أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لينين ) حول مجزرة إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة















المزيد.....

(اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لينين ) حول مجزرة إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل حملة عسكرية للدولة العنصرية الفاشية في إسرائيل على الجماهير في فلسطين، تعود الى الواجهة القضية الفلسطينية ، كقضية شعب اغتصبتْ أرضه وأرغم قسرا على ترك دياره والتشرد والهجرة لينتشر في دول مجاورة يُفترض أن تكون " شقيقة "، أما ما تبقى منهم على ارض فلسطين سواء من كان يعيش داخل حدود إسرائيل ( الخط الأخضر أي خط الهدنة 1948) كمواطن إسرائيلي أو في الضفة الغربية تحت سلطة حركة فتح القومية أو في قطاع غزة حيث سلطة حركة حماس الإسلامية مع حركة الجهاد الإسلامي، هؤلاء، جميعهم، يعيشون المعاناة نفسها وان اختلفت شكلا الا انها تتساوى مضمونا، مواطن من الدرجة الثانية أو مواطن بلا "هوية".
آخر هذه الحملات على قطاع غزة، جاءت يوم الرابع من هذا الشهر واستمرت لثلاثة أيام، أسفرت عن مقتل 49 شخصا بينهم 19 طفلا و4 نساء واصابة حوالي 360 شخصاً. هذه الأرقام تؤكد دون أدنى شك زيف وبطلان الادعاءات الإسرائيلية بانها تهاجم " أهدافا عسكرية " فقط . انه هجوم وحشي لأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط على واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية وأشدها فقرا. لا يمكن وصف هذه العملية سوى بكونها موجة إرهاب عنصرية جديدة لحكومة غارقة في الرجعية تطلق العنان لجيشها كي يعيث في الأرض فسادا وقتلا ودمارا ممنهجاً.
أمام هذا التوحش الإسرائيلي، ليس لسكان القطاع من ملاذ يذهبون اليه ويحتمون به سوى بيوتهم وأماكن سكناهم بانتظار الموت أو النجاة، فهم محاصرون من الجهات الأربعة، ثلاثة منها نحو إسرائيل وواحدة باتجاه مصر، وجميعها تغلق اثناء تلك العمليات، اضف الى ذلك افتقارهم الى كل مستلزمات الحياة الضرورية من طاقةٍ ومياه نظيفة وحتى الطعام .
هذه العملية الأخيرة تأتي ضمن دائرة مغلقة عقيمة، معروفة البداية والنهاية، حيث تبدأ بتجاوزات واعتداءات سلطة الاحتلال المستمرة وتحرشات الطرف الآخر- تعقبها صواريخ تطلق من غزة – ثم يأتي الرد الإسرائيلي المدمر- فتأتي مفاوضات بوساطة مصرية ـ وأخيرا اتفاق هدنة ! وهكذا دواليك. هذه الحلقة المفرغة، تثبت دون أدنى شك عقم الأساليب المسلحة وبالأخص عندما تكون بقيادة تنظيمات إسلامية غارقة في الرجعية تتبنى و تتبع أجندات دول اقليمة رجعية وبالأخص ايران ثم قطر وسوريا وغيرها حيث تَستَخدمْ هذه التنظيمات كأوراق لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية .
هذه القضية، وبعد مرور سبعين عاما، لازالت عالقة في مأزق لايمكن الخروج منه باتباع الأساليب المسلحة البعيدة كل البعد عن النضال الجماهيري المنظم وحتى وان كتبت لهذه الأساليب بعض النجاحات إلا انها، وفي المحصلة الأخيرة ستحول مقاتلي الأمس الى دكتاتوريي اليوم والتأريخ مليء بنماذج كهذه.
ففي الوقت الذي تتغذى هذه القوى الأسلامية على هذا الصراع المسلح وتستمد شرعيتها منه وتصور النجاة من خلال بطولات فئوية أو فردية، تقوي في الطرف الآخر اليمين المتطرف في إسرائيل، حيث يُصورهذا الصراع من قبل كلا الطرفين، بأنه صراع ديني وقومي بحت والذي بدوره يساهم في تعزيز هيمنة أفكار الطبقة السائدة، أي الطبقة البرجوازية، في جانبي الصراع.
هنا لابد من الأشارة الى التوجه غير الواقعي وغير المادي لبعض قوى اليسار واليساريين والمبني على أساس ضرورة دعم كل أشكال النضال للشعب الفلسطيني وتبرير كل عمل لهم واعتباره نضالا ضد الاحتلال، فالانتماء الى فئة أو اثنية أو قومية مضطهدة لايجعل كل اشكال النضال لهؤلاء تقدميا بالضرورة، وان كل افعالهم مبررة يجب اسنادها، فالحركات الفاشية دائما ما تتبنى الأفكار القومية أوالدينية وتوهم الناس بشرعية نضالها.
هناك حقيقة ثابتة لايمكن نكرانها وهي ان المجتمع في إسرائيل ليس بمجتمع جامد، بل هو مجتمع طبقي، رغم نجاح اليمين في إسرائيل من خلق حالة من الاصطفاف الهش على أسس قومية ودينية، وليست هناك مصالح موحدة للشعب اليهودي عابرة للمصالح الطبقية كما يصوره اليمين في إسرائيل، وهذا ما يجب على الماركسيين واليساريين التركيز والتعويل عليه ، فالمصالح الطبقية للطبقة العاملة في إسرائيل تتنافى كليا مع مصالح الطبقة البرجوازية هناك، في الوقت الذي لايمكنها ابدا ان تتنافى مع المصالح الطبقية لعمال فلسطين، تلك هي خصوصيات المجتمعات الطبقية التي تولد بدورها التناقضات الطبقية التي تتراكم الى أن تصل الى نقطة الحسم وهذه هي السيرورة التأريخية التي يجب أخذها بنظر الاعتبار حين اتخاذ موقف معين، وبالأخص في قضية كقضية فلسطين.
ان انهاء مأساة هذا الشعب لا يأتي عن طريق سياسات الحركات القومية كمنظمة فتح الغارقة في الفساد والمسايرة مع القوى الامبريالية، ولا عن طريق سياسات الحركات الإسلامية كحماس والجهاد الغارقة في الرجعية والتبعية، تأريخ سياسات وممارسات هذه الحركات خير شاهد على ذلك، هذه السياسات عمقت من هذه المآسي والويلات وجعلت من المواطن في فلسطين واقعا بين سندان هذه السياسات الرجعية الفاشلة ومطرقة الحكومة العنصرية في اسرائيل .
ان الأصحاب الحقيقيين لهذه المعضلة التأريخية، في طرفي النزاع،والذين يمكنهم انهاء هذه المأساة، هم العمال والكادحون في فلسطين والطبقة العاملة والتحررين في إسرائيل الذين سئموا من سياسات الحكومات اليمينية العنصرية المتعاقبة، وما التظاهرات المستمرة لدعاة السلام داخل إسرائيل سوى دليل على ذلك.
رغم ان عقودا من الأحقاد والضغائن القومية والدينية لايمكن تجاوزها بسهولة، الا ان التعامل الأنسب مع هذه القضية، في الوقت الراهن، ورغم كونه حلاً مرحلياً لا يعالج القضية من جذورها، هو حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية، وعودة اللاجئين والذي بدوره سيؤدي الى سحب البساط من تحت أقدام سلطة الطبقة البرجوازية في إسرائيل وفلسطين على السواء .
ان اسقاط سلطة الطبقة البرجوازية في كلا الطرفين وتبني النضال الجماهيري الموحد وفي مقدمته نضال عمال وكادحي الطرفين، لابد أن يفضي في النهاية الى انشاء كيان سياسي موحد عابر لكل الانتماءات القومية والدينية يكون شعاره تأمين الحرية والمساواة والعيش المرفه للجميع على السواء ويضمن المستقبل المشرق للأجيال القادمة.



28 / 8 / 2022



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!
- قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !
- أما نحن أو أنتم ، وقفة مع الاحداث الأخيرة في بيروت !
- التطبيع بين إسرائيل والامارات خطوة على طريق تنفيذ - صفقة الق ...
- أين نحن من أزمة الكهرباء ؟
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لينين ) حول مجزرة إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة