف اسم (نيلسون مانديلا) الذي نال الجائزة عام ١٩٩٣، ذلك المناضل الذي قضى ٢٧ عاما في السجن دفاعا عن المساواة بين البشر وضد الفصل العنصري بينما قضى هذا " السيد" ٢٧ دقيقة غاضبا على منصة تويتر من أجل راحته النفسية! فلو فعلت اللجنة ذلك لجلبت على نفسها المزيد من الخزي والعار، وافرغت محتوى هذه الجائزة حتى من قيمها المحدودة.

ويستطرد الشخص المجهول قائلا: لنتصور ، وبعد كل ما قيل عنك، بأنك حصلت على الجائزة، تُرى ما الذي ستقوله أثناء استلامك لها ؟ أنا واثق بانك تقول التالي:
"أولًا، أود أن أشكر نفسي… أنا أعظم رئيس في تاريخ السلام. أشكر لجنة نوبل لأنها تأخرت قليلًا فقط، ربما ٣ أو ٤ سنوات، لكن لا بأس، المهم أنكم وصلتم إلى الحقيقة. وأرجو أن تُصنع الجائزة من الذهب الخالص، على شكل تمثال صغير لي، لأن لا أحد يجسد السلام أكثر مني".

لنترك الخيال ونعود الى عالم الواقع ونترك ترامب والشخص الذي يناديه ونقول : بان انتخاب ترامب في ١٩ يناير/ كانون الثاني / ٢٠٢٥ يعني وصول قيادة نيوفاشية إلى السلطة في البلد الإمبريالي الرئيسي في العالم ويمثل انعطافا عميقاً لميزان القوى الدولي نحو اليمين الفاشي، ما يقوي (نايجل فاراج ومودي وميلوني وبولسونارو) وأمثالهم من اليمينين. انه يريد أن يفعل ما يراه مناسبا من أجل ديمومة النظام الرأسمالي المتوحش على حساب افقار وقتل وتشريد الملايين من البشر على وجه الأرض، وما المشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني سوى نموذج واحد من هذه الحقيقة. انها حقا بلطجة صارخة ومفضوحة، ولكن هذه المرة بلطجة من النوع الرئاسي وستكون جائزة نوبل للسلام شريكا في نفس هذه الصفات في حالة منحها لترامب.
٧ / ١٠ / ٢٠٢٥
١ - نايجل فاراج زعيم يميني في بريطانيا ، مودي رئيس وزراء الهند، ميلوني رئيسة حكومة إيطاليا، بولسونارو الرئيس البرازيلي السابق .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة قد تُسكت الأصوات، لكنها لا تُلغي الحقيقة حول معارك ( ف ...
- ايران وإسرائيل، ماذا بعد الحرب؟
- حول القمة العربية في بغداد!
- قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة
- السوريون، نحو لملمة الجراح في ظل الحكم الإسلامي
- بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمو ...
- في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !


المزيد.....




- ميغان ماركل تتألق باللونين الأبيض والأسود في أسبوع الموضة ال ...
- كواليس تصوير كليب أغنية راغب علامة الجديدة بمشاركة أملي الجز ...
- وثائق مسربة تشير إلى أن روسيا ربما تساعد الصين في الاستعداد ...
- نتنياهو: إيران طورت صواريخ باليستية قادرة على ضرب أمريكا
- أطول حرب وأعنفها.. كيف اختلفت حرب غزة الراهنة عن الجولات الس ...
- أكبر رهينة إسرائيلي سناً يتم إطلاق سراحه يسعى لإحياء كيبوتس ...
- إسرائيل: دقيقة صمت في بدء إحياء مراسم الذكرى السنوية الثانية ...
- تعرف إلى نظام انتخابات مجلس الشعب في سوريا
- أزمة فرنسا الداخلية بعد استقالة الحكومة
- أبرز هجمات الحوثيين على إسرائيل وضربات الاحتلال باليمن في عا ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - ترامب، وعينه على - نوبل-