أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - حول القمة العربية في بغداد!














المزيد.....

حول القمة العربية في بغداد!


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت عنوان " العراق شريك حلول ـ لا ساحة صراعات" تنطلق القمة العربية رقم (٣٤) في بغداد يوم ١٧ / آيار / ٢٠٢٥، من المقرر أن يحضر القمة قادة ووزراء (٢١) دولة. وقد وضعت الحكومة خططا أمنية محكمة لهذه القمة والتي تشمل أهم عنصر للخطة الأمنية التي اعتمدتها الحكومة العراقية في بغداد وهو تكليف قوات جهاز مكافحة الإرهاب بما يسمى "الملف الأمني للقمة العربية". هذه القوات ستقوم بتأمين المنطقة الممتدة من مطار بغداد الدولي إلى المقار المحيطة بالمنطقة الخضراء، والتي ستستضيف الوفود الرسمية.
بعض التقارير الأمنية العراقية ذكرت أنه تم إخلاء مقار فصائل (الحشد الشعبي) في بعض المناطق المهمة القريبة من مكان انعقاد القمة، كمناطق كرادة مريم والجادرية والصالحية والعلاوي، ولا يغيب عن هذه الخطة الدور الفرنسي الأمريكي بالتحديد، وذلك لتأمين عنصر المراقبة الجوية.
كل هذه الإجراءات الأمنية، والتي ربما لم يسبق لها مثيل، تأتي من أجل سلامة "ضيوف العراق" فلماذا اذاً كل هذه المخاوف فهم لا يدخلون ساحة معركة؟ بل هم في بلدهم الثاني، وبين أهلهم وذويهم كما يدعي مضيفوهم؟!! فما الداعي لكل هذه المخاوف على حياتهم وسلامتهم؟
لعل الجواب وبكل بساطة هو: ان هؤلاء ليسوا ضيوف العراق، فالعراقيون معروفين بكرمهم واحترامهم للضيف، بل انهم حفنة مكروهة لدى مواطني البلدان التي أتوا منها وتستضيفهم سلطة مكروهة ومنبوذة من لدى مواطنيها كذلك، فهؤلاء في بلدانهم محاطون بحشود من القوى الأمنية التي تحميهم من غضب الشعب، لذا فأينما حلوا تطاردهم هذه " اللعنة ".
كتب رئيس الوزراء العراقي عن هذه القمة قائلا: " بغداد، وهي تستقبل القادة العرب، لا ترى في ذلك مجرد اجتماع بروتوكولي، بل تراه علامة فارقة وفرصة تاريخية لتجديد مشروع "العمل العربي" المشترك ".
نعم، لقد استبق (السوداني) الحدث ووصف حقيقة القمة كونها لا تتعدى اجتماعا بروتوكوليا كما هو الحال في القمم السابقة، وان ما يسمى بـ " العمل العربي المشترك" لا يكون سوى من أجل دمج مصالحهم الاقتصادية مع الركب الرأسمالي العالمي بحلته الحالية (النيو ليبرالية) في المنطقة والعالم على حساب افقار غالبية الجماهير في هذه المنطقة .
الا أن رئيس الوزراء يتطلع الى هذه القمة من زاوية أخرى، فهو يأمل منها أن تُبرز دوره كقائد بين القادة وأن تساهم في ازدياد نفوذه الشخصي وموقعه في المسؤولية داخل السلطة الطائفية القومية في العراق واستثمار هذا النفوذ في الانتخابات البرلمانية القادمة، خصوصا وانه سيدلو بدلوه فيها بعيدا عن خصومه الحاليين، اصدقاؤه السابقين، اللذين أوصلوه الى رئاسة الوزراء وهم الآن في أوج تذمرهم واستيائهم منه وبالتالي من قمته، وحتى انهم أفسدوا عليه دعوته لـ( أحمد الشرع) الرئيس السوري وحالوا دون حضوره.
من مساوئ الصدف، هو تزامن زيارة (دونالد ترامب) للمنطقة مع موعد قمة بغداد، حيث سيعقد الأخير قمة مع أمراء وشيوخ دول مجلس التعاون الخليجي الأربعاء (١٤/٥/٢٠٢٥)في الرياض، وهذه القمة المصغرة و" المهمة "ستخيم بضلالها، دون أدنى شك، على قمة بغداد وتفقدها "بريقها"، من حيث مستوى الوفود التي ستحضر أو من حيث النتائج.
ان انعقاد هذه القمم من قبل هؤلاء الحكام المنبوذين، وما ينجم عنها من نتائج، جميعها تأتي ضمن سياسة قذرة تمارسها هذه الحكومات، سياسة تهدف، في التحليل الأخير، الى جعل المنطقة واحة آمنة ومرتعا خصبا لجني وتراكم الرأسمال- دول الخليج كمثال، أو ساحة للنزاعات والحروب – السودان وليبيا كمثال، وذلك على حساب افقار واضطهاد وتشريد وقتل جماهير العمال والكادحين.
بهذه الوضعية وتحت هذه الظروف، تنعقد هذه القمة التي ستتحول كحال مثيلاتها، الى اجتماع روتيني لا غير وان الجماهير المحرومة باتت تدرك سيناريو هذه القمم، فالقمم العربية وعبر التاريخ، لم تكن سوى عادة دأب الحكام العرب على ادائها وسيناريو مخطط له مسبقا، رغم انهم يعتبرونها تجمعا من أجل " وحدة " ما يسمى بالصف. فالقمة تبدأ، كما في كل مرة، بخطابات رنانة وبراقة تملئها العبارات مثل " الظروف الحساسة التي تمر بها الأمة" ، " وجوب التكاتف والتعاضد والوقوف ضد المخاطر التي تهدد أمتنا "، " تحت قيادتكم الحكيمة والرشيدة " " بحكمتكم المعهودة " " بحنكتكم وحلمكم "، " مصالح شعوبنا" وما الى ذلك من عبارات لا تنفع الا الناطقين بها، وتعقبها جلسة او جلستين مغلقتين، تنتهي بالجلسة الاخيرة والتي بدورها لا تخلو من خطابات لا تختلف نصوصها عن الخطاب الاول ومن ثم يظهر الامين العام للجامعة العربية ليقيم اعمال القمة باعتبارها، ناجحة طبعا، يبشر بها " الامة العربية " وهكذا دواليك، من دون ان تؤثر هذه القرارات لا من قريب ولا من بعيد على حياة مواطني تلك الدول ، والعمال والكادحين منهم على وجه التحديد، وهو ما يبرر اللامبالاة والاهمال وحتى السخرية والاستهزاء التي توليها هذه الجماهير لهذه القمم.
ان تعلق القادة العرب بقممهم، رغم كل عوامل الفشل التي يحملونها معهم وهم يبدؤون رحلة الحضور، لا تنم عن شيء سوى ذر الرمال في عيون جماهير هذه الدول وإلهائها عن واقعها المؤلم الذي تعيشه في ظل القمع والإرهاب والاستبداد الذي تمارسه سلطاتهم بغية الحفاظ على عروشها متناسية بأن هذه العروش ليست سوى أبراجا عاجية تسقط مع أول ظهور لشمس الحرية وبداية هبة وثورة جماهيرية منظمة تقودها الطبقة العاملة والكادحة بمؤازرة ومساندة جميع الاحرار في تلك البلدان والمنطقة والعالم .
ولنختم حديثنا بمقطع لقصيدة للشاعر الراحل مظفر النواب عن القمم العربية بعنوان:
( قٍمَممْ )
يا قمة الأزياء
يا قمة الأزياء
"سوّدت " وجوهكم
من قمةٍ
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَمْ
قمم..قمم..قمم

١٣ / ٥ / ٢٠٢٥



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة
- السوريون، نحو لملمة الجراح في ظل الحكم الإسلامي
- بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمو ...
- في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي


المزيد.....




- الكرملين يوضح موقف بوتين من المشاركة في مفاوضات إسطنبول بشأن ...
- ترامب لأمير قطر: أمور مثيرة للاهتمام في العرض الجوي غدا.. أن ...
- وفق وقائع الميدان الجديدة.. مفاوضات روسية أوكرانية
- RT ترصد الأضرار الناجمة عن معارك طرابلس
- خبير عسكري: إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية فشلت في وقف عم ...
- ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراري
- ترامب: أمير قطر قائد عظيم وعلاقاتنا وصلت لأعلى مستوياتها في ...
- رئيس الوزراء القطري: إسرائيل غير مهتمة بالتفاوض على وقف إطلا ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي
- منظمات دولية تحذر من مجاعة في غزة بسبب الحصار المستمر


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - حول القمة العربية في بغداد!