أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!














المزيد.....

في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول ماركس : (تأريخ البشرية هو تأريخ البحث عن الطعام ) !

حددت الأمم المتحدة يوم( ١٧ تشرين الأول / أكتوبر) من كل عام "يوما عالميا للفقر" ، ففي ذلك اليوم من عام( ١٩٨٧ ) اجتمع ما يزيد على مئة الف شخص في ساحة ( تروكاديرو) في باريس، وهو نفس المكان الذي وقّع فيه الإعلان العالمي لحقوق الانسان عام ( ١٩٤٨ )، "تكريما " لضحايا الفقر المدقع والجوع والعنف وأعلنوا بأن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الانسان.
وحسب تعريف الأمم المتحدة للفقر، فأنه أبعد من الافتقار الى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر لرزق مستدام، حيث ان الفقر، وحسب نفس التعريف، هو سوء التغذية وانعدام فرص التعليم والحصول على الخدمات الأساسية، بالإضافة الى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات.
في عالم اليوم، الذي يتسم بمستوى لم يسبق له مثيل من التنمية الاقتصادية وتطور الوسائل التكنلوجية والموارد المالية، لم يعد الفقر مجرد ظاهرة متعددة الابعاد فحسب، بل هو نتاج حقيقي وواقعي وأحد افرازات النظام الطبقي أي النظام الرأسمالي السائد. وكما يؤكد ماركس فان: (تراكم الثروة في قطب واحد من المجتمع هو في نفس الوقت تراكم الفقر والبؤس في القطب الآخر).


الأمم المتحدة، وهي منظمة هذه الدول الرأسمالية والحارسة لهذا النظام الطبقي العالمي، تسعى للحد من بؤس هذا النظام ومآسيه وتزيين وجهه القبيح من جهة، ولعرض طريقة إصلاحية أمام الطبقات المضطهدة والفقيرة كي لا يتوجهوا نحو حل معضلة الجوع بطريقة ثورية من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة نفسها "متضامنة" مع الفقراء و"ملتزمة" بمحاولة الحد من الفقر وخلق الظروف التي "تزيل وحش الفقر من قلوب هؤلاء الناس" وتوفر لهم حياة أفضل! الا أن هذه المنظمة، ومنذ بدء تأسيسها، ازداد معها الفقر والجوع واندلاع الحروب والنزوح والتهجير.

مقارنة بسيطة بين عدد الفقراء في العالم وعدد الأثرياء، توضح بجلاء ماهية هذا النظام ووحشيته، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة فأن مؤشر الفقر العالمي متعدد الابعاد، عام (٢٠٢٣ ) والذي يغطي احصائيات سنة( ٢٠٢٢ )،أظهر وجود( ١٫١ ) مليار فقير من أصل( ٦٫١ ) مليار نسمة يقيمون في( ١١٠ )دولة. يبلغ عدد أفقر الفقراء والذين هم دون سن الثامنة عشرة نحو (٥٨٤ ) مليون طفل ومراهق في العالم وتبلغ نسبة الفقراء في صفوف القُصّر في العالم( ٢٧٫٩٪ ) في مقابل( ١٣٫٥٪ ) في صوف البالغين وتقيم غالبية أفقر الفقراء، أي نسبة( ٨٣٫٢ ٪ ) منهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا أي شبه القارة الهندية أكثر مناطق العالم تعداداً للسكان. أضف الي هذا المعسكر للجياع في العالم الآن اليمن وفلسطين والسودان حيث المجاعة تطرق الأبواب.
أما عدد الأثرياء في العالم، فقد شهد عاما استثنائيا، حيث سجل موقع ( فوربس – وهو موقع يعني بشؤون الأثرياء في العالم)، ( ٢٧٨١ ) مليارديرا حول العالم وهو، وحسب الموقع المذكور، رقم غير مسبوق ضمن قائمة الأثرياء في العالم لعام( ٢٠٢٤ )ما يمثل ارتفاعا بنحو( ١٤١ ) مليارديرا مقارنة بعام( ٢٠٢٣).
ففي الهند على سبيل المثال، حيث تمثل المرتبة الثالثة عالميا لوجود أكبر عدد من الأثرياء بعد أمريكا والصين، ارتفع عدد المليارديرات الى أعلى مستوى على الأطلاق مسجلا (٢٠٠ )ملياردير هندي.
تقول احصائيات منظمة أوكسفام، وهي منظمة عالمية تمثل ملايين الأشخاص الذين يشاركون في مبدأ مفاده " ان العالم غني بالموارد وان الفقر ليس أمرا حتميا " ان ثمانية من جنس الرجال فقط يمتلكون ثروة ما يعادل النصف الأفقر من سكان العالم! وتقول المنظمة ان التفاوت في الثروات أصبح أكثر اتساعا من ذي قبل مع وجود بيانات من الصين والهند تشير الى ان النصف الأكثر فقرا من سكان العالم يمتلكون أقل مما كان مقدرا سابقا، وان ما يمتلكه تسعة أشخاص فقط في العالم يعادل ما يحصل عليه (٣٫٦) مليار شخص يشكلون النصف الأفقر من البشرية.
لقد بلغ السيل الزبى كما يُقال، حيث فاض السيل حتى وصل الى القمم وعندها يكون قد تجاوز كل الحدود، والفقير لا يجوع الا بتخمة الغني، وان الانفجار آتٍ، ولكنه لا يأتي كصيرورة تأريخية لابد منها، بل يحتاج الى الوعي والتنظيم وكما يقول ماركس: (الفقر لا يصنع الثورة، إنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة، الطاغية مهمته أنْ يجعلك فقيراً، وكاهن الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً). ان وجود الفقر دون الإحساس بالقهر والظلم لا يصنع الثورة، ولكنه ربما يؤدي الى انفجار شعبي يتم من خلاله افراغ الغضب والانتقام وقد يحقق بعض المكاسب، كما حصل بالنسبة لانتفاضة أكتوبر (٢٠١٩) وانتفاضة ( ١٧ شباط عام ٢٠١١) في إقليم كوردستان ولكنه لا يغير من الواقع شيئا جذريا.
ان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، ووفقا للمعطيات آنفة الذكر، هو التالي: كيف السبيل الى القضاء نهائيا على الفقر ؟ انه بالتأكيد ليس من خلال تحديد يوم للفقر وتذكير العالم بوجوده، رغم ان النضال من أجل فرض الإصلاحات وتحسين الحياة وتوفير ظروف العيش الملائم مسألة واردة خلال مسيرة الصراع مع البرجوازية ونظامها الرأسمالي، الا أن خلق عالم خال من الفقر لا يأتي سوى عن طريق الثورة الاشتراكية، تلك التي تتكفل بإنجازها الطبقة العاملة كطبقة منظمة وموحدة ومعها جميع الشرائح الكادحة والمفقرون والمرأة المضطهدة.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !


المزيد.....




- سُرقت سيارته.. سامر إسماعيل: ما يحدث لن ينغص علينا فرحة -الت ...
- سياسيون مصريون يعلقون على سقوط الأسد وموقف القاهرة
- بوتين يحثّ على تطوير التعاون العسكري بين دول منظمة معاهدة ال ...
- لاعب مصري يعتدي على مديره الفني أثناء المباراة يثير تفاعلا و ...
- آبل تعلن عن iOS 18.2 مع ميزات جديدة لهواتفها
- نفق مفخخ يقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.. كمين أم خطأ ...
- دمشق من السماء بعد سقوط الأسد
- ألمانيا تعلن عزمها إعادة تقييم -هيئة تحرير الشام- بناء على أ ...
- السفير الروسي في ليبيا يبحث مع وزير خارجية الكونغو آفاق المص ...
- مصر.. إحباط دخول كميات كبيرة من المخدرات عبر البحرين الأحمر ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!