أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل رومايا - الديمقراطية العراقية… بين الطموح والواقع ... وحظوظ القوى المدنية














المزيد.....

الديمقراطية العراقية… بين الطموح والواقع ... وحظوظ القوى المدنية


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 02:22
المحور: المجتمع المدني
    


بعد أكثر من عشرين عامًا على التحول السياسي الكبير، ما زالت الديمقراطية في العراق مشروعًا لم يكتمل بعد. فبينما أرست الدساتير والقوانين نظامًا ديمقراطيًا برلمانيًا طموحًا، بقي الواقع السياسي والاجتماعي معقدًا ومثقلًا بالتحديات التي تعيق هذا التحول.
وحدد الدستور العراقي لعام 2005 شكل النظام السياسي بأنه جمهوري اتحادي ديمقراطي برلماني، قائم على التداول السلمي للسلطة والانتخابات الدورية. كما أنشئت مفوضية مستقلة لإدارة الانتخابات.
لكن مع مرور خمس دورات انتخابية، لا تزال مؤسسات الدولة ضعيفة، والممارسة الديمقراطية تواجه عراقيل جدية، أبرزها ضعف الثقة الشعبية وهيمنة الأحزاب التقليدية، واستمرار الفساد والمحاصصة الطائفية والحزبية.
وشهدت انتخابات 2021 مشاركة لم تتجاوز 41% أو أقل، وهي من أدنى النسب منذ 2003. ورغم صعود بعض المستقلين، لم يتحقق تغيير حقيقي، إذ عادت القوى التقليدية لتشكيل الحكومة وفق تفاهمات ومحاصصات، بعد أزمة سياسية استمرت لأكثر من عام.
وأصبحت المحاصصة هي القاعدة غير المعلنة للعملية السياسية. فهي تقسم المناصب والموارد بين المكونات والأحزاب، ما أنتج حكومات ضعيفة غارقة في الفساد تفتقر إلى الانسجام والمساءلة، وجعلت مصلحة الحزب أو الطائفة تتقدم على مصلحة المواطن.
وكذلك برز القضاء، خاصة المحكمة الاتحادية العليا، كلاعب مؤثر من خلال قراراته المفصلية بشأن تشكيل الحكومات والانتخابات. لكن هذه القرارات أثارت في الوقت نفسه جدلًا حول استقلاليتها وتأثير السياسة عليها.
أما العلاقة بين بغداد وأربيل فما زالت تشهد توترات متكررة، كما ظهر مؤخرًا في قرارات المحكمة الاتحادية المتعلقة بانتخابات الإقليم، والتي فجّرت خلافات سياسية حادة.
ومن جهة أخرى، لا تزال بعض القوى تملك نفوذًا غير رسمي من خلال المال السياسي أو السلاح المنفلت، ما يجعل المنافسة الانتخابية غير عادلة وتضعف ثقة المواطن بالعملية الديمقراطية.
وبالرغم من أن احتجاجات تشرين 2019 شكّلت علامة فارقة، إذ عبّرت عن مطالب واضحة تتعلق بالخدمات، والوظائف، والعدالة، وإنهاء الفساد والمحاصصة، لكن هذه المطالب لم تجد استجابة حقيقية حتى الآن.
ورغم التحديات، ما زال بالإمكان إنقاذ التجربة الديمقراطية العراقية. فالمطلوب ليس معجزات، بل إرادة سياسية شجاعة تقود إصلاحات حقيقية، أبرزها:
تعديل النظام الانتخابي لتمثيل أوسع وعدالة أكبر.
إنهاء نظام المحاصصة والاعتماد على الكفاءة.
ضمان استقلال القضاء.
إصلاح العلاقة بين المركز والإقليم.
التركيز على تقديم الخدمات ومكافحة الفساد.
إن الديمقراطية في العراق ليست فاشلة، لكنها لم تنضج بعد. فبين النصوص الدستورية والواقع المربك، تقف البلاد أمام مفترق طرق حاسم. النجاح مرهون بقدرة النخب السياسية على تجاوز منطق المحاصصة وبناء دولة مواطنة حقيقية، تستجيب لتطلعات الناس في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتعيد ثقتهم بالعملية السياسية.
حظوظ القوى المدني
وخلال كل ذلك، تخوض القوى المدنية منافسة صعبة أمام أحزاب تمتلك موارد مالية كبيرة، وقواعد تنظيمية راسخة، وأذرع إعلامية فعالة، وفي بعض الحالات نفوذًا مسلحًا غير رسمي. هذه المعادلة غير المتكافئة تعقد العملية الانتخابية للقوى المدنية ومن ضمنها تطلعاتهم في الوصول الى قبة مجلس النواب.
ومع اقتراب كل استحقاق انتخابي في العراق، يعود الحديث مجددًا عن دور القوى المدنية والمستقلين في الحياة السياسية، وحجم تأثيرهم الحقيقي في ظل نظام انتخابي معقد وهيمنة أحزاب تقليدية راسخة.
فمنذ احتجاجات تشرين 2019، برزت هذه القوى كصوت مختلف يعبّر عن تطلعات شريحة واسعة من الشباب والمجتمع المدني، وظهرت قاعدة جماهيرية واضحة تتعاطف مع الخطاب المدني، مكونة في أغلبها من الشباب المتعلم وسكان المدن والناشطين. وهذه الفئة تمثل طاقة تغيير حقيقية، خاصة في ظل تراجع ثقة المواطنين بالأحزاب التقليدية التي تهيمن على السلطة منذ 2003، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة تحول دون ترجمة هذا الحضور إلى نفوذ سياسي فعلي. بالرغم من أن المواطن العراقي بات يبحث عن وجوه جديدة بعد تجارب مريرة مع النخب الحاكمة، وهذا يمنح المدنيين فرصة معنوية مهمة، بالرغم من اليأس والإحباط والمقاطعة.
وفي النهاية، فإن القوى المدنية في العراق تملك حظوظًا انتخابية حقيقية، وتأثيرها يعتمد على قدرتها على دعم تحالفاتها ضمن برامج واضحة، وحماية العملية الانتخابية من المال السياسي والسلاح المنفلت، وإقناع الجماهير بأنها بديل جاد وقادر على تقديم حلول واقعية بعيدة عن ممارسات الأحزاب الطائفية الحاكمة.
7 تشرين 1 2025



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم السياسي لثقافة القطيع
- ماذا عن مشروع قانون حرية التعبير عن الرأي، والاجتماع، والتظا ...
- الوضع الاجتماعي والثقافي في العراق في ضوء دراسات علي الوردي
- مياه العراق، وقناني الشرب المعبأة، ودول الجوار
- في عيد الأرض، البيئة العراقية في خطر
- هل عراقيو الخارج ... عراقيون
- نجلة ... والعراق
- أن الاوان للتغيير في النهج والممارسة ونمط التفكير وطريقة إدا ...
- في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
- البصرة ... والتقاليد والشريعة... وياعشكَنا
- بغداد، مدينتي في القلب
- الجندر والعنف الاسري ومجلس النواب العراقي
- الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمعات الإنسانية
- حاسوب الانقراض الرقمي
- حول قانون منع تصنيع واستيراد وبيع الخمور قي العراق
- لائحة المحتوى الرقمي بالعراق والمحتوى الهابط
- شباط الأسود
- العنف الأسري وحقوق المرأة العراقية وسيداو
- يابه... تره صرنا 8 مليارات
- أعياد ميلاد...


المزيد.....




- -رايتس ووتش- تدعو لبنان للالتزام بضمان حق أطفال اللاجئين في ...
- الإكوادور: نجاة رئيس البلاد من -محاولة اغتيال- واعتقال 5 أشخ ...
- نتنياهو يتعهد بعودة الأسرى وتغيير الشرق الأوسط
- خليل الحية: الاحتلال الإسرائيلي غير ملتزم.. ونطالب بضمانات د ...
- ضغوط خلف الكواليس... استقالة مفاجئة لرئيس مفاوضات معاهدة الب ...
- خليل الحية: وفد حماس في شرم الشيخ للتفاوض على إنهاء الحرب وا ...
- إدانة استمرار تغييب معالجة جدية لجريمة الاختفاء القسري ويطال ...
- مفاوضات شرم الشيخ تبحث آليات تبادل الأسرى.. وحماس تطالب بآلي ...
- أشد إدانة لجريمة اغتيال الناشطة الحقوقية المحامية همسة جاسم ...
- الضفة.. إصابة طفل واعتقال 5 فلسطينيين باقتحامات للجيش الإسرا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل رومايا - الديمقراطية العراقية… بين الطموح والواقع ... وحظوظ القوى المدنية