أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله صالح - التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد (1)














المزيد.....

التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد (1)


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 01:45
المحور: المجتمع المدني
    


بدأ العام الدراسي الجديد في العراق (2023/2024) يوم الأحد المصادف (1-10-2023)، الإحصاءات الرسمية لوزارة التربية تقول بأن 13 مليون تلميذ وطالب دخلوا مدارسهم في هذا اليوم، سكان العراق حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء بلغ عام 2021 حوالي (40 مليون نسمة) وهذا يعني بان حوالي 32٪ من سكان العراق سيدخلون المدارس، انه حقا رقم يثلج الصدور!! وفقا لهذه الاحصائيات، من المفروض ان تكون وزارة التربية والجهات المسؤولة قد وفرت جميع المستلزمات الضرورية لهؤلاء التلاميذ والطلبة والهيئات التعليمية والتدريسية لإنجاح هذه العملية، بدأ من الأبنية المدرسية بجميع محتوياتها من رحلات وسبورات ومختبرات، مرورا بالكتب والدفاتر واللوازم الأخرى وصولا الى توفير وتهيئة العدد الكافي من الكوادر التعليمية والتدريسية والهيئات الإدارية وما الى ذلك من مستلزمات ضرورية أخرى.
نظرة بسيطة الى الواقع التعليمي في العراق يقول عكس ذلك تماما، فخلال السنوات الأخيرة شهد هذا القطاع تدهوراً كبيرا وواسعا، ما أدى إلى تراجعه إلى أدنى مستوياته. وزارة التربية في العراق، وهي المشرفة على العملية التربوية/ التعليمية، وكجميع الوزارات الأخرى، خصوصا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، بدأت تسير نحو الانحدار، فقد شهد العراق اهمالا حكوميا واضحا لهذا القطاع الحيوي والمهم مما أدى الى تراجعه الى أدنى المستويات. هذه الوزارة، وكما هو الحال بالنسبة لجميع الوزارات الأخرى، تخضع لنظام المحاصصة الطائفية والقومية، وكوادرها بدأ من أعلى المناصب الى ادناه، يتم اختيارهم، لا وفقا للكفاءة العلمية والقدرة الإدارية و النزاهة، بل وفقا لانتمائهم الطائفي القومي وولائهم للجهة التي يخضعون لأمرتها.
التلاميذ والطلبة، الذين هم المحور الأساس في هذه العملية، وخلال تواصلهم في الدراسة، تزداد معاناتهم يوميا، فالأبنية المدرسية أما متهالكة أو قليلة لذا تضطر إدارات المدارس الى تكديس الطلبة في الغرف الدراسية، أما المناهج، وخصوصا الدينية والخرافية منها، والتي بلغت ذروتها ، فهي لا تتناسب مع القدرات الجسدية والعقلية للتلاميذ لذا يضطرون الى عملية الحفظ والتلقين و الترديد دون فهم، وبهذه المناسبة لابد أن نأتي الى الحديث عن أيام العطل، والمناسبات الدينية على وجه الخصوص، التي يتميز بها العراق دون غيره من البلدان والتي تقترب من أيام الدوام الرسمي. المعضلة الأخرى التي تثقل كاهل أولياء الأمور هي الكتب واللوازم المدرسية التي يضطرون الى شرائها وبأثمان باهضه من المكتبات الاهلية، أما مشاكل الكوادر التعليمية فحدث ولا حرج، فنظرا لقلة توفير الوظائف التعليمية والتعيين على الملاك الدائم، تضطر إدارات المدارس الى الاستعانة بالخريجين كمحاضرين لملء الشواغر، وذلك بعد أن يضطر المحاضر الى ملء هذه الفراغات، في بداية عمله، بالمجان (محاضرون يعملون بالمجان) ثم تُصرف لهم أجور زهيدة لقاء هذه المحاضرات مع العلم هناك الآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل. أضف الى كل ذلك قلة الدورات التدريبية التي تنمي قدرات هذه الكوادر التعليمية والتدريسية بحيث يواكبون سرعة التطورات العلمية. أوضاع التلاميذ والطلبة داخل المدارس هي الأخرى تقع ضمن دائرة هذه المعاناة، فلازال التأنيب والضرب أسلوبا متبعا يُمارس في مدارس العراق .
لنأتي الآن الى الآفة الكبرى والتي هي الفقر، الذي أصبح واقعا مريرا في العراق، وحسب احصائيات وزارة التخطيط لعام 2020 فأن ما يقارب من عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر، أي ما يعادل 25٪ من نسبة السكان، وهو ما دفع بما يقارب مليون طفل أن يكونوا خارج أسوار المدرسة مضطرين الى العمل لتأمين مورد عيش لهم ولعوائلهم، ناهيك عن كونهم يصبحوا فريسة سهلة لجشع الرأسماليين. أما الخصخصة وتطبيق السياسة الاقتصادية النيو ليبرالية التي تنتهجها السلطة الحاكمة، هوالآخر له دور أساسي في تردي الواقع التعليمي في المدارس الحكومية، فظاهرة المدارس الخاصة أصبحت شائعة في هذا البلد، وقد تم توفير كافة التسهيلات للقطاع الخاص لفتح المدارس الأهلية. إزاء كل هذه الأوضاع المتردية لا نستغرب أن تقدر الأمم المتحدة نسبة الأمية في العراق بحدود 11 مليون أمي وان هذه النسبة ترتفع بين الاناث مقارنة بالذكور وبين سكان الأرياف مقارنة بالمدن.
ان الواقع التعليمي في العراق لا يختلف عن الوضع العام الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه البلد في ظل النظام الطائفي القومي الجاثم على رقاب الشعب منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. فبعد أن كان العراق خلال السبعينات من القرن الماضي، وحسب تصنيف منظمة اليونسكو أحد أفضل النظم التعليمية على مستوى العالم أصبح الآن خارج التصنيف العالمي لمعايير جودة التعليم ويقف مع كل من ليبيا والسودان واليمن والصومال في ذيل قائمة هذا التصنيف.
أما في إقليم كوردستان فالأوضاع ليست بأفضل من بقية مناطق العراق، فبالإضافة الى المشاكل آنفة الذكر التي ترافق العملية التعليمية في عموم العراق، هناك مشكلة عدم صرف الرواتب لكافة موظفي الاقليم لعدة أشهر و الكوادر التعليمة من ضمنهم، لذا فان الدراسة، وخاصة في المنطقة التي تخضع لسيطرة الاتحاد الوطني، وحتى كتابة هذا المقال، معطلة تماما نظرا لإضراب المعلمين والمدرسين الذين يطالبون بمستحقاتهم المالية، أما المنطقة الخاضعة لسيطرة الحزب الدمقراطي فان القمع يقف بالمرصاد لكل من يحاول حتى الحديث عن الأضراب.
وأخيرا، ومن باب التذكير فقط، هناك مادة في الدستور العراقي (المادة 34) تنص على ان (التعليم المجاني حق لكل العراقيين في كل مراحله) !!.

4 / 10 / 2023

1 - مصادر الاحصائيات ( وزارة التربية، وزارة التخطيط ، منظمة اليونسكو ، صفحة ويكيبيديا /التعليم في العراق).



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...


المزيد.....




- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة
- والدة أمير قطر تلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاج ...
- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...
- العراق يُقر مشرع قانون يجرم العلاقات الجنسية المثلية وسط -ان ...
- لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية ...
- واشنطن تنتقد العراق بعد إقرار قانون يجرم العلاقات المثلية
- اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية بسبب غزة!


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله صالح - التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد (1)