أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !















المزيد.....

2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن على أبواب عام جديد، لا بد لنا من وقفة تأمل نستذكر فيها بعضا من أهم أحداث العام الماضي، والذي يسميه البعض بعام الكوارث، أو يقولون عنه بانه عام كان أجمل ما فيه هو الرقم . من جملة الاحداث التي مرت خلال العام المنصرم نختار ثلاثة عناوين لنسلط عليها الضوء وهي :
أولا : جائحة كورونا، التي كانت من ابرز وأهم الاحداث التي مرت بها البشرية وما تزال، فهي بالإضافة الى كل ما جلبت معها من كوارث صحية، ضربت المجتمع الإنساني في الصميم، وذلك بفرض التباعد الاجتماعي الذي يتنافى مع الطبيعة البشرية كون الانسان كائن اجتماعي بالطبع، حدث لم يرى العالم مثله منذ حوالي مئة عام، أي بعد الانفلونزا الاسبانية التي انتشرت في اعقاب الحرب العالمية الأولى .
كورونا، ذلك الفيروس القاتل الذي غير العادات وأضعف الدول عبر العالم اقتصاديا واجتماعيا وأودي، حتى لحظة كتابة هذه المقال، بحياة ما يقارب المليونين شخص واصابة حوالي واحد وتسعين مليون آخر حول العالم.
حكام دول العالم الرأسمالي، لم يكترثوا في البداية لهذا الوباء القاتل، فتصريحات دونالد ترامب والرئيس البرازيلي وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا و ..... خير دليل على اللامبالاة بما كان يجري، حتى ثَبُتَ بانه قاتل ويصيب البشردون استثناء، وبعد أن أصبح هؤلاء الثلاثة من جملة ضحايا هذه الجائحة .
أما النخب الدينية، الإسلامية منها على وجه الخصوص، لم تكترث بداية لما كان يجري، مفسرين ذلك كونه " مشيئة وإرادة الله ولا راد لمشيئته "، حتى جاء اغلاق الكعبة إثر الجائحة، وذلك عكس ما تقول كتبهم بأن "من دخله كان آمنا" ! وسط هذه المتلاطمات، جاء دور العلم والعلماء لتفسير ما كان يجري من تشخيص للمرض وإرشادات للوقاية، وأخيرا إيجاد اللقاح الذي يحد من اصاباته.
كورونا، تلك الجائحة التي هزت عروش اقتصاديات الدول الرأسمالية، وروعت الناس، ساهمت في فتح آفاق للحروب الاقتصادية بين تلك الدول وذلك من خلال التنافس المحموم للتوصل الى لقاح، بهدف جني الأرباح، هناك أوجه قبيحة عديدة لجشع الرأسمال، ولكن أقبح ما فيه هو استغلال صحة وسلامة الانسان من اجل كسب المال، وهذا ما يجري الآن بعد اختراع اللقاحات المضادة لهذا الوباء. ولا ننسى بان هناك مِن أثرياء العالم مَن تضاعفت ثروته جراء هذه الجائحة.
لقد غادرنا الملايين جراء تفشي هذا الوباء وآخرون يعيشون رعب السجن الاجباري بانتظار الأمل، وهناك من فقد وظيفته ومصدر عيشه وهناك الجوع والفقر يفتك بغالبية بني البشر فيزداد الفقير فقراً والغني ثروةً.
ما يجب التأكيد عليه هنا هو ان النظام الرأسمالي سيحاول ويخطط لما بعد كورونا، بحيث يُحمل الطبقة العاملة والكادحة ضريبة ما ينجم عن هذه الكارثة من ويلات اقتصادية واجتماعية، وهو ما يجب الانتباه له من الآن بحيث تكون الضحية ذلك النظام وليس الفقراء والمحرومين.

ثانيا : العراق وأحداثه، لقد مر عام 2020 ولازالت السلطة الطائفية الإسلامية والقومية تسيطر على زمام الأمور، ولازالت انتفاضة أكتوبر، رغم تعثرها قياسا بعام 2019، مستمرة تتخللها أمواج المد والجزر، ولازالت أسباب اندلاع انتفاضة أكتوبرليس في مكانها فحسب، بل وتزداد شدة يوما بعد يوم ، ثم جاءت جائحة كورونا لتصطف الى جانب الازمات الاقتصادية الاجتماعية السياسية، التي تمر بالعراق.
أجبرت الانتفاضة حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، ثم جاء مصطفى الكاظمي الى السلطة، لا لتحقيق مطالب المنتفضين كما يدعي، بل وليزيد في الطين بله، لقد حقق هذا الأخير مطالب قوى الثورة المضادة، تلك المطالب التي عجزت عنها الحكومات السابقة، ففي الوقت الذي ساهمت سياساته في اخلاء ميادين الانتفاضة دون تحقيق حتى المطالب الأولية، شرّع قوانين وخطط اقتصادية زادت العبء على كاهل المواطن، ومنها تأخير دفع الرواتب، ثم فرض الاستقطاع فيه، وطرح "الورقة البيضاء" التي ستدفع بالأوضاع الاقتصادية الى ابعد حدود الوخامة، ذلك هو الكاظمي وتلك هي سياساته !
لقد اصبح العراق في قبضة وسلطة الميليشيات التي تعيث في الأرض فسادا في غياب شبه تام لما يسمى بسلطة الدولة، فهي التي تتحكم بكل مفاصل الحكم، بدأ من البرلمان مرورا بالمحاكم ووصولا الى قاع التحكم بالمجتمع، واصبح الفساد ثقافة سياسية مجتمعية عميقة الجذور وبتقاليد طائفية، أما تحول العراق الى ساحة للصراع بين ايران وأمريكا فهو باين للعيان، وسط هذه المتلاطمات، برز شعار كل السلطة للجماهير المنتفضة، ذلك الشعار الذي كان ولا يزال المخرج الثوري للوصول بانتفاضة أكتوبر نحو تحقيق أهدافها.
ثالثا: التطبيع مع إسرائيل، وهو من احد أهم الاحداث السياسية التي مرت على منطقة الشرق الأوسط، والذي أتي بعد اعلان صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، تلك الصفقة التي أتت أكلها عبر سياسات الحكومتين اليمينيتين في كل من أمريكا وإسرائيل، ومنها نقل السفارة الامريكية الى القدس، ثم اعلان نتنياهو ضم أراضي الضفة الغربية وأخيرا التطبيع الذي بدأ بدولة الامارات وسار ليشمل البحرين والسودان والمغرب، ومازال القطار يسير.
هناك حقائق لا بد من الأشارة اليها، فالفلسطينيون شعب شُرِدَ قسرا ليعيش في مخيمات داخل دول تسمي نفسها "شقيقة " ، يعامل سكانها من قبل حكومات "هؤلاء الاشقاء" معاملة كأناس من الدرجة الثانية، مخيمات تفتقر لأبسط وسائل العيش، ناهيك عن فقدانهم لأية هوية يعرفون بها أنفسهم كسائر مواطني الدول الأخرى . وهناك في إسرائيل حكومة يمينية عنصرية شوفينية يرأسها يميني عنصري اسمه نتنياهو، تأتيه المؤازرة من يميني عنصري فاشي آخر اسمه ترامب. وهناك قيادة فلسطينية تفتقر الى ثقة الشعب الفلسطيني، قيادة بشقيها الإسلامي والقومي، أنهكها الفساد، وهناك طبقة عاملة وكادحة على طرفي النزاع، يجمع بينهما هدف واحد، هو العيش بسلام وأمان ورفاه، كون العداوة بين الحكام وليس الشعوب.
فلا التطبيع يعتبر بداية النهاية لهذه القضية ولا القضية تنتهي من حيث يبدأ التطبيع، فالقضية الفلسطينية قضية إنسانية بامتياز، لا دينية ولا قومية، وأنسب علاج لها، اليوم، هو حل الدولتين وعودة اللاجئين . دولتان تعيشان بسلام وأمان جنبا الى جنب.
11 – 1 - 2021



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!
- قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !
- أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !
- التطبيع بين إسرائيل والامارات خطوة على طريق تنفيذ - صفقة الق ...
- أين نحن من أزمة الكهرباء ؟
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !
- هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !