أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمونا !















المزيد.....

بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمونا !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال (١٢) يوما فقط، ومن أول تحرك عسكري من الفصائل السورية المسلحة وفي مقدمتها " هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة) تم القضاء على نظام البعث السوري وإسقاط "سلالة آل أسد" التي حكمت سوريا حوالي ستين عاما بالحديد والنار.
الانتفاضة الجماهيرية التي انطلقت من مدينة درعا عام ٢٠١١ والتي عمّت معظم الأراضي السورية واستمرت لعدة أعوام، لم تتمكن من اسقاط هذا النظام! لا بل وتراجعت، ولا داعي هنا لذكر أسباب ذلك.
أما الهبة والانتفاضة الحالية، فقد تمكنت، وفي عدة أيام، وبمبادرة عدة آلاف من المسلحين من انجاز مهمة لم يتمكن الملايين من الناس تحقيقها خلال سنوات! فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح هو ما السبب وراء سرعة عملية الاسقاط هذه!؟
لاشك بأن الجواب على هذا السؤال يحتاج الى وقفة وتأمل، فهناك من يقول بان الجيش السوري منهك، عتاداً وعُدَّ، وان افراده غير مستعدين للقتال دفاعا عن سلطة ما عادت تعني لهم شيئاً، ومن يقول بأن المؤامرة كانت أقوى وأشمل وان الدول الإقليمية وبالأخص تركيا خططت لهذه العملية ووقفت خلف هؤلاء المسلحين، أو ان حلفاء الأسد، روسيا وايران، تخلوا عنه و.....الخ. جميع هذه الأسباب واقعية ولها نوع من المصداقية، إلا أن مالم يأتي الذكر عنه كأحد أهم الاسباب الأساسية هو انهيار حاجز الخوف لدى الجماهير، ذلك الخوف والترهيب الذي يشهد له سجن ( صيد نايا أو المسلخ البشري)، نعم هذا الانهيار هو الذي دفعها الى هذه الهبة القوية والشاملة ، ذلك الحاجز الذي كان يحول دون أن تنخرط الجماهير بكليتها في عملية اسقاط النظام، فسقوط المدن السورية واحدة تلو الأخرى دون مقاومة تذكر لم يأتي عبر بنادق بعض المسلحين، بل جاء وفقا لإرادة جماهير ما عادت تخشى هذه السلطة وترفض الانصياع لأوامرها.
أما السؤال الآخر والأهم الذي يطرح نفسه الآن بعد سقوط الطاغية ويراود أذهان السوريين قبل غيرهم، وكذلك معظم الدول عربية عدى قطر، والإقليمية عدى تركيا والدولية، هو كيف سيكون نموذج الحكم القادم؟
الجولاني ( أحمد الشرع) يتصرف وكأنه الزعيم الأوحد والحاكم الفعلي لسوريا وسط صمت بقية أطراف المعارضة، أو بالأحرى تهميش البقية ، وملامح حكمه تظهر جليا من خلال بعض الممارسات الشكلية نوعا ما والمنهجية مضمونا، فجعل يوم الجمعة يوم النصر عدى الأيام الأخرى، و أن يصبح رئيس وزراءه إماما للمصلين ويلقى خطبة الجمعة، وأن يوقف العمل بالدستور، مهما كان ذلك الدستور، ناهيك عن حصول العديد من حالات المضايقة بحق النساء خلال هذه الأيام من قبل مسلحي الهيئة حيث التنبيه بضرورة ارتداء الحجاب واللباس المحتشم، جميعها إشارات مبطنة الى ما سيؤول اليه نوع الحكم في هذا البلد مستقبلا، وما العبارات " المعتدلة " التي يطلقها (أحمد الشرع ) والتي تحمل في طياتها وهما تتستر خلفه، كما فعلت، جميع التنظيمات المتطرفة، سوى تلطيف للمناخ السياسي وتوفير الأرضية لما هو قادم، فبداية حكم التنظيمات الإسلامية المتطرفة تُبنى وفقا للآية القائلة " أدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" ثم ، وبعد الاستحواذ على السلطة تنقلب الآية الى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وجزاء الكافر في الشرع الإسلامي واضح. لا شك بأن الغبار سينفض وستظهر الحقيقة، فموديلات الحكم الإسلامي التي أتت قبل الجولاني والتي حكمت وفقا لأحكام الشريعة جميعها سلكت نفس النهج. وان آخر تصريح لأحمد الشرع يؤكد حقيقة نواياه حين يقول: (سأكون مرتاحا اذا لم يطلب السوريون مني الترشح للرئاسة) !.
ان التأريخ البعيد يذكرنا بالخميني عام ١٩٧٩ الذي كان يطلق، في بداياته، عبارة الحرية والعدالة ثم تحول ونظامه، ولحد هذه اللحظة، الى وحش كاسر يهاجم جميع أطياف المجتمع في ايران وفي مقدمتهم المرأة، وعلى الصعيد الخارجي أصبحت ذيوله ممتدة عبر منطقة الشرق الأوسط من خلال أطروحة " الهلال الشيعي" وعالميا من خلال اطلاق الفتاوى بقتل هذا المفكر أو ذاك بحجة "الكفر والألحاد".
أما التجربة الإخوانية في مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك عام ٢٠١١، هي الأخرى شاهد تأريخي آخر على ما نقوله بحق هؤلاء، فبعد أن أطلق الاخوان تعهدا بعدم السعي الى الاستيلاء على السلطة التنفيذية، وعدم الترشح للرئاسة، جاء الاخواني(محمد مرسي) وفي جعبته دستورا يعطيه الحق في الحكم المطلق ويفتح له الآفاق لـ " أخونة" مصر كليا شعبا ودولة. ولولا الانتفاضة العارمة للجماهير التحررية في مصر ضد حكم الاخوان، والتدخل المباشر من قبل الطرف الآخر من قوى الثورة المضادة المتمثلة بالجيش ودكتاتوره الجديد السيسي، لكنا الآن نرى مصرا اخوانيا صرف. وهناك نماذج أخرى على نفس الشاكلة رافقت "الربيع العربي" كـما حصل في ( تونس ، ليبيا، السودان ، اليمن ).
أما العراق فكان احتلاله تحت غطاء " التحرير " من قبل الامبريالية الامريكية وحلفاءها ليخرج من رحمه نموذج حكم طائفي قومي بغيض يُعَد نموذجا فريدا للحكم في البلدان الغارقة في الفساد والقمع والتسلط الديني الطائفي.
لنعد الى أصل المسألة، أي خطاب " النصر" لكل من البغدادي والجولاني، جميع الشواهد تُشير الى أن المشهد لم يختلف بشيء، فكلا الشخصين ولدا من رحم تنظيم القاعدة، وكلاهما اختارا منابر المساجد لإلقاء هذه الخطبة، ، وكما ادعى البغدادي في حينه بأن هذا النصر هو نصر للمسلمين كذلك أكد الجولاني بأن النصر ليس لسوريا وحدها وانما للمسلمين أجمع مع تأكيده بأن هذا الإنجاز تم على يد " المجاهدين " وعبر الجهاد.
لقد سقط الأسد، كما سيسقط كل ديكتاتور يتوهم أنه أسد من نوع آخر ولن يسقط، وان هذه الهبة الجماهيرية لم تأت لاستبدال بشار بالجولاني ، ان نشوة اسقاط الأسد يجب أن ترافقها يقظة واستعداد لمعركة الحرية التي بدأت، معركة بناء دولة الحرية والعدالة والمساواة وعلى يد الأصحاب الفعليين لهذه الانتفاضة، العمال والكادحون والمفقرون والشابات والشباب الثائر نحو مستقبل مشرق، وأن تمنع استبدال دكتاتور قومي بآخر ديني، وأن تقاوم كافة المخططات الإقليمية والدولية التي ترى في الوضع السوري كعكة تتقاسمها وفقا لمصالحها الآنية والمستقبلية.
١٥ / ١٢ / ٢٠٢٤



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !


المزيد.....




- كيف كلفت -زلة لسان- عن الأرز وزيرا يابانيا منصبه؟
- ما -كواليس- تحضير البيت الأبيض -كمين- ترامب لرئيس جنوب إفريق ...
- الولايات المتحدة تقبل طائرة بوينغ فاخرة هدية من قطر وتبدأ بت ...
- تضليل بالذكاء الاصطناعي.. الانتصارات الزائفة في حرب باكستان ...
- جولة خامسة من محادثات النووي بين إيران وأميركا الجمعة في روم ...
- بهية مارديني: لا خلافات أساسية بين موسكو ودمشق وتجربة بغداد ...
- Golden Children 789club – Hành tr?nh s?n vàng cùng c?c bet t ...
- صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل عقب رصد إطلاق صاروخ من ال ...
- المستشار الألماني يدعم تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي لل ...
- -تشات جي بي تي- يورط محامين في الولايات المتحدة


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمونا !