أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بمحبة الناس واحترامهم















المزيد.....

مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بمحبة الناس واحترامهم


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصحافة الشيوعية مبادئ العمل والعلاقة بالناس
— ألواح سومرية معاصرة
الصحافة الشيوعية هي النبع الصافي لأنها مخطوطة بمداد من عصارة تضحيات من يحررها ومراسلوها هن وهم من رفاق حركة التنوير والتقدم والديموقراطية تلكم هي الكوكبة التي تقدم صياغات من ذهب وماس لتتلألأ أنجما هادية بحيوات جموع الفقراء والمهمشين وتصير مشاعل تتقدم الصفوف تلك الصحافة باقية ما بقي الإنسان يُثمر منجزا إعلاميا صحافيا وما بقي التعبير عن الآمال والتطلعات مطلوبا.. إنها الصحافة التي تحتفل اليوم بتسعة عقود، تسعون عاما من أداء الرسالة التنويرية وهي تواصل العهد يتجدد كما تتجدد منجزاتها .. هذه إطلالة تضيء ومضة في عالم الصحافة الشيوعية عسى تكون مع مثيلاتها شلالات محبة وأنهارا هادرة وبحارا مائجة برياح التنوير والتغيير كما دأبها الدائم
***

وسط زخم التطور التكنولوجي ومتغيرات الخطاب الإعلامي ووسائل وصوله إلى جمهور أوسع هناك صحافة حافظت على قيم العمل واحترام أسسها المهنية بدءا بالمصداقية والأمانة وليس انتهاء باحترام عقل متابعاتها ومتابعيها فهي في جوهر مدخلات الصحافة الشيوعية ومخرجاتها..

ما بات واضحا في عمل مجمل الصحف والفضائيات وخطاباتها هو صراعها من أجل أن تحظى بأوسع جمهور وأكثر إعلانات والظاهرتين تخضعان لقيم التجارة أولا وآخرا لأن تلك الوسائل الإعلامية والصحافية إنما تبحث عن فكرة الربح بديل الخسائر المادية كون المنصة المالية هي ما يديم وجودها ويستمر به.. لكن الصحافة الشيوعية بين قليل أو نادر من الصحافة مازالت تتمسك بمبادئ العمل وأسراره المهنية الأنجع وهي بالجوهر تتمسك بالإنسان وحقوقه وحرياته والدفاع عن وجوده الحر الكريم بالمقام الأول وصلاتها بالناس وواسع الجمهور ينطلق من هذه الحقيقة التي أدركتها الجماهير العريضة ومازالت تنظر إلى تلك الصحافة من هذا المنطلق ومنظوره الفكري.. إن القارئ يعرف أن ما يبحث عنه من حقائق واستكشاف صائب الأمور بمعالجاته الموضوعية لا يجده في القنوات أو المنصات التجارية الكبرى بحجم استثماراتها ولكنه يجده هنا في المنصة التي تعتمد بكفاحها من أجل إيصال الواقع بتفاصيل اليوم العادي وبكل ما يتناول ويعالج المشكلات والقضايا بمنطق العقل العلمي نجده هنا..

المال ومؤسساته تطفو وتعلو وتكبر لكنها سرعان ما تتراجع وربما تختفي وتحتجب الصحيفة مثلما مؤسستها الاستثمارية؛ لكن الصلة القائمة على احترام الإنسان هي الثابت المكين للصحافة الشيوعية ونظيراتها الديموقراطية اليسارية فتلك صحافة يشتغل العاملون فيها بصيغ كفاحية وبروح معطاء كثرما تكون تطوعية فضلا عن تلك التي تأتي بالأساس بروح التعاون والتطوع خدمة للمبادئ وإعلاءً لها.. هنا من يضحي بعطائه على الرغم من انتسابه لمستويات الفقر المادي هو الغني الثر بما يمتلك العقل وقدرات الكشف بل التضحية من أجل الكشف عن الحقيقة ومن أجل إيصالها إلى أوسع جمهور..

تلكم الصحافة هي صحافة الناس التي تتغنى بعبارة مأثورة بأن “الصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس” إن محرري نصوص تلك الصحافة لا يعتمدون استدرار عواطف أو اللعب بميادين الانفعال غير المحتكم لمنطق العقل، إنّهم يكتبون بمداد من دماء زكية وأحبار الصدق والأمانة وحماية مصادرهم والتيقن من سلامة المادة ومن صواب نشرها بما يتفق ومصالح الناس بخاصة هنا الفقراء، البسطاء، الأبرياء الباحثين عن منصة تنشر قضاياهم ومشكلاتهم ومعاناتهم لتجد حلا ليس بمناشدات لسارقي تلك الحاجات الإنسانية ولكن المطالبة بها عبر كشف الأسباب ومن يقف وراءها..

لابد من إصرار على توكيد منظومة أخلاقية تحكم العمل الصحفي ومبادئ المهنة حيث لا يمكن لصحافة تلتزم الإنسان ثابتا جوهريا لعملها وتنتهك تلك القيم والمبادئ كما تفعل عديد المؤسسات الصحافية المتاجرة بالمهنة.. الصحافة التي تتمسك بالناس وعلى رأسها الصحافة الشيوعية، تتمسك بأخلاقيات معروفة للإنسان القارئ الباحث عن إجابات أسئلته بمصداقية ومن تلك الأخلاقيات سنرصد: النزاهة، والمسؤولية والاحترام؛ إذ تشير الأولى إلى أمانة وصدق في تناول معلومة واتخاذ موقف وإنجاز هدف فيما سيتعزز بالمنظومة الأخلاقية كل ما يتعلق بالتعامل مع الآخر إنسانا أو قضية أو إشكالية واحترام الحقوق كافة في هذه العلاقة..

وبخلفية المبادئ التي يتبناها صحفيو اليسار فإن معايشة حيوات الفقراء والمهمشين وأوسع جمهور لهذه الصحافة ينبغ من درجة الحساسية تجاه تفاصيل اليوم العادي للإنسان البسيط ومن تلك الاستقلالية والشجاعة في تبني صائب الحقائق المعبرة؛ لكن تلك الشجاعة بهذا النهج وأخلاقياته تتحمل المساءلة وتدافع عن الحق والحقيقة وترفض إفشاء أسرار مصادرها وتضع نصب الأعين معايير العمل المثبتة في اللوائح الدولية المعتمدة..

إن الصحافة الشيوعية ليست مجرد أوراق تمتلئ بنصوص موضوعية أو جمالية في محمولاتها الفلسفية الفكرية والسياسية ولكنها أبعد من تسليطها الأضواء على الأحداث والاستقصاء المعمق لها وفيها، تقدم تشريحا للواقع بما يبني الشخصية ويتقدم بها نحو آفاق تنويرية ديموقراطية تخلق أسس العلاقات البناءة إيجابيا لدى جمهورها..

لكل تلك الأسباب كان تحرير تلك الصحف يعتمد عقولا خبيرة عركتها التجاريب والوقائع الطبقية والاجتماعية حداً باتت تصل برسائلها على أساس وحدة بين المنصة الصحافية والوجود الشعبي الأشمل لقرائها.. وطبعا يتأتى هذا ويتنامى مع تعميقها الوعي الاجتماعي والارتقاء به عبر حواراتها المعمقة المشرقة بتطلعات وبخطاب لا يتماهى مع مصطلحات مستهلكة للمعجم الشا~ع ولكنه يتماهى مع القيم الشعبية وحراك المجتمع نحو آفاق تجدد الآمال وتخلقها وسط تلك الجموع..

وبين تمسك بمبادئ العمل وأخلاقياته المنحازة للفقراء والمحادة تجاه ذكر الرؤى بتعدديتها وتنوعها وحتى باختلافها وبين جسور العلاقة بالناس تتحول الصحافة الشيوعية إلى وضع أكبر من منصة مقروءة لتشكل وجودا تنظيميا لقادة الفكر ولتشكيلات تنظيمها المتشكل من آلاف حاملي رايات تعزيز صلاتها وتوزيعها على الرغم من المطاردة والتضييق والتنافس السلبي من أطراف معادية وتُخلق تركيبة تنظيمية من شبكة مراسلين هم جسم المناضلات والمناضلين ممن يجسد هموم الناس ومعاناتهم وأصواتهم المتعالية في فضاء الوطن عابرة الحدود نحو الآفاق الأممية إنسانيا..

تلك هي صحافة تحتفل اليوم بتسعة عقود من الكفاح والتضحيات الجسام لتؤكد أنها الباقية بفضل محبة الناس وتجسيد الصوت الشريف السامي الذي لا يباع ولا يُشترى بل يقاوم التحديات نحو تلبية أروع الأماني والتطلعات وتجسيدها قيمة فعلية بحيوات الناس..

وبهذه المناسبة الكرنفالية الشعبية أنحني لكل شهداء الصحافة في العالم والوطن وفي الحركة التنويرية والحركة الشيوعية في عراق يكافح من أجل غد أفضل وأقف إجلالا لرائع المنجزات وخطى التقدم حيث باتت الصحافة الشيوعية وجها لكل الشرفاء من حركة التنوير ودمقرطة المسار..

وإلى أعوام المائة عامة من عمر هذي الصحافة الأصيلة وقيمها التي تنثرها بذورا تخوضر أشجارا مثمرة.. وليكن هذا العام الاحتفال مقرونا بتوزيع يكسر حدود المليون يوم 31 تموز العيد والكرنفال الشعبي



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني جريمة التجويع؟ وهل يجوز للمجتمع الدولي السكوت على ...
- قرارات عنصرية ومرجعياتها الفكرية المتعارضة والهوية التعددية ...
- الظامئون في العراق اليوم يرفعون صرخات الاحتجاج مطالبين بالما ...
- احتفالية تسعة عقود من مسيرة العطاء الصحافي التنويري تتوج بمن ...
- ما العمل من أجل وقف جريمة الاتجار بالأشخاص ومنهم الأطفال ومن ...
- ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب و ...
- النفط بين بغداد وكوردستان وقطع رواتب شعب لابتزاز الموقف وعرق ...
- هل رُفِع العلم الأحمر على سواري جامعات عراقية!ومن الذي رفعه؟
- لماذا تتناقض التصريحات بشأن إخفاء الشخصية العامة المحامية زي ...
- التعذيب بوصفه جريمة من جرائم ضد الإنسانية وما تتطلبه من حملا ...
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجو ...
- كل الحروب لها آثارها على الشعب بالفتك والدمار فكيف نقرأ المو ...
- في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أح ...
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...
- أطفال العراق عِمالة وتسول اضطراري قهري واستغلال فاحش منفلت ف ...
- في اليوم العالمي للبيئة ما حجم المشكلة عراقياً؟ وما أسبابها؟ ...
- ومضة في الموقف من مخرجات الأزمة الحكومية الحالية في هولندا
- قطع مصادر أرزاق الناس وعيشهم يدخل بإطار الجرائم الجنائية الك ...
- أوضاع أطفال العراق اليوم تظاهي ما يُرتكب في ظل النزاعات المس ...


المزيد.....




- زلزال بقوة 8 درجات يقع قبالة الساحل الشرقي لروسيا.. وتحذير أ ...
- عاجل | ترامب: مراكز الطعام في غزة ستبدأ عملها قريبا
- ملك المغرب يؤكد استعداده لـ-حوار صريح وأخوي- مع الجزائر
- محمد السادس: المغرب يشهد نهضة صناعية غير مسبوقة
- الإمارات: حل الدولتين هو الخيار الوحيد من أجل سلام مستدام
- رياض منصور: قرار بريطانيا بشأن الاعتراف بدولة فلسطين تاريخي ...
- مالطا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر
- السيسي يشيد بقرار لندن بشأن توجهها للاعتراف بدولة فلسطين
- مهلة ترامب لروسيا.. تصعيد للتفاوض أم فرض لنظام عالمي جديد؟
- دراسة تكشف تأثير استخدام الهواتف بسن مبكرة على الصحة النفسية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بمحبة الناس واحترامهم