أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي لهنّ ولهم شبيبتنا تصادرها وتهمّشها مناهج التحكم المافيو ميليشياوية















المزيد.....

في اليوم الدولي لهنّ ولهم شبيبتنا تصادرها وتهمّشها مناهج التحكم المافيو ميليشياوية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اليوم الدولي للشباب 12 آب - أغسطس: شبيبة بلداننا يشاغلونهم بكل شيء إلا التوجه نحو مهامهم الفعلية السامية
— ألواح سومرية معاصرة
يصادف اليوم اليوم الدولي للشباب وهو اليوم الذي وضعت الجهود الأممية له منصة كبيرة استثنائية لربط التخطيط الدولي بخطط التنمية المستدامة بالمستوى المحلي وتفعيل تلك الجهود التي تعد اليوم بيئة مجمدة بصورة خطيرة تصادر الشبيبة وتسحقهم من دون الاكتفاء بالتهميش والتقييد والتعطيل عن الجهد المناط بالحيوية التي يمتلكونها.. وعراقيا بنسبة متقدم للشبيبة لا نجد لهم من فرص حقيقية بعد أن مر أكثر من عقدين على التغيير الراديكالي 2003 ومازلنا أسرى مافيا تتاجر بشبيبتنا أو ميليشيا تتحكم بهم وتبيع لهم الوهم بالآخرة بعد موت بالمخدر أو بصراعات مختلقة بغرس التمييز بينهم.. فلنقرأ القضية بمستوى يرتقي لخطورةتها وإلا فإننا نضيّع المستقبل مع تضييع الشبيبة.. شكرا لكل التفاعلات
***


نصف سكان العالم عام 2030 سيبلغون من العمر 30 عامًا أو أقل، بنسبة تتجاوز الـ 57%. وسيكون الحجم السكاني من القوى العاملة لمن هم أقل من 25 عاما، بحلول عام 2050، أكثر من 90%.وعلى الرغم من نسب البطالة المتفاقمة وأنَّ واحداً من كل سبعة ممن هم دون الـ19 مصاب باضطراب نفسي وأنَّ نسبة 60% ممن هم دون العاشرة في البلدان الفقيرة أو متوسطة الدخل هم أميون؛ فإنّ نسبة 67% من الشبيبة مازالت مؤمنة متمسكة بشعار من أجل مستقبل أفضل وبينهم من هو دون الـ17 متفائل أكثر بهذا المستقبل..

أما عراقيا فإنَّ نسبة أكثر من الثلثين هم دون الثلاثين و90% من السكان هم دون الخمسين ومع ذلك سنجد أمورا جد غريبة بشأن التعاطي مع هذا الحجم السكاني من الشبيبة حيث أسوأ حالات المصادرة والتهميش، إذ أن العراق لا يحتل سوى الموقع 123 في مؤشر التنمية البشرية العالمي، بمعنى ترك الأوضاع باستغلاق وانعدام الجدوى في النظر إلى المستقبل.

وإذا نظرنا إلى ما يسلطه اليوم الدولي للشباب على الأقل لهذا العام 2025 فإننا سنجد التركيز على الدور الاستثنائي المميز والكبير للشبيبة في الانتقال بالتطلعات والطموحات الإنسانية من الخطط والأحلام إلى الواقع الملموس النابض بالحياة بمستوياته المعاشة محليا بكل بلاد بصورة فعلية عملية. ولعل قوى البناء والتنمية إنما تسعى إلى تكييف الأهداف الأممية العالمية ووضعها بأطر السياقات المحلية باستجابة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية بصورة مباشرة، من دون الابتعاد أو الانفصال عن الالتزامات الوطنية والدولية، ومن يمكنه فعل ذلك بشكل مناسب ناجح هم الشبيبة الذين لا يمتلكون الحيوية والقدرة على تحقيق التنمية حسب بل هم صنّاع الأمل وإبداعه وتلبية شروط تنفيذه وربطه بالحاجة المجتمعية الملموسة.

إنَّ تميز الشبيبة في قدرات التعامل مع مختلف الظروف والتكيف مع المتطلبات والحاجات لا يأتي بصورة منعزلة بل يحتاج بالمحصلة إلى قرارات ميدانية من طرف القوى الحاكمة التي تدير المجتمعات المحلية والمناطقية المحددة بجغرافيا بعينها في أي بلاد وتلك الحكومات المحلية هي من يمكنه أن يضع الشبيبة في سكة التنمية والإنتاج عبر تهيئة البيئات المناسبة والمناخ التنموي وتحرير فرص الإبداع والاستجابة للتخصيصات المادية من موارد ملموسة مع الانتباه على دور الشبيبة في كل الخطى والإجراءات سواء بتخطيط أو تنفيذ.. إن منح حرية الإبداع ورسم الخطط للشبيبة هي أولى الخطى في إطلاق مسيرة تنموية سليمة تمكّن هذا القطاع من ممارسة دوره البنيوي مجتمعيا سواء للمرحلة القائمة الراهنة أم لامتلاك الخبرات التي تلد قادة المستقبل في بلدانهم….

إنَّ هذا التركيز على موضوع اليوم الدولي للشباب لعام 2025 وهو “العمل الشبابي المحلي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها” يسمح لنا الإشارة إلى الالتزامات الأممية بخصوص ربط الشبيبة بمجتمعاتهم المحلية وقطع السبيل على أوهام الهجرة ومغادرة الموطن هربا من عوامل ضاغطة من قبيل الإهمال والتهميش والمصادرة وحتى مطاردة الحقوق وقمع الحريات وهي من الأمور الخطيرة الجارية إذا ما قرأنا الأوضاع السائدة اليوم..

وعراقيا حيث لم تكن البلاد محسوبة على بلدان تصدر طاقة العمل إلا أنها باتت اليوم من البلدان الطاردة لطاقات البناء والتنمية عبر تهجير الشبيبة ليس بالنزوح الداخلي ولكن بالهجرة وترك البلاد كليا محبطين مكسورين..

فالعراق اليوم منشغل عقدا بعد آخر بموضوعات خطيرة منها الاحتراب الطائفي ومنها ميدان الإجرام والإرهاب وغير هذا وذاك تحتله مافيات الفساد وميليشيات القمع والاستباحة وتشويه الأولويات في تطلعات الشبيبة..

إن أبرز مشاغل الخطط السائدة تكمن في شرعنة جناحا فشل فرص الحوكمة والتنمية المستدامة لتركيزها على نهج المحاصصة الطائفية في السياسة العامة وهي سياسة بالحتم تتعارض والنهج الوطني ودولة المواطنة ومن ثم متناقضة مع تطلعات البناء والتقدم والأنكى ترك الأمور لتحكم جناحي المافيا والميليشيا للحياة العامة مع يعني بالضرورة تجنيد الشبيبة بعد تجهيلها وفرض إفشاء الأمية وسطها، تجنيدها في عصابات المخدرات والاتجار بالبشر ومثيلات هذا الفعل مع التجنيد بجماعات العنف المسلح وجيوشها الميليشياوية؛ فمتى سيكون من فرصة حتى لرافضي هذا النهج كي ينخرطوا في عمليات البناء والتنمية؟

إن السائد اليوم بعد تأخر الإحصاء السكاني وبعد تقسيم المجتمعات المحلية على أسس طائفية وأخرى عرقية ودينية وبعد تقديم اهتمام بمنطقة وإهمال أخرى وولوج التمييز بكل أشكاله بخاصة منه التمييز الجندري ومصادرة طاقة نصف المجتمع من النساء وطبعا بالتركيز على نصف طاقة العمل من الشبيبة وجدنا أن السياسة العامة ابتعدت كليا بنهج الاقتصاد الريعي عن فكرة الاستثمار بطاقة البناء التي تمتلكها شبيبة اليوم حيث فاقت نسب البطالة وضياع فرص التشغيل لأسباب مركبة معقدة وشيوع حالات الفساد المحلي بالانتساب للفساد بمستوياته الشاملة للبلاد ولم يكن متاحا دمج الشبيبة بسوق العمل بهذه الأجواء الخاملة السلبية المريضة وتجدر الإشارة هنا إلى فوضى منظومة التعليم وتخلفها وعدم انسجامها مع واجب افتتاح الأقسام العلمية على وفق حاجة السوق!

إن الحديث عن التعليم بهذه الطريقة ينقلنا للتوكيد على تفشي الأميتين الأبجدية والحضارية ومن الحضاري ما يتعلق بآليات توظيف استخدام الأجهزة الإلكترونية من كومبيوترات وغيرها ونحن هنا نجدها بمنطقة متدنية تسيء إلى منظومة القيمي وفاعلية الشبيبة حيث مثلما تفشي المخدرات لأول مرة بتاريخ العراق تتفشى ظواهر التعاطي أو إدمان متابعة منتجات البورنو ومثيلاتها من معطلات التفكير كليا ولا نتحدث عن التفكير العلمي يفعِّل هذا طابع متخلف للعلاقات الاجتماعية السائدة.. ومثل هذه المنظومة هي الأخرى تعمل عملها بإبعاد الشبيبة عن دورها المنوط بها في مهام البناء والتنمية..

إن ما يُشيع الخذلان وسط الشبيبة العراقية محاربة المنظمات الجماهيرية ومحاصرتها بمختلف السياسات حتى وجدنا حظر اتحاد الطلبة في موقع ومطاردة اتحاد الشبيبة في آخر والتضييق الأمني والاجتماعي على رابطة المرأة وإهمال المؤسسات الراعية لثقافة الاهتمام بالرياضة والفن والابتكار والإبداع وهكذا من تلك السياسات المرضية؛ دع عنك ما تنهض به مثيلات هذه المنظمات التابعة لأحزاب الدين السياسي من بث التمييز الطائفي والقومي وإعلاء قيم العنف والفلسفة الذكورية حيث التمييز الجندري الذي ذكرناه مع نشر خطاب ثقافة سوداوية تتحدث عن الموت أكثر ما تتحدث عن الحياة والأمل.. إنها تخنق ولادة أية فرصة للأمل والحياة الحرة الكريمة..


إن هذه المناسبة الدولية التي تركز على الشبيبة تظل منصة مهمة وكبيرة الأثر في إضاءة هذا الموضوع الإنساني الذي يؤرقنا جميعا ما يتطلب أكبر تفاعل مخطط له في التعامل مع قطاع الشبيبة والاتساع في كسبهم لتبني تنمية حيواتهم وشخصيتهم الفاعلة المثمرة بدلا من قذفهم وسط براري الوحشية والعطالة والسلبية ومهالكها..

إن منح الشبيبة مكانا لائقا في قيادة أنشطة الحياة العامة يظل يجسد نموذجا بنّاءً بهيا يمكنه أن يكسر نمطية النظام ويجذب الشبيبة نحو الفعل والتغيير بنهج التنوير والارتقاء بجهود التنمية..

وليكن الاهتمام بالتعليم بمستوياته ومراحله وبدورات التطوير والتأهيل العلمي الأكاديمي والمهني منصة لنشر ثقافة العمل والإنتاج والحركة بدل السكونية والسلبية المرضية ولربما كان من بين الأمور الارتقاء بالتعليم وربطه بسوق العمل وإنهاء العمل بالاقتصاد الريعي لنتجه نحو الاستثمار وحركة إنتاج الخيرات التي تغني حيواتنا بدل أن نكون كينونة استهلاكية هامدة

فهلا تنبهنا إلى وسائل التغيير وأدواته بالتركيز على شعارات تصل بنا إلى هذه الشريحة بوصفها الفئة الأعلى حيوية والأقدر على تلبية مهام البناء والتنمية؟؟ هلا استجبنا للنداء ومضامينه بحملة وطنية شاملة؟؟؟؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قتل المرأة بهذا الرخص المجاني كي يستمر تبريره وتخفيف أحكا ...
- المجموعات القومية في العراق تئن من التمييز والخطاب الشوفيني ...
- حول الرفض العراقي الشعبي والأممي الرسمي لما يُسمى قانون حرية ...
- هل حقا وجود أي شكل للجماعات المسلحة خارج الدولة مما يقره الق ...
- مصادر تأثير الصحافة الشيوعية وقدرتها على البقاء والاحتفاظ بم ...
- ماذا تعني جريمة التجويع؟ وهل يجوز للمجتمع الدولي السكوت على ...
- قرارات عنصرية ومرجعياتها الفكرية المتعارضة والهوية التعددية ...
- الظامئون في العراق اليوم يرفعون صرخات الاحتجاج مطالبين بالما ...
- احتفالية تسعة عقود من مسيرة العطاء الصحافي التنويري تتوج بمن ...
- ما العمل من أجل وقف جريمة الاتجار بالأشخاص ومنهم الأطفال ومن ...
- ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب و ...
- النفط بين بغداد وكوردستان وقطع رواتب شعب لابتزاز الموقف وعرق ...
- هل رُفِع العلم الأحمر على سواري جامعات عراقية!ومن الذي رفعه؟
- لماذا تتناقض التصريحات بشأن إخفاء الشخصية العامة المحامية زي ...
- التعذيب بوصفه جريمة من جرائم ضد الإنسانية وما تتطلبه من حملا ...
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي: الإهمال وانتفاء وجو ...
- كل الحروب لها آثارها على الشعب بالفتك والدمار فكيف نقرأ المو ...
- في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية 18 يونيو حزيران: ما أح ...
- في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف17 يونيو حزيران: التص ...
- في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15 حزيران ...


المزيد.....




- أعضاء فرقة -U2- عن غزة: -اختبارٌ لإنسانيتنا المشتركة-
- قصف متواصل على غزة ووفد من حماس يتوجه إلى القاهرة لبحث مقترح ...
- السيسي: مُخطىء من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية ...
- -أَفْطِرْ كَملكٍ- .. الأهمية والوقت الأمثل لوجبة بداية اليوم ...
- معاقبة حكم إنجليزي بتهمة إهانة المدير الفني الألماني يورغن ك ...
- الجزائر: استخراج الملح مهنة متوارثة ومصدر رزق للسكان في منطق ...
- تفشي الإيدز في الجيش الروسي.. قنبلة موقوتة تفاقمت مع الحرب ف ...
- الجيش الروسي يتقدم على خط الجبهة في شرق أوكرانيا قبل قمة بوت ...
- لاريجاني في بغداد وبيروت بين حصر السلاح وتثبيت النفوذ
- زوجة الشهيد محمد قريقع تناشد بوقف القتل في غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم الدولي لهنّ ولهم شبيبتنا تصادرها وتهمّشها مناهج التحكم المافيو ميليشياوية