أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - دلالات عزل الحلبوسي














المزيد.....

دلالات عزل الحلبوسي


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7830 - 2023 / 12 / 19 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدرت المحكمة الاتحادية العليا يوم الثلاثاء المصادف 14 تشرين الثاني 2023 قرارا يقضي بعزل محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب، وبحسب بيان للمحكمة نشر على موقعها الرسمي، فان القرار اتخذ بناء على دعوى قضائية رُفعت ضد المذكور، وكان الحلبوسي قد استلم هذا المنصب منذ عام 2018 باعتباره أعلى منصب يمكن أن يتقلده شخص " سني" وفقا للتقسيم الطائفي للحكم في العراق.
تأتي هذه الخطوة في خضم أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية معقدة تمر بها المنطقة ككل، فحرب إسرائيل على الجماهير في غزة وتداعياتها المستقبلية، ألقت بضلالها على مجمل الأوضاع السياسية على صعيد العالم بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص حيث تشير الى تغيير في الاوضاع الجيوسياسية خصوصا بعد انتهاءها، وستؤدي نتائجها، أيا كانت، الى تشكيل توازنات سياسية جديدة وستشمل هذه التوازنات، بالضرورة، القوى المؤيدة لإيران في المنطقة من جهة والقوى المؤيدة لأمريكا من جهة أخرى، وهوما سيؤثر بدوره، على المسار السياسي في العراق ككل خصوصا وانه مقبل على انتخاب مجالس المحافظات. عدى عن كل ذلك، فالحلبوسي، كان ضمن التحالف السياسي الثلاثي مع الصدر ومع الحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل أن ينهار هذا التحالف ويترك الساحة لغريمه الاطار التنسيقي، وسط كل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتأزمة أصلا، ووسط كل هذه التلاطمات جاء القرار بعزل الحلبوسي.

ان المتابع لما يجري من أحداث على الساحة السياسية في العراق يرى بوضوح بأن المحكمة الاتحادية ومنذ مدة ليست بالبعيدة، اصبحت لاعبا اساسيا، وذلك من خلال قراراتها التي تحمل طابعا سياسيا أكثر مما هو طابع قانوني، قرارات تصب في صالح القوى المجتمعة في الاطار التنسيقي الذي بدوره يسير بخطى التبعية والموالاة لإيران وتنفيذ أجندة الأخيرة في العراق وفي المنطقة.
قراءة أولية لقرار عزل الحلبوسي، تشير الى سعي قوى الاطار التنسيقي للانفراد بالسلطة في العراق، وفي هذا المسار هناك شواهد توضح هذا المسعي الرامي الى تفريغ الدستور الفيدرالي من محتواه وصولا الى احياء السلطة المركزية الواحدة والموحدة على العراق بأكمله من قبل تلك القوى، وفي هذا الاتجاه فأن الدلائل تشير الى أن "الضحية القادمة" بعد الحلبوسي ستكون حكومة إقليم كوردستان الذي يحتل الحزب الديمقراطي الكوردستاني فيه الحصة الأكبر.
المؤشرات الأولية لهذه السياسية وهذا الاستهداف واضحة وجلية ، فبعد صدور الحكم من قبل هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس في شهر آذار من هذا العام والقاضي بإيقاف بيع النفط من قبل حكومة الإقليم، بدأت ضربات الحكومة الاتحادية تتوالى على حكومة الإقليم، فجاء القرار من المحكمة الاتحادية بحل برلمان كوردستان، ثم بدأت لعبة حصة الإقليم في الميزانية العامة، و ثم لعبة الشد والجذب بين كلتا الحكومتين حول تأمين رواتب الموظفين و العمال ومحاولات حكومة الإقليم سد العجز المالي لديها وطلب النجدة من الحكومة الاتحادية لتأمين تلك الرواتب والتي توقف صرفها لثلاثة أشهر، جميعها مؤشرات على ان حبل الخناق على رقبة حكومة الإقليم من قبل الحكومة المركزية بدأ يضيق شيئا فشيئا، وذلك بهدف افشال هذا التقسيم الإداري وافراغه من محتواه من خلال فرض حصار اقتصادي عليه.
لا يخفى على أحد بأن أمريكا، ولحد الآن، هي من تُحافظ على سلطة الإقليم وتؤمن بقاءها، سياسيا واقتصاديا نوعا ما، إقليم مضطرب داخليا تتسع وتزداد الهوة بين سلطته وبين الجماهير باضطراد، سلطة تتحكم فيها أحزاب قومية رجعية غارقة في الفساد حتى النخاع خالقة أوضاعا اقتصادية واجتماعية لا يمكن أن تستمر وسط غليان جماهيري عارم، وضعت هذه السلطة في حال لا يحسد عليه.
هذه الأوضاع الداخلية في الإقليم تُستَغَل من قبل الحكومة الاتحادية وتسهل لها الامر بتنفيذ اجندتها الرامية الى اسقاط ما تبقى من حكومة الإقليم. أما فيما يخص الوهم الذي تنشره أحزاب أخرى في الإقليم بالدعوة الى الاعتماد على قرارات المحكمة الاتحادية واعتبارها المنقذ والقادر على تصحيح الأوضاع في الإقليم كما هو الحال بالنسبة لحزب ( الجيل الجديد )، ما هو الا ذر للرمال في العيون، فالتعويل على هذه المحكمة وقراراتها المسيسة، ليس سوى محاولة يائسة لركوب موجة الغضب وجر الجماهير باتجاه التبعية للحكومة المركزية في بغداد، تلك الحكومة الطائفية القومية التي ينخر الفساد جسدها و تواجه باستمرار غضب الجماهير وهو ما تجلى في انتفاضة تشرين 2019 التي زلزلت هذا الكيان الطائفي.
ان مايجب ان تعول عليه الجماهير في كوردستان للخلاص من هذه الحكومة القومية ليس باللجوء الى المحكمة الاتحادية أو انتظار الفتات من الحكومة الاتحادية، بل العمل من أجل توحيد صفوف نضال الطبقة العاملة والكادحين وسائر الشرائح الاجتماعية الأخرى مع نضال الطبقة العاملة والكادحين والمفقرين في العراق بهدف تغيير هذه السلطة الطائفية القومية ككل وطرح بديلها الطبقي من خلال المجالس الجماهيرية على صعيد العراق ككل .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - دلالات عزل الحلبوسي