أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في ذكرى الراحل الباقي بأفئدة محبي الأنسنة والتنوير وجماليات الإبداع حميد البصري














المزيد.....

في ذكرى الراحل الباقي بأفئدة محبي الأنسنة والتنوير وجماليات الإبداع حميد البصري


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 21:47
المحور: الادب والفن
    


في ذكرى رحيل الإنسان والفنان حميد البصري
— ألواح سومرية معاصرة
سنوات ثقال تلك التي فرقتنا بين عالمين لكنك الباقي الخالد في أفئدة محبيك ومحبي دروب الأنسنة والتنوير وانتصار الإنسان لوجوده الكريم الحر سواء فرديا أم جمعيا وسواء ما للشخصي أم ما للشعبي للشعوب والأمم تتحرر وتنعتق.. تحايا لذكراك العطرة وها هي الحياة يانعة بما فضت به من عطاء فنم قرير العين
***

في مثل هذا اليوم وبعد العاشرة صباحاً من يوم الأربعاء 27 أبريل نيسان 2022 رحل عنا فنان الشعب العراقي في المهجر الهولندي، تاركا إرثا غناسيقيا بمئات الأعمال الغنائية والموسيقية..

لكنّ ما تركه لم يكن مجرد أعمال إبداعية كبيرة كانت العامل الجوهري والحيوي في بناء شخصية نضالية ومؤازرة كفاحها من أجل حرية الإنسان وانتصاره للسلام والتقدم ومعالم دروب الأنسنة وسماتها السامية.. فلقد كان دوماً وفيا للمبادئ التي عهدها وعهدته مذ صباه في بصرة الخير والسلام والتسامح..

لقد كان الوفي لقيم النُّبل والسمو لإخائه ورفقته وصحبته ولم يقدم نفسه أكثر من كونه إنساناً بمعنى الكلمة وعلى الرغم من انتخابه مرات ومرات وكان آخرها كونه رئيس رابطة الأدباء والكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين إلا أنه بقي بتواضعه وعلاقاته البهية التي تمثل شمس محبة وتوكيد على إرادة الإنسان في بناء علاقاته السوية حتى بأحلك الظروف وأعقدها..

لهذه الأسباب قبل كونه المبدع المتفرد في شخصيته وفي قيادته فريقه بتلوّن المسميات والعناوين ليقدم أنموذجاً بمستوى عطاء مؤسسة كبرى ومثلما كبار منتجي العربية وشرق الأوسطية وسط شعوب ولغات متعددة كان حميد البصري وفريقه كبيرا مؤثرا نحت في صخر حتى صارت الحناجر تترنم بألحانه وخيارات كلمات أناشيد الثورة على الظلم كل ظلم وعلى الضيم من أي مصدر أتى..

لقد كان زقورة عالية سامقة تؤكد معاني التمدن السومرية في عصرنا إذ تمتاح من عملاق الحضارة التي بقي عمرها يزهو لآلاف وآلاف وصحبة رفيقة دربه فنانة الشعب شوقية وفرقته الأبرز بين فرق الفن الملتزم بالمنطقة قدم روائع تبقى بحاجة للدرس والتمعن في تجاريبها كونها لم تكن مجرد نغمات صوتية عابرة بل كانت تعرض للروح الإنساني يسمو ويعلو ويتحدى المصائب والمحن مع الاحتفاظ بجماليات هي الأروع والأبقى خلودا وأذكر أنه هنا تخرج على يديه تلامذة كُثُر كما سجل نوتاته وأصدر دراساته وبحوثه في مؤلّفات تبقى عنوانا للدرس الغناسيقي في أقسام التخصص وفي ميادين الحياة..

لقد كان لتلكم القامة الإنسانية الكفاحية مواقف مشهودة في مسيرة الثورة وحركة التغيير والتنوير في دول المنطقة وليس في العراق فقط ومن هنا وجدنا اكتظاظ الملاعب بجمهور أغنيته في سوريا واليمن ولبنان وفي عناوين كانت ومازالت تحيل لقيم الحرية والسلام والتضحية من أجلهما..

حميد البصري وهو أكبر من أن أذكره بموسيقار أو دكتور أو ما شابه من توصيف يحمله إذ هو إيقونة لإبداع الجمال ومضامينه وهو إيقونة لفلسفة بناء الشخصية قوية بمعترك صراعات الحياة وظروفها الأعقد..

ألا يستحق حميد البصري وهو الشخصية الوطنية العراقية بحركة التقدم والتغيير أن يكون له ما يخلّد منجزه وشخصيته إذ تكريمه بأسماء أقسام التخصص وكرسي الدرس الأكاديمي بجامعة البصرة وقسمها الذي تبنى أن يكون له برامج عمل متقدمة وأسماء بمدارس بمنطقة ولادته بما يواصل مهام إشادة الشخصية الوفية للمبادئ والقيم وسلامة الخطى والخيارات في حيواتنا؟؟

إن ذلك بات واجبا مؤملا اليوم في عراق يمتلئ بقوى الخير والمكافحين من أجل وجه جديد لوطن الحضارة والتمدن وهو ما سيساهم بتغيير الاتجاه إلى حيث يتطلع الشعب ويعمل ويكافح..

لذكراك أبا نديم انحناءة وصلاة وترانيم حزن فراق أحبة وأناشيد مواصلة ثورة كنت من بين أعلى مشاعلها وقناديل مسيرتها..

لذكراك وفاء رفقة في الفكر والكفاح؛ فارقناك جسدا ولم نفارقك روحا مشعا ساطعا، سواء بأعمالك الخالدة أم بمن يذكّرنا بك دوما كما تلك المعطاءة الوفية رفيقة دربك وعمرك، فنانة الشعب شوقية ومعها الأبناء يواصلون التألق نديم ورعد وسامر وأور ودرتك بيدر الخير التي بقيت برعايتك حتى آخر لحظة تدربها على دقة الفعل الإبداعي بمحمولاته الغنية الثرة، وها هي كما غرست فيها وفي أخوتها تواصل وإياهم المسير فـ نم قرير العين شامخ الذكر خالدا وأنت تمتلك كل تلك الكواكب والأنجم وهي تواصل السطوع..

ألا فإن نقابة الفنانين ونقابة الموسيقيين وقسم الموسيقا بكلية الفنون ودائرة الفنون بالوزارة وكل أطراف إبداع الجمال معنيون برسالتي أين وعود تسجيل كل تلك الأوسمة وقد غادر مبدعنا فنان الشعب تاركا لكم تلبية العهد ليس لأجله ولكن لأجيال ترى في استذكاره من القيم الأسمى فلنتجه إليها بأقرب فرصة..

وسلامي بذكراك سلامي.. لك في القلوب ذِكرٌ بكل يوم وعامِ



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة بشأن التسامح بوصفه نهجاً تنويري الفلسفة والجوهر وسلوكا ...
- من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية ...
- ألغام متفجرة بالأجساد وأخرى بالأنفس والأرواح والعقول
- بين بناء سوريا ديموقراطية بنهج العلمانية أو الوقوع بمصيدة ال ...
- تهنئة بالعيد الحادي والتسعين للحزب الشيوعي العراقي
- أسئلة تتطلب إجابة من كل من يهتم بالمسرح العراقي
- رسالتي السنوية بين شؤون مسرحنا العراقي وشجونه باليوم العالمي ...
- الحزب والناس ووسائل التحول والتغيير المؤملة
- ليتعاظم الكفاح من أجل تلبية حق معرفة الحقيقة في يومه الدولي ...
- في اليوم الدولي لمناهضة التمييز العنصري: العراق وعالمنا المع ...
- سوريا اليوم بين مطالب الشعب والصراعات الدائرة لفرض البديل
- ظروف معقدة تجابه المرأة العراقية ومنظومة قيمية متهالكة تفرض ...
- القضية الكوردية ومسيرة السلام في المنطقة والعالم في ضوء نداء ...
- من أجل إنهاء جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
- بطلان قرارات مجلس نواب أحزاب الطائفية لانتفاء شرعية وجود الم ...
- في اليوم الدولي للتعليم ما هي مهامنا بمجابهة التحديات النوعي ...
- سوريا بين نهج سطوة ظلامية للخرافة والتخلف ونهج تنويري للتقدم ...
- بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان؟
- أسس ولادة الحزب السياسي واكتساب شرعية العمل وهويته
- ومضة تسلّط بقعة ضوء صغيرة لتكشف أسباب الفساد ومخرجاته الإجرا ...


المزيد.....




- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...
- ارتفاع شعبية فرقة -آي يولاه- البشكيرية في روسيا وخارجها (فيد ...
- معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرا ...
- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في ذكرى الراحل الباقي بأفئدة محبي الأنسنة والتنوير وجماليات الإبداع حميد البصري