أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أحوجنا لتفعيل جهودنا من أجل عالم خال من الكراهية















المزيد.....


في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أحوجنا لتفعيل جهودنا من أجل عالم خال من الكراهية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن ينقذ مجتمعنا ووجودنا فرديا جمعيا إلا استراتيجية تحظر أي شكل من أشكال التحريض على الكراهية
— ألواح سومرية معاصرة
تتعالى أصوات الحرب وتفرض منظومتها وتحدياتها فيما يخبو صوت الإنسانية ومنظومة العيش الكريم بلا ازدراء ولا استهانة وبعيدا عما يختلقه خطاب الكراهية من عدوانية وعنف وأحقاد وهنا تصطف بعض القوى المفترض إيجابيتها بمنطقة تتحدث عن انحياز أو توجه متناسية الموقف الاستراتيجي المؤمل في وقف العنف بأشكالها لأنه خطاب يعادي الأنسنة وسلامة بيئة العيش الإنساني برمته.. هذه معالجة تتناول موضوعة التحريض على الكراهية في زمن أو لحظة فارقة باتت تمنح التسهيلات المجانية لعنتريات الحرب وتحدياتها على حساب البحث عن العيش المشترك القائم على الثقة بالآخر وعلى توجيد كل قوى الحرية وحقوق الإنسان بالضد من قوى إشعال الحروب وتغذية خطاب التخندقات المفتعلة وهي تخندقات مدفوعة للكراهية والاحتراب وارتكاب أشكال الجرائم فلنبدأ اليوم بمراجعة كل عبارة لنا قد تكون دخلت بقاموس لحض على الكراهية لأي سبب بضمنه إعلانات مستعجلة لتكتيك يغفل عن استراتيجية الموقف للتمسك بقيم السلام والتعايش السلمي ومنطقه هلا تذكرنا ذلك وذكّرنا به الآخرين؟؟؟ شكرا لمواقفكن ومواقفكم من جوهر المعالجة وما تتطلع إليه
***

ما الكُرْه؟ وما الكراهية؟ إنّنا نجيب بوضوح أنَّ الكُره مجرد مشاعر من عدم الرضا أو النفور بصورة عامة من أمر ما. لكن الكراهية خصلة سلوكية أشد وطأة ووقعاً إذ تجسد شعوراً عميقاً بالبُغض والحقد والنفور المخصوص الشديد من أمر أو شخص. ولأن رديف الكراهية تجسده مفردات من قبيل: اشمئزاز، انقباض، بَغْضاء أو بُغْض، حِقْد وخُصُومَة أو سخْط وشِقَاق وضَغينَة أو عَداوة ومَقْت فإنَّ هذه الكلمات تعبر بقوة عن توجهات تالية لاندفاعات شعورية باتجاه منظومة سلوكية خطيرة بنتائجها من جهة عزل الآخر وإخضاعه لضغوط تختلق صراعات وأزمات بلا منتهى في تداعياتها.. ولعل أبرز محمولاتها ودلالاتها تكمن في كونها تعبير عن دفين المشاعر (السلبية) تجاه شيء ما أو فرد أو مجموعة أو فكرة ما. وتلك المشاعر السلبية كما مرَّ للتو، تقترن بـ(ممارسة) العداء والدفع للنفور من الآخر وازدرائه وتبييت الإساءة له بل ارتكاب جرائم الانتقام منه بالارتباط بخصال الغضب والحقد والرغبة في إلحاق أي أذى بذاك الآخر، لسبب أو ذريعة أو حتى ربما من دونهما.

إنَّ كل ما يُحبط ويخذل الآخر ويثير تخريبا به وبيئته هو فعل الكراهية، كونها تمارس فعلها بفعل ما تفرضه من (عنف أعمى) لا يقف عند تدميريته الآخر بل يطيح بصاحبه أيضاً لأن صاحبه لا يقف عند احتقان بالمشاعر تجاه طرف بقدر ما تحركه مشاعر الكراهية من ممارسة و-أو فعل تخريبي في آخر وما تؤدي إليه تلك المشاعر من محاولة للمساس بذاك الآخر..

ولم تكُ الكراهية بمعانيها إلا خصلة مذمومة فقيل من زرع الإحن حصد المحن وهنا للتذكير فقط؛ تأتي الإحن ومفردها إحنة بمعنى الكراهية و-أو الحقد وخطابها التخريبي للعلاقات الإنسانية السامية سواء كان التخريب يعود لمرض نفسي أو اجتماعي فكري بمرجعية عنصريةٍ في التمييز ضد الآخر واستهدافه بالإساءة أو لأي موقف مسبق أو تضليلي..

والخطاب بعامة إذ يمثل شكلا من أشكال التواصل، سواء كان لفظياً أو نصاً مكتوباً أو فعلا سلوكياً، فإنَّه أي الخطاب الإنساني إنما يُمارس باستمرار بقصد (التواصل)، إيجابا أم سلبا.. ومن هنا كان خطاب الكراهية ظاهرة (اتصال) سلبية، تتأسس على زرع البغضاء والحقد مما يحرض على التمييز أو العنف الموجه ضد فرد أو مجموعة أو فكرة بخلفية: دينية أو مذهبية أو عرقية إثنية أو بسبب جنس الآخر، أو لأي خصلة أو سمة أخرى تتسبب بهذا النوع من الاتصال الخطير بنتائجه..

وكراهية الناس فوق كونها تنطلق من مرض في نفس الشخص الذي يعبر عنها ويمارسها أو يرتكب ما تدفعه إليه تلك الخصلة وتحولاتها التراكمية ومخرجات ممارساتها إلى بُغض البشرية (Misanthropy) بوصفه التوجه الاجتماعي الفكري أو النفسي بمحمولات العداء للآخر، وانعدام الثقة بـ(البشرية) في ضوء اختلاف مناهج العيش وخياراته أو طابع القناعات الفلسفية وهويتها أو طبعا بسبب المنطلق العائد للاختلال النفسي ومعطيات المرض بهذا المستوى فيما الموقف سيكون أحد مخرجات الحال المرضي للبغض والكراهية.

وتثبت قراءات علم الاجتماع النفسي بدراساتها التجريبية بأنَّ الكراهية بمنطلقها النفسي المرضي تتمظهر بممارسة شعورية عدائية لتتشكل في بيئة بنية اجتماعية تُذكيها بعض توجهات سياسية وفكرية لمآرب قَبْلية مسبقة بعينها في تعبيرات الخطاب الاجتماعي المخصوص..

واهتمام بتوكيد التوضيح لخطاب الكراهية وما يخض عليه أشير إلى أمثلة تمظهراته من قبيل: ممارسة الخطاب بأي شكل يرتكب إهانة الآخر أو إيذائه باستخدام ما قد يسيء إليه، في ضوء مؤشر للحياة بتفاصيلها أو لسمة عقلية ذهنية أو إدراكية أو بدنية قد يجري تضخيمها أو تحميلها بإيحاءات تُحدِث الإهانة أو الازدراء إو إثارة ردود فعل سلبية في الآخر المفترض أنه محمي بالقوانين ومنظومة القيم المثبتة في اللوائح الحقوقية الأممية…

إنَّ كثرة استسهال قراءة النصص على وفق إرادة التلقي قد يقف عثرة بوجه مرادها ما يدفعني باستمرار إلى توكيد تعريف المصطلح الذي أوظفه ومنحه صورة يقينية من جهة الثبات في التعريف والتحديد ولهذا وددتُ هنا التذكير بمبادئ (كامدن) التي صيغت في لندن 2009 من طرف مجموعة خبراء أممين وكان المبدأ 12 من تلك الوثيقة يشدد على:

إنَّ كلمتي “الكراهية” و”العداء” تشيران إلى مشاعر قوية وغير عقلانية من الازدراء والعداوة والبغض تجاه المجموعة المستهدفة..
إنَّ كلمة “دعوة” تعنى وجود نية لترويج البغض للفئة المستهدفة وبطريقة علنية؛
إنَّ كلمة “تحريض” تشير إلى تصريحات بشأن أي مجموعة قومية أو عرقية أو دينية بما يؤدي إلى خطر يصيب تلك المجموعة نتيجة التحريض…
إن مراجعة جهود وثيقة كامدن التي كانت معنية، بصورة مباشرة، بقضايا حرية التعبير والمساواة ومبادئ؛ تحيلنا إلى ما أكدته اللجنة أو المجموعة التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عندما صاغت مسار الحماية القيمية الأخلاقية حتى إن كانت غير ملزمة بالنظر لعدم التمكن من رسم تعريف رياضي جامع مانع لخطاب الكراهية وللظاهرة نفسها.

مع ذلك يلزم أن نتفق على ما أشارت إليه الأمم المتحدة من كون خطاب الكراهية (تمييزي منحاز بمنطق التعصب والتناقض مع أية فرصة للتسامح) وهو خطاب ازدرائي يتسم باحتقار الآخر وإهانته و-أو إذلاله) سواء كان هذا الآخر يتجسد فرديا أم جمعيا حتى نصل للمجموعات القومية والشعوب وعموم الإنسانية.. على أن خطاب الكراهية يرتكب جرائمه بمختلف أشكال التعبير والاتصال من لغات باختلافها ومن صور ورسوم وإيقونات وإيماءات ورموز أو دوال تصل مباشرة أو بالوسائط كما بوصولها بأثير الإعلام وشبكة الإنترنت وغيرهما..

دعوني هنا أشدد على أن خطاب الكراهية لا يمر بلا عواقب لا تقف عند أعتاب المستهدف بل قد تمتد لتداعيات تاريخية مريعة. ومن هنا فإن خطاب الكراهية المتفاقم المتضخم عالميا ووسط مجتمعاتنا بات يتحول بمحدداته لمستويات غير مسبوقة من تجاوز خطوط المواقف المسبقة وصفيا ليلج خنادق التحريض على العنف وارتكابه فعليا ماديا أو نفسيا ما أفضى في المجتمع المحلي على سبيل المثال إلى التفكك والاضطراب فأضار بالتماسك الاجتماعي عائليا فئويا وبالمستوى الوطني مجتمعيا.. وصرنا نفتقد الثقة ولأي مستوى من مستويات التسامح وضروراته ما أحدث أفاعيل التخريب النفسي والعاطفي الانفعالي ووضعها بحال الاحتقان عمال على بطال بمستويات غير مسبوقة وغير مبررة..

وعندما نقول أنّ من العواقب إحداث الضرر على الكاره مثلما ضحيته المستهدفة فإن ذلك يعود لما يفرضه الكره والكراهية من إفساد هوية الشخصية الإنسانية وإبعادها عن الأوضاع السوية ووضعها بمنطق المريضة قيميا العدوانية ما يفرض أيضا الابتعاد عن الاستقرار والطمأنينة..

إنما كيف سنتصدى لخطاب الكراهية وإن كان المطلوب اتخاذ موقف أشمل وأعم من الإجراءات الجزئية العابرة؟ يمكننا ذلك ربما من خلال جملة من الإجراءات وكالآتي:

رفع الصوت عاليا بمجابهة مع خطاب الكراهية.
الإصغاء للآخر بعمق يستطيع استكشاف ما يريد التوصل إليه فعليا.
تأجل إصدار أحكامنا ومواقفنا حتى نستفهم عن المعطيات التي وردت بصورة ربما مثيرة لنا ولانفعالاتنا..
ممارسة التفاعل مع خطاب الآخر بصورة نقدية إيجابية وليس بصورة عدائية أو مثيرة للتوتر والاحتقان.
اتخاذ جانب الحذر في التعبيرات التي نطلقها أو نتفاعل بها والعمل على بناء معرفتنا من خلال الحوار وتبادل الرؤى بهدوء وموضوعية.
السعي لتطوير الذات بخاصة في تفاعلاتنا التواصلية وتجنب تضخيم الذات أو النظر إلى الآخر بفوقية..
الابتعاد عن مقارنة الأنا والآخر بصورة فيها ادعاء وتمظهر على حساب الحقيقة.
العمل من منطلق التمسك بالحقوق والحريات ومبدأ المساواة وبذل ما بالوسع لمساعدة الآخر..
تبني خطاب مضاد للكراهية وتنميته وصقل الذات مع العمل الدائب على معالجة ما قد تمر به عند الشعور بالكراهية تجاه الآخر..
تعزيز الخطابات الإعلامية القادرة على التصدي لخطاب الكراهية وتمكين خطاب التسامح والتماسك الاجتماعي وتبادل الثقة والاحترام مع الآخر..
أن نعزز تجنب كل ما من شأنه إثارة أو تحريض على الكراهية بخاصة في البيئة أو الوسط العام ومحيطنا المباشر أيضا..
الانتباه على نقل محتويات ربما بصورة غير مقصودة وبسبب عدم مصداقيتها وسلامة أو صحة محتواها تثير معضلات الكراهية ما يتطلب التدقيق المستمر..
امنح الذات فرصة النمو الإيجابي السليم بقصد التمكن من التفاعل إيجابا وتنمية قدرات المواجهة لخطاب الكراهية ودعم ضحاياه وكشف ممارسيه وإصلاح ما فيهم.. وهذا يحتاج حتما لما أشرنا إليه من قبل من ثقافة تنويرية إنسانية متفتحة ..
إدامة مراجعة محتوياتنا التي نطلقها أو نمارسها في الوسط العام ومنه وسائل التواصل الاجتماعي وتدقيق ما ينبغي بقصد التنزيه والتنقية من كل إساءة..
وإذا كان ما مرّ معنا من ملاحظات وتوكيدات تعريفية من جهة وربما مساهمات في التوجيه ولفت النظر إلى مواضع بعينها تشمل مجتمعاتنا الإنسانية بعامة فإن ذلك يحضر عراقيا شرق أوسطيا بصورة جلية بمستوياته الفردية والجمعية بما نلحظه على سبيل المثال من حجم التخريب في العلاقات بإطار العائلة العراقية وتفاقم نسب الطلاق من جهة وتحول الاختلافات وتضخمها لمستوى خلافات مأزومة بين أبناء العائلة من جهة ووسط الجماعات من الأصدقاء والزملاء بدءا بافتقاد الثقة واهتزازها جوهريا وليس انتهاء بتخوين الآخر واتخاذ نهج العداء معه.. وبصورة أوسع هناك كثرة تزايدت في الخلافات العائدة لمسمى فئوية منسوبة للعشيرة مرة وللطائفة في أخرى وللجماعات والمكونات القومية في ثالثة بما يصل به الحض على كراهية الآخر حد النزاعات المسلحة الدامية وحجم الانتقام وارتكاب الجرائم فيها..

إن حجم التعدد القومي والديني وأيضا الاجتماعي أودى بحالات ضعف الوعي العام والثقافة المجتمعية المستندة للتسامح ولتفهم الآخر ومحاولة مساعدته للتعبير عن ذاته بما يكفي لتلبية حقوقه مثلما دفاعنا عن حقوقنا قد وضع ذلك مجتمعنا العراقي بمنطقة الصدام وفاقم الأمر نهج من يدير الشأن العام والخلل في ذلك النهج القائم على تنازع الحصص والتخندق والتعصب وتكفير الآخر في كل الخطابات ولفساد اجتماعي و-أو مجتمعي ولخلل بنيوي في اتخاذ مواقف شوفينية واستعداء الآخر وقعنا بمطبات أفشت أمراضا وسط مجتمعنا لم يجد بعض المتنورين فرصة لمعالجة سليمة فاستعجلوا الحسم باسترجاع أو اجترار نظام (المركزية) الذي يوقعنا هو الآخر بمطب لا مجرد مصادرة الآخر بل إهانته وازدراءه وجوديا ووضعه موضع التخندق المتعادي بينه وبين الطرف المشار إليه.. مثل هذا الوضع أدخلنا باستخدام لغة انجرت نحو السقوط بوديان التمييز والانحياز ومصادرة الحقوق.. لعل أوسع مثال الموقف من كوردستان الفيديرالية ومن شعبها والموقف من الآخر من الكورد، التركمان، السريان الآشوريين الكلدان ومن مختلف المرجعيات القومية والدينية غير الأغلبية العددية التي اصطادتها شباك التحري على كراهية الآخر مرة ومطبات هزال القيم السلوكية وسط الخراب المجتمعي وظروفه القيمية السائدة.. أشير إلى أنه قد يتحدث إيجابا في الموقف السياسي بعمومه لكنه لا يغادر المواقف المرضية اجتماعيا نفسيا سلوكيا عند التطبيق في إدارة العلاقة مع الآخر..

وفيما يتعلق بميادين تخص حرية الرأي والتعبير وعدم التمييز ومبدأ المساواة فإننا عراقيا وربما شرق أوسطيا نجابه تعقيدات خطيرة حتى أن بعضنا بات يمرر بعض الممارسات لا المغلوطة حسب بل الخاطئة جملة وتفصيلا من تلك التي مؤداها أن تصب في الحض أو التحريض على ارتكاب الجريمة أو الصمت على ارتكابها مرة للخشية والخوف حد الرعب ومرات لتشوهات في الفكر الاجتماعي والسياسي ومن هنا فقد استسهلت قوى السلطة ومررت قوى مجتمعية سياسية حوادث الاغتيالات وارتكاب جرائم العنف المفرط ومنها القتل تحت التعذيب لنهج تمييزي ولاندفاعات هوجاء في حض لا الأفراد بل مؤسسات رسمية على الإيغال بخطاب الكره للمعارض أو المتذمر البسيط المحتقن من أوضاعه المعقدة في الظروف السائدة..

وإذا تحدثنا عن النوع الاجتماعي فبعيدا جدا عمن تحميه القوانين الدولية واللوائح الحقوقية من الجندر الممقوت المزدرى مسبقا بلا مبرر علمي بعيدا عن ذلك سنتحدث عن المرأة وما يصيبها وعن الرجل وما يعانيه من كراهية وهنا سنجد النهج العام قد حض على الكراهية وعلى قراءة الأمور ومعالجتها بمنطق العدوانية وانعدام الثقة بالآخر وجر ذلك إبأبسط الأمور إلى نسب الطلاق العالية المتفاقمة ولكنه دفع لممارسسة العنف في العلاقات الزوجية سواء العنف البدني أم النفسي حتى صارت جرائم (العار والتصفية الجسدية والنفسية والآخلاقية تُسمى جرائم الشرف ما نحتاج فيه بهذه اللحظة إلى أعمق مراجعة لخطاباتنا وأسباب ارتكازها على مثيرات العنف وتحريضها على العدوانية والكراهية بلا أسس موضوعية أو مراجعة للنفس ولما ترتكب بين لحظة وأخرى..

إن انعكاس طابع تلك العلاقات على بقية أفراد العائلة ستدفعهم إلى ممارسة النفاق وسلوك طريق الكره والحقد والاشمئزاز من كل ما هو سوي حدا نجد الأبناء إناثا وذكورا يمارسون علاقاتهم في أوساطهم المدرسية التعليمية والاجتماعية والمهنية بصورة ترتكب الحض والتحريض على الكراهية وما ينتهي إليه.. وهنا أيضا سنجد هؤلاء يتطلعون للاستقرار لكنهم يتخذون مناهج لا تعيدهم لمسار آمن سوي ينتهي للاستقرار ما لا يسمح بنمو القوى السياسية التي تمتلك برامج التغيير وليس الإصلاح الترقيعي القائم على الوعظ بالصحيح وارتكاب الجريمة عندما نصف جوهريا حقيقة التحريض على الكراهية..

أذكّر هنا بخطاب أحد قادة أحزاب الطائفية والإسلام السياسي عندما قال إن معركته اليوم مستمرة بين أنصار الحسين الذي يدعي طبعا الانتماء إليه وأنصار يزيد الذي يصمهم به على وفق مضمون تعبيره الذي يحض على الكراهية بين أبناء الأنبار وأبناء كربلاء وهم من نفس البلد نفس الدولة ونفس الشعب وهو كان يتصدى لمسؤولية رئيس وزراء البلاد!!!

ومازال الخطاب الطائفي يحض على التخندق والحض على كراهية الآخر وقطع فرص الثقة بين أطراف الدين الواحد بمرجعية إيمانهم والوطن الواحد دع عنك ما ذهب إليه قرار 137 ل{اس آخر من رؤوس الطائفية وأسقطته الإرادة الشعبية فيما مرروا تشويهات قانون الأحوال الشخصية الذي يعني مزيد خطابات الكراهية والحض عليه والتحريض على ارتكاب جرائمها..

وبالعودة إلى تعريف الأمم المتحدة بكون التحريض على الكراهية تعني:” أي نوع من التواصل، الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة ازدرائية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الهوية، وبعبارة أخرى، على أساس الدين أو الانتماء الإثني أو الجنسية أو العرق أو اللون أو النسب أو النوع الاجتماعي أو أحد العوامل الأخرى المحددة للهوية “.وبالإشارة إلى التعريف القانوني الأوسع بأن التحريض على الكراهية هي: “التحريض على التمييز أو العداء أو العنف” فإن ذلك الخطاب يعد من أخطر ما نشهده في التاريخ البشري ولهذا تم حظره بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان لاستناده إلى كل تلك المؤشرات العدوانية تجاه الجنس البشري ومناهج عيشه الحر الكريم.

وعراقيا نجد انجرار الشبيبة بخاصة منها المنخرطة بفعاليات عنفية كما أعضاء المافيات وأعضاء الميليشيات والتجمعات الطائفية وما تم اختلاقه من غيتوات لمنطق عيشها قد دفع لما يجري ويُرتكب بلا عقاب كما يريد القانون الدولي الإنساني تلبيته لدحر الظاهرة ونهجها..

هل ستكون ميادين التواصل الاجتماعي جسورا للعلاقات القائمة على الحوار وتبادل الرؤى والثقة بالآخر أم أنها ستظل تخضع لغزو التشوهات الفكرية الاجتماعية وتثير بخطاب الكراهية كل حجم العنف والفساد والتفكك كما نشهد من انعكاسات ونتائج؟؟؟

أشير للتوكيد لحجم الأضرار والخطر إلى أن أي خطاب للتحريض على الكراهية حتى عند تراجعه في ظرف بعينه فإنه بمجرد وقوع حادث بعينه سيتحول إلى منصة فاعلة يتجدد تنشيطها والاستناد إلى تفشي خطاب الكراهية ومفرداته.. هذا فضلا عن أن الأمر يتم بسبب من سهولة توظيف أو استعمال الإنترنت بهذا الخصوص وسعة ربط الفئات المختلفة بوساطة الشبكة العنكبوتية التي لا تجسد العلة بل وسيط العلة يساعد في هذا وجود القيود بطريقة معكوسة لما ينبغي أن يكون ضامنا لحرية التعبير عن الشخصية الإنسانية وليس عن نوازعها المعادية للإنسان والأنسنة….

أيتها الصديقات، أيها الأصدقاء ممن يختلف أو يتفق مع هذه المعالجة فلتطلقوا حوارات مفتوحة في مصطلحات الإرث الإنساني القائمة على الإخاء والتسامح والقائمة على عمق الثقة بالآخر وعلى كشف ممارسي نزعات الحض والتحريض وإثارة العداء والازدراء والأحقاد ولنتحول بحملاتنا إلى مستوى الحملات الاجتماعية الشاملة بدءا بوسطنا العائلي والصداقي والفئوي بقدر تعلق الأمر بالجندر والقومي والديني بقدر تعلقه بالشعوب والمكونات المجتمعية الكبرى بما يعزز خطابات العقلانية لا التهور وليس حتما الانفعالات الغرائزية الانتقامية بل التي تؤكد الانسجام والتفاهم والتساعد وتبني الدعم وتنمية الآخر كما تنمية الذات.. فهلا وجدنا من منصة اليوم ومناسبته فرصة لتلك المنطلقات التي تدعونا لتعميق الوعي بما يحمي النظام العام بجوهره السليم الذي ننشده وبما يشيع أجواء حماية الكرامة من الامتهان والازدراء ويعزز من قيم الأنسنة وسلامتها وشكرا لكل رؤية من رؤى تفاعلاتكم بخاصة في أجواء احتدام الأزمات كما اليوم شرق أوسطيا



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...
- أطفال العراق عِمالة وتسول اضطراري قهري واستغلال فاحش منفلت ف ...
- في اليوم العالمي للبيئة ما حجم المشكلة عراقياً؟ وما أسبابها؟ ...
- ومضة في الموقف من مخرجات الأزمة الحكومية الحالية في هولندا
- قطع مصادر أرزاق الناس وعيشهم يدخل بإطار الجرائم الجنائية الك ...
- أوضاع أطفال العراق اليوم تظاهي ما يُرتكب في ظل النزاعات المس ...
- هل يمكننا الاحتفال في الأول من حزيران يونيو باليوم العالمي ل ...
- مهام ربط احترام التنوع الثقافي بمسيرة بناء جسور العلاقات الإ ...
- في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الح ...
- الاستبداد ومناورات إعادة تخليقه المتكرر شرق أوسطياً؟
- منجزات أخرى جديدة للفنان قاسم الساعدي بضيافة مجتمع يدرك غنى ...
- شغيلة العراق في أتون عذابات العيش والمعاناة من المشكلات البن ...
- في ذكرى الراحل الباقي بأفئدة محبي الأنسنة والتنوير وجماليات ...
- ومضة بشأن التسامح بوصفه نهجاً تنويري الفلسفة والجوهر وسلوكا ...
- من أجل تفعيل دور مسرحنا في المساهمة ببناء الشخصية الإيجابية ...
- ألغام متفجرة بالأجساد وأخرى بالأنفس والأرواح والعقول
- بين بناء سوريا ديموقراطية بنهج العلمانية أو الوقوع بمصيدة ال ...
- تهنئة بالعيد الحادي والتسعين للحزب الشيوعي العراقي
- أسئلة تتطلب إجابة من كل من يهتم بالمسرح العراقي


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أحوجنا لتفعيل جهودنا من أجل عالم خال من الكراهية