أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات














المزيد.....

خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختيار الكاظمي لرئاسة الوزراء لم يأتِ اعتباطا أو صدفة، بل وفق خطة مدروسة بعناية من قبل قوى الأحزاب الإسلامية والقومية الحاكمة و بالتنسيق والتشاور والاتفاق مع القوى الإقليمية والدولية.
جاءت عملية الاختيار، بعد فشل مرشحين اثنين قبل الكاظمي، كونهما لم يحظيا بقبول الأطراف المذكورة، وهنا بيت القصيد، فالسؤال المطروح هو لماذا الكاظمي اذاً؟ الرجل كان مسؤولا مخابراتيا رفيع المستوى وعلى علم تام بخفايا وخبايا الأمور، وكل ما يتعلق بالعراق وأوضاعه، داخلية كانت أم خارجية، ذلك بحكم وظيفته، لذا انيطت به هذه المهمة و عُهد اليه المنصب كي ينفذ ما عجز عنه اسلافه، وهو اخماد الانتفاضة وافشالها، تلك الانتفاضة التي زعزعت كيان هذه السلطة واطاحت بسلفه عادل عبد المهدي، وكانت على وشك الإطاحة بهذا الكيان الطائفي القومي ككل، بعد ان قدمت نموذجا رائعا للتآلف والتكاتف ورص الصفوف بين مختلف شرائح المجتمع وأطيافه وفي مقدمتهم الشابات والشباب وذلك عن طريق كسر حاجز الخوف والتردد لدى الملايين من المحرومين ، وبمشاركة الطبقة العاملة خصوصا العمال الاجراء وأصحاب العمالة الهشة ، وبعد ان لعبت المرأة فيها دورا أساسيا جنبا الى جنب مع الرجل في زيادة توهجها وبعد أن دفنت الطائفية والأفكار القومية ، ثم اسقطت "القداسة" عن المراجع الدينية التي لعبت دوراً حاسماً في تأسيس نظام المحاصصة الطائفية، وبالتالي فقدان "الهيبة الروحية" لوجوه دينية استثمرت ما ورثته من آبائها من مكانة بين الأتباع لتثبيت سلطاتها، وكسب ثروات خيالية.
لقد تحولت الانتفاضة الى رقم صعب في المعادلة السياسية العراقية وتمكنت منذ البداية من رسم آفاق لمرحلة جديدة في العراق، لذا فان مخاطر انتصار الانتفاضة لم تقتصر على الطغمة الحاكمة في العراق فحسب، بل امتدت لتشمل دول المنطقة كذلك مما كان سيعرض، دون أدنى شك، مصالح الدول الإقليمية والامبريالية العالمية في المنطقة الى مخاطر جدية.
نعم مهمة الكاظمي الأولى هي افشال الانتفاضة، بداية بوعود تغري بعض المنتفضين، ثم بعد ذلك، بكل الوسائل المتاحة المتعارف عليها والتي مورست بكل وحشية من قبل اسلافه، خصوصا حكومة عادل عبد المهدي، ونسفها من الداخل وتمزيق صفوفها مستفيدة من نوع من الشرذمة والتشتت اللتان رافقتا الانتفاضة منذ يومها الأول .
بعد ايام من تولي الكاظمي لمنصبه، بدأت وعوده تنهال على المنتفضين وقامت وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية تطبل لمجيئه باعتباره "المنقذ" ولكن لمن؟ للسلطة البرجوازية الاسلامية و القومية الحاكمة، و بدأ اتباعه يتجولون في ساحات الانتفاضة لإقناع بعض المترددين داخل الانتفاضة بتصديق وعوده وكان في مقدمة هؤلاء الدعاة عدنان درجال ، وزير الشباب والرياضة الحالي.
الا ان عمق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وتفاقمها المستمر والمضطرد، بالإضافة الى الازمات الإقليمية والدولية التي أثرت وتؤثر على الساحة السياسية في العراق، ناهيك عن دور الميليشيات المنفلتة العقال التي كانت ولازالت تعيث في الأرض فسادا باستمرار ، وحتى أصبحت تضع العصي في دواليب هذا "المنقذ “نفسه ، كل هذه العوامل دفعت بالكاظمي الى الإسراع في تنفيذ السياسة التي جاء من أجلها والتي تتمثل في فرض التراجع على الانتفاضة بكل الوسائل ، فكان احتلال ساحة التحرير في بغداد، المعقل الرئيسي للانتفاضة من قبل القوات الأمنية، والتي أثرت بدورها على مجمل الساحات الأخرى في بقية المحافظات.

بدأت القوى الرجعية تتنفس الصعداء من جديد وتمارس هوايتها في فرض اسلوبها وقوانينها الرجعية المستوحاة من الشريعة الإسلامية بالقوة على المجتمع، بعد أن كانت قد أجبرت على التراجع من قبل المنتفضين ومنذ الأيام الأولى لانطلاق الانتفاضة ، أولى ظواهر هذه السياسة الرجعية جاءت في محاولة البرلمان سن قانون مثير للجدل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذي أطلق عليه قانون تكميم الافواه وخنق الحريات ، تلتها وضع العبوات الناسفة في محلات بيع المشروبات الروحية وهدم بعضها و إعادة محاولة اغلاق دور السينما ومحاربة المسرح و غلق أكاديميات الفنون الجميلة وغيرها من المنابر الثقافية والمعرفية التي يراها الفكر الظلامي، وسائل لا تخدم سياساته الرجعية القرون وسطية ، ثم ما لبث أن شاهد المواطنون عبر وسائل الاعلام مقطعا مصورا حول اقتحام عناصر من ميليشيات جديدة تدعى "ربع الله" لأحدى مراكز المساج في بغداد والاعتداء على العاملين فيه، بالأخص النساء منهم، والقيام بتكسير الممتلكات وسط أجواء من الهلع والذعر" وأمام مرأي ومسمع القوات الحكومية . وأخيرا وليس آخرا جاءت الاحداث الدامية والجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا مقتدى الصدر ضد المنتفضين العزل في ساحة الحبوبي في الناصرية خلال استعداداتهم للتحضير لتخليد ذكرى الشباب الذين ضحوا بحياتهم في مجزرة الزيتون العام الماضي.

كل هذه الممارسات لم تكن لتجرأ هذه القوى الرجعية على القيام بها لولا التراجع المؤقت الذي فُرض على الانتفاضة. ان هذه الوقائع تثبت، دون أدنى شك، بان إحدى الضمانات الاساسية لصون الحريات في العراق هو ذلك الخندق، أي خندق الانتفاضة، الذي يولد الرعب في قلوب جميع القوى الرجعية، فبقدر توهج وصمود هذا الخندق تتراجع القوى الرجعية والعكس صحيح .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!
- قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !
- أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !
- التطبيع بين إسرائيل والامارات خطوة على طريق تنفيذ - صفقة الق ...
- أين نحن من أزمة الكهرباء ؟
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !
- هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات