أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - وقفة مع الحرب في أوكرانيا














المزيد.....

وقفة مع الحرب في أوكرانيا


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الحرب استمرار للسياسة بأساليب أخرى – كارل كلاوزفيتز – ١٧٨٠١٨٣١ )

يعيش العالم، منذ عدة أشهر، على وقع حرب شرسة باتت تؤثر على مفردات الحياة اليومية لسكان العالم أجمع، الحروب صفة ملازمة للرأسمالية كنظام ولطبقتها البرجوازية، تشتعل تارة وتتحول الى حرب باردة تارة أخرى وهكذا دواليك. بداية القرن العشرين انطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩، كلتا الحربين انطلقتا من أوروبا، وها نحن اليوم نشهد أحدى أشرس الحروب، تنطلق مرة أخرى من نفس القارة حين هاجمت القوات الروسية في الرابع والعشرين من شهر شباط / فبراير الماضي أوكرانيا .
تاريخ الحروب طويلة الأمد تشير بأن حالات المد والجزر في العمليات العسكرية تلازم تلك الحروب. الحرب في أوكرانيا ليست استثناء من هذه القاعدة، فالمعركة في بداياتها كانت تشير الى هزيمة بوتين بعد أن أخفقت قواته في تحقيق انتصار سريع، لكن موازين القوى وحجم المناطق التي احتلتها روسيا مؤخرا تشير الى عكس ذلك.
نحن هنا لسنا بصدد تسليط الضوء على مجريات الحرب المذكورة وأمورها العسكرية، بل بصدد الإشارة الى انعكاسات هذه الحرب وتداعياتها وتأثيرها الكارثي، ليس على شعوب هاتين الدولتين فحسب، بل وعلى العالم أجمع، فإمدادات الغذاء، بالأخص الحبوب، لم تعد كما كانت قبل الحرب باعتبار ان هاتين الدولتين تعتبران من أكبر مصدري الحبوب في العالم، وخطر المجاعة بات يهدد العالم والدول الفقيرة والافريقية منها على وجه الخصوص، الارتفاع المتكرر والمستمر في أسعار المحروقات والذي اشعل أسواق المواد الغذائية على صعيد العالم، ارتفاع مستوي التضخم، ملايين اللاجئين الذين ينتشرون في أوروبا وبقية ارجاء العالم، ناهيك عن الخراب والدمار الذي الحق بالبنية التحتية لأوكرانيا ،عدى عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين في كلا الجانبين .
الاجتماع الأخير لقادة حلف الناتو في ٢٦/٦/٢٠٢٢ زاد من سعير هذه الحرب حين تقرر وضع ٣٠٠ الف جندي من دول الحلف على أهبة الاستعداد، بالإضافة الى تخصيص ميزانية فورية تقدر حتى نهاية هذا العام بـ ٣٥٠ مليار دولار توزع على دول حلف الناتو بنسب مختلفة كما صرح به أمين عام حلف الناتو بعد اجتماع القمة، كل هذا يجري على حساب تقليص الخدمات العامة كالمعونات الاقتصادية، الصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي لشعوب تلك الدول والعالم بشكل عام. تلك هي مؤشرات أولية على دخول العالم في مرحلة من الصراعات العسكرية التي تُعرف بداياتها ولا تُعرف نهاياتها. وأخيرا جاءت تصريحات ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي المتغطرسة لتشعل الفضاء السياسي حين قال بأن بلاده لن تتردد في استعمال كل الوسائل المتاحة ( أي النووية) خلال هذه الحرب وعند الضرورة، وبالأخص عند مهاجمة جزيرة القرم من قبل أوكرانيا وحلفاؤها، كما وهدد كل من السويد وفنلندا في حالة نشر شبكة صواريخ موجهة على اراضيهما.
الحديث عن القنبلة النووية والتلويح باندلاع حرب عالمية ثالثة، وان كان مازال بعيدا، الا انه من الخطأ تجاهله. ان من يدفع الثمن في هذه الحرب القذرة هي البشرية، فالتوحش الرأسمالي الامبريالي بلغ أشده لدرجة فتح الباب أمام دول أخرى غير المنتمية الى النادي النووي بالسعي لامتلاك القنبلة النووية باعتبارها، كما يدعون، "سلاح للردع" كما تسعى اليه ايران حاليا!! وهناك المناورات العسكرية بين روسيا وايران والصين في أمريكا اللاتينية أي في حدود " الدول المارقة " كما تسميها أمريكا تحت عنوان ( قناص الحدود ) والتي من المتوقع اجراؤها في فنزويلا شهر آب / أغسطس القادم، هذه كلها محاولات الغرض منها دق طبول الحرب في الفناء الخلفي لأمريكا ورسالة مفادها أن نجم العالم أحادي القطب بدأ بالأفول وظهرت بوادره بفشل السياسة الامريكية في حروبها، ان كانت في العراق أو في أفغانستان واليمن أو ليبيا، لذا تسعى روسيا ومن خلفها الصين أن يكون لهما موقعا ونفوذا يناسب قدراتهما العسكرية والسياسية على الساحة الدولية مقابل أمريكا وحليفاتها .
ان هذه الحرب وما تليها من تداعيات خطيرة هي حرب الرأسماليين، حرب رجعية بين قطبين امبرياليين يسعيان الى تقسيم العالم وفقا لمصالحهما وان أمر إيقاف هذه الحرب لا يأتي بالتمنيات ولا الاكتفاء برفع شعارات (أوقفوا الحرب) بل بالتضامن الأممي بين جماهير العمال في روسيا وأوكرانيا ومن خلفهم الاتحاد الطبقي للعمال على صعيد العالم . لقد آن الأوان لقوات البلدين أن يرفعوا فوهات بنادقهم بوجه حكامهم ويتجاهلوا الشعارات القومية والوطنية المزيفة لحكامهم، كما دعى اليها لينين في الحرب العالمية الأولى وأشار الى افلاس الأممية الثانية حين رفعت شعار مساندة البرجوازية القومية بحجة الدفاع عن الوطن.
لقد آن الأوان لإجبار أمريكا وحليفاتها وروسيا وحليفاتها على رفع أيدهم عن التلاعب بمصير البشرية من أجل إعادة تقسيم مناطق النفوذ فيما بينهم . الآن، نحن، والبشرية جمعاء بأمس الحاجة وقبل أي وقت مضى، الى التلاحم الأممي للعمال والكادحين وكافة المناضلين من أجل عالم خال من الحروب ومآسيها ولتوحيد الصفوف على صعيد العالم وذلك لدرء المخاطر الجدية التي تنوي الرأسمالية العالمية بأقطابها المختلفة أن تحملنا إياها وتجعل منا وقودا لتلك الحروب سعيا وراء تلك السياسة القذرة .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!
- قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !
- أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !
- التطبيع بين إسرائيل والامارات خطوة على طريق تنفيذ - صفقة الق ...
- أين نحن من أزمة الكهرباء ؟
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !
- هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - وقفة مع الحرب في أوكرانيا