أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - هل حقا وجود أي شكل للجماعات المسلحة خارج الدولة مما يقره القانون ويخدم مصالح الشعب!؟















المزيد.....

هل حقا وجود أي شكل للجماعات المسلحة خارج الدولة مما يقره القانون ويخدم مصالح الشعب!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلاح منفلت وعناصر فوق القانون وانتهاكات لوجود الدولة
— ألواح سومرية معاصرة
شهد أهالي بغداد جولة جديدة من العنف المسلح بمختلف الأسلحة وكان ذلك بين جماعات مسلحة لها أوامرها خارج سلطة الدولة ومؤسساتها وقوانينها الدستورية ومن ثم وضعت إرادتها فوق إرادة بل سيادة البلد الداخلية بالاستناد إلى مرجعيتها الخارجية ودورها في التدخل السافر وانتهاك السيادة الخارجية!!! ولقد كان الصدام المسلح الجديد ليس مجرد إشارة إلى معاني السلاح المنفلت ولا إلى مجرد وجود الفصائل وبمسميات كالحشد بل إلى معنى أن تكون قوة مسلحة فوق الدولة ومؤسساتها الأمر الذي يشي بمقدمات انهياير الدولة كليا والتسليم للخارجيني على القانون بحجة الصراع من أجل الاستقرار.. إن استمرار التماهي مع تلك الحال والصمت بذريعة أنها قوى مسلحة مقدسة أو بالاستناد إلى وجودها (الحزبي) في مجلس نواب أحزاب الطائفية سيفضي إلى ما لا تحمد عقباه وحينها لات ساعة مندم.. قراءة في الواقعة والانتهاك ومن وقف خلفه وفي العلاج المتاح
***

مجدداً تتكرر حالات استخدام الأسلحة لا الخفيفة حسب بل والمتوسطة والثقيلة في معارك بمستوى لا حروب الشارع بل حرب أهلية واسعة كما بين العشائر في مختلف محافظات الجنوب والوسط وبمرات أخرى بين جماعات مسلحة تُسمى فصائل مرة وميليشيات في أخرى وهي بجميع أحوالها تتستر بادعاء أنها مقاومة أو أنها حشد يخضع لسلطة وتوجيه القيادة العامة للجيش؟

لكن استمرار تكرار النزاعات المسلحة بمختلف الأسلحة وتجاوزها على القانون ونيلها من المواطن العادي من المدنيين الأبرياء العُزَّل وتعبيرها عن المصالح الضيقة وعن تلك المحصورة بمطامع سلطوية تخص الحصول على منصب أو المادية بما يخص احتلال موقع أو آخر فإن هذا ليؤشر حقيقتها ويفضح جوهر الأمور بكون السلاح خارج سلطة الدولة وبأيدي لا تخضع لسلطتها وللقانون وأعرافه وقيمه فضلا عن كونها بهذا تهدد الأمن والسلم في البلاد وتطعن سلامة المواطن بمقتل..

لقد عجزت الدولة ومؤسساتها العليا الحكومية المدنية والعسكرية عن كف أذى تلك الحالات ونتائج اصطراعاتها الكارثية. وكل ما استطاعت أعلى القيادات أن تقدمه لم يتجاوز خطابا شعبويا في تشخيص وجود تلك الجماعات بادعاء كونها مقاومة وبافتراض أمور وهمية مضللة عن الغاية من وجود فصائل مقاومة بهذا العدد والعديد وبحجم تسليحه النوعي الخطير وباتصالاته فوق وخارج إرادة الدولة وبذات الوقت الادعاء أنها حشد مقدس يخضع لإرادة الدولة وإدارة قيادة الجيش والأمن أو القوات المسلحة الرسمية!؟

لقد جاءت المعركة الأخيرة بين ميليشيات جسدت صراعا على منصب بإدارة الزراعة بمنطقة في العاصمة بغداد لتؤكد أن تلك القوى لا تخضع للقانون ولا تحترم ولا يمكنها الالتزام بأمن الناس وأمانهم وعلى الرغم من إطفاء لهيب تلك المعركة فإن مشعلي حرائقها وإن كان نفر منهم قد تم اعتقاله إلا أن إيقاع المحاسبة القانونية لم تشمل على وفق متطلبات القانون وإلزامات ما يشترطه أؤكد لم تشمل من وقف وراء المنفذين ومن وجه وأدار المعركة من قادة الجماعات المسلحة..

إننا نتساءل عن الفرق في مثل تلكم الحال بين مجموعات تدعي تضليلا بأنها شيعية وبين تلك التي تدعي سنيتها بالإشارة إلى الدواعش مقابل المواعش الذين يسرحون ويمرحون باستغلال لفتوى دينية أطلقتها مرجعية دينية في وقت سابق لكنها هي ذاتها الجماعات التي لا تلتزم بذات المصدر من المراجع وهي تعلن انتهاء مفعول ما سبق أن أطلقته! بما يكشف الحقيقة المضللة للاستناد إلى فتوى انتهت وانقضت..

دع عنك هنا أننا نتحدث عن دولة وقانون يحكم الجميع وأن أي خطاب خارج هذا المنطق ليس مما لا يمكن أن يُلزم أحدا بل يعد مخافة وقد يدخل في ارتكاب جرائم بمستوى أخطر من الفعل الإرهابي..

إننا اليوم بخاصة هنا الأغلبية الشعبية المطلقة وكل القوى التنويرية الحريصة على وجود الدولة واحترام القانون تؤكد أن حل تلك الجماعات كليا ونهائيا هو الحل الأمثل والأكثر حسما وشمولا وليس الترقيع بإصدار قوانين تتستر على إدامة تلك الجماعات بأي مسمى كان استمرار السماح بوجودها وبتسليحها..

إن تكليف أعضاء تلك الجماعات بأعمال مدنية مناسبة وبصورة فردية تعيد تأهيلهم على وفق القوانين المرعية ومحاسبة مرتكبي الجرائم والخارجين على سلطة الدولة والقانون تظل بديلا نوعيا سليما صائبا وبغيره سنبقى أسرى عبثية التبرير لضعف في الإرادة السياسية وفي انتسابها للقيم الوطنية والحرص على السيادتين الخارجية والداخلية بوقت لتلك الجماعات (الإرهابية) بطبيعتها وأنشطتها صلات خارجية ومرجعيات تسلم الأوامر لشؤون دائما كانت تدميرا في الوطن ومشروعاته وخيراته وطعنا وتخريبا في الشعب ومكوناته وأمنه وأمانه وتماسكه الاجتماعي..

لقد استفحل وجود السلاح المنفلت حتى باتت سلطة لا موازية للدولة بل فوق الدولة! فعندما تستطيع أن تمرر مشروعات (فساد) وتنهب المليارات وتحيل العملة الصعبة لدول تقول أنها تفخر بانتسابها لها وعندما تسطو على تفاصيل الحياة اليومية فتلك ليست مجرد سلاح منفلت إنها سلطة لا يمكن تسميتها باللادولة بل هي ما قبل الدولة حيث نموذج دولة الطائفية فكرا والدولة الفاشية الداعشية ممارسة..

يجب الانتباه على خطر وجودها وتهديدها العلاقات في المنطقة بما يتقاطع وطابع البحث عن الأمن والسلم الدوليين بخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ومسارات السلام وتطلعات شعوب المنطقة للتحرر والانعتاق وتقرير المصير..

أضف إلى ذلك أن استراتيجيات الحكومة بإطار الدولة باتت تنتهج نهجا تؤثر فيه تلك القوى ومصالحها حدا أوقع شقاقا وخلافا صار يمزق البلاد والشعب ويختلق كوارث بلا منتهى إنساني حقوقي يتناسب ومصالح مكونات الشعب وطابع الدولة الفيديرالي..

إن واقعة الأمس المسلحة ليست مجرد رقما في تكرار الوقائع ولكنها مؤشر على ما وصلت إليه وأن البلاد والعباد في عراق اليوم باتوا أسرى شراذم إجرامية لا يمكن أن يمتد الموقف منهم بصورة كالتي يديرها مجلس نواب أحزاب تلك الميليشيات والفصائل وحكمتهم المشلولة عن أي فعل وطني حقيقي..

كفى وعود عرقوب لن يكسب الشعب منها سوى مزيد تكريس لأوضاعه الكارثية المأساوية ولتبدأ مرحلة فعلية بإنقاذ البلاد وتحرير العباد..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بم ...
- ماذا تعني جريمة التجويع؟ وهل يجوز للمجتمع الدولي السكوت على ...
- قرارات عنصرية ومرجعياتها الفكرية المتعارضة والهوية التعددية ...
- الظامئون في العراق اليوم يرفعون صرخات الاحتجاج مطالبين بالما ...
- احتفالية تسعة عقود من مسيرة العطاء الصحافي التنويري تتوج بمن ...
- ما العمل من أجل وقف جريمة الاتجار بالأشخاص ومنهم الأطفال ومن ...
- ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب و ...
- النفط بين بغداد وكوردستان وقطع رواتب شعب لابتزاز الموقف وعرق ...
- هل رُفِع العلم الأحمر على سواري جامعات عراقية!ومن الذي رفعه؟
- لماذا تتناقض التصريحات بشأن إخفاء الشخصية العامة المحامية زي ...
- التعذيب بوصفه جريمة من جرائم ضد الإنسانية وما تتطلبه من حملا ...
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجو ...
- كل الحروب لها آثارها على الشعب بالفتك والدمار فكيف نقرأ المو ...
- في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أح ...
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...
- أطفال العراق عِمالة وتسول اضطراري قهري واستغلال فاحش منفلت ف ...
- في اليوم العالمي للبيئة ما حجم المشكلة عراقياً؟ وما أسبابها؟ ...
- ومضة في الموقف من مخرجات الأزمة الحكومية الحالية في هولندا
- قطع مصادر أرزاق الناس وعيشهم يدخل بإطار الجرائم الجنائية الك ...


المزيد.....




- تخوفا من تسونامي.. أوامر إخلاء لأكثر من مليون و900 ألف شخص ف ...
- -فيضان سريع أو جدار مائي-.. ما هو التسونامي وكيف يتشكّل؟
- مشرع إسرائيلي يدعو للتحقيق بمقتل ناشط فلسطيني بالضفة الغربية ...
- على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الف ...
- مع تصاعد الغش الأكاديمي..-تشات جي بي تي- يطلق ميزة وضع الدرا ...
- -واقعة السفينة-.. جدل في اليونان حول معاداة السامية وحرب غزة ...
- تقنية -شمسية- لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة سطح ا ...
- تايلاند تتهم عسكريين كمبوديين بمهاجمة أراضيها وانتهاك اتفاق ...
- أفغانستان المجني عليها في الإعلام
- 25 جويلية: تاريخ نهاية البايات وتاريخ عودتهم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - هل حقا وجود أي شكل للجماعات المسلحة خارج الدولة مما يقره القانون ويخدم مصالح الشعب!؟