أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع














المزيد.....

المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمر يوم دون أن نسمع أو نرى خبرا تنشره الأجهزة الأمنية مفاده ضبط شبكة تتاجر بالمخدرات أو عن كشف وكر لعصابات المخدرات أو الاستيلاء على كميات كبيرة من هذه المواد، مما يشير الى أن البلد ابتلى بهذه الآفة. فايران من الشرق وسوريا من الغرب هما المصدران الرئيسيان اللذان منهما أو عن طريقهما تدخل المخدرات الى العراق، سابقاً كان العراق منطقة عبور والآن أصبح منطقة استهلاك وتصريف أو حتى صناعة بعض الأنواع منها.
لقد وصلت تجارة وتعاطي المخدرات في البلاد الى مديات كارثية غير مسبوقة وبدأت تنهش في جسد المجتمع وخاصة شريحة الشباب ومن كلا الجنسين .
تقول منظمات حقوقية بأن 70٪ من المناطق المبتلاة بهذه الآفة هي الأحياء الفقيرة والمهمشة حيث البطالة خصوصا بين الشباب والتي تبلغ نسبتها 36٪ في بلد يشكل الشباب دون سن الخامسة والعشرين نحو 60٪ من سكانه.
أمام هذا الوضع المأسوي نرى القنوات الإعلامية، التي تعود ملكية معظمها الى الأحزاب الحاكمة وميليشياتها، لا تتطرق الى الجانب الخطير من هذه الآفة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية بل تكتفي بإعلان خبر قتل أحد التجار، او القاء القبض على آخر أو ضبط كميات من هذه المواد وذلك ضمن خطة الدولة لمواجهة هذه الآفة والتي تقتصر فقط على المعالجات الأمنية هنا وهناك دون العودة الى أسبابها وكأن الظاهرة مسألة عابرة ليست إلا وان الوضع تحت السيطرة.
تشيرالاحصائيات " الرسمية " الصادرة عن مفوضية حقوق الانسان في العراق بأنه تم اعتقال 14 ألف شخص خلال عام 2022 بين متعاط أو متاجر بينهم 500 من النساء حيث تستغلهم عصابات الاتجار لغرض الترويج والنقل.
وبحسب أرقام "رسمية" أخرى فأن المداهمات التي تمت في بغداد ومحافظات أخرى ومن ضمنها إقليم كوردستان في الفترة بين تشرين الثاني 2022 وحتى آيار 2023 تم خلالها اعتقال ( 8676 ) تاجر مخدرات ومتعاطي، كما أوضحت نفس المصادر بانه تم ضبط ( 406783 ) كيلو غرام من المخدرات بمختلف أنواعها و( 456 ) قطعة سلاح و( 118 ) قنبلة يدوية و( 808 ) سيارة (1 ).

تجدر الإشارة هنا الى ارتفاع عدد النساء اللواتي يتعاطين المخدرات وبالأخص المعنفات من قبل الاسرة ، أباً كان أم أخاً أو زوج في بلد تسود فيه سلطة ذكورية عشائرية رجعية، أعرافها وتقاليدها مستوحاة من سنن مضى عليها قرون عدة من الزمن لا تجد في المرأة سوى انسانة دونية. هؤلاء النساء المعنفات اللواتي لم يجدن طريقا للهروب من هذا الواقع البائس، تضطر بعض منهن الى الانتحاربشتى الطرق ، أو البعض منهن يهربن خارج الاطار العائلي في غياب أي قانون أو محكمة تدافع عنهن، فيصبحن فرائس سهلة لهذه العصابات التي تؤمن لهن المأوى و توفر لهن هذه المواد كي ينسين هذه الحياة البائسة ولو لفترة وجيزة، ُثم يصبحن مدمنات على استعمال هذه المواد وأخيرا يتحولن الى ناقلي ومروجي هذه المادة خصوصا بين النساء المعنفات من أمثالهن .
ان ظاهرة الاتجار بالمخدرات في العراق واستهلاكه، من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وخلال السنوات الأخيرة، تجاوزت كونها مجرد تجارة بحتة تُمارس من قبل بعض التجار، بل تحولت الى أنشطة منظمة ترتبط بالميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب الطائفية والقومية الحاكمة في العراق وكذلك من قبل القبائل التي تسكن قرب مناطق الدخول والعبور حيث تجني أموالاً طائلة تُستغل من أجل بقاء سطوتها ونفوذها، بالإضافة الى أن هذه العصابات أصبحت لها أذرع وامتدادات إقليمية وحتى دولية بما يجعلها تُحافظ على بقاءها واستمرارها خصوصا كونها تمتلك اليد الطولى داخل العديد من مؤسسات الدولة بحكم مشاركتها في السلطة، وكما يقول المثل الشعبي ( حاميها حراميها ).

لم تكن الرأسمالية قد فككت العلاقات الاجتماعية بعد بقدر ما تفككها اليوم ، ولم تكن قد حولت بعد كل القيم الاجتماعية إلى صناعات مربحة وتجارة راكمت رأس المال كما تفعل اليوم. لقد فعل النظام البورجوازي في العراق وكوردستان ذلك في العقدين التاليين لسقوط نظام البعث، لا سيما من خلال تبني سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة. إن ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها هي جزء من هذا التطور الرأسمالي وهي نتاج سلطة البرجوازية الإسلامية الطائفية في العراق والبرجوازية القومية في كوردستان.
هناك ثلاث قطاعات صناعية وتجارية هي الأكثر ربحية في جميع أنحاء العالم، وهي صناعة وتجارة الأسلحة وتجارة الجنس وصناعة وتجارة المواد المخدرة. وهنا في العراق، إلى جانب تطور تجارة وصناعة المخدرات، تطورت تجارة الجنس كذلك، وإن كان ذلك تحت غطاء، ولكن كجزء من الكوارث التي تنامت وأصابت المرأة العراق.
هذه الظواهر التي هي جزء من مأساة مفروضة على الطبقة العاملة والمرأة ، تتطور يوما بعد يوم في العراق وكوردستان ، وقد وصلت هذه الظاهرة إلى مستوى يهدد صراحة كيان وبنيان المجتمع ويحذر من انهياره.
هذه المأساة وعشرات المآسي والويلات الأخرى التي أبتلى بها المجتمع في العراق وكوردستان منذ وصول هذه الأحزاب الطائفية القومية إلى السلطة ، كما وسبق أن أشرنا اليها، هي جزء من الوضع الاقتصادي والسياسي السائد الذي هو هدية الإمبريالية الأمريكية والغربية وليبراليتهم الجديدة . ومن هنا ، وفي الخطوة الأولى، يمكن ، ومن خلال حركة اجتماعية - سياسية تهدف إلى قلب هذا الوضع السياسي والاقتصادي، أن تحد منها في الخطوةالأولى ثم إلى تعمل على انهيارها وانهاءها.
لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال هذا الأفق الذي سبق وأن أشرنا اليه والمتمثل في تنظيم وتوحيد الاعتراضات الاجتماعية ، ونضال العمال والكادحين ، والشباب العاطلين عن العمل ، والنساء المضطهدات ، وجميع تلك الشرائح التي عانت من هذه المآسي للإطاحة بهذا النظام بأكمله وازاحة هذه السلطة الإسلامية والقومية في المركز وفي الاقليم.

1 - الخبر من وكالة أنباء شينخوا 8- تموز - 2023

7 / آب / 2023



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام
- اقليم كوردستان العراق، شرعنة الظلم من خلال المحاكم !
- 2020 عام استثنائي، سيذكره التأريخ !
- خندق الانتفاضة هو الضمانة الأساسية لصون الحريات
- أي مجلس، يدافع عن أية حقوق، لأي انسان؟ حول مجلس حقوق الانسان ...
- فاجعة المنصور ، وافلاس خطاب الكراهية !
- عندما تعلو قامة الفن!


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع