أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجود استراتيجية للتصدي للجرائم الجنسية يفاقِم أوضاع الناجيات ويلتهم ضحايا جديدة















المزيد.....

في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجود استراتيجية للتصدي للجرائم الجنسية يفاقِم أوضاع الناجيات ويلتهم ضحايا جديدة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع 19 يونيو حزيران: الإهمال وانتفاء وجود استراتيجية للتصدي للجرائم الجنسية يفاقِم أوضاع الناجيات ويلتهم ضحايا جديدة
— ألواح سومرية معاصرة
مرت اليوم التاسع عشر من يونيو حزيران مناسبة أممية جد استثنائية ومهمة ليس أمميا حسب بل وعراقيا شرق أوسطيا بسبب حجم المجريات الخطيرة للنزاعات واشتعال أوار حروب ومقاتل تستغل العنف الجنسي بكل أشكاله ليكون أداة ضغط وابتزاز في تلك الصراعات الملتهبة وبينها صراعات قوى الإرهاب ومافيات الاتجار بالبشر.. وإذا كانت الجريمة تفرض كرها وقسرا على ضحاياها ندوبا غائرة وتترك آثارها الإجرامية المركبة المعقدة لأجيال فإن التصدي لها بخاصة عراقيا لم يرتق لمستوى تحدياته ولابد من قرارات تشريعية قانونية واشتغالات تربوية واجتماعية قيمية مع رعاية نفسية لتجاوز الصدمة وكل تلك الأمور تظل مجرد أوهام من دون استراتتيجية شاملة بكل المحاور اللازمة للمعالجة ومحو الآثار ومخلفات الجريمة.. أقترح هنا هذا النص عسى يكون مفردة في النداء لتلبية الحاججات بظروف عراق يتضخم بمن وقع ضحية لتلك النزاعات والحروب.. وبانتظار رؤاكن ورؤاكم بالخصوص
**

العراق لم يكن مجرد نموذج سطحي عابر في وقوع الانتهاكات وأشكال العنف الجنسي حدّاً افتتحت قوى الإرهاب أسواق نخاسة، وتتواصل مثل هذه الجريمة متسترة بمباغ ومواخير تُجاز بفعل سلطة الأمر الواقع لسطوة قوى خارجة على القانون من مافيات الاتجار بالبشر وميليشيات للبلطجة وفرض منظومة استعباد مثلما أسواق نخاسة الدواعش تماما..

والأبعد من ذلك فإن التزويج القسري وانتهاك الطفولة يتفاقم اليوم بذريعة الإيمان بسلامة لائحة مازال من يسمون أنفسهم (رجال دين) يعكفون على تدبيجها وقد فُتح السبيل أمام تلك النصوص غير المحسومة بتغيير قانون الأحوال الشخصية 188 ليجيز تزويج الطفلة وهو ما يدخل بإكراههن على الخضوع للرغبات الجنسية المرضية لمن صاغها ومن يعبرون عنهم وذلك هو أحد أشكال الاغتصاب المذكور في القوانين الأممية المعنية بالموضوع..

إنَّ تعريف الظاهرة الإجرامية الخطيرة وانتشارها بشكل مريع يتجسد بتأكيد أنّ العنف الجنسي المرتبط بالنزاع جوهر تلك الظاهرة والمصطلح الذي يشير إليها يتمثل بكل من جرائم: الاغتصاب، الاسترقاق أو الاستعباد الجنسي، الدعارة القسرية، ما قد ينجم عنها من الحمل القسري والإجهاض القسري، كذلك التعقيم القسري، وأيضا هنا نشير بلفت النظر بوضوح إلى مسمى جريمة التزويج القسري، وكل أشكال العنف الجنسي التي تُضاهي ما ذكرناه في جسامة الفعل، حين تُرتكب الجريمة بحق النساء أو الرجال و-أو الفتيات أو الفتيان، بارتباط مباشر أو غير مباشر بحالة من حالات النزاع. وضمن كل ذلك تشمل الجريمة ظاهرة الاتجار بالأشخاص في إطار النزاعات لأغراض العنف الجنسي أو الاستغلال. في مجاله وربما أشرنا هنا إلى حالات الاغتصاب في المخيمات التي تكتظ بساكنيها في استغلال للظرف الطارئ للأطفال والنساء والمجموعات الهشة…

إنَّ إدراك الآثار المروّعة للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع بكل أشكاله بما يوقعه على ضحاياه وبخاصة الناجيات والناجين وبيئتهنّ وسط مجتمعاتهن ومجتمعاتهم يعني أن ندرك التشخيص بوصف العنف الجنسي المرتبط بأي نزاع هو بوجه من أوجهه جريمة حرب وبوجه آخر جريمة ضد الإنسانية، وقد يرقى إلى مستوى الفعل المؤدي نحو الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي، إن تلك الجريمة تهديد صريح للأمن فردياً جمعياً، مثلما تشكل آثاره وما ينجم عنه يعرقل بشكل خطير فرص الوصول إلى سلام مستدام.

وهنا نشير ضمنا إلى امتداد آثار العنف الجنسي للصدمات البدنية والنفسية وما يشكله من وصمات العار اجتماعيا تلك التي تُقصي لا الناجيات والناجين بل وذويهم عندما يتم نبذ أولئك الضحايا وإغلاق سبل الدعم والرعاية والاحتواء في المجتمع ونحن ندرك حجم المواقف القائمة على التقاليد وثوابت الجماعات الدينية والاجتماعية حيث يكون أبسط تعامل ممثلا بالرفض والعزل والإبعاد مع التذكير بأن بعض الحالات تعاني من الضرب والتعذيب ما قد يصل للقتل والتصفية غسلا للعار…

إن مجموعة من الفظاعات ما زالت تُرتكب بأجواء الحروب أو عقبها، إذ تستمر فعاليات الخطف والتجنيد الإجباري بالابتزاز وما يعنيه من أفعال تسبقه بقصد توفير وسائل الضغط والابتزاز التي نشير إليها..

وإذا ما أقر امرؤ مجمل تلك التوصيفات للمجريات فإنها بالمحصلة تأخذ مساحتها الواسعة الخطيرة في قراءة ما يدفع إلى تمزيق النسيج الاجتماعي بسببها..

إذ يحفر العنف الجنسي ندوباً غائرة في الحياة الاجتماعية وأولها في أنفس الناجيات والناجين..

ونحن ندرك هنا حجم القسوة التي تضطر من ينجو لاتخاذ الصمت الموجع سبيلا لتجنب أشكال الترهيب والانتقام و-أو الاثار المجتمعية والمهنية بالتحديد في ظروف انعدام تام للدعم، بذات الوقت ما تعنيه حال الوصم بالعار للضحية لا للمعتدي!!

تقول الإحصاءات إن كل حالة بعينها يتم الإبلاغ عنها تعني وجود حالات بلا حصر بلا إبلاغ تتجاوز العشرين ضعفا حيث خضوع الضحية للرعب من انتقام أو من الوصمة يمنعه من الإبلاغ لكن ألا يجدر بنا هنا ملاحظة مجريات دور الرعاية الرسمية تلك التي يُفترض أنها يمكنها ويلزم أن تحمي الضحايا وهي نقيض ذلك تماما ومثل ذلك عوامل تراجع المجتمع العراقي وشرق الأوسطية حيث ظواهر الجمود على تقاليد وعادات وقيم تظل متمسكة بوصم الضحية والانحياز للمعتدي وهذا ما يجب أن نعمل باستمرار على التصدي له حتى معالجته والانتهاء منه..

و يبدو لي أن توفير العلاجات وإزاحة كلكل الصدمات النفسية وإبعاد التأثيرات الاجتماعية السلبية الخطيرة للعزل والإقصاء بتوفير الدعم المجتمعي ولعل دور المجتمع الدولي وقدراته على الدعم واتخاذ القرارات المناسبة بعيدا عن حال الإهمال للظاهرة وبعيدا عن الامتناع عن معالجتها ما يعمّق الآثار الكارثية بكل مستوياتها النفسية والاجتماعية والانعكاسات السياسية وغيرها..

إن العراق ومثل جميع بلدان النزاعات الحربية الشاملة أو الأهلية أو تلك المرتكبة بين المجموعات الأصغر كالعشائرية والطائفية تبقى بحاجة لضبط الأوضاع وتأمين الناس وظروف عيشهم الحر الكريم كما أن الأداء القائم على استراتيجية نوعية مناسبة سياسيا اجتماعيا اقتصاديا تتطلب وضعها سواء برسم خطوطها على الورق فورا وتطويرها على وفق الظروف السائدة بمتغيراتها أم بتطبيقها بإجراءات فعلية على الأرض..

إن كسر الدوائر المغلقة للجريمة وظواهر الانكسار النفسي الاجتماعي والوصمة وعار النظرة السائدة يبدأ من أعمق تغيير مجتمعي في خطاب المجتمع وآليات منظمة العلاقات فيه وهو ما يتطلب موقفا حقوقيا قانونيا يستطيع مجابهة نزعات النظر شزرا والاستهانة بالضحية وازدرائها في حين يلزم وضع خطى التعافي بتوفير الخدمة الصحية النفسية وتلك المنظومة القانونية الحمائية التي تتناسب والظرف العام..

وعليه أجدد التأكيد على تفعيل الاستراتيجيات المناسبة للمجتمع العراقي المحلي من جهة والأخذ بتجاريب بلدان أخرى والاستفادة من وجود المجتمع الدولي ومؤازرته بخاصة عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية.. لعل حملات التنوير ومهرجات التكريم والمشاركة المجتمعية وتوفير ما تحتاجه تلك الأنشطة من موارد ومبادرات تربوية ونفسية واجتماعية تتبنى معالجة صدمات الأطفال والنساء هذا بجانب ما ذكرته للتو من إصدار قوانين وتشريعات تستطيع كبح الجريمة وتمنع تكرارها وتنتصر لوقف استخدام العنف الجنسي أداة ابتزاز في الحرب أو في الإكراه على المساهمة في جرائم الإرهاب والاتجار بالبشر مافيويا مثلما تساعد على إزالة آثار ما اُرتُكِب منها..

إن ندائي اليوم ينطلق من إطلاق حملة شاملة للإنصاف الرسمي والمجتمعي وتنمية الوعي بالقدر الذي يتيح كسر الصمت والانطلاق بحرية بعيدا عن الندوب الغائرة بوصفها قيود على قدرة ممارسة الحياة والأخذ بتجاريب فذة في الصمود والتصدي والانتصار على الآثار السلبية الخطيرة..

فهلا اتعظنا أم سنسمح باستمرار الجريمة بخلفية دفن الرؤوس في الرمال..؟؟؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الحروب لها آثارها على الشعب بالفتك والدمار فكيف نقرأ المو ...
- في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أح ...
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...
- أطفال العراق عِمالة وتسول اضطراري قهري واستغلال فاحش منفلت ف ...
- في اليوم العالمي للبيئة ما حجم المشكلة عراقياً؟ وما أسبابها؟ ...
- ومضة في الموقف من مخرجات الأزمة الحكومية الحالية في هولندا
- قطع مصادر أرزاق الناس وعيشهم يدخل بإطار الجرائم الجنائية الك ...
- أوضاع أطفال العراق اليوم تظاهي ما يُرتكب في ظل النزاعات المس ...
- هل يمكننا الاحتفال في الأول من حزيران يونيو باليوم العالمي ل ...
- مهام ربط احترام التنوع الثقافي بمسيرة بناء جسور العلاقات الإ ...
- في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الح ...
- الاستبداد ومناورات إعادة تخليقه المتكرر شرق أوسطياً؟
- منجزات أخرى جديدة للفنان قاسم الساعدي بضيافة مجتمع يدرك غنى ...
- شغيلة العراق في أتون عذابات العيش والمعاناة من المشكلات البن ...
- في ذكرى الراحل الباقي بأفئدة محبي الأنسنة والتنوير وجماليات ...
- ومضة بشأن التسامح بوصفه نهجاً تنويري الفلسفة والجوهر وسلوكا ...
- من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية ...
- ألغام متفجرة بالأجساد وأخرى بالأنفس والأرواح والعقول
- بين بناء سوريا ديموقراطية بنهج العلمانية أو الوقوع بمصيدة ال ...


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجود استراتيجية للتصدي للجرائم الجنسية يفاقِم أوضاع الناجيات ويلتهم ضحايا جديدة