أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - القوة قد تُسكت الأصوات، لكنها لا تُلغي الحقيقة حول معارك ( فندق لالزار) الأخيرة داخل مدينة السليمانية














المزيد.....

القوة قد تُسكت الأصوات، لكنها لا تُلغي الحقيقة حول معارك ( فندق لالزار) الأخيرة داخل مدينة السليمانية


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتفاجأ أحد لِما حصل داخل مدينة السليمانية صبيحة يوم الجمعة المصادف ( 22 / 8 / 2025 ) حين تحولت احدى أحياء المدينة – منطقة سرجنار السياحية - الى ساحة معركة دموية بين اثنين من الأحزاب الميليشية الكوردية الموجودة في المدينة. نعم فما حدث في السليمانية لم يكن مفاجئًا، كونها أتت كنتيجة طبيعية لمسار طويل من احتكار القرار وإقصاء الأصوات المخالفة، بالإضافة الى ان تأريخا طويلا من الاقتتال بين الأحزاب الميليشية الكوردية يغطي على الحياة السياسية لهذه الأحزاب، تاريخ" أسود "قاتم مليء بمعارك دموية من هذا النوع الهدف منها اقصاء المنافس عن طريق توظيف الميليشيا الحزبية ، ولتحقيق ذلك لاشيء يقف بوجههم حيث يضربون كل " القيم المتعارفة" عرض الحائط .
ذروة هذا الاقتتال حصل بين الحزبين الرئيسين ( الحزب الدمقراطي الكوردستاني – البارتي و الاتحاد الوطني الكوردستاني – اليكيتي ) بين أعوام ( 1994-1998) سقط خلالها آلاف الضحايا من الطرفين، وقتها استعان (البارتي )بقوات النظام البعثي يوم 31/آب/ 1996 فدخلت دباباته مدينة أربيل واحتلته وطردت قوات اليكيتي ثم سلمته للبارتي بعد تصفية دموية لقوى المعارضة العراقية المتواجدة مقراتها آنذاك في أربيل . الذكرى السنوية لهذه العملية مرت قبل أيام.
أما اليكيتي فقد استعان وتحالف مع ايران ما جعل الصراع يتخذ أبعادا إقليمية، هذه السياسة لا زالت قائمة حتى يومنا هذا وأحداث معركة ( لالزار) ليست خارج نطاق هذا البعد الاقليمي.
تلك الليلة، لم تنم مدينة السليمانية التي يسكنها قرابة المليون انسان، هؤلاء السكان قضوا ليلتهم بين الخوف والرعب والانتظار لما تنجم عنه هذه المعركة من قتل ودمار وذلك على وقع استخدام أحدث أنواع الأسلحة من دبابات وطائرات مسيرة واسلحة مختلفة أخرى. فاليكيتي الذي يرأسه ( بافل طالباني ) لديه قوة تتألف من خمسة آلاف مقاتل باسم ( قوة الكوماندوز ) مدربون تدريبا عسكريا عاليا ويمتلكون أحدث أنواع الأسلحة، هذه القوة تقف تحت أمرة بافل طالباني لا غيره، بالإضافة الى قوة اخرى تتالف من آلاف المقاتلين مدججين بالسلاح تحت اسم ( قوة مكافحة الإرهاب )، ناهيك عن القوى النظامية الأخرى من " بيشمركة" وشرطة تُمول من قبل حكومة إقليم كوردستان، يُقال بأن معظم هذه القوات شاركت في العملية المذكورة تلك الليلة!!.
وكذلك فان ( لاهور شيخ جنكي ) الذي كان في السابق الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني وأُبعد عن منصبه في عام 2021 إثر خلافات حادة مع (بافل طالباني)و منذ ذلك الحين، تصاعد التوتر بين الطرفين، وصولًا إلى المواجهات المسلحة الأخيرة في السليمانية، هو الآخر كان مسؤولا عن أجهزة الاستخبارات التابعة للاتحاد قبل تنحيته من رئاسة الاتحاد والآن لديه قوة عسكرية تتالف من بضع مئات من المسلحين وتسمى ( قوات العقرب ).
مع انتهاء المعركة التي استمرت لحوالي ثلاث ساعات، تأكد وقوع عدد من القتلى من الطرفين بعد القاء القبض على ( لاهور شيخ جنكي ) وهو الآن رئيس حزب ( جبهة الشعب ) الحاصل على مقعدين في الانتخابات الأخيرة لبرمان كوردستان وأخيه (بولاد) بعد اقتحام ( فندق لالزار ) من قبل ميليشيات ابن عمه ( بافل طالباني ) واستسلام مسليحي الجبهة المذكورة الذين تجاوز عددهم المئة وهدم او الحاق الأضرار بعدد لاباس به من الدور السكنية المحيطة بمنطقة العمليات عدى عن الحاق الاضرار بالممتلكات العامة.
جدير بالذكر بأن عملية أمنية مماثلة ومثيرة للجدل حدثت في نفس المدينة قبل عدة أيام من وقوع أحداث ( لالزار) حين حاصرت واقتحمت مليشيا الاتحاد الوطني ليلا بيت ( شاسوار عبدالواحد ) رئيس حزب الجيل الجديد الحاصل على (15) مقعدا في الانتخابات الأخيرة لبرلمان كوردستان ويعتبر الكتلة الثالثة في البرلمان بعد ( البارتي واليكيتي ) واعتقلته بداعي " تنفيذ أمر قضائي " أي بنفس ذريعة اعتقال لاهور جنكي بداعي تنفيذ مذكرة اعتقال بتهمة " زعزعة الأمن " .
إن ما جرى ليس مجرد خلاف سياسي داخلي، بل هو تجسيد صارخ لنهج الغطرسة السياسية والتي هي ليست مجرد توصيف لغوي وسلوك فردي بل سياسة تأتي ضمن منهج متكامل بات يطبع سلوك قيادة اليكيتي، وذلك لخنق أي صوت معارض بقوة الحديد والنار كحال شريكه في الحكم الحزب الدمقراطي الكوردستاني الذي تسيطر مليشياته على محافظتي أربيل ودهوك ومن يجرؤ هناك على انتقاد سياساته تُلبّس وتُلفّق له تهمة على غرار " زعزعة الأمن " ويزج به في السجن ضمن عملية "قانونية "تُشرعَن من قبل المحاكم التي هي ليست سوى أداة تنفيذ لما تُؤمر به من قبل قيادة الحزب المذكور كما حصل للناشط ( شيروان شيرواني ) قبل مدة حين انتهت محكوميته لكن المحكمة في أربيل أصدرت حكما جديدا آخر بحقه يقضي ببقاءه في السجن لمدة أربعة أعوام إضافية أخرى .
إن هذه الاحداث التي تجري في عموم الإقليم، لم تعد مجرد أحداث عابرة أو خلافات تنظيمية أو تنافس سياسي، بل هو فرض الإرادة بالقوة وتكميم الأصوات الناقدة عبر الترهيب أو الإبعاد وارسال رسالة واضحة لكل من يفكر في تحدي سلطات الحزبين الحاكمين، وبالإضافة الى ذلك فان مسألة السلطة تحولت الى غاية بحد ذاتها وأنها انعكاس لنهج متجذر من الغطرسة السياسية والقمع وصولا الى الاستبداد المطلق وهو ما تكشفه طبيعة إدارة السلطة داخل هذا الاقليم.
حكام أقليم كوردستان العراق اليوم هم جزء من منظومة رأسمالية اقليمية ودولية تنفذ السياسة النيوليبرالية، فقر أشد للغالبية من جماهير العمال والكادحين والمفقرين مقابل تراكم اكبر للرأسمال، وهو ما يتطلب سلطة استبدادية مطلقة، هذا هو باختصارشديد، المشهد الاقتصادي السياسي الحالي في إقليم كوردستان.
لقد آن الأوان لهذه السلطة أن ترحل وتخرج الجماهير الى الميدان للتعبير عن ارادتها بأية طريقة أو وسيلة نضالية ثورية تراها مناسبة لتحقيق هذا الهدف وذلك لوضع حد لهذا القمع والاستبداد من أجل ايجاد حياة حرة كريمة لهذه الجماهير.
2/ 9 / 2025



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران وإسرائيل، ماذا بعد الحرب؟
- حول القمة العربية في بغداد!
- قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة
- السوريون، نحو لملمة الجراح في ظل الحكم الإسلامي
- بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمو ...
- في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...


المزيد.....




- لأول مرة منذ 19 شهرًا.. الأمير هاري يلتقي والده الملك تشارلز ...
- أثر الهجوم الإسرائيلي في قطر على ترامب.. محلل يعلق لـCNN وهذ ...
- في أول بيان بعد -هجوم الدوحة-.. -حماس- تصفه بـ-الفاشل- وتعلن ...
- تقرير: حرّاس مواقع المساعدات في غزة ينتمون لنادي أمريكي معاد ...
- تصعيد ميداني يتزامن مع زيارة لودريان: مقتل شخص في غارات إسرا ...
- قطر تشيع ضحايا الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الدوحة
- ماذا نعرف عن الناشط الأمريكي تشارلي كيك الذي قتل بطلق ناري ب ...
- لجنة برلمانية فرنسية تصف تيك توك -بأسوأ شبكة اجتماعية- وتطال ...
- ضجة حول عارض أزياء يشبه بشار الأسد في -شي إن-.. ما الذي جرى ...
- زيمبابوي تترشح للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - القوة قد تُسكت الأصوات، لكنها لا تُلغي الحقيقة حول معارك ( فندق لالزار) الأخيرة داخل مدينة السليمانية