أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق أشلاء أطفال غزة














المزيد.....

الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق أشلاء أطفال غزة


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدوا ان آخر فصول المسرحية التي عُرضت على خشبة المسرح الأمريكي بين إسرائيل وإيران بشكل مباشر، قد طويت فصولها أو ربما تأجلت لوقت لاحق. لكن المواجهة غير المباشرة بينهما في لبنان وسوريا والعراق واليمن لازالت قائمة طالما بقت حرب غزة مستمرة.
فبعد الهجوم المحدود الذي شنته إسرائيل على أصفهان يوم الجمعة 19 / نيسان، كَردٍ غير معلن، لما قامت به إيران قبل أسبوع عندما هاجمت إسرائيل بالمسيرات والصواريخ من داخل أراضيها، بدأ كلا الطرفين بمراجعة خطوطه الحمر في كل ساحة على حدة بالأخص في ساحة لبنان باعتبارها الميدان الرئيسي للمواجهة بين الطرفين ومن ثم سوريا.
هذه الهجمات، رغم محدوديتها ورغم تحديد فصولها بدقة من قبل أمريكا وحليفاتها من الدول الغربية، الا انها عَرّضت المنطقة الى مخاطر جدية، وإذا وضعنا في حساباتنا عنصر المفاجئة فأن هذه المخاطر لازالت قائمة.
امتلأت أبواق الدعاية والمنصات الإعلامية للطرفين بالعنتريات اللفظية وذلك بإعلان كل طرف بأنه المنتصر، فإسرائيل التي كانت محمية من قبل حلفائها الغربيين وبعض الدول العربية التي تخشى إيران أكثر من إسرائيل، ارادت من خلال ردها أن توصل رسالة لإيران مفادها أنتم تحت مرمى صواريخنا، أما إيران فكان هدفها من وراء هجومها الأخير حفظ ماء الوجه وايصال رسالة الى دول المنطقة باننا شركاء في معادلة تقاسم النفوذ وأخيرا رسالة الى الوكلاء بأننا هنا معكم ولن نترككم.
أما أمريكا، هي الأخرى بدورها، أوصلت رسالة الى غريمها الصين بالذات بأن المنطقة لازالت تحت نفوذها العسكري وان فكرة ترك المنطقة ومغادرتها ليست واردة خصوصا بعد أن بات التواجد الروسي في سوريا غير ذي فعالية أمنية وعسكرية.
لقد كانت مسرحية متقنة الفصول، حيث دخلت إيران رسميا الى حلبة الصراع مع إسرائيل، ويعتبر هذا التدخل منعطفا خطيرا في صراعات الشرق الأوسط بعدما كانت مشاركتها تقتصر على الوكلاء عملا بالمثل القائل (من الأفضل أن تصطاد العقارب بيد الآخرين عوضا يديك). الا أن إسرائيل، وبالأخص رئيس وزرائها المجرم نتنياهو، رأي في" توريط " إيران وسيلة لتخفيف الضغط المتزايد عليه جراء حملته الوحشية ضد الأبرياء في غزة؛ وقد وُصِف هجوم إيران على إسرائيل من قبل الاعلام الغربي بانه حبل نجاة بالنسبة للفاشي نتنياهو وصبّ في مصلحته.
الآن، وبعد مرور مائتا يوم على حرب غزة، فان مراجعة متأنية لظروف الأطراف المشاركة في هذه الحرب الهمجية تُظهر بجلاء بانها لازالت بعيدة عن تحقيق ما رسمته من أهداف، وان وخامة الأوضاع الداخلية فيها لا تنذر بـ " خير" . فالوضع الداخلي في ايران يشبه برميل بارود على وشك الانفجار حيث الأوضاع الاقتصادية الوخيمة التي تزداد سوء يوما بعد يوم وفي المقابل هناك قمع واستبداد قل نظيره، خصوصا ضد المرأة وحقوقها، فالمظاهرات العارمة الأخيرة بعد مقتل (مهسا أميني) والتي لازالت مستمرة بشكل أو بآخر خير دليل على ذلك.
أما إسرائيل هي كذلك ليست بأحسن حال، فالتظاهرات الواسعة شبه اليومية ضد سياسات الفاشي نتنياهو مستمرة، بالأخص من قبل ذوي المخطوفين لدى حركة حماس، أضف الى ذلك سيناريو استقالة جنرالات الجيش التي بدأ برئيس الاستخبارات، أما سياسيا، فان نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مُر، فالاستجابة لشروط حركة حماس يعني تخلي اليمين عن دعم حكومته، وان الاكتفاء بدعم اليمين يعنى الغرق في مستنقع غزة وبالتالي نهاية الحياة السياسية لهذا المجرم، أما الأوضاع الاقتصادية فحدث ولا حرج وعلى سبيل المثال بلغت كلفة التصدي لصواريخ ايران وحدها حوالي مليار دولار.
أمريكا المتورطة في حرب أوكرانيا من جهة وداخلياعلى أبواب الانتخابات الرئاسية، تحاول بشتى الطرق ضبط إيقاع الحرب الوحشية على أبرياء غزة رغم إعلانها الصريح والواضح بأنها مع إسرائيل في "السراء والضراء" كما يقال. الاحتجاجات الشعبية في أمريكا ضد حرب غزة تزداد وتيرتها يوما بعد يوم وتتوسع نطاق الدائرة المطالبة بإيقاف الحرب خصوصا بعد أن ثَبُتَ بان هذه الحرب ليست سوى إبادة جماعية.
أما حركة حماس، فقد كان هدفها من هجوم السابع من أكتوبر هو السير تدريجيا نحو شطب إسرائيل وإقامة الامارة الإسلامية في غزة ثم في فلسطين، ولكن رياح الحرب أتت بما لا تشتهيه سفن الحركة.
الحرب هي من افرازات و متلازمات النظام الرأسمالي، فكلما اشتدت أزمات هذا النظام ازدادت حاجته الى الحروب وخير دليل على ذلك هو حجم الانفاق العسكري العالمي سنة 2023 الذي بلغ( 2.44 ) ترليون دولار مسجلا أكبر زيادة منذ عام 2009 حسب بيانات معهد ستوكهولم الدولي للأبحاث.
ان ما ما يميز حرب غزة عن الحروب العادية هو انها تجري من جانب واحد، فالجيش الاسرائيلي لا يُقاتل بل يَقتل أناس عزل أبرياء وهو ما يزيد من وحشيتها وهمجيتها. السؤال الأساسي المطروح هنا هو: وسط كل هذه المتلاطمات وتشابك المصالح الرجعية للأطراف المتورطة في حرب الإبادة هذه من هو المستفيد من هذه الحرب و من الذي دفع الثمن؟
هذه الحرب يجب أن توقف، هذا هو مطلب الملايين من الأحرار عبر العالم، يجب أن يُشن نضال من أجل وضع حد لهذه المجازر التي ترتكبها إسرائيل، نضال ضد الامبريالية وحكوماتها وضد النظام الرأسمالي الذي يَعرض همجيته بشكل شنيع أمام العالم.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !


المزيد.....




- رغم تهديد بايدن بالفيتو.. -النواب- الأمريكي يقر مشروع قانون ...
- احتجاجات في بيروت على قرار مصادرة الدراجات النارية غير المسج ...
- النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل ...
- وزارة الطاقة الأمريكية تعتزم بدء شراء اليورانيوم من المنتجين ...
- تقرير: تزايد عدد الأطفال الوافدين من دون ذويهم على مدينة تري ...
- شقيقة كيم جونغ أون تتهم -قوى معادية- بنشر -تقارير سخيفة- عن ...
- مراجعة علمية تكشف عن النظام الغذائي الأفضل لخفض خطر الإصابة ...
- مجلس النواب الأمريكي يمرر تشريعا يعارض وقف إرسال أسلحة إلى إ ...
- النواب الأميركي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إرسال أسلحة ل ...
- المجلس الدستوري في تشاد يقر فوز ديبي بالرئاسة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق أشلاء أطفال غزة