أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مطالب بحماية التعليم وتهيئة كافية للمعلم بوصفه العنصر البنيوي الذي لا غنى عنه ولا بديل في العملية التعليمية بأكملها














المزيد.....

مطالب بحماية التعليم وتهيئة كافية للمعلم بوصفه العنصر البنيوي الذي لا غنى عنه ولا بديل في العملية التعليمية بأكملها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


— ألواح سومرية معاصرة
المعلم ليس مفردة عابرة معزولة عن نسيج بنيوي للعملية التعليمية ولكنه فوق ما يجابهه من مشكلات بنيوية في داخله وبجانب ما يعترضه من طابع يتعارض وطابع تعاوني للمهنة فإن المعلم يجابه أيضا مشكلات الهجمات العنفية المسلحة منها بالخصوص عليه ما يُفضي إلى نتائج سلبية خطيرة بجانب ظواهر أخرى من قبيل التضييق على فرص عيشه الكريم بتأخير الرواتب وبالعمل المجاني بلا عقود وغيرها وغيرها.. إن هذي المطالب ستبقى نبراسا للطريق المرتجى بخاصة هنا في التعبير عن صوت المرصد السومري لحقوق الإنسان كون تلك القضايا هي قضايا حقوقية بامتياز والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر كونها أيضا أدخل بمحاور من أنشطته الرئيسة.. وعسى يصل الصوت بلا عوائق إهمال أو إغلاق السمع عن استقباله
***
في اليوم العالمي للمعلم ينبغي توكيد أهمية إعادة صياغة مهنة التدريس بوصفها مهنة تعاونية فضلا عن أهمية تعزيز قدرات المعلم بدعم أعداد المعلمات والمعلمين بالحجم الكافي وعلى وفق النسب الأفضل لأداء المهمة تجاه الطلبة وتجنب تحميل الحصص الدراسية بصورة مفرطة تفلت بسببها فرص الأداء الكفء المناسب، بخاصة مع ضرورة الانتباه على أن التعليم لا يتم إلا في فضاء طابع أدائه الجماعي والعلائقي المترابط.

إننا هنا نؤكد أهمية ارتقاء المعلم بجهوده بناء على مبدأ التعاون في الفصل الدراسي وفي توظيف الفضاء الرقمي فضلا عن اعتماده جوهريا في محفل اتخاذ القرار الأمر الذي يشكل تعزيزاً للدافع للعمل وتطوير مستويات المعلم الأدائية لمجابهة تحديات المهنة ومستجداتها..

لقد تم اعتماد اليوم العالمي للمعلمين سنوياً باختيار تاريخ 5 تشرين أول أكتوبر منذ عام 1994، إعلاء لذكرى اعتماد توصيات العام 1966 وما يخص التعليم الجامعي وتدريسيه بتوصيات 1997.. يأتي الاحتفال اهتماما بما ينهض به المعلمون من أدوار حيوية بنيوية في منظومة التعليم وفي الدفع بعجلة التعلم والإدماج والإبداع والابتكار في المدارس وربطها بالمجتمعات. إلا أن المعلمة والمعلم ما زالا يعملان من دون وجود هياكل (تعاونية) يمكنها دعم أساليبهم التربوية أو البحثية ما يقيد مخرجات جهودهم أو مستويات معيشتهم وظروف تحكم الأداء. إذ ما تزال هذه المهنة في كثير من الأحوال وهنا نسجل أوضاعها عراقيا، حيث المعاناة من العزلة أو القطيعة بين جهودهم وبين تلك الهياكل والبنى المفككة، الأمر الذي يؤثر في جودة التعليم ومستويات مخرجاته حتى أن المعلم هجر تلك المهنة في ظروف أشد وطأة تقع بحقه مع تفاقم الاعتداءات عليه وتفشي منظومة قيمية سيئة في العلاقات وسط المنظومة برمتها..

إن التركيز اليوم عراقيا على قدرة التعاون لإحداث تحول بالنسبة إلى المعلمين والمدارس ومجمل النظام التعليمي سيوفر فرص الارتقاء بالعملية التعليمية في زمن يشكل التعليم موقعا جوهريا في بناء الإنسان المنتمي للعصر ولحداثته.. وإلى جانب الطابع التعاوني للتعليم والمعلم فإن السياسات والممارسات الخالقة للبيئات التي تقدِّر الدعم المتبادل ومشاركة الخبرات وتحمل المسؤوليات المشتركة، تعد خيارا تأسيسيا للتعليم المعاصر وللمعلم في تكوينه..

إن الاهتمام بالمعلمين بوصفهم المحرك الأول في مستقبل التربية والتعليم، ولأنهم هم من يجعل من التعليم بيئة نابضة بالحياة، ومن دونهم لا يمكننا تحقيق مخرجات إنسانية قادرة على العمل المثمر المنتج بل سيتخلف كثير من عناصر الحياة الإنسانية ويحيلها إلى وجود أصم قائم على العزلة والآلة الصماء الجامدة بلا حياة وبلا أنسنة.. لأننا فعليا نبقى بحاجة لخلق التفكير النقدي بمحمولاته الأخلاقية ومنظومة الذكاء العاطفي والشعور بالانتماء الاجتماعي وليس اعتزالها..

إن عراق اليوم يجابه كثير من المعضلات التي انعكست على حياة المعلم وتكوينه وأدائه ونهجه ما جعلنا بحاجة ماسة ونوعية جوهرية إلى معالجة النقص في أعداد المعلمات والمعلمين، وإلى الارتقاء بمكانة المهنة وحرمتها وحماية أعضائها من تلك الإهانات المتكررة المتفاقمة ومن الهجمات العنفية الخطيرة التي يتعرضون لها ونحن هنا بحاجة أيضا إلى تعزيز موازنات الاستثمار في إعداد المعلمين.

كما إن دخول وسائل الذكاء الاصطناعي وأدواته، يدفع إلى ضرورة دمج التطور التكنولوجي في التعليم بصورة تكفل إحداث نقلة نوعية، لكن مع الانتباه على تشكيل أساليب تدريس ومناهج مختلفة نوعيا جوهريا بجانب تركيز استثنائي على حوكمة التعليم، واهتمام بشأن الأخلاقيات ومنظومة القيم بما يحيل إلى الدور الذي يضطلع به المعلم الإنسان.

إن الحديث عن معلم ينتمي للعصر ويوجد بحجم يتناسب وحجم الطلبة وأعدادهم وبإعداد نوعي بمقاربة العصر وتكنولوجيته المتقدمة مع نهج تعاوني يرتقي بوضعه باتت ترفا غير محسوب في استراتيجيات العراق الجديد بخاصة مع تضاعف إهمال الحسم في قضية الاعتداءات على المعلم والتعليم الأمر الذي أوضع البلاد في فخاخ خطيرة فيما الحكومة تمضي بالتعامل مع معلم مجاني ومعلم تتأخر رواتبه لأشهر وآخر محكوم بضغوط مجتمعية عشائرية وطائفية وطبعا ميليشياوية حزبية في أخرى أخطر وأفدح في التعرض لأمنه وكرامته

هذه الكلمة الموجزة تبقى بحدود الخطوط الرئيسة العريضة التي تتطلع لتلبية المطالب المتضمنة بالشراكة بين أطراف التشغيل والرعاية والإعداد وحماية الأمن والأمان والدفع نحو شراكة بناء بين جميع تلك الأطراف بضمنها نقابة المعلمين وكل الهيآت ذات الصلة تحية لكل معلم بمستويات التعليم الأساس ومستوياته المتقدمة العليا.. وليحل هذا اليوم بوصفه نداء للبحث عن أفضل الحلول وسبل العلاج وتحقيق الأمل.

* عن المرصد السومري لحقوق الإنسان والبرلمان الثقافي العراقي في المهج



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة عجلى ونداء لتفعيل جهود مؤازرة صدور مجلة الإنسانية [الحق ...
- تخلَّفْنا بفقدان منجزات ثلاث ثورات صناعية فيما نجابه خطر فقد ...
- في اليوم الدولي لمكافحة الأمية [الثامن من أيلول سبتمبر] ظلام ...
- انتهاكات تتعرض لها المؤسسة التعليمية وعناصرها كافة هي معادل ...
- كيف نقرأ جريمة الاختفاء القسري والتغييب؟ وما الذي جرى ويجري ...
- إدانة جرائم الحرب وسياسة التجويع التي ترتكبها حكومة اليمين ا ...
- لنعمل معا على مكافحة التمييز والعنف على أساس الدين والمعتقد ...
- من أجل إعادة تشخيص أوضاعنا في ضوء تعريف دقيق للإرهاب نداء في ...
- في اليوم الدولي لهنّ ولهم شبيبتنا تصادرها وتهمّشها مناهج الت ...
- هل قتل المرأة بهذا الرخص المجاني كي يستمر تبريره وتخفيف أحكا ...
- المجموعات القومية في العراق تئن من التمييز والخطاب الشوفيني ...
- حول الرفض العراقي الشعبي والأممي الرسمي لما يُسمى قانون حرية ...
- هل حقا وجود أي شكل للجماعات المسلحة خارج الدولة مما يقره الق ...
- مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بم ...
- ماذا تعني جريمة التجويع؟ وهل يجوز للمجتمع الدولي السكوت على ...
- قرارات عنصرية ومرجعياتها الفكرية المتعارضة والهوية التعددية ...
- الظامئون في العراق اليوم يرفعون صرخات الاحتجاج مطالبين بالما ...
- احتفالية تسعة عقود من مسيرة العطاء الصحافي التنويري تتوج بمن ...
- ما العمل من أجل وقف جريمة الاتجار بالأشخاص ومنهم الأطفال ومن ...
- ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب و ...


المزيد.....




- مصادر: محادثات غزة في مصر تحرز -تقدما-.. ورئيس وزراء قطر سين ...
- إدوار فيليب يحثّ ماكرون على الاستقالة وسط أزمة سياسية متفاق ...
- سرايا القدس: أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة
- يونيسيف: رضع غزة يعيشون رعبا ويتشاركون أقنعة الأكسجين
- مقتل عنصرين من الحرس الثوري في هجوم غرب إيران
- -سيمتلك كل الصلاحيات-.. صحف عالمية: -السير- بلير يحلم بحكم غ ...
- كيف استخدمت إٍسرائيل الذكاء الاصطناعي سلاحا في حربها على غزة ...
- الحية: نخوض مفاوضات جادة ومسؤولة.. ونريد ضمانات حقيقية
- فيديو.. غزو مرعب لأسراب الخنافس في بريطانيا
- على وقع الضحك.. ترامب يمازح كارني أمام الصحفيين: اندماج كندا ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مطالب بحماية التعليم وتهيئة كافية للمعلم بوصفه العنصر البنيوي الذي لا غنى عنه ولا بديل في العملية التعليمية بأكملها