|
مسرحية -حافة الهاوية-
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 22:51
المحور:
الادب والفن
مقدمة نقدية أدبية : السياق التاريخي والاجتماعي للمسرحية :
مسرحية "حافة الهاوية" تظهر كعمل درامي معاصر يعكس الصراعات الاجتماعية والسياسية في عالم مضطرب، حيث تنبثق من خيال كاتب يحاكي الواقع المعقد للولايات المتحدة المعاصرة من خلال مدينة متخيلة تُدعى "نيو إمباير". هذه المدينة ليست مجرد خلفية جغرافية، بل رمز للنظام الرأسمالي الذي يعاني من التفاوت الاجتماعي، القمع السياسي، والمقاومة الشعبية. تأتي المسرحية في سياق عالمي حيث تتصاعد الاحتجاجات ضد الأنظمة السلطوية، وتتزايد الأزمات الاقتصادية والبيئية، مما يجعلها تعبيراً فنياً عن التوترات التي تهز المجتمعات في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين. إن اختيار المسرح كوسيلة للتعبير ليس اعتباطياً. المسرح، بطبيعته، هو فن حي يتيح التفاعل المباشر بين النص والجمهور، مما يجعله منصة مثالية لتصوير الصراعات الاجتماعية والسياسية. "حافة الهاوية" تستلهم تقاليد المسرح الملحمي ، حيث تسعى إلى إثارة التفكير النقدي لدى الجمهور بدلاً من استدراجهم عاطفياً فقط. في الوقت ذاته، تحمل المسرحية نبرة في تصوير الصراع الإنساني الملحمي، وتستعير رؤية ديستوبية لنظام شمولي يسعى لسحق الإرادة الشعبية. هذا المزيج من التأثيرات يجعل المسرحية عملاً غنياً متعدد الطبقات، يستحق التفكيك النقدي من زوايا متعددة. البنية الدرامية والأسلوب من الناحية البنيوية، تقسم المسرحية إلى فصول وأجزاء، مما يعكس نهجاً ملحمياً يتيح الانتقال بين المشاهد المختلفة (الساحة، الأزقة، القبو، الحي الشمالي) لتصوير الثورة في مراحلها المختلفة. كل جزء يمثل لحظة زمنية ومكانية محددة، لكنه يرتبط عضوياً بالفكرة المركزية: صراع الشعب ضد نظام قمعي. هذه البنية تتيح للمسرحية أن تكون ديناميكية، حيث تنتقل من لحظات التوتر الهادئ إلى ذروة الفوضى، مما يعكس إيقاع الاحتجاجات الواقعية التي تتأرجح بين الأمل واليأس. أسلوب الحوار في المسرحية يمزج بين الشاعرية والواقعية. الشخصيات تتحدث بلغة مشحونة عاطفياً، مليئة بالهتافات والشعارات الثورية مثل "الشعب متحد لن يُهزم!"، مما يعكس الحماس الجماعي للحركات الاحتجاجية. في الوقت ذاته، تحمل الحوارات طابعاً فردياً يعكس الصراعات الداخلية للشخصيات، مثل تردد عمر، إرهاق سارة، وغضب رامي. هذا التوازن بين الجماعي والفردي يجعل المسرحية مرآة للتوتر بين الفرد والمجتمع في سياق الثورة. تستخدم المسرحية أيضاً تقنيات درامية مثل الاسترجاعات (Flashbacks) لتسليط الضوء على ماضي الشخصيات، مما يضيف عمقاً نفسياً ويربط نضالهم الحالي بتجارب سابقة من القمع والمقاومة. هذه الاسترجاعات ليست مجرد أداة سردية، بل وسيلة لتأكيد استمرارية الصراع عبر الأجيال، مما يعزز الفكرة أن الثورة ليست حدثاً عابراً بل عملية تاريخية ممتدة. الشخصيات وتجسيد الصراع الشخصيات في "حافة الهاوية" تمثل طيفاً واسعاً من المجتمع: جمال الناشط اليساري، سارة الممرضة، رامي العامل العاطل، ناديا المعلمة، عمر الطالب، سام الشرطي المنشق، ومي الشابة التي تبث الثورة مباشرة. كل شخصية تجسد جانباً من المجتمع الثائر، مما يجعل المسرحية تمثيلاً رمزياً للصراع الطبقي والاجتماعي. جمال، بصفته قائداً ثورياً، يحمل سمات البطل التراجيدي : شغوف، مصمم، لكنه مثقل بأعباء الماضي ومسؤولية القيادة. استرجاعاته إلى شبابه تكشف عن تجارب القمع التي شكلت إيمانه بالثورة، مما يضيف طبقة من العمق إلى شخصيته. سارة، من ناحية أخرى، تمثل الإنسانية في أنقى صورها: ممرضة تعمل تحت ضغط الإرهاق، لكنها ترفض التخلي عن المصابين، مما يجعلها رمزاً للتضحية والصمود. رامي يجسد الغضب الشعبي الناتج عن الظلم الاقتصادي، بينما ناديا تمثل العقل الاستراتيجي الذي يحاول الحفاظ على الأمل من خلال التخطيط والتنظيم. عمر، بشبابه وتردده، يعكس الجيل الجديد الذي يكتشف شجاعته في خضم الفوضى. سام، الشرطي المنشق، يقدم صراعاً داخلياً معقداً: رجل مزقته الولاءات المتناقضة بين النظام الذي خدمه والشعب الذي انضم إليه. مي، ببثها المباشر، تمثل دور الإعلام الاجتماعي في الثورات الحديثة، حيث تصبح الرؤية العالمية سلاحاً ضد القمع. هذه الشخصيات، بتعدديتها، تخلق نسيجاً درامياً غنياً يعكس التنوع البشري في النضال الجماعي. إن تفاعلاتهم ليست مجرد حوارات، بل صراعات رمزية بين الأمل واليأس، العقل والعاطفة، الفرد والجماعة. الرمزية والموضوعات "حافة الهاوية" غنية بالرموز التي تعزز موضوعاتها المركزية. الساحة الغربية، الأزقة، القبو، والحي الشمالي ليست مجرد مواقع، بل تمثل مراحل النضال الثوري: الساحة هي ساحة المعركة المفتوحة، الأزقة تمثل التكتيك والمراوغة، القبو يعكس الملجأ الهش، والحي الشمالي هو رمز الأمل الأخير. الحطام والنيران المتناثرة في كل مشهد ترمز إلى الدمار الناتج عن القمع، لكنها أيضاً إشارة إلى الإمكانية المستمرة للنهوض من الرماد. الدبابة، التي تظهر بشكل متكرر، هي رمز لقوة النظام الشمولي، لكن تردد الجنود والشرطة المنشقين يشير إلى هشاشة هذه القوة عندما تواجه إرادة الشعب. الشاشة الإلكترونية، التي تبث الدعاية الحكومية ثم تتحول إلى لقطات مباشرة من الاحتجاجات، تمثل الصراع على السردية: من يتحكم في الحقيقة؟ الهواتف المحمولة، التي تستخدمها مي وغيرها، ترمز إلى قوة الإعلام الاجتماعي في تعبئة الرأي العام العالمي. من الناحية الموضوعية، تستكشف المسرحية قضايا الظلم الاجتماعي، التفاوت الطبقي، وقوة المقاومة الجماعية. إنها تطرح سؤالاً مركزياً: هل يمكن للشعب أن ينتصر على نظام قمعي؟ هذا السؤال يبقى مفتوحاً، مما يعكس الواقعية السياسية للمسرحية: الثورات لا تنتهي دائماً بانتصار واضح، لكنها تترك بصمة في التاريخ. المسرحية أيضاً تتناول التوتر بين الأمل واليأس، حيث تجسد الشخصيات هذا الصراع في قراراتها وتفاعلاتها. التأثيرات الأدبية والفنية "حافة الهاوية" تستلهم من تقاليد مسرحية وأدبية متعددة. النبرة الشكسبيرية واضحة في تصوير الصراع الملحمي، حيث يمكن مقارنة جمال بشخصيات مثل كوريولانوس أو هاملت، الذين يواجهون صراعات داخلية وخارجية في مواجهة النظام. الطابع البريختي يظهر في استخدام المسرحية للنقد الاجتماعي، حيث تسعى إلى إثارة الوعي السياسي لدى الجمهور بدلاً من استدراجهم عاطفياً. التأثير الأورويلي يتجلى في تصوير النظام الشمولي والدعاية الحكومية، مما يذكر برواية "1984" في تصوير المراقبة والقمع. على المستوى الفني، تستخدم المسرحية الإضاءة والصوت ببراعة لتعزيز الأجواء. الإضاءة الحمراء تعكس الدم والفوضى، بينما الأزرق يرمز إلى الخوف والهشاشة. أصوات الغاز، الصفارات، والهتافات تخلق إحساساً بالواقعية، بينما الرياح تضيف طبقة رمزية للزمن العاصف الذي يمر به الشعب. الاستقبال والأهمية المعاصرة في سياق معاصر، "حافة الهاوية" تتحدث إلى جمهور عالمي يعيش في ظل الاحتجاجات ضد التفاوت الاقتصادي، القمع السياسي، والأزمات البيئية. إنها تعكس حركات مثل "الربيع العربي"، "احتجاجات بلاك لايفز ماتر"، و"احتجاجات هونغ كونغ"، حيث يواجه الشعب أنظمة قوية لكنه يتشبث بالأمل. دور مي في البث المباشر يعكس أهمية الإعلام الاجتماعي في الثورات الحديثة، مما يجعل المسرحية ذات صلة بالجيل الرقمي. من الناحية النقدية، يمكن النظر إلى المسرحية كعمل يتحدى الجمهور للتفكير في دورهم في مواجهة الظلم. إنها لا تقدم إجابات سهلة، بل تترك السؤال مفتوحاً: هل الأمل يكفي لتغيير العالم؟ هذا الغموض يعزز قوتها الفنية، حيث تدعو الجمهور إلى التفكير في مسؤوليتهم الاجتماعية والسياسية. الخاتمة النقدية "حافة الهاوية" هي عمل مسرحي قوي يجمع بين الشاعرية والواقعية، الرمزية والنقد الاجتماعي، لتقديم صورة حية للصراع الإنساني ضد القمع. من خلال شخصياتها المعقدة، بنيتها الملحمية، ورموزها القوية، تقدم المسرحية تأملاً عميقاً في قوة الشعب وهشاشته. إنها دعوة للجمهور ليس فقط لمشاهدة الثورة، بل للتفكير في دورهم في تشكيل المستقبل. في عالم يعاني من الانقسامات، تظل "حافة الهاوية" صوتاً فنياً يذكرنا بأن الأمل، حتى في الرماد، يمكن أن يكون بداية التغيير.
ملخص مسرحية "حافة الهاوية" مسرحية "حافة الهاوية" هي عمل درامي يصور ثورة شعبية في مدينة متخيلة تُدعى "نيو إمباير"، رمز للولايات المتحدة المعاصرة التي تعاني من التفاوت الاجتماعي والقمع السياسي. تدور الأحداث حول مجموعة من المتظاهرين الذين يواجهون نظاماً قمعياً، يمثله الشرطة والجيش، في سلسلة من المواجهات المتصاعدة. المسرحية مقسمة إلى فصول، تركز على مراحل الثورة من التجمع الأولي إلى المواجهة النهائية، مع التركيز على الأمل، التضحية، والتردد البشري.الفصل الرابع: لحظة الحقيقة يبدأ في الساحة الغربية قبل الفجر، حيث يتجمع المتظاهرون بقيادة جمال، الناشط اليساري، وسارة، الممرضة، ورامي، العامل العاطل، وناديا، المعلمة، وعمر، الطالب، وسام، الشرطي المنشق، ومي، الشابة التي تبث الاحتجاجات. يخططون لضرب مبنى الحكومة، لكن الشرطة تهاجم بالغاز المسيل للدموع، مما يجبرهم على التفرق إلى الأزقة. في الأزقة، يواصلون المقاومة، ينظمون أنفسهم، ويواجهون تردداً داخلياً بين الأمل والخوف. ينتقلون إلى قبو سري، حيث يعيدون تنظيم صفوفهم، بينما يتصاعد التوتر مع اقتراب الجيش. في الجزء الرابع، يعودون إلى الساحة الغربية، حيث يواجهون الدبابات، وينضم بعض الشرطة إليهم، مما يعزز الأمل رغم الفوضى.الفصل الخامس: الرماد والأمل يبدأ في أنقاض الساحة الغربية بعد الاشتباكات. المتظاهرون منهكون، لكنهم مصممون على الاستمرار. جمال يحثهم على الصمود، بينما سارة تعالج المصابين، ومي تواصل البث المباشر. ينتقلون إلى مخبأ تحت الأرض، حيث يخططون لضرب نقاط التفتيش في الحي الشمالي. في الحي الشمالي، يواجهون الشرطة والجيش، لكن بعض الجنود ينشقون، مما يعزز روح الحشد. في الجزء الرابع، تصل المواجهة إلى ذروتها في شارع رئيسي، حيث يقاوم المتظاهرون خلف الحواجز، وينضم المزيد من الجنود إليهم، لكن الدبابات تتقدم، تاركة المصير مفتوحاً.المسرحية تنتهي دون حل نهائي، مما يعكس الواقعية السياسية للثورات. من خلال شخصياتها المتنوعة، تعكس المسرحية الصراع الطبقي، قوة التضامن، وهشاشة الأمل. الإضاءة النارية، أصوات الغاز والهتافات، والرموز مثل الدبابة والشاشة الإلكترونية تضيف عمقاً للنص. "حافة الهاوية" هي دعوة للتفكير في قوة الشعب وتحديات مواجهة الظلم، تاركة الجمهور يتساءل: هل الأمل يكفي لتغيير العالم؟
…………..
مسرحية: حافة الهاوية
الفصل الأول: العجز يضرب الأساسات
الجزء الأول:
غرفة انتظارالمشهد: مكتب حكومي في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الغرفة متهالكة، الأثاث قديم، الكراسي متآكلة، والجدران متشققة. أكوام من الأوراق مبعثرة على المكاتب، وشاشة تلفزيون معلقة في الزاوية تبث أخباراً عن إغلاق حكومي وشيك. ضوء خافت يتسلل من نافذة مغبرة، وصوت مكيف هواء مكسور يصدر همهمة مزعجة. ساعة حائط متوقفة عند الثالثة صباحاً، كأن الزمن نفسه قد تجمد. الشخصيات: مالك (42 عاماً): موظف حكومي، وجهه متعب، يرتدي بدلة رمادية متهالكة. صوته يحمل نبرة سخرية مريرة. سارة (35 عاماً): ممرضة في القطاع العام، ترتدي زياً طبياً متسخاً قليلاً، عيناها تعكسان الإرهاق والغضب. موظف ثانوي (بدون اسم): شاب عشريني، يرتدي قميصاً مكويا بشكل سيء، يعبث بهاتفه. موظفة عجوز (بدون اسم): امرأة في الستين، تجلس في زاوية، تحيك شيئاً ما بنظرة شاردة. (الستارة ترتفع. مالك جالس على كرسي بلاستيكي، يحدق في كومة أوراق أمامه. سارة تدخل، تحمل حقيبة يد رخيصة، وتنهار على كرسي بجانبه. صوت التلفزيون في الخلفية ينقل خبراً عن عجز الميزانية. الموظف الثانوي يعبث بهاتفه، والموظفة العجوز تحيك بصمت.)مالك (بسخرية، ينظر إلى الأوراق): يقولون إن الدولار لا يزال ملك العالم. ملك العالم! لكنه لا يستطيع دفع فاتورة الكهرباء هنا. (يضحك ضحكة قصيرة، جافة) أنظري إلى هذا المكتب. يبدو كقبر للأحلام. سارة (بغضب مكتوم، تضع حقيبتها على الأرض): لا تتحدث عن الأحلام، مالك. أعمل ست عشرة ساعة يومياً في المستشفى. أنقذ أرواحاً، أو أحاول. لكن لا أستطيع شراء الحليب لأطفالي. (تنظر إليه بحدة) متى كانت آخر مرة تلقيت فيها راتبك؟ مالك (يتنهد، يفرك جبهته): منذ شهرين. أو ثلاثة؟ فقدت العد. (يشير إلى التلفزيون) يقولون إنها "أزمة مؤقتة". مؤقتة! كل شيء مؤقت في نيو إمباير حتى يصبح دائماً. سارة: مؤقتة؟ (تهز رأسها) لقد أغلقوا جناح الأطفال في المستشفى الأسبوع الماضي. لا أموال للأدوية، لا أموال للأسرّة. الأطفال يموتون، مالك. وهم يتحدثون عن "الأولويات الوطنية". (تنظر إلى التلفزيون بحنق) أولوياتهم هي الصواريخ والطائرات، بينما نحن نجوع. (الموظف الثانوي يرفع عينيه عن هاتفه للحظة، يبدو غير مبالٍ.)الموظف الثانوي: هذا مجرد كلام. الأمور ستتحسن. دائماً تتحسن. (يعود إلى هاتفه) مالك (بسخرية): آه، تفاؤل الشباب! (يقلد صوته) "الأمور ستتحسن!" كم عمرك، يا فتى؟ عشرون؟ انتظر عشر سنوات، سترى كيف يتحول التفاؤل إلى غبار. سارة (تنظر إلى الموظف الثانوي): لا تلومه. إنهم يغسلون أدمغتهم. التلفزيون، الإعلانات، السياسيون... كلهم يقولون إننا سنعود إلى "الأيام الذهبية". (بمرارة) لم تكن هناك أيام ذهبية، أليس كذلك؟ مالك (يبتسم بمرارة): ربما لهم. للذين يعيشون في القصور، يملكون اليخوت. لكن بالنسبة لنا؟ (يشير إلى الغرفة) هذه هي أيامنا الذهبية. مكتب متداعٍ، رواتب متأخرة، ومستقبل لا يعد إلا بالمزيد من الديون. (الموظفة العجوز ترفع عينيها عن الحياكة لأول مرة، صوتها هادئ لكنه ثاقب.)الموظفة العجوز: كنت هنا عندما بدأ كل شيء. قبل ثلاثين عاماً. كانوا يقولون الشيء نفسه: "إنها أزمة مؤقتة." (تهز رأسها) لكن الأزمات لا تنتهي. إنها تتراكم، مثل الغبار على هذه النوافذ. سارة (تنظر إليها): لكن ماذا فعلتم؟ أنتم، الجيل القديم؟ لماذا لم تقاوموا؟ الموظفة العجوز (بتعب): قاومنا. خرجنا إلى الشوارع، صرخنا، كتبنا. لكنهم دائماً يجدون طريقة لإسكاتنا. وعدٌ هنا، تهديد هناك. والآن... (تشير إلى نفسها) انظري إليّ. أحيك لأقتل الوقت، لأنني لا أملك شيئاً آخر. (صمت يعم الغرفة. التلفزيون يبث تقريراً عن إنفاق عسكري جديد. المذيع يتحدث بحماس عن "حماية المصالح الوطنية".)مالك (يضحك بمرارة): حماية المصالح الوطنية! (يقلد المذيع) "نحتاج إلى مزيد من الطائرات، مزيد من القنابل!" لكن لا أموال للمدارس، لا أموال للمستشفيات. (ينظر إلى سارة) هل سمعتِ عن الميزانية الجديدة؟ تريليونات للدفاع، بينما يغلقون المكتبات. سارة: سمعت. (تتنهد) في المستشفى، نفدت أدوية القلب الأسبوع الماضي. أخبروني أن أعطي المرضى مسكنات رخيصة وأقول لهم "كل شيء سيكون على ما يرام". (تضرب الطاولة بيدها) كيف يمكنني أن أكذب على وجه طفل يموت؟ الموظف الثانوي (يرفع عينيه مرة أخرى): هذا ليس ذنبنا. إنها السياسة. السياسيون يفسدون كل شيء. مالك (بحدة): السياسة؟ لا، يا فتى. إنه النظام بأكمله. السياسيون مجرد دمى. الأمر يتعلق بمن يملك المال، من يملك القوة. (يشير إلى التلفزيون) أولئك الذين يقررون إرسال صواريخ إلى الجانب الآخر من العالم بينما نحن ننتظر رواتبنا هنا. سارة (بهدوء): أحياناً أفكر... ربما علينا أن نفعل شيئاً. شيئاً كبيراً. (تنظر إلى مالك) ألا تسمع عن الاحتجاجات؟ هناك رجل، اسمه جمال، يتحدث عن تغيير حقيقي. مالك (يرفع حاجبه): جمال؟ ذلك الشيوعي؟ (يهز رأسه) إنه يحلم. الشعب لن يتبعه. الناس يريدون حلولاً سهلة، سارة. يريدون خطاباً رناناً من سياسي جديد، ثم يعودون إلى بيوتهم وينسون. سارة (بإصرار): لكن ماذا لو كان محقاً؟ ماذا لو كان التغيير الجذري هو الحل الوحيد؟ ألا ترى؟ لا يمكننا الاستمرار هكذا. الموظفة العجوز (بهدوء): كنتِ مثلي قبل ثلاثين عاماً. مليئة بالأمل، بالغضب. لكن الحذر، يا فتاة. التغيير الجذري له ثمن. والشعب... (تنظر إلى الجميع) الشعب يخاف الثمن. (صوت التلفزيون يرتفع فجأة. المذيع يعلن عن توقف الخدمات الحكومية في عدة ولايات. الموظفون في الغرفة يتبادلون النظرات، الصمت يعم مرة أخرى.)مالك (لنفسه، وهو ينظر إلى الأوراق): ثمن؟ (يضحك بمرارة) نحن ندفع الثمن كل يوم. الجوع، الخوف، الانتظار... هذا هو ثمن الخنوع. سارة (تنهض فجأة): لا أستطيع الانتظار بعد الآن. (تتجه نحو الباب) سأذهب إلى المظاهرة. ربما جمال لديه إجابات. مالك (ينظر إليها، متردداً): سارة، انتظري. (يصمت، ثم يهز رأسه) إنهم سيضربونكِ. الشرطة، الحكومة... إنهم لا يحبون أولئك الذين يسألون كثيراً. سارة (تتوقف عند الباب، تنظر إليه): وماذا عنك، مالك؟ هل ستبقى هنا، تحصي الأوراق حتى تموت؟ (مالك يصمت، عيناه تتجولان في الغرفة. الموظفة العجوز تعود إلى الحياكة، والموظف الثانوي يعبث بهاتفه. صوت التلفزيون يستمر في الخلفية، يتحدث عن "أزمة وطنية غير مسبوقة".)مالك (بهدوء، لنفسه): ربما... ربما حان الوقت لفعل شيء. (الإضاءة تخفت تدريجياً. صوت التلفزيون يتلاشى، ويحل محله صوت هتافات بعيدة من الشوارع. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والتوقع.)
الجزء الثاني:
شارع الاحتجاج المشهد: شارع رئيسي في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الشارع مزدحم بالمتظاهرين، يحملون لافتات مكتوب عليها عبارات مثل "الثروة للشعب!" و"أوقفوا الحروب، أطعموا الجياع!". دخان خفيف يتصاعد من إطارات محترقة في الخلفية، وأصوات صفارات الشرطة تدوي من بعيد. أكشاك مهجورة وواجهات متاجر مغلقة تحيط بالمشهد، مع إعلانات قديمة ممزقة تروج لـ"الحلم الأمريكي". الإضاءة قاتمة، تعكس جواً من التوتر والفوضى. الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، من أصول مهاجرة، يرتدي جاكيتاً قديماً ويحمل مكبر صوت. صوته قوي، مليء بالعاطفة والتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ظهرت في الجزء الأول، ترتدي زياً طبياً متسخاً، تنضم إلى الاحتجاج بحذر. متظاهر أول (رجل في الأربعين): عامل مصنع عاطل عن العمل، ملابسه بسيطة، يبدو غاضباً لكنه متردد. متظاهرة ثانية (امرأة في الثلاثين): معلمة، تحمل لافتة مكتوب عليها "تعليم، لا قنابل!". شرطي (بدون اسم): في زي مكافحة الشغب، يقف على الحافة، يراقب بحذر. شاب متردد (20 عاماً): طالب جامعي، يبدو مشوشاً بين الحماس والخوف. (الستارة ترتفع. الشارع يعج بالهتافات. جمال يقف على منصة مؤقتة مصنوعة من صناديق خشبية، يتحدث عبر مكبر الصوت. المتظاهرون يهتفون خلفه، لكن بعضهم يبدو متردداً. سارة تقف على الحافة، تحمل لافتة صغيرة، تنظر حولها بحذر. الشرطي يراقب من بعيد، يده على هراوته.)جمال (بصوت عالٍ، ملتهب): أيها الشعب! الثروة تُسرق منا! (يشير إلى المباني الشاهقة في الخلفية) هناك، في تلك الأبراج، يأكلون الكافيار بينما نحن نتشاجر على فتات الخبز! (يرفع قبضته) يجب أن نأخذ المصانع، الأراضي، كل شيء! متظاهر أول (بغضب، لكنه متردد): لكن... الشيوعية؟ إنها كابوس، أليس كذلك؟ رأينا ما حدث في الماضي. السجون، القمع... جمال (ينزل من المنصة، يقترب من المتظاهر): الكابوس الحقيقي هو هنا، الآن! (يشير إلى الشارع) انظر حولك! مصانع مغلقة، مستشفيات بدون أدوية، أطفال جياع! هذا هو كابوس الرأسمالية المتوحشة! (يضع يده على كتف المتظاهر) الشيوعية ليست شبحاً، إنها أملنا الوحيد. سارة (تقترب بحذر، تتحدث إلى جمال): أنا معك، لكن... الناس خائفون. (تنظر إلى الحشد) يريدون تغييراً، لكنهم لا يثقون بك. التلفزيون يقول إنكم تريدون الفوضى. جمال (يبتسم بمرارة): التلفزيون؟ (يضحك) إنه سلاحهم الأقوى. يزرعون الخوف في قلوبنا، يجعلوننا نكره أنفسنا، نكره حلمنا بالعدالة. (ينظر إلى الحشد) لكن انظروا إلينا! نحن هنا، نقاوم! متظاهرة ثانية (تحمل لافتتها عالياً): لقد أغلقوا مدرستي الشهر الماضي. قالوا إنه لا توجد ميزانية. لكن هناك تريليونات للحروب! (تصرخ) أين أولوياتهم؟ جمال (يصعد إلى المنصة مرة أخرى): هذا هو السؤال، أيتها الأخت! أولوياتهم هي الحفاظ على قصورهم، على يخوتם! يريدوننا أن نعمل، نجوع، نموت، بينما يرسلون جنودنا لقتال حروبهم في الخارج! (يشير إلى الشرطي) وهؤلاء؟ إنهم ليسوا أعداءنا. إنهم منا، من الشعب. لكنهم يخدمون النظام! (الشرطي يتقدم خطوة، يبدو متوتراً. الحشد يتراجع قليلاً، لكن جمال يرفع يده ليهدئهم.)جمال: لا تخافوا! لن نسمح لهم بإسكاتنا! (ينظر إلى الشرطي) أنت! أخي! لماذا تقف معهم؟ لماذا تحمي من يسرقون رزقك؟ الشرطي (بصوت خافت، متردد): أنا... أقوم بعملي. لدي عائلة. جمال: ونحن أيضاً! (يشير إلى الحشد) كلنا لدينا عائلات! لكن عملك يحمي اللصوص، بينما عائلاتنا تجوع! (الحشد يهتف بقوة. سارة تنظر إلى جمال، عيناها تعكسان خليطاً من الإعجاب والخوف. الشاب المتردد يقترب من المنصة، يبدو مشوشاً.)الشاب المتردد: أريد أن أؤمن بك، جمال. لكن... ماذا لو فشلنا؟ ماذا لو أصبح الأمر أسوأ؟ جمال (ينزل إليه، يتحدث بلطف): الأسوأ؟ (يضحك بهدوء) انظر حولك، يا أخي. المصانع مغلقة، المستشفيات تنهار، الشباب بلا وظائف. هل هناك ما هو أسوأ من هذا؟ (يضع يده على كتفه) إذا لم نحارب الآن، فسنترك أطفالنا يرثون الرماد. سارة (تتقدم، صوتها مرتفع): لقد سئمت الانتظار! (تنظر إلى الحشد) أنا ممرضة. أرى الموت كل يوم. لكن الموت الحقيقي ليس في المستشفيات، إنه هنا، في صمتنا! متظاهر أول (يتردد، ثم يرفع قبضته): لعنة عليهم! أنا معكم! (الحشد يهتف بقوة أكبر. الشرطي يتراجع خطوة، يبدو متردداً. فجأة، تظهر صفارات الشرطة أقوى، ويبدأ دخان الغاز المسيل للدموع في الانتشار. المتظاهرون يتفرقون، لكن جمال يبقى على المنصة، يصرخ عبر مكبر الصوت.)جمال: لا تركضوا! هذا ما يريدونه! قفوا معاً! الشعب متحد لن يُهزم! سارة (تسعل بسبب الغاز، لكنها تمسك بيد المتظاهرة الثانية): لا تتركي يدي! إذا سقطنا، نسقط معاً! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة، تعكس الفوضى. صوت الهتافات يختلط بصوت الصفارات. جمال يواصل الصراخ حتى يُسحب من المنصة بواسطة الشرطة. سارة تنظر إليه وهو يُسحب، عيناها مليئتان بالعزم. الشاب المتردد يقف في مكانه، مشوشاً، بينما الحشد يتفرق.)الشاب المتردد (لنفسه، وهو ينظر إلى الفوضى): هل هذا هو التغيير؟ أم هي النهاية؟ (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاج تتلاشى تدريجياً، ويحل محلها صوت رياح خفيفة، كأنها تنذر بعاصفة قادمة.)
الجزء الثالث:
مكتب كلاراالمشهد: مكتب فاخر في الطابق العلوي من برج زجاجي في مدينة "أولد كراون"، عاصمة متخيلة ترمز إلى بريطانيا. الجدران مزينة بلوحات فنية باهظة، والأثاث من الخشب المصقول والجلد الفاخر. نافذة كبيرة تطل على المدينة، حيث تظهر أضواء الشوارع المتلألئة وسط ضباب خفيف. مكتب كلارا مغطى بأوراق مالية وشاشات تعرض بيانات الأسواق. راديو صغير في الخلفية يبث أخباراً عن انهيار التجارة بعد البريكست. الإضاءة دافئة لكنها تحمل برودة غامضة، تعكس عالم كلارا المصقول ظاهرياً لكنه مهدد بالانهيار.الشخصيات: كلارا (48 عاماً): سيدة أعمال من الطبقة العليا، ترتدي بدلة أنيقة، وجهها يعكس ثقة متعجرفة ممزوجة بقلق خفي. صوتها حاد ومباشر. مستشار مالي (إدوارد) (55 عاماً): رجل أنيق، يرتدي نظارات دقيقة، يحمل جهازاً لوحياً يعرض أرقاماً متدهورة. سكرتيرة (لوسي) (30 عاماً): شابة متوترة، ترتدي زياً رسمياً، تحاول الحفاظ على هدوئها وسط الفوضى. زائر غامض (بدون اسم) (40 عاماً): رجل يرتدي معطفاً داكناً، يظهر فجأة، يمثل جهة خارجية غامضة (ربما مستثمر أجنبي). (الستارة ترتفع. كلارا جالسة خلف مكتبها، تتصفح أوراقاً بسرعة. إدوارد يقف أمامها، يشير إلى شاشته اللوحية. لوسي تدخل وتخرج بسرعة، تحمل ملفات. صوت الراديو في الخلفية يتحدث عن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني. الجو مشحون بالتوتر.)كلارا (بثقة مصطنعة، دون رفع عينيها عن الأوراق): الناس يشتكون، إدوارد. دائماً يشتكون. لكن السوق يصحح نفسه دائماً، أليس كذلك؟ هكذا تعلمت. إدوارد (يعدل نظارته، صوته متوتر): ليس هذه المرة، سيدتي. (يشير إلى الشاشة) الأرقام لا تكذب. التجارة مع أوروبا انخفضت بنسبة 40% منذ البريكست. الموانئ شبه خالية، والمستثمرون الأجانب يسحبون أموالهم. كلارا (ترفع عينيها بحدة): يسحبون أموالهم؟ (تضحك بمرارة) هؤلاء الجبناء. كانوا يتوسلون للاستثمار في أولد كراون قبل عشر سنوات. والآن يهربون مثل الفئران؟ إدوارد (بهدوء): ليس الأمر بهذه البساطة. العمال يضربون، والمصانع توقفت. لقد خسرنا ثلاثة من عملائنا الكبار هذا الأسبوع. (يصمت، ينظر إليها) إذا استمر هذا، شركتك... شركتنا قد لا تنجو. (كلارا تنهض، تتجه إلى النافذة، تنظر إلى المدينة. الضباب يكثف، وأصوات هتافات بعيدة من الشوارع تصل إلى الغرفة.)كلارا (لنفسها): هذه المدينة... كانت جوهرة الإمبراطورية. (تنظر إلى إدوارد) كيف وصلنا إلى هذا؟ كيف تحولت أولد كراون إلى... (تتوقف، تبحث عن الكلمة) إلى هذا الخراب؟ إدوارد: البريكست، سيدتي. كان يُفترض أن يكون تحرراً، لكنه تحول إلى قنبلة. (يتنهد) التجارة مع أوروبا كانت شريان حياتنا. الآن، نحن نختنق. كلارا (بحدة): لا تلقِ اللوم على البريكست! الناس صوتوا له. أرادوا الاستقلال. (تضرب المكتب بيدها) إذا كانوا لا يستطيعون تحمل العواقب، فهذا ليس ذنبي! (لوسي تدخل بسرعة، تحمل هاتفاً. وجهها شاحب.)لوسي: سيدتي، هناك مكالمة عاجلة. مستثمر من الشرق الأوسط. يقول إنه يريد لقاءً فورياً. كلارا (ترفع حاجبها): الشرق الأوسط؟ (تبتسم بسخرية) يبدو أنهم شموا رائحة الدم. حسناً، دعيه يدخل. (لوسي تخرج. بعد لحظة، يدخل الزائر الغامض. معطفه الداكن يعطيه هالة من الغموض. يقف بثقة، لكنه لا يبتسم.)الزائر: السيدة كلارا؟ (يمد يده) أنا هنا نيابة عن تحالف مستثمرين. لدينا عرض لكِ. كلارا (تتجاهل يده، تجلس): عرض؟ (تضحك) أنت تعتقد أنني أبيع إمبراطوريتي؟ هذه الشركة بنيتها من الصفر. الزائر (بهدوء): إمبراطوريتك تنهار، سيدتي. (يضع ملفاً على المكتب) لقد رأينا تقاريرك المالية. ديونك تفوق أصولك بثلاثة أضعاف. إذا لم تقبلي عرضنا، ستفقدين كل شيء. (كلارا تفتح الملف، تقرأ بسرعة. وجهها يتغير، لكنها تحافظ على رباطة جأشها.)كلارا: هذا ليس عرضاً، إنه استيلاء. (تنظر إليه بحدة) تريدون شراء شركتي بثمن بخس، ثم تقسمونها مثل الغنيمة. الزائر (ببرود): السوق لا يرحم، سيدتي. إما أن تبيعي الآن، أو تخسري كل شيء غداً. إدوارد (يتدخل، متوتراً): كلارا، ربما علينا التفكير... كلارا (تقاطعه): التفكير؟ (تصرخ) أنا لا أفكر تحت التهديد! (تنهض، تشير إلى النافذة) هذه المدينة، هذا البلد، بني على عرقنا! لن أسمح لهم بسرقته! الزائر (بهدوء): لقد سُرق بالفعل. (يشير إلى الراديو) ألم تسمعي الأخبار؟ عملتكم تنهار، اقتصادكم يتداعى. العالم يتحرك بدونكم. (صوت الراديو يرتفع، يعلن عن إضراب عام في الموانئ. كلارا تنظر إلى النافذة، تسمع هتافات المتظاهرين البعيدة.)كلارا (بهدوء، لنفسها): المتظاهرون... دائماً يصرخون. (تنظر إلى إدوارد) هل يعتقدون أن صراخهم سيغير شيئاً؟ إدوارد: إنهم يائسون، كلارا. العمال، المعلمون، الممرضات... لم يعد لديهم ما يخسرونه. كلارا (بسخرية): يائسون؟ (تضحك) لو عملوا بجد مثلي، لما كانوا في الشوارع. أنا بنيت هذه الشركة بيدي. لم أطلب من أحد أن ينقذني. لوسي (تدخل مرة أخرى، مرتبكة): سيدتي، هناك تقارير عن أعمال شغب في المدينة. الشرطة تطلب تعزيزات. كلارا (تنظر إلى الزائر): أترى؟ هذا هو السبب في أننا لا نستسلم. إذا استسلمنا لهم، للشوارع، للمستثمرين مثلك، فماذا يبقى؟ الزائر (يبتسم لأول مرة): لا شيء يبقى، سيدتي. هذه هي طبيعة الإمبراطوريات. ترتفع، ثم تسقط. (يأخذ ملفه) عرضنا ساري حتى منتصف الليل. فكري جيداً. (الزائر يخرج. كلارا تقف وحيدة، تنظر إلى الملف. إدوارد يحاول التحدث، لكنها ترفع يدها لإسكاته.)كلارا (لنفسها): كيف وصلنا إلى هذا؟ (تنظر إلى النافذة) كنت أظن أننا لا نهزم. أن أولد كراون ستبقى إلى الأبد. إدوارد (بهدوء): لقد خسرنا الحلفاء، كلارا. أوروبا، الشرق، الجميع. لا أحد يثق بنا الآن. (كلارا تجلس ببطء، وجهها يعكس صراعاً داخلياً. الراديو يعلن عن استقالة وزير جديد. أصوات الاحتجاجات تقترب أكثر.)كلارا (بهدوء): ربما... ربما حان الوقت للتغيير. (تنظر إلى إدوارد) لكن ليس بالطريقة التي يريدها هؤلاء المتظاهرون. إنهم يريدون تدمير كل شيء. إدوارد: وماذا عنا؟ إذا لم نتحرك، سنُدمر أيضاً. (صمت ثقيل. كلارا تنظر إلى الأوراق، ثم إلى النافذة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو. الإضاءة تخفت، تعكس انهيار عالم كلارا الداخلي.)(الستارة تنخفض ببطء. صوت الراديو يتلاشى، ويحل محله صوت المتظاهرين، كأنه صدى لعالم يتداعى.)
كلارا (تنهض مرة أخرى، تمشي نحو النافذة): انظر إليهم، إدوارد. (تشير إلى الشوارع) يعتقدون أن صراخهم سيغير العالم. لكنهم لا يفهمون شيئاً عن السوق، عن القوة. إدوارد (يتنهد): ربما لا يحتاجون إلى فهم السوق. ربما يكفي أن يشعروا بالجوع. كلارا (تلتفت إليه بحدة): الجوع؟ (تضحك بسخرية) الجوع هو حافز، إدوارد. يجعلهم يعملون، يجعلهم ينافسون. بدون الجوع، لما كنت هنا اليوم. إدوارد (بهدوء): لكن الجوع يولد الثورات، كلارا. تاريخياً، دائماً كذلك. (كلارا تصمت، تنظر إلى النافذة. صورة من ماضيها تتبادر إلى ذهنها. الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة، وتبدأ استرجاعاً درامياً.)المشهد الاسترجاعي: (كلارا شابة، في العشرين من عمرها، تقف في مكتب صغير متواضع. والدها، رجل أعمال فاشل، يتحدث إليها.)والد كلارا (بصوت ضعيف): لقد خسرت كل شيء، كلارا. الشركة، المنزل... كل شيء. كلارا الشابة (بإصرار): لن أسمح بذلك، أبي. سأبني شيئاً أكبر. سأجعل اسم عائلتنا يعني شيئاً. والد كلارا: الأحلام لا تدفع الفواتير، يا ابنتي. كلارا الشابة (بحدة): سأدفعها. سأدفع كل شيء. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. كلارا تقف عند النافذة، عيناها شاردتان.)كلارا (لنفسها): كنت أظن أنني بنيت شيئاً لا يمكن تدميره. (تنظر إلى إدوارد) لكن الآن... يبدو أنني أقاتل شبحاً. لوسي (تدخل مرة أخرى، تحمل هاتفاً): سيدتي، هناك مكالمة أخرى. إنها من البنك. يقولون إن الحسابات الرئيسية قد تم تجميدها. كلارا (تصرخ): تجميدها؟ (تتجه إلى لوسي) كيف يجرؤون؟ أنا من أبقي هذه المدينة واقفة! أنا من أدفع الضرائب التي يستخدمونها لدفع رواتب الشرطة! لوسي (ترتجف): أنا... أنا فقط أنقل الرسالة، سيدتي. إدوارد (يتقدم): كلارا، علينا التحرك بسرعة. إذا تجمدت الحسابات، لن نتمكن من دفع رواتب الموظفين هذا الشهر. كلارا (تنظر إليه، عيناها مليئتان بالغضب): الموظفون؟ (تضحك بمرارة) ومن يدفعني أنا؟ من ينقذني؟ (صمت ثقيل. أصوات الاحتجاجات تقترب أكثر. كلارا تجلس، تأخذ نفساً عميقاً، تحاول استعادة رباطة جأشها.)كلارا: حسناً. (تنظر إلى إدوارد) اتصل بالزائر. أخبره أنني سأفكر في عرضه. لكن بشروطي. إدوارد (مندهشاً): كلارا، هل أنت متأكدة؟ كلارا (بصوت منخفض): لا، لست متأكدة. (تنظر إلى النافذة) لكنني لن أترك إمبراطوريتي تسقط دون قتال. (الإضاءة تخفت أكثر. صوت الاحتجاجات يصبح أقوى، كأنه يهدد بغزو المكتب. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والصراع الداخلي.)(كلارا تجلس خلف مكتبها مرة أخرى، تحاول التركيز. لوسي تدخل، تحمل كوب قهوة، لكن يدها ترتجف.)لوسي: سيدتي، هل... هل يمكنني التحدث بصراحة؟ كلارا (تنظر إليها بحدة): ماذا الآن؟ لوسي (بتردد): أنا... لم أتلق راتبي منذ شهرين. عائلتي تعتمد عليّ. إذا استمر هذا، لا أعرف ماذا سأفعل. كلارا (بغضب): وماذا عني؟ أنا أدفع لكم من جيبي الخاص! هل تعتقدين أنني أسبح في المال؟ لوسي (تنظر إلى الأرض): أنا آسفة، سيدتي. لكن... الناس في الشوارع يقولون إن هناك حلولاً أخرى. شيء عن... توزيع الثروة. كلارا (تصرخ): توزيع الثروة؟ (تضحك بسخرية) هذا ما يقوله ذلك الشيوعي، جمال؟ هل تعتقدين أنه سيأتي وينقذك؟ إنه يريد تدمير كل ما بنيته! لوسي (بهدوء): ربما... ربما لا يريد تدميره. ربما يريد فقط أن يعيش الجميع. (كلارا تنظر إلى لوسي، مصدومة. للحظة، تبدو وكأنها ستصرخ، لكنها تتوقف، تجلس ببطء.)كلارا (بهدوء): اخرجي، لوسي. (لوسي تخرج بسرعة. كلارا تنظر إلى الملف الذي تركه الزائر. تفتحه مرة أخرى، تقرأ الأرقام. الإضاءة تركز عليها، تعكس صراعها الداخلي.)كلارا (لنفسها): كنت أظن أنني أستطيع السيطرة على كل شيء. (تنظر إلى النافذة) لكن ربما... ربما كانوا محقين. ربما لا يمكن إنقاذ هذا. (إدوارد يدخل مرة أخرى، يحمل تقريراً جديداً.)إدوارد: كلارا، لقد تلقينا تقريراً آخر. البنوك ترفض تمديد القروض. إذا لم نجد حلاً خلال أيام، سنعلن الإفلاس. كلارا (تنظر إليه، عيناها فارغتان): الإفلاس؟ (تضحك بمرارة) كنت أظن أنني أكبر من أن أفشل. إدوارد: لستِ وحدك، كلارا. المدينة بأكملها تنهار. (يشير إلى النافذة) اسمعيهم. إنهم لا يطالبون بالمال فقط. إنهم يطالبون بالأمل. كلارا (بسخرية): الأمل؟ (تنهض) الأمل هو كذبة، إدوارد. الأمل هو ما يجعلهم يصرخون في الشوارع بدلاً من العمل. (صوت الاحتجاجات يصبح أقوى. كلارا تقترب من النافذة، تنظر إلى الشوارع. الإضاءة تصبح أكثر قتامة، تعكس عالمها المتداعي.)كلارا (لنفسها): لكن ماذا لو... ماذا لو كنت مخطئة؟ (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، كأنها تهدد بابتلاع كل شيء. المشهد ينتهي مع ترك الجمهور في حالة من التساؤل عن مصير كلارا وعالمها(!)
الجزء الرابع:
غرفة الأخبارالمشهد: استوديو تلفزيوني في مدينة "أولد كراون"، عاصمة متخيلة ترمز إلى بريطانيا. الاستوديو فوضوي، مليء بالكاميرات والأضواء الساطعة، لكن الأثاث قديم ومتهالك، يعكس تدهور المؤسسات. شاشة كبيرة في الخلفية تعرض تقارير إخبارية عن أعمال شغب وإضرابات. طاولة المذيع مزدحمة بأوراق وأجهزة كمبيوتر محمولة، وهناك لوحة إعلانات في الزاوية مليئة بملاحظات فوضوية. صوت ضجيج من الخارج يتسلل إلى الاستوديو، مزيج من هتافات المتظاهرين وصفارات الشرطة. الإضاءة قاسية، تعكس توتراً يعم الجميع.الشخصيات: ليلى (29 عاماً): صحفية شابة ومتمردة، ترتدي معطفاً خفيفاً وقميصاً بسيطاً، شعرها مربوط بعجلة. عيناها مليئتان بالعزم، صوتها حاد ومليء بالتحدي. مدير الاستوديو (روبرت) (50 عاماً): رجل متعب، يرتدي بدلة مكوية بشكل سيء، يحاول الحفاظ على النظام وسط الفوضى. مذيع (توماس) (35 عاماً): رجل أنيق ظاهرياً، لكنه متوتر، يحاول تقديم الأخبار بثقة زائفة. محررة (إيما) (28 عاماً): شابة متوترة، تعمل على جهاز كمبيوتر، تحاول التحقق من المعلومات بسرعة. ضيف تلفزيوني (بدون اسم) (45 عاماً): سياسي شعبوي، يرتدي بدلة باهظة، يتحدث بثقة مبالغ فيها. (الستارة ترتفع. ليلى تقف في زاوية الاستوديو، تتحدث بهاتفها بصوت منخفض، تحمل ملفاً مليئاً بالوثائق. روبرت يركض بين الكاميرات، يصرخ بتعليمات للطاقم. توماس يجلس خلف الطاولة، يراجع نصوصه. إيما تعمل على جهازها، وجهها شاحب. الشاشة في الخلفية تعرض لقطات لاحتجاجات في شوارع أولد كراون.)ليلى (في الهاتف، بصوت منخفض): أنا أقول لك، لقد حصلت على الوثائق. رئيس الوزراء كولينز متورط حتى أذنيه. صفقات أسلحة، حسابات خارجية... هذا سيفجر كل شيء. (تتوقف، تستمع) لا، لن أتراجع. الحقيقة يجب أن تخرج. (روبرت يقترب منها، يبدو غاضباً.)روبرت: ليلى، أغلقي الهاتف الآن! (يشير إلى الكاميرات) نحن على الهواء بعد خمس دقائق. وأنتِ لستِ المذيعة اليوم. ليلى (تغلق الهاتف، تنظر إليه بحدة): أنا لست هنا لتقديم الأخبار، روبرت. أنا هنا لكشف الحقيقة. (ترفع الملف) هذا الرجل، كولينز، يعد الشعب بالتغيير بينما يبيع البلاد لأثرياء العالم! روبرت (يخفض صوته، متوتراً): ابتعدي عن هذا، ليلى. (ينظر حوله) هذه ليست لعبتكِ. هناك أشخاص سيدمرونك إذا نشرتِ هذا. ليلى (بسخرية): يدمرونني؟ (تضحك) انظر حولك، روبرت. البلاد تنهار بالفعل. الشوارع مليئة بالغضب، الموانئ مغلقة، والناس جياع. كولينز هو من يدمرنا! (توماس يرفع عينيه عن النصوص، يبدو منزعجاً.)توماس: ليلى، توقفي عن هذا. (يعدل ربطة عنقه) لدينا ضيف مهم اليوم. سياسي من حزب كولينز. لا نريد مشاكل. ليلى (تقترب منه): مشاكل؟ (تشير إلى الشاشة) أترى تلك الاحتجاجات؟ الناس يطالبون بالحقيقة، توماس. ليسوا بحاجة إلى خطابات شعبوية أخرى من رجل يرتدي بدلة باهظة! إيما (تنظر من جهازها، متوترة): ليلى، لقد تحققت من وثائقك. (تتردد) إنها... حقيقية. لكن إذا نشرناها، سنخسر التمويل. القناة بالكاد تعيش. ليلى (تنظر إليها): إيما، إذا لم ننشرها، فلن يبقى شيء لنخسره. (تفتح الملف، تخرج ورقة) هنا دليل على أن كولينز وقّع صفقات أسلحة مع دول في حالة حرب، بينما يقول للشعب إنه يقاتل من أجل "العظمة الوطنية". روبرت (يصرخ): كفى، ليلى! (يتقدم نحوها) أنتِ تعرضيننا جميعاً للخطر! القناة، وظائفنا، كل شيء! ليلى (بهدوء، لكن بحزم): الحقيقة لن تدفع فواتيرك، روبرت. لكن الصمت سيقتلنا جميعاً. (الضيف السياسي يدخل الاستوديو، يرتدي بدلة لامعة، يبتسم بثقة زائفة. الطاقم يهرع لتحضيره.)الضيف: أوه، أرى أن الجو مشحون هنا! (يضحك) لا تقلقوا، سأعطيكم عرضاً يجذب المشاهدين. الناس يحبونني. ليلى (تنظر إليه بحدة): الناس؟ (تشير إلى الشاشة) أولئك الناس في الشوارع لا يحبونك. إنهم يكرهون أكاذيبك. الضيف (يرفع حاجبه): أكاذيب؟ (يضحك) يا آنسة، السياسة هي فن الأمل. أعطي الناس ما يريدون: وعد بعودة المجد. ليلى (بغضب): وعدك هو سراب! (ترفع الملف) لدي هنا وثائق تثبت أنك وكولينز تبيعان البلاد لمن يدفع أكثر. روبرت (يقاطعها): ليلى، يكفي! (ينظر إلى الضيف) أنا آسف، سيدي. هي... متعبة. الضيف (يبتسم بثقة): لا بأس. دعوها تتكلم. الناس يحبون الدراما. لكن لا أحد يصدق الصحفيين اليوم. (يغمز) أنتم بائعو قصص، لا أكثر. ليلى (تتقدم نحوه): بائعة قصص؟ (ترمي الملف على الطاولة) هذه ليست قصة. هذه وثائق عن صفقاتكم في الحروب الخارجية. أموال تذهب إلى جيوبكم بينما الشعب يجوع! (توماس ينهض، يحاول تهدئة الموقف.)توماس: ليلى، توقفي. (ينظر إلى الضيف) سيدي، دعونا نركز على البث. الناس ينتظرون خطابكم. الضيف (يجلس، يعدل بدلته): بالطبع. دعونا نعطي الشعب ما يريد: أملاً، وعداً بغدٍ أفضل. ليلى (تصرخ): كفى أكاذيب! (تتجه إلى الكاميرا) أيها الناس، استمعوا! كولينز وأمثاله يخدعونكم! لدي دليل هنا، وثائق تثبت أنهم يبيعون مستقبلكم! روبرت (يصرخ): اقطعوا الكاميرا! الآن! (الطاقم يتجمد. إيما تنظر إلى ليلى، ثم إلى جهازها. فجأة، تضغط على زر، وتبدأ الوثائق في الظهور على الشاشة الكبيرة خلف توماس.)إيما (بهدوء): أنا معكِ، ليلى. الضيف (ينهض، غاضباً): هذا تشهير! سأدمر هذه القناة! ليلى (تنظر إليه): دمرها. لكن الحقيقة خرجت الآن. الشعب يعرف. (صوت الاحتجاجات من الخارج يصبح أقوى. الشاشة تعرض الوثائق: عقود أسلحة، حسابات بنكية سرية. توماس يبدو مشوشاً، يحاول التحدث لكنه يتوقف. روبرت يمسك رأسه، يبدو على وشك الانهيار.)روبرت (لنفسه): انتهينا. انتهينا جميعاً. ليلى (تنظر إلى الكاميرا): هذا ليس نهاية، روبرت. هذه بداية. (تتحدث إلى الجمهور) أيها الشعب، استيقظوا! لا تصدقوا أكاذيبهم. قاتلوا من أجل مستقبلكم! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. صوت الاحتجاجات يملأ الجو. الضيف يخرج بسرعة، يصرخ في هاتفه. توماس يجلس، يحدق في الفراغ. إيما تنظر إلى ليلى بعيون مليئة بالإعجاب والخوف.)إيما (بهدوء): لقد فعلناها، ليلى. لكن... ماذا الآن؟ ليلى (تنظر إلى الشاشة): الآن؟ (تبتسم بمرارة) الآن يبدأ القتال الحقيقي. (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة. المشهد ينتهي مع شعور بالتوتر والأمل الممزوج بالخوف.)(الإضاءة تعود إلى الاستوديو. ليلى تقف بجانب الكاميرا، تحمل الملف بقوة. روبرت يتجول في الغرفة، يتحدث إلى نفسه.)روبرت: هذا كارثة. (ينظر إلى ليلى) هل تدركين ماذا فعلتِ؟ سنخسر كل شيء! التمويل، المشاهدين، كل شيء! ليلى (بهدوء): وماذا كنا نملك، روبرت؟ قناة تبث الأكاذيب؟ (تشير إلى الشاشة) هذا هو عملنا الحقيقي. أن نقول الحقيقة، حتى لو كلفنا ذلك كل شيء. توماس (ينهض أخيراً): ليلى، أنتِ لا تفهمين. الناس لا يريدون الحقيقة. إنهم يريدون قصصاً تجعلهم يشعرون بالأمان. ليلى (تنظر إليه): الأمان؟ (تضحك) هل رأيت الشوارع، توماس؟ الناس يقاتلون من أجل لقمة العيش. لا يوجد أمان هناك. (إيما تقترب، تحمل جهازها اللوحي.)إيما: ليلى، الوثائق تنتشر الآن. الناس يشاركونها على الإنترنت. (تتردد) لكن هناك تهديدات. أشخاص يقولون إنهم سيلاحقوننا. ليلى (تنظر إليها): فليلاحقونا. (تضع يدها على كتف إيما) لقد اخترنا الجانب الصحيح، إيما. (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر نعومة. ليلى شابة، في العشرين، تقف في غرفة صغيرة مع والدتها، صحفية سابقة.)والدة ليلى: الحقيقة ثقيلة، ليلى. إنها عبء. لكن إذا حملته، ستغيرين العالم. ليلى الشابة: لكن ماذا لو دفعنا الثمن، أمي؟ ماذا لو خسرنا كل شيء؟ والدة ليلى (تبتسم): إذا لم تفعلي، ستخسرين نفسك. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. ليلى تنظر إلى الملف، عيناها مليئتان بالعزم.)ليلى (لنفسها): لن أخسر نفسي. (روبرت يعود، يبدو أكثر هدوءاً لكنه لا يزال متوتراً.)روبرت: ليلى، هناك مكالمة من مجلس الإدارة. يريدونكِ في مكتبهم الآن. ليلى (تبتسم): فليطردونني. (تنظر إلى الشاشة) لقد بدأنا شيئاً لا يمكنهم إيقافه. (الستارة تنخفض ببطء مرة أخرى. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية، كأنها تنذر بعاصفة قادمة. المشهد يترك الجمهور مع شعور بالتوتر والتوقع لما سيأتي.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الثاني: دوامة الشعبوية الجزء الأول:
قاعة البرلمان المشهد: قاعة برلمانية مهيبة في مدينة "أولد كراون"، عاصمة متخيلة ترمز إلى بريطانيا. القاعة مزينة بأعمدة رخامية وستائر مخملية ثقيلة، لكن الإضاءة خافتة، والأثاث يحمل آثار التآكل، كأن العظمة السابقة تتلاشى. منصة مرتفعة يقف عليها رئيس الوزراء كولينز، محاطاً بأعضاء البرلمان الذين يتبادلون الهمسات والنظرات المشحونة. شاشة كبيرة في الخلفية تعرض شعارات انتخابية مثل "أولد كراون عظيمة مجدداً!". أصوات هتافات بعيدة من الشوارع تخترق الجدران، ممزوجة بصوت رياح خفيفة تنذر بالاضطراب. الإضاءة تركز على كولينز، مما يعكس طموحه الملحمي، لكن الظلال حوله توحي بانهيار وشيك.الشخصيات: كولينز (52 عاماً): رئيس وزراء شعبوي، يرتدي بدلة أنيقة، صوته قوي لكنه يحمل نبرة زائفة. ملامحه تعكس ثقة متعجرفة ممزوجة بقلق خفي. نائب أول (إليزابيث) (45 عاماً): امرأة حادة الذكاء، من حزب المعارضة، ترتدي بدلة رسمية، صوتها ثاقب ومباشر. نائب ثاني (جيمس) (38 عاماً): سياسي شاب من حزب كولينز، يبدو مخلصاً لكنه مرتبك، يرتدي بدلة غير متناسقة. سكرتير البرلمان (بدون اسم) (60 عاماً): رجل عجوز، يرتدي زياً رسمياً، يحاول الحفاظ على النظام بصوت ضعيف. صحفي (مارتن) (35 عاماً): يجلس في الصف الخلفي، يدون الملاحظات بسرعة، يبدو متشككاً. (الستارة ترتفع. كولينز يقف على المنصة، يلقي خطاباً ملتهباً. أعضاء البرلمان يجلسون في مقاعدهم، بعضهم يهتف بحماس، وآخرون يتبادلون النظرات الساخطة. إليزابيث تجلس في الصف الأمامي، عيناها مثبتتان على كولينز. جيمس يبدو متوتراً، يعبث بربطة عنقه. أصوات الاحتجاجات من الخارج تصبح أعلى تدريجياً.)كولينز (بصوت عالٍ، ملتهب): أيها السيدات والسادة، شعب أولد كراون! (يرفع قبضته) سنعيد هذه الأمة إلى أيام عزتها! لا أجانب يسرقون وظائفنا، لا قيود من بروكسل، لا خوف من المستقبل! (يبتسم بثقة) أنا، كولينز، أعدكم بعودة المجد الإمبراطوري! (بعض الأعضاء يهتفون بحماس، لكن آخرين يصمتون. إليزابيث تنهض، ترفع يدها للتحدث.)إليزابيث (بحدة): السيد رئيس الوزراء، كفى من الوعود الفارغة! (تنظر إلى الحضور) الاقتصاد ينهار، الشعب جائع، والموانئ خالية. كيف ستعيد "المجد" بينما لا يستطيع الناس دفع فواتيرهم؟ كولينز (يبتسم بثقة): إليزابيث، عزيزتي، أنتِ دائماً متشائمة. (يوجه كلامه إلى الحضور) الشعب يثق بي! لقد صوتوا لي لأنني أعطيهم الأمل، بينما تقدمين أنتِ وأمثالك الشكوك والخوف! إليزابيث (بغضب): الأمل؟ (تشير إلى الشاشة) انظر إلى الأرقام، كولينز! التضخم في أعلى مستوياته، الجنيه ينهار، والإضرابات تعطل كل شيء. أين أملك في هذا؟ (جيمس ينهض، يحاول دعم كولينز، لكنه يبدو متردداً.)جيمس (بتوتر): السيدة إليزابيث، رئيس الوزراء يعمل بجد. (ينظر إلى كولينز) لقد أطلقنا خطة اقتصادية جديدة، أليس كذلك؟ كولينز (يقاطعه بسرعة): بالطبع، جيمس! (يبتسم للحضور) خطتنا هي استعادة السيطرة. سنعيد بناء الصناعة، سنخلق وظائف، سنجعل أولد كراون قوية مرة أخرى! (صوت هتافات الاحتجاجات من الخارج يصبح أعلى. سكرتير البرلمان يطرق بمطرقته، يحاول استعادة النظام.)سكرتير البرلمان (بصوت ضعيف): النظام، من فضلكم! النظام! مارتن (من الصف الخلفي، يكتب بسرعة): وعود، وعود، وعود. (لنفسه) لكن الشعب في الشوارع لا يريد وعوداً. إنهم يريدون خبزاً. (إليزابيث تتقدم نحو المنصة، تتحدث بحزم.)إليزابيث: كولينز، أنت تتحدث عن المجد بينما الناس يتظاهرون في الشوارع. (تشير إلى النافذة) ألا تسمع صوتهم؟ إنهم يطالبون بالعدالة، بالعمل، بالحياة! كولينز (بثقة زائفة): المتظاهرون؟ (يضحك) حفنة من الفوضويين. يريدون تدمير تراثنا العظيم. لكنني لن أسمح بذلك. (يرفع صوته) سأحمي أولد كراون من أعدائها، داخلياً وخارجياً! (جيمس يبدو أكثر توتراً، ينظر إلى كولينز ثم إلى إليزابيث. أصوات الاحتجاجات تقترب، وصوت زجاج يكسر في الخارج يتردد في القاعة.)جيمس (بهدوء): سيدي، ربما علينا الاستماع إليهم. الناس غاضبون. رأيت الشوارع بنفسي. إنهم... يائسون. كولينز (ينظر إليه بحدة): يائسون؟ (يضحك) يا جيمس، اليأس هو وقود السياسة. دعوهم يصرخون. سيملون ويعودون إلى بيوتهم. إليزابيث (بسخرية): وهل مللتَ أنت من وعودك الفارغة؟ (تنظر إلى الحضور) هذا الرجل يعدكم بالمجد بينما يبيع البلاد لمن يدفع أكثر. لقد رأينا التقارير: صفقات سرية، أموال تذهب إلى جيوبه وحلفائه! (الحضور يبدأ بالهمس بصوت عالٍ. بعض الأعضاء يبدون قلقين. كولينز يرفع يديه لتهدئتهم.)كولينز: اتهامات بلا دليل! (يبتسم) إليزابيث، إذا كنتِ تريدين لعبة الاتهامات، فأحضري دليلاً. وإلا، فهذه مجرد ضوضاء. مارتن (لنفسه، يكتب): ضوضاء؟ (يبتسم بسخرية) الضوضاء تأتي من الشوارع، يا سيد كولينز. وهي لن تصمت. (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر نعومة. كولينز شاب، في الثلاثين من عمره، يقف في مكتب صغير مع مستشار سياسي.)مستشار: كولينز، الشعب يحب الرجل القوي. قل لهم ما يريدون سماعه: أمل، قوة، عظمة. لا يهم إن كان حقيقياً. كولينز الشاب: لكن ماذا لو فشلنا؟ ماذا لو لم نستطع الوفاء؟ مستشار (يضحك): الشعب ينسى بسرعة. أعطهم خطاباً، وعدًا، عدواً ليكرهوه. وسيتبعونك. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. كولينز يقف على المنصة، يبدو أكثر توتراً لكنه يحافظ على ابتسامته.)كولينز: أيها الأصدقاء، دعونا لا ننجر وراء اليأس. (يشير إلى الشاشة) خطتنا واضحة: سنخلق وظائف، سنعيد بناء الاقتصاد، سنحمي أولد كراون من الفوضى! إليزابيث (تصرخ): كفى أكاذيب! (تنظر إلى الحضور) هذا الرجل يعدكم بالوظائف بينما المصانع تغلق. يعدكم بالعظمة بينما الأطفال يجوعون. أين خطتك الحقيقية، كولينز؟ (صوت زجاج يكسر مرة أخرى، أقرب هذه المرة. الحضور يبدأ بالهمس بقلق. سكرتير البرلمان يطرق بمطرقته بلا جدوى.)سكرتير البرلمان: النظام! من فضلكم، النظام! جيمس (يقترب من كولينز، يهمس): سيدي، الوضع في الشوارع يزداد سوءاً. ربما علينا التراجع، تقديم شيء ملموس... كولينز (يقاطعه بحدة): التراجع؟ (يضحك) يا جيمس، السياسة لا تعرف التراجع. إنها الحرب. وأنا سأفوز. مارتن (من الخلف، يكتب): الحرب؟ (لنفسه) لكن الشعب هو من يدفع الثمن. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تقترب، وصوت صفارات الشرطة يتردد. كولينز يواصل خطابه، لكن صوته يبدأ بالتردد.)كولينز: أيها الشعب، ثقوا بي! (يرفع يديه) أنا رجلكم، صوتكم! سأقود أولد كراون إلى النصر! إليزابيث (بسخرية): النصر؟ (تنظر إلى الحضور) النصر الوحيد هنا هو لجيوبه وحلفائه. اسألوا أنفسكم: من يدفع ثمن وعوده؟ (الحضور يبدأ بالصراخ، بعضهم يدعم إليزابيث، وآخرون يهتفون لكولينز. الفوضى تعم القاعة. سكرتير البرلمان يطرق بمطرقته بلا فائدة.)سكرتير البرلمان: النظام! أرجوكم! (استرجاع آخر: كولينز في مكتب، قبل أشهر، يوقع على وثائق مع رجل أعمال غامض.)رجل الأعمال: وقّع هنا، كولينز. هذه الصفقة ستضمن دعمهم. أموال، نفوذ، كل شيء. كولينز: لكن هذه الأسلحة... إلى أين ستذهب؟ رجل الأعمال (يبتسم): لا تسأل. فقط وقّع. الشعب لن يعرف أبداً. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. كولينز يقف على المنصة، يبدو أكثر توتراً. إليزابيث تتقدم، تحمل ورقة.)إليزابيث: لدي سؤال أخير، كولينز. (ترفع الورقة) ما هي هذه الصفقات السرية مع شركات الأسلحة؟ لماذا تذهب أموالنا إلى الحروب بينما شعبنا يجوع؟ (الحضور يصمت فجأة. كولينز يتجمد، ثم يبتسم بثقة زائفة.)كولينز: اتهامات بلا دليل! (ينظر إلى الحضور) ثقوا بي، أنا هنا لأحميكم! مارتن (لنفسه): ثقة؟ (يكتب) الثقة ماتت في شوارع أولد كراون. (أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. صوت زجاج يكسر قريباً جداً. الحضور يبدأ بالخروج من القاعة، بعضهم يصرخ. كولينز يقف وحيداً على المنصة، يحاول التحدث لكن صوته يضيع وسط الفوضى.)كولينز (يصرخ): أنا قائدكم! لن أترككم! (الإضاءة تخفت تدريجياً. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والتوقع لانهيار وشيك.)(الإضاءة تعود إلى القاعة. كولينز يقف على المنصة، يحاول استعادة السيطرة. إليزابيث تجلس، تنظر إليه بسخرية. جيمس يقترب من كولينز، يبدو مرتبكاً.)جيمس (يهمس): سيدي، علينا الخروج الآن. المتظاهرون اقتربوا من المبنى. كولينز (بحدة): الخروج؟ (يضحك) أنا لا أهرب! أنا رئيس وزراء أولد كراون! إليزابيث (تنهض): رئيس وزراء؟ (تشير إلى الشاشة) أنت مجرد رجل يبيع الأوهام. الشعب يرى الحقيقة الآن. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الحضور يصرخ. سكرتير البرلمان يحاول تهدئة الوضع لكنه ينهار في مقعده.)سكرتير البرلمان (بصوت ضعيف): النظام... النظام... مارتن (يكتب بسرعة): النظام؟ (لنفسه) النظام مات اليوم. (متظاهر يقتحم القاعة فجأة، يحمل لافتة مكتوب عليها "كفى أكاذيب!". الحراس يحاولون إيقافه، لكن الاضطراب يعم.)المتظاهر: كولينز، انتهى أمرك! (يصرخ) الشعب لن يصدق أكاذيبك بعد الآن! كولينز (يصرخ): اخرجوا هذا الفوضوي! (ينظر إلى الحضور) أنا هنا لحمايتكم! إليزابيث (بسخرية): حمايتنا؟ (تنظر إلى المتظاهر) هذا الرجل هو صوت الشعب، كولينز. وأنت لا تسمعه. (المتظاهر يُسحب خارج القاعة. كولينز يقف وحيداً، ينظر إلى الحضور الذي بدأ يتفرق. الإضاءة تركز عليه، تعكس عزلته.)كولينز (لنفسه): لن أسقط. (يرفع صوته) لن أسقط! (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، كأنها تهدد بابتلاع القاعة بأكملها. المشهد ينتهي مع شعور بالفوضى والانهيار الوشيك، تاركاً الجمهور يتساءل عن مصير كولينز وأولد كراون.)
الجزء الثاني:
حانة شعبية المشهد: حانة قديمة ومتهالكة في حي شعبي بمدينة "أولد كراون"، عاصمة متخيلة ترمز إلى بريطانيا. الجدران مغطاة بملصقات انتخابية ممزقة تحمل وجه كولينز وشعارات مثل "أولد كراون أولاً!". الطاولات خشبية متآكلة، مغطاة ببقايا البيرة والرماد. تلفزيون صغير في الزاوية يبث خطاباً لكولينز، لكن الصوت منخفض ومشوش. ضوء خافت يتسلل من نوافذ متسخة، وصوت هتافات الاحتجاجات من الخارج يتردد بشكل متقطع. الجو مشحون بالتوتر، يعكس خليطاً من اليأس والغضب والأمل الهش. الإضاءة دافئة ولكنها تحمل ظلالاً قاتمة، تعكس مزاج الطبقة العاملة.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، من أصول مهاجرة، يرتدي جاكيتاً قديماً ويحمل حقيبة ظهر مليئة بمنشورات. صوته ملتهب، يحمل شغفاً ثورياً. عامل أول (توم) (45 عاماً): عامل بناء عاطل عن العمل، يرتدي قميصاً متسخاً، وجهه متعب ومليء بالمرارة. عاملة ثانية (ماري) (40 عاماً): نادلة في الحانة، ترتدي مئزراً قديماً، صوتها يحمل سخرية مريرة. شاب عاطل (داني) (25 عاماً): شاب متردد، يرتدي سترة رياضية، يبدو مشوشاً بين الأمل واليأس. رجل عجوز (بدون اسم) (70 عاماً): يجلس في زاوية، يحتسي البيرة ببطء، يتحدث قليلاً لكنه يحمل حكمة مريرة. زبون متشكك (بدون اسم) (50 عاماً): رجل يرتدي معطفاً قديماً، يستمع إلى جمال لكنه يبدو غير مقتنع. (الستارة ترتفع. الحانة مكتظة بعدد قليل من الزبائن الذين يجلسون حول الطاولات، يتحدثون بصوت منخفض. جمال يقف عند طاولة مركزية، يوزع منشورات مطبوعة تحمل شعارات مثل "الثروة للشعب!" و"أوقفوا السرقة!". توم جالس على كرسي قريب، يحتسي بيرة، عيناه مثبتتان على جمال. ماري تقف خلف البار، تمسح الأكواب ببطء. داني يجلس في زاوية، يعبث بهاتفه. الرجل العجوز ينظر إلى الجميع بصمت. صوت التلفزيون في الخلفية ينقل خطاب كولينز عن "استعادة العظمة".)جمال (بصوت عالٍ، ملتهب): أيها الإخوة والأخوات! (يرفع منشوراً) كفى من الأكاذيب! كولينز يقول إنه سيجعل أولد كراون عظيمة، لكنه يبيعنا للأثرياء! (يشير إلى التلفزيون) هذا الرجل يعدكم بالأمل، لكنه ينهب جيوبكم! توم (بمرارة، يضع كوبه): كولينز يعطينا الأمل، جمال. (ينظر إليه) أنت تتحدث عن ثورات، لكن أنا أريد وظيفة. أريد أن أطعم أطفالي. جمال (يقترب منه، يتحدث بحماس): وظيفة؟ (يضع يده على كتف توم) النظام الذي يديره كولينز هو من أخذ وظيفتك! المصانع مغلقة، الأموال تذهب إلى الحروب والأثرياء. (يرفع منشوراً) الحل هو أن نأخذ الثروة مرة أخرى. نأخذ المصانع، الأراضي، كل شيء! ماري (من خلف البار، بسخرية): ثروة؟ (تضحك) انظر حولك، جمال. هذه الحانة بالكاد تعيش. الزبائن لا يدفعون، والضرائب تقتلني. كيف ستأخذ الثروة إذا لم يكن هناك شيء؟ جمال (ينظر إليها): هناك ثروة، ماري. (يشير إلى النافذة) في تلك الأبراج، في القصور، في الحسابات البنكية السرية. إنهم يسرقونها منا، منكِ، من توم، من الجميع! (يرفع صوته) لكن إذا اتح دنا، يمكننا استعادتها! داني (ينظر من هاتفه): اتحاد؟ (يهز رأسه) رأيت ما حدث في الاحتجاجات الأخيرة. الشرطة ضربت الجميع. لا أريد أن أنتهي في السجن. جمال (يتقدم نحوه): الخوف هو سلاحهم، داني. (يجلس بجانبه) يريدونك أن تخاف، أن تصمت، أن تقبل الفتات. لكن انظر إليك! شاب، ذكي، لكنك عاطل عن العمل. هل هذا ما تريده لحياتك؟ داني (بتردد): لا... لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ كولينز يقول إنه سيخلق وظائف. ربما علينا أن نثق به. جمال (بغضب): ثق به؟ (يضحك بمرارة) كولينز هو سبب بؤسك! (يوزع منشوراً) انظر إلى هذه الأرقام. الميزانية العسكرية تضاعفت، بينما المدارس تغلق، والمستشفيات تنهار. هذا ليس أملاً، إنه خداع! الرجل العجوز (يتحدث لأول مرة، صوته هادئ): كنت مثلك قبل خمسين عاماً، يا جمال. (يحتسي بيرته) مليء بالحماس، تتحدث عن الثورة. لكن الشعب... (يهز رأسه) الشعب يتعب. يريدون وعداً سهلاً، حتى لو كان كذباً. جمال (ينظر إليه): ربما في الماضي، أيها الشيخ. لكن اليوم؟ (يشير إلى النافذة) الشوارع مليئة بالغضب. الناس يستيقظون. توم (بشك): استيقاظ؟ (يضرب الطاولة) أنا أستيقظ كل يوم، أذهب إلى مكتب العمل، وأعود بلا شيء. كولينز على الأقل يعطيني شيئاً أؤمن به. جمال (بحزم): إنه يبيعك الأوهام، توم! (يرفع منشوراً) الحقيقة هنا. النظام الذي يدافع عنه كولينز يحتفظ بالثروة للأثرياء، ويتركنا نتشاجر على الفتات. (ينظر إلى الجميع) لكن إذا وقفنا معاً، يمكننا بناء عالم جديد. عالم عادل. ماري (تتوقف عن مسح الأكواب): عالم عادل؟ (تبتسم بسخرية) تبدو كحلم جميل، لكنني سمعت هذا من قبل. كل سياسي يعد بالعدالة، ثم يسرق أكثر. جمال (يتقدم نحوها): أنا لست سياسياً، ماري. أنا واحد منكم. (يشير إلى نفسه) نشأت في حي مثل هذا، جعت مثلم، عانيت مثلم. لكنني أؤمن أننا نستطيع التغيير. (يوزع منشوراً لها) اقرئي هذا. إنه ليس وعداً، إنه خطة. تأميم المصانع، توزيع الثروة، إنهاء الحروب. ماري (تأخذ المنشور، تنظر إليه بحذر): تأميم؟ (تهز رأسها) يقولون إن هذا شيوعية. والشيوعية... (تتردد) إنها كابوس، أليس كذلك؟ جمال (يبتسم): كابوس؟ (ينظر إلى الجميع) الكابوس هو هنا، الآن. أن تعملي كل يوم، ماري، ولا تستطيعي دفع إيجارك. أن تكون عاطلاً، توم، بينما الأثرياء يشترون يخوتاً. أن تكون شاباً مثلك، داني، بلا مستقبل. هذا هو الكابوس! (يرفع صوته) لكن يمكننا إيقافه. معاً! داني (ينظر إلى جمال): لكن... ماذا لو فشلنا؟ رأيت الشرطة في الشوارع. إنهم لا يرحمون. جمال (يجلس بجانبه): الخوف هو ما يبقينا عبيداً، داني. (ينظر إليه بعيون مشتعلة) لكن إذا تغلبنا على الخوف، يمكننا تغيير كل شيء. (يوزع منشوراً له) اقرأ هذا. فكر. ثم قرر: هل تريد أن تعيش كعبد، أم تقاتل من أجل حريتك؟ (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، يقف في غرفة صغيرة مع والده، مهاجر يعمل في مصنع.)والد جمال: لا تذهب إلى تلك الاحتجاجات، يا ابني. إنها خطرة. جمال الشاب: لكن أبي، انظر إلينا! تعمل كل يوم، ولا نملك شيئاً. يجب أن نقاوم! والد جمال (بمرارة): قاومنا من قبل. وخسرنا كل شيء. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. جمال ينظر إلى المنشور في يده، عيناه تعكسان ذكرى مؤلمة.)جمال (لنفسه): لن نخسر هذه المرة. توم (ينظر إلى المنشور): أنت تتحدث جيداً، جمال. لكن كيف نثق بك؟ كل من جاء قبلك وعد وخان. جمال (ينظر إليه): لا تثق بي، توم. ثق بنفسك. (يشير إلى الحاضرين) ثق بماري، بداني، بالناس في الشوارع. نحن القوة، نحن التغيير! الزبون المتشكك (يتحدث لأول مرة): كلامك خطير، يا رجل. (يحتسي بيرته) إذا تبعناك، سيأتون لنا. الشرطة، الحكومة، الجميع. جمال (ينظر إليه): إنهم يأتون لنا بالفعل! (يرفع صوته) يأخذون وظائفنا، بيوتنا، أحلامنا! السؤال ليس إذا سيأتون، بل هل سنقاوم؟ ماري (تنظر إلى المنشور): ربما... ربما أنت محق. (تتنهد) لكنني متعبة، جمال. متعبة من القتال، من الأمل، من كل شيء. جمال (يبتسم بلطف): أعرف، ماري. (يضع يده على كتفها) لكن التعب هو ما يريدونه. إذا استسلمنا، فزوا. لكن إذا وقفنا، يمكننا كسر هذا النظام. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. التلفزيون يتحول إلى نشرة عاجلة: أعمال شغب في وسط أولد كراون. ماري تنظر إلى النافذة، متوترة.)ماري: إنهم هناك، في الشوارع. (تنظر إلى جمال) هل هذا ما تريده؟ فوضى؟ جمال (بهدوء): ليس فوضى، ماري. إنه غضب الشعب. (ينظر إلى الجميع) إنه بداية التغيير. داني (ينهض فجأة): أنا معك، جمال. (يأخذ منشوراً) لقد سئمت الانتظار. توم (يتردد، ثم ينهض): حسناً... ربما حان الوقت. (يأخذ منشوراً) لكن إذا فشلنا، جمال، سأطاردك بنفسي. جمال (يضحك): صفقة عادلة، توم. (الرجل العجوز ينظر إلى جمال، يبتسم لأول مرة.)الرجل العجوز: ربما... ربما لا يزال هناك أمل. (يرفع كوبه) لك، يا فتى. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة. جمال يقف في وسط الحانة، يوزع المزيد من المنشورات. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الممزوج بالخوف.)(الإضاءة تعود إلى الحانة. جمال يتحدث مع توم وداني، بينما ماري تعود إلى مسح الأكواب، لكنها تستمع باهتمام. زبون جديد يدخل، يبدو متعباً، وجهه مغطى بالغبار.)الزبون الجديد: كنت في الاحتجاج. (ينظر إلى جمال) الشرطة ضربت الجميع. لكن الناس لا يتوقفون. جمال (ينظر إليه): هذا هو الشعب، أخي! (يوزع منشوراً له) لن يتوقفوا حتى يحصلوا على حقهم. توم (ينظر إلى الزبون الجديد): هل رأيت كولينز؟ هل يعرف ما يحدث؟ الزبون الجديد: كولينز؟ (يضحك بمرارة) إنه مختبئ في قصره. يتركنا نواجه الغاز المسيل للدموع. ماري (تتوقف، تنظر إليه): إذن لماذا تستمرون؟ لماذا لا تعودون إلى بيوتكم؟ الزبون الجديد: لأنه لم يعد لدينا بيوت، ماري. (ينظر إلى الجميع) الإيجارات ارتفعت، الوظائف اختفت. إما أن نقاتل، أو نموت. جمال (يرفع صوته): هذا هو الخيار! (ينظر إلى الحاضرين) قاتلوا، أو موتوا تحت أقدام الأثرياء. (استرجاع: جمال في ساحة احتجاج قديمة، في العشرين من عمره، يقف مع مجموعة من المتظاهرين.)متظاهر قديم: استمر، جمال! لا تدعهم يكسرونك! جمال الشاب: لن أتوقف! (يصرخ) من أجل الشعب! (الشرطة تقتحم الساحة. الإضاءة تتحول إلى اللون الأحمر. جمال يُسحب بعيداً.)(الإضاءة تعود إلى الحاضر. جمال يقف في وسط الحانة، عيناه مشتعلتان.)جمال: لقد قاتلت من قبل، وسأقاتل الآن. (ينظر إلى الجميع) لكنني لا أستطيع فعل هذا بمفردي. أنتم الشعب. أنتم القوة. داني (ينهض): أنا معك. (ينظر إلى توم) وأنت؟ توم (يتردد، ثم ينهض): حسناً. (يأخذ منشوراً) لكن لا تخذلنا، جمال. ماري (تبتسم بمرارة): ربما أنضم إليكم. (تنظر إلى المنشور) لكن إذا ضربتني الشرطة، سألومك. جمال (يضحك): سأتحمل اللوم، ماري. (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. المشهد ينتهي مع شعور بالأمل الهش وسط اليأس، تاركاً الجمهور يتساءل عما إذا كان الشعب سيتبع جمال أم سيقع في فخ الشعبوية مرة أخرى.)
الجزء الثالث:
مكتب مالك المشهد: مكتب حكومي صغير ومتهالك في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الغرفة ضيقة، الجدران متشققة، والمكتب مغطى بأكوام من الأوراق غير المرتبة. نافذة صغيرة تطل على شارع مضطرب، حيث تتردد أصوات هتافات الاحتجاجات البعيدة. جهاز كمبيوتر قديم يصدر همهمة مزعجة، ولوحة إعلانات مليئة بمذكرات متعلقة بتخفيضات الميزانية. ساعة حائط متوقفة تضيف إلى جو الركود. الإضاءة خافتة، تعكس شعوراً باليأس والإرهاق، مع ظلال تتحرك على الجدران كأنها أشباح الماضي.الشخصيات: مالك (42 عاماً): موظف حكومي، يرتدي بدلة رمادية متهالكة، وجهه يعكس الإرهاق والمرارة. صوته يحمل سخرية مريرة ممزوجة بالصراع الداخلي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ظهرت سابقاً، ترتدي زياً طبياً متسخاً قليلاً، عيناها تعكسان العزم والغضب. موظف شاب (جو) (28 عاماً): موظف جديد، يرتدي قميصاً مكويا بشكل سيء، يبدو متفائلاً بشكل ساذج. زميلة عمل (لورا) (50 عاماً): موظفة مخلصة للنظام، ترتدي نظارات سميكة، صوتها يحمل نبرة دفاعية. ناشط زائر (بدون اسم) (30 عاماً): شاب يرتدي جاكيتاً عليها شعارات احتجاجية، يحمل منشورات لجمال. (الستارة ترتفع. مالك يجلس خلف مكتبه، يحدق في بريد إلكتروني على شاشة الكمبيوتر. البريد يعلن عن تخفيضات جديدة في الرواتب. يفرك جبهته، يبدو منهكاً. سارة تدخل، تحمل حقيبة يد رخيصة، عيناها مشتعلتان بالغضب. جو يقف عند لوحة الإعلانات، يقرأ مذكرة باهتمام. لورا تجلس في زاوية، ترتب أوراقاً ببطء. أصوات الاحتجاجات من الخارج تتسلل إلى الغرفة، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة.)مالك (لنفسه، يحدق في الشاشة): تخفيضات أخرى؟ (يضحك بمرارة) كنت أظن أننا وصلنا إلى القاع. لكن يبدو أن هناك قاعاً أعمق. (ينظر إلى الأوراق) ثلاثة أشهر بدون راتب كامل، والآن يريدون المزيد من دمنا. سارة (تدخل، ترمي حقيبتها على الأرض): مالك، هل رأيت الإشعار؟ (تشير إلى الكمبيوتر) يقطعون رواتبنا بنسبة 20%! كيف يتوقعون منا العيش؟ مالك (ينظر إليها، يتنهد): العيش؟ (يبتسم بسخرية) سارة، نحن لا نعيش. نحن ننجو. بالكاد. (يشير إلى النافذة) اسمعيهم هناك. الناس في الشوارع يعرفون ذلك. سارة (تقترب من النافذة): هذا هو جمال وأنصاره. (تنظر إليه) يقولون إن التغيير ممكن، مالك. تغيير حقيقي. لكنك... (تتوقف) أنت لا تزال هنا، تحصي الأوراق. مالك (بحدة): وماذا تريدينني أن أفعل؟ أن أركض إلى الشوارع؟ أن أحمل لافتة وأصرخ مثل المجانين؟ (يهز رأسه) لقد رأيت ما يحدث للمتظاهرين. الشرطة، الغاز، السجون. سارة (بغضب): أفضل أن أُضرب في الشوارع من أن أموت هنا ببطء! (تشير إلى المكتب) هذا المكان هو قبر، مالك. قبر لأحلامنا. (جو يتقدم، يحمل مذكرة من لوحة الإعلانات.)جو (بسذاجة): لكن... ربما الأمور ستتحسن. (يبتسم) الحكومة تقول إنها تعمل على خطة إنقاذ. مالك (بسخرية): خطة إنقاذ؟ (يضحك) يا فتى، لقد سمعنا هذا منذ عشر سنوات. خطط، وعود، خطابات. (يشير إلى الشاشة) والآن؟ تخفيضات أخرى. هذا هو إنقاذهم. لورا (تنظر من أوراقها): مالك، توقف عن هذا الكلام. (تعدل نظارتها) الحكومة تفعل ما في وسعها. الاقتصاد يمر بأزمة عالمية. علينا أن نتحمل. سارة (تنظر إليها بحدة): نتحمل؟ (تصرخ) أنا أعمل ست عشرة ساعة يومياً، لورا! أنقذ أرواحاً، ولا أستطيع شراء الحليب لأطفالي! كم من الوقت يجب أن نتحمل؟ لورا (ببرود): إذا لم يعجبك النظام، غادري. هناك دول أخرى. لكن هنا؟ (تنظر إلى الجميع) هذا هو نظامنا. وهو أفضل من الفوضى التي يريدها ذلك الشيوعي، جمال. مالك (ينظر إليها): جمال؟ (يتنهد) سمعت عنه. يتحدث عن ثورة، عن تأميم كل شيء. (يهز رأسه) لكن ماذا لو كان محقاً؟ ماذا لو كان النظام هو المشكلة؟ سارة (بشغف): هو محق، مالك! (تقترب منه) كنت في الاحتجاج الأخير. رأيت الناس: عمال، معلمون، أمهات. إنهم ليسوا فوضويين. إنهم يقاتلون من أجل حياة أفضل. (ناشط زائر يدخل المكتب فجأة، يحمل منشورات. وجهه مغطى بالعرق، وملابسه متسخة من الاحتجاجات.)الناشط: مالك؟ سارة؟ (يوزع منشوراً) جمال يدعوكم إلى الاجتماع الليلة. (ينظر إلى الجميع) الشعب يتحرك. انضموا إلينا! لورا (تصرخ): اخرج من هنا! (تنهض) هذا مكتب حكومي، ليس مكاناً لدعايتك الشيوعية! الناشط (يبتسم): شيوعية؟ (يضع منشوراً على مكتبها) إنه عدالة، سيدتي. عدالة للناس مثلكِ، مثلي، مثل مالك. مالك (يأخذ المنشور، ينظر إليه): عدالة؟ (يتنهد) كنت أؤمن بالنظام يوماً ما. عملت هنا عشرين عاماً. لكن الآن... (ينظر إلى الشاشة) الآن أرى الديون، الجوع، اليأس. سارة (تنظر إليه): إذن انضم إلينا، مالك. (تضع يدها على كتفه) لقد سئمت الانتظار. جمال يقول إننا نستطيع بناء عالم جديد. مالك (يهز رأسه): عالم جديد؟ (يضحك بمرارة) تبدو كحلم. لكن الأحلام لا تدفع الفواتير. الناشط (بحدة): وهل النظام يدفع فواتيرك؟ (يشير إلى الشاشة) انظر إلى هذا الإشعار. إنهم يسرقون منك، مالك. يسرقون من الجميع. جو (يتدخل): لكن... إذا انهار النظام، ماذا سيحدث؟ الفوضى؟ العنف؟ (ينظر إلى مالك) ألا تعتقد أننا بحاجة إلى إصلاحات، لا ثورة؟ مالك (ينظر إلى جو): إصلاحات؟ (يبتسم بسخرية) لقد انتظرنا الإصلاحات لعقود. كل ما حصلنا عليه هو المزيد من التخفيضات، المزيد من الأكاذيب. (ينظر إلى المنشور) ربما... ربما حان الوقت لشيء مختلف. لورا (تصرخ): مختلف؟ (تنظر إلى الناشط) أنتم تريدون تدمير كل شيء! هذا النظام هو ما يبقينا أحياء! سارة (بغضب): أحياء؟ (تشير إلى النافذة) الناس هناك لا يعيشون، لورا. إنهم يموتون ببطء. الجوع، الفقر، اليأس. هذا هو نظامكِ! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر نعومة. مالك في الثلاثين من عمره، يقف في مكتب مماثل، يتحدث مع زميل قديم.)الزميل القديم: مالك، لا تقلق. النظام قوي. اعمل بجد، وستحصل على مكافأتك. مالك الشاب: لكن انظر إلى الناس في الشوارع. إنهم غاضبون. ربما لديهم حق. الزميل القديم (يضحك): الشوارع؟ دع المتظاهرين يصرخون. النظام دائماً يفوز. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. مالك ينظر إلى المنشور في يده، عيناه تعكسان صراعاً داخلياً.)مالك (لنفسه): كنت أؤمن بالنظام. لكن ماذا تبقى؟ (ينظر إلى سارة) الديون، الجوع، الخوف. الناشط (يتقدم): مالك، أنت واحد منا. (يضع يده على كتفه) لقد عملت لهم طويلاً. الآن، قاتل من أجل نفسك. من أجل الشعب. سارة (بشغف): انضم إلينا، مالك. الليلة، في الاجتماع. جمال يقول إننا نستطيع تغيير كل شيء. لورا (تصرخ): أنتم مجانين! (تنهض) إذا انضمتم إليهم، ستخسرون كل شيء! وظائفكم، أمانكم! مالك (ينظر إليها): أمان؟ (يضحك) أي أمان؟ (يشير إلى الشاشة) هذا الإشعار هو أماننا؟ تخفيضات، ديون، إغلاقات؟ (ينهض) ربما حان الوقت للمخاطرة. جو (بتردد): لكن... ماذا لو فشلتم؟ ماذا لو أصبح الأمر أسوأ؟ مالك (ينظر إليه): أسوأ؟ (يبتسم بمرارة) يا جو، نحن بالفعل في القاع. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. الناشط ينظر إلى النافذة.)الناشط: إنهم قادمون. (ينظر إلى مالك) الشعب يتحرك، مالك. هل أنت معنا؟ مالك (يتردد، ثم يأخذ المنشور): سأفكر في الأمر. (ينظر إلى سارة) لكن لا وعد. سارة (تبتسم): هذا يكفي في الوقت الحالي. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة. مالك يقف وحيداً خلف مكتبه، ينظر إلى المنشور. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والصراع الداخلي.)(الإضاءة تعود إلى المكتب. مالك يجلس، يحدق في المنشور. سارة تقف عند النافذة، تنظر إلى الشوارع. الناشط يوزع المزيد من المنشورات لجو ولورا، اللذين يبدوان مترددين.)سارة (تنظر إلى مالك): لا يمكنك الجلوس هنا إلى الأبد، مالك. (تشير إلى الشوارع) العالم يتغير هناك. إما أن تكون جزءاً منه، أو سيتركك خلفه. مالك (يتنهد): التغيير؟ (ينظر إلى المنشور) كنت أظن أن التغيير يأتي من العمل الجاد، من اتباع القواعد. لكن انظر إلينا. (يشير إلى المكتب) هذا هو مكافأتنا؟ لورا (بحدة): توقف عن الشكوى، مالك! (تنهض) النظام ليس مثالياً، لكنه يعمل. إذا انضممت إلى هؤلاء الفوضويين، ستدمر حياتك. الناشط (يبتسم): فوضويون؟ (يوزع منشوراً آخر) نحن لسنا فوضويين، سيدتي. نحن الشعب. نحن من يبني، من يعمل، من يدفع ثمن أخطائهم. جو (ينظر إلى المنشور): لكن... إذا انضممنا إليكم، ماذا سيحدث؟ هل ستديرون البلاد؟ هل ستدفعون رواتبنا؟ الناشط (ينظر إليه): لن ندير البلاد بالطريقة التي يفعلونها. (يشير إلى النافذة) سنبني عالماً جديداً، حيث لا أحد يجوع، حيث الثروة للجميع. مالك (ينظر إليه): عالم جديد؟ (يضحك) تبدو كأحلام طفل. لكن ربما... (يتوقف، ينظر إلى سارة) ربما الأحلام هي كل ما تبقى لنا. (صوت انفجار آخر من الخارج. لورا تصرخ، وجو يركض إلى النافذة. الناشط يقف بثبات، ينظر إلى مالك.)الناشط: هذا ليس حلماً، مالك. هذا الواقع. (يشير إلى الشوارع) الناس هناك يقاتلون من أجله. السؤال هو: هل ستكون معهم؟ مالك (ينظر إلى المنشور، ثم إلى سارة): سأفكر في الأمر. (يتنهد) لكن إذا ذهبت إلى هذا الاجتماع، سارة، احترسي. الشوارع ليست آمنة. سارة (تبتسم): لا شيء آمن بعد الآن، مالك. (تتجه نحو الباب) لكنني لن أعيش في خوف. (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية، كأنها تنذر بعاصفة قادمة. المشهد ينتهي مع شعور بالصراع الداخلي والتوقع لقرار مالك المصيري.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الثاني: دوامة الشعبوية الجزء الرابع:
ساحة الاحتجاج المشهد: ساحة عامة واسعة في قلب مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الساحة مليئة بالمتظاهرين الذين يحملون لافتات مكتوب عليها عبارات مثل "الشعب أولاً!" و"أوقفوا الأكاذيب!". دخان خفيف يتصاعد من إطارات مشتعلة في الخلفية، والأرض مغطاة بأوراق ممزقة وشظايا زجاج. صف من رجال الشرطة في زي مكافحة الشغب يقف على الحافة، يحملون دروعاً وهراوات. مكبرات صوت منتشرة تنقل هتافات المتظاهرين، وتلفزيون محمول يعرض خطاباً لسياسي شعبوي يدافع عن النظام. الإضاءة قاتمة، مع وهج برتقالي من النيران يعكس جواً من الفوضى والتحدي. أصوات صفارات الشرطة تمتزج مع هتافات المتظاهرين، مما يخلق إحساساً بالتوتر الوشيك.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً، يحمل مكبر صوت، صوته قوي ومليء بالعاطفة الثورية. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي زياً طبياً متسخاً، تقف بين المتظاهرين، عيناها تعكسان العزم. متظاهر أول (رامي) (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة، صوته مليء بالغضب. متظاهرة ثانية (ناديا) (30 عاماً): معلمة، تحمل لافتة مكتوب عليها "تعليم، لا حروب!"، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. شرطي (بدون اسم) (35 عاماً): في زي مكافحة الشغب، يقف على الحافة، يبدو متردداً لكنه ملتزم بواجبه. شاب متردد (عمر) (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو مشوشاً بين الحماس والخوف. (الستارة ترتفع. الساحة تعج بالمتظاهرين، يهتفون بشعارات مثل "الشعب متحد لن يُهزم!". جمال يقف على منصة مؤقتة مصنوعة من براميل معدنية، يتحدث عبر مكبر الصوت. سارة تقف بين الحشد، تحمل لافتة صغيرة. رامي وناديا يهتفون بحماس، بينما عمر يقف على الحافة، ينظر بحذر. الشرطي يراقب من بعيد، يده على درعه. التلفزيون المحمول يعرض خطاباً شعبوياً يدعو إلى "استعادة النظام".)جمال (عبر مكبر الصوت، بصوت ملتهب): أيها الشعب! (يرفع قبضته) لقد سُرقت ثروتنا! سُرقت أحلامنا! (يشير إلى المباني الشاهقة في الخلفية) هناك، في تلك الأبراج، يضحكون علينا بينما نجوع! لكن اليوم نقول: كفى! (الحشد يهتف) سنأخذ ما هو لنا! المصانع، الأراضي، المستقبل! رامي (يرفع لافته): كفى أكاذيب! (يصرخ) أغلقوا مصنعي قبل عام. قالوا إنه "الاقتصاد"، لكنهم يشترون يخوتاً بأموالنا! ناديا (تصرخ): لا أموال للمدارس، لكن تريليونات للحروب! (ترفع لافتتها) أطفالنا يستحقون أفضل من هذا! سارة (تقترب من المنصة، تتحدث إلى جمال): الناس يستمعون، جمال. (تنظر إلى الحشد) لكن الشرطة... (تشير إلى الصف في الخلف) إنهم ينتظرون أي عذر للهجوم. جمال (ينزل من المنصة، يتحدث إليها): دعيهم يهاجمون. (يبتسم) كل ضربة منهم تجعل الشعب أقوى. (ينظر إلى الحشد) نحن لسنا هنا للتراجع. نحن هنا لكسر النظام! عمر (يتدخل، صوته مرتجف): لكن... ماذا لو خسرنا؟ (ينظر إلى الشرطي) إنهم مسلحون، جمال. لديهم كل القوة. جمال (يضع يده على كتف عمر): القوة؟ (يضحك) القوة هي أنتم! (يشير إلى الحشد) أنتم الشعب! إنهم يخافون منا، عمر. لهذا يرسلون الشرطة. لهذا يملأون التلفزيون بالأكاذيب! الشرطي (يتدخل، صوته منخفض): عودوا إلى بيوتكم. (ينظر إلى الحشد) هذا تحذير أخير. جمال (يوجه مكبر الصوت نحوه): أخي، لماذا تقف معهم؟ (يشير إلى المباني) أنت واحد منا! لديك عائلة، أحلام، مثلنا! لماذا تحمي من يسرقون منك؟ الشرطي (يتردد، يخفض درعه قليلاً): أنا... أقوم بواجبي. (ينظر إلى الحشد) لكن... لا أريد إيذاء أحد. سارة (تقترب منه): إذن لا تؤذِ أحداً. (تنظر إليه بعيون مليئة بالعزم) انضم إلينا. قاتل من أجل أطفالك، لا من أجل الأثرياء. (الحشد يهتف بقوة. الشرطي يتراجع خطوة، يبدو مشوشاً. رامي يتقدم، يصرخ.)رامي: لا نريد العنف! (يرفع لافته) نريد العدالة! نريد وظائفنا، حياتنا! ناديا (تصرخ): نريد مستقبلاً لأطفالنا! (تنظر إلى الشرطي) أنت أب، أليس كذلك؟ ألا تريد ذلك؟ (الشرطي يصمت، ينظر إلى الحشد. التلفزيون يتحول إلى نشرة عاجلة: "أعمال شغب في نيو إمباير". الحشد يهتف بصوت أعلى.)جمال (عبر مكبر الصوت): لا تراجع! (يرفع قبضته) اليوم هو بداية النهاية لنظامهم! سنبني عالماً جديداً، عالماً عادلاً! (صوت صفارات الشرطة يصبح أقوى. دخان الغاز المسيل للدموع يبدأ بالانتشار. الحشد يتراجع قليلاً، لكن جمال يبقى على المنصة، يصرخ.)جمال: لا تركضوا! (يصرخ) قفوا معاً! إنهم يخافون من وحدتنا! سارة (تسعل بسبب الغاز، تمسك بيد ناديا): لا تتركي يدي! (تصرخ) سنقاوم معاً! عمر (يتردد، ثم يتقدم): أنا معكم! (يرفع قبضته) لن أخاف بعد الآن! (الشرطي يتراجع خطوة أخرى، يخفض درعه. الحشد يهتف بقوة أكبر. رامي يقترب من المنصة، يساعد جمال على الصمود.)رامي: استمر، جمال! (يصرخ) لن يوقفونا! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، يقف في احتجاج سابق، محاطاً بالشرطة.)جمال الشاب: لن نسكت! (يصرخ) من أجل الشعب! (الشرطة تهاجم. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (على المنصة): لن يسكتوننا هذه المرة! (يصرخ) هذه ثورتنا! (الشرطة تبدأ بالتقدم. الغاز المسيل للدموع ينتشر بكثافة. الحشد يبدأ بالتفرق، لكن جمال وسارة وناديا ورامي يبقون صامدين. عمر يقف معهم، يرفع قبضته.)سارة (تصرخ): من أجل أطفالنا! من أجل المستقبل! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! (الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى. الشرطي يقف مشوشاً، ينظر إلى الحشد ثم إلى درعه. فجأة، يرمي درعه على الأرض.)الشرطي (بهدوء): كفى. (ينظر إلى جمال) أنا معكم. (الحشد يهتف بقوة. الشرطة تتوقف للحظة، مشوشة. جمال يرفع مكبر الصوت.)جمال: هذا هو شعبنا! (يصرخ) هذه هي قوتنا! (الإضاءة تخفت تدريجياً. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الممزوج بالتوتر والخوف من المستقبل.)(الإضاءة تعود إلى الساحة. الغاز المسيل للدموع ينتشر، لكن الحشد يصمد. جمال يقف على المنصة، يحث الناس على التماسك. سارة ورامي وناديا يقفون بجانبه، يهتفون. عمر يساعد متظاهراً مصاباً على الوقوف.)جمال (عبر مكبر الصوت): لا تخافوا! (يصرخ) كل ضربة منهم تجعلنا أقوى! هذا يومنا! سارة (تصرخ): من أجل كل من جاع! من أجل كل من خسر! رامي (يرفع لافته): لن يسكتونا! (متظاهر جديد يركض إلى الساحة، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: إنهم يضربون الجميع! (يصرخ) لكنهم لا يستطيعون إيقافنا! ناديا (تساعده على الوقوف): استمر! (تنظر إلى الحشد) نحن أقوى منهم! (الشرطي الذي ألقى درعه يقترب من جمال، يبدو متردداً لكنه مصمم.)الشرطي: اسمي سام. (ينظر إلى جمال) لدي طفلان. لا أستطيع الاستمرار في حماية هؤلاء اللصوص. جمال (يبتسم): مرحباً بك، سام. (يضع يده على كتفه) أنت الآن واحد من الشعب. (الحشد يهتف بقوة أكبر. الشرطة تتراجع قليلاً، مشوشة. التلفزيون يتحول إلى لقطات مباشرة من الساحة، لكن المذيع يبدو مرتبكاً.)عمر (يصرخ): انظروا! (يشير إلى التلفزيون) العالم يرانا! الحقيقة خرجت! سارة (تنظر إلى جمال): هذه بداية، أليس كذلك؟ جمال (يبتسم): بداية النهاية لنظامهم. (يرفع مكبر الصوت) أيها الشعب، هذا يومكم! قاتلوا! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. الغاز المسيل للدموع ينتشر، لكن الحشد يبقى صامداً. أصوات الهتافات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الفوضى، والتساؤل عما إذا كانت هذه اللحظة ستغير التاريخ أم ستُسحق تحت وطأة النظام.)
…….
الفصل الثالث: أنقاض الأمل
الجزء الأول:
المستشفى المنهارالمشهد: مستشفى عام متهالك في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الممرات ضيقة، الجدران متسخة ومتشققة، والإضاءة خافتة بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة. أسرّة المرضى مزدحمة، وبعضها موضوع في الممرات بسبب نقص الغرف. أصوات أجهزة التنفس الاصطناعي وأنين المرضى تملأ الجو. نافذة مكسورة تطل على شارع مضطرب، حيث تتردد أصوات هتافات الاحتجاجات وصفارات الشرطة. لوحة إعلانات مليئة بإشعارات عن نقص الأدوية وتخفيضات الميزانية. الإضاءة قاتمة، مع وهج متقطع من المصابيح، تعكس جواً من اليأس والإرهاق، وكأن المستشفى نفسه على وشك الانهيار.الشخصيات: سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي زياً طبياً متسخاً، وجهها يعكس الإرهاق لكن عينيها مليئتان بالعزم. صوتها قوي لكنه يحمل نبرة حزن عميق. دكتور يوسف (50 عاماً): طبيب منهك، يرتدي معطفاً طبياً ممزقاً، يحاول الحفاظ على رباطة جأشه وسط الفوضى. مريضة عجوز (هيلين) (70 عاماً): تجلس على سرير في الممر، وجهها شاحب، تتحدث ببطء وبحكمة مريرة. ممرض شاب (أحمد) (25 عاماً): متدرب جديد، يرتدي زياً نظيفاً نسبياً، يبدو مشوشاً بين الواجب واليأس. زائرة متظاهرة (لينا) (30 عاماً): ناشطة تحمل منشورات لجمال، ترتدي جاكيتاً عليها شعارات احتجاجية. مريض مصاب (بدون اسم) (40 عاماً): رجل أصيب في الاحتجاجات، يجلس على سرير، وجهه مغطى بالضمادات. (الستارة ترتفع. المستشفى في حالة فوضى. سارة تتحرك بسرعة بين الأسرّة، تحمل صينية بها أدوات طبية قليلة. دكتور يوسف يفحص مريضاً في الممر، يبدو منهكاً. هيلين تجلس على سريرها، تنظر إلى الفوضى بهدوء. أحمد يحاول مساعدة مريض، لكنه يبدو مرتبكاً. أصوات الاحتجاجات من الخارج تخترق الجدران، ممزوجة بصوت جهاز تنفس يعمل بشكل متقطع. الإضاءة تتأرجح بين الخفوت والسطوع، تعكس حالة المستشفى المتدهورة.)سارة (تتحدث إلى أحمد، وهي تضمد جرح مريض): أحمد، أحضر المزيد من الشاش. (تنظر إليه) إذا وجدت أياً منه. المخزون نفد تقريباً. أحمد (بتوتر): نفد؟ (ينظر حوله) لكن... كيف نعالج الناس بدون شاش؟ بدون أدوية؟ سارة (بمرارة): نفعل ما نستطيع. (تنظر إلى المريض) أو نتركهم يموتون. (تتنهد) هذا هو الواقع الآن. دكتور يوسف (ينهض من فحص مريض، يمسح جبهته): سارة، لدينا مريض آخر في الطوارئ. إصابة من الاحتجاجات. (ينظر إلى النافذة) يستمرون في القدوم، والمستشفى بالكاد يعمل. سارة (تنظر إليه): لأن الحكومة قطعت ميزانيتنا. (تضرب السرير بيدها) ينفقون المليارات على الحروب، لكن لا يوجد دولار واحد للمستشفيات! هيلين (تتحدث ببطء): في الماضي، كانت المستشفيات ملاذاً. (تنظر إلى سارة) الآن؟ إنها ساحة حرب. (تشير إلى النافذة) مثل تلك الشوارع. سارة (تنظر إليها): ليست حرباً، هيلين. (تبتسم بمرارة) إنها ثورة. الناس هناك يقاتلون من أجلنا، من أجلكِ. هيلين (تهز رأسها): ثورة؟ (تضحك بحزن) رأيت ثورات من قبل، يا فتاة. تنتهي دائماً بالدم. (لينا تدخل المستشفى، تحمل منشورات. وجهها مغطى بالغبار، وعينيها مشتعلتان بالحماس. تقترب من سارة.)لينا: سارة! (توزع منشوراً) جمال يدعو إلى تجمع كبير الليلة. (تنظر إلى الجميع) الشعب يتحرك. انضموا إلينا! دكتور يوسف (ينظر إليها بحدة): هذا مستشفى، ليس مكاناً للدعاية! (يشير إلى المرضى) انظري حولك. لدينا ما يكفي من المشاكل. لينا (بشغف): المشاكل؟ (تشير إلى المستشفى) هذا المكان ينهار لأن الحكومة تسرق منكم! (توزع منشوراً له) جمال يقول إننا نستطيع تغيير هذا. تأميم المستشفيات، الأدوية مجاناً للجميع! أحمد (ينظر إلى المنشور): تأميم؟ (يتردد) لكن... أليس هذا شيوعية؟ يقولون إنها فشلت في كل مكان. سارة (تنظر إليه): فشلت؟ (تضحك بمرارة) انظر حولك، أحمد. هذا هو فشل الرأسمالية. (تشير إلى المرضى) مرضى يموتون لأننا لا نملك أدوية. هذا هو نظامهم! المريض المصاب (يتحدث بصوت ضعيف): كنت في الاحتجاج. (ينظر إلى لينا) الشرطة ضربتني، لكنني لا أندم. (يتنهد) الناس هناك يقاتلون من أجل شيء حقيقي. لينا (تنظر إليه): هذا صحيح! (توزع منشوراً آخر) كل واحد منا يستطيع أن يكون جزءاً من التغيير. (تنظر إلى سارة) سارة، أنتِ تعرفين جمال. انضمي إلينا الليلة! سارة (تتردد، ثم تنظر إلى المرضى): أريد ذلك، لينا. (تنظر إلى يوسف) لكن لا يمكنني ترك هؤلاء الناس. إنهم بحاجة إليّ. دكتور يوسف (ينظر إليها): سارة، أنتِ تعملين ثماني عشرة ساعة يومياً. (يتنهد) إذا ذهبتِ إلى تلك الاحتجاجات، من سيبقى هنا؟ سارة (بحدة): وإذا لم نفعل شيئاً، يوسف؟ (تشير إلى المستشفى) هذا المكان سينهار. لا أدوية، لا أسرّة، لا أمل. (تنظر إلى لينا) سأكون هناك الليلة. هيلين (تتحدث بهدوء): احترسي، يا فتاة. (تنظر إلى النافذة) الشوارع مليئة بالغضب، لكن الغضب يأكل نفسه أحياناً. لينا (تنظر إلى هيلين): ليس هذه المرة. (ترفع منشوراً) هذه ثورة الشعب، ليست مجرد غضب. (تنظر إلى الجميع) انضموا إلينا، أو ستصبحون جزءاً من الأنقاض. أحمد (يتردد): أنا... لا أعرف. (ينظر إلى سارة) أريد المساعدة، لكنني خائف. الشرطة لا ترحم. سارة (تضع يدها على كتفه): أعرف، أحمد. (تبتسم بحزن) لكن الخوف هو ما يبقينا هنا، في هذا القبر. (تنظر إلى لينا) أخبري جمال أنني قادمة. (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر نعومة. سارة في العشرين من عمرها، تقف في مستشفى آخر، تتحدث مع ممرضة أكبر سناً.)الممرضة القديمة: سارة، هذا العمل هو التضحية. لكنك ستنقذين أرواحاً. سارة الشابة: لكن انظري إلى المرضى. (تشير إلى الممر) لا يوجد ما يكفي من الأدوية. كيف يمكنني إنقاذهم؟ الممرضة القديمة: تفعلين ما تستطيعين. أحياناً، هذا كل ما لدينا. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. سارة تنظر إلى المرضى، عيناها مليئتان بالعزم.)سارة (لنفسها): لكن هذه المرة، لن يكون هذا كافياً. دكتور يوسف (ينظر إليها): سارة، إذا ذهبتِ، قد تخسرين وظيفتك. (يتنهد) أو أكثر. سارة (تنظر إليه): وإذا بقيت؟ (تشير إلى المستشفى) سنخسر كل شيء. (تنظر إلى لينا) سأكون هناك. المريض المصاب (يرفع يده بصعوبة): اذهبي، سارة. (يبتسم بحزن) قاتلي من أجلنا. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. لينا تنظر إلى النافذة.)لينا: إنهم يقتربون. (تنظر إلى سارة) الشعب يتحرك، سارة. هذه فرصتنا. سارة (تنظر إلى المرضى): ليست فرصتنا فقط. (تشير إلى هيلين والمريض المصاب) إنها فرصتهم. دكتور يوسف (يتنهد): اذهبي، سارة. (ينظر إليها) لكن احترسي. أحمد (ينظر إلى لينا): سأفكر في الأمر. (يتردد) لكن... ربما أكون هناك أيضاً. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة. سارة تلتقط حقيبتها، تنظر إلى المرضى مرة أخيرة، ثم تتبع لينا خارجاً. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الهش وسط اليأس، والتساؤل عما إذا كانت سارة ستجد الأمل في الشوارع أم ستغرق في الأنقاض.)(الإضاءة تعود إلى المستشفى. سارة تقف عند الباب، تستعد للخروج مع لينا. دكتور يوسف يعود إلى فحص مريض، لكنه ينظر إلى سارة بقلق. أحمد يساعد هيلين على الجلوس بشكل أفضل. المريض المصاب ينظر إلى النافذة، يستمع إلى أصوات الاحتجاجات.)دكتور يوسف (ينظر إلى سارة): سارة، أنتِ متأكدة؟ (يتنهد) الشوارع ليست آمنة. رأيت ما يحدث للمتظاهرين. سارة (تنظر إليه): وهل هذا المكان آمن؟ (تشير إلى الممر) مرضى يموتون لأننا لا نملك أدوية. أطفال يعانون لأن الحكومة تفضل الحروب على حياتنا. (تتقدم نحو الباب) لن أنتظر المزيد. لينا (تبتسم): هذا هو الروح، سارة. (توزع منشوراً لأحمد) وأنت؟ الشعب يحتاج إلى الشباب مثلك. أحمد (ينظر إلى المنشور): أريد المساعدة، لكن... (ينظر إلى يوسف) ماذا لو خسرت وظيفتي؟ عائلتي تعتمد عليّ. دكتور يوسف (ينظر إليه): وظيفتك؟ (يضحك بمرارة) يا أحمد، هذا المستشفى بالكاد يعمل. إذا استمر هذا، لن يكون هناك وظائف لأحد. هيلين (تتحدث بهدوء): في أيامي، كنا نثق بالحكومة. (تنظر إلى سارة) لكن الآن؟ (تهز رأسها) ربما أنتم محقون. ربما حان الوقت للقتال. المريض المصاب (يتحدث بصوت ضعيف): اذهبي، سارة. (ينظر إليها) أنا قاتلت، ولو عاد بي الزمن، سأقاتل مرة أخرى. سارة (تنظر إليه، عيناها مليئتان بالعزم): سأقاتل من أجلك. (تنظر إلى الجميع) من أجلكم جميعاً. (صوت انفجار آخر من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. لينا تفتح الباب، تنظر إلى سارة.)لينا: حان الوقت. (تنظر إلى أحمد) وأنت؟ أحمد (يتردد، ثم يأخذ المنشور): سأفكر في الأمر. (ينظر إلى سارة) لكن... احترسي. سارة (تبتسم): سأحترس. (تنظر إلى يوسف) دكتور، حافظ على هذا المكان حتى أعود. دكتور يوسف (يبتسم بحزن): إذا بقي شيء للحفاظ عليه. (ينظر إليها) اذهبي، سارة. لكن لا تنسي واجبك هنا. سارة (تنظر إلى المرضى): هذا هو واجبي الآن. (تتجه نحو الباب) القتال من أجل عالم يستطيع هؤلاء الناس فيه العيش. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. سارة ولينا تخرجان، تاركتان المستشفى في حالة من الفوضى الهادئة. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الهش، والتساؤل عما إذا كانت الثورة ستنقذ المستشفى أم ستتركه في أنقاض أعمق.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الثالث: أنقاض الأمل الجزء الثاني:
غرفة الاجتماع السريالمشهد: غرفة صغيرة ومظلمة في قبو مبنى مهجور في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الجدران متصدعة، مغطاة بملصقات ثورية قديمة وشعارات مكتوبة بخط اليد مثل "الشعب هو القوة!". طاولة خشبية متآكلة في الوسط، محاطة بكراسي غير متطابقة. مصباح واحد معلق من السقف يتأرجح، يلقي ظلالاً مضطربة. صندوق قديم مليء بمنشورات وخرائط يقف في الزاوية. أصوات الاحتجاجات من الخارج تصل بشكل خافت، ممزوجة بصوت صفارات الشرطة وهدير الرياح. الإضاءة خافتة، مع وهج ضعيف يعكس جواً من السرية والتوتر، كأن الغرفة نفسها تخشى أن تُكتشف.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً، يحمل خريطة وقلماً، صوته قوي ومليء بالعاطفة الثورية. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي زياً طبياً متسخاً، عيناها تعكسان العزم والإرهاق. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة مطوية، صوته مليء بالغضب والأمل. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً خفيفاً، تحمل دفتر ملاحظات، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو متردداً لكنه متحمس. ناشط جديد (ليلى) (28 عاماً): امرأة شابة، ترتدي ملابس عملية، تحمل هاتفاً ذكياً، صوتها حاد ومليء بالتحدي. (الستارة ترتفع. الغرفة مكتظة بمجموعة صغيرة من الناشطين يجلسون حول الطاولة. جمال يقف في المقدمة، يشير إلى خريطة مرسومة عليها خطوط ونقاط تمثل مواقع الاحتجاجات. سارة تجلس بالقرب منه، تنظر إلى الخريطة بتركيز. رامي يعبث بلافته المطوية، بينما ناديا تدون ملاحظات بسرعة. عمر يجلس على الحافة، ينظر إلى الباب بحذر. ليلى تدخل متأخرة، تحمل هاتفها وتبدو متوترة. أصوات الاحتجاجات من الخارج تخترق الجدران، تعكس التوتر الخارجي.)جمال (يشير إلى الخريطة): هنا، في الساحة الرئيسية، سيكون تجمعنا الكبير غداً. (ينظر إلى الجميع) سنضرب قلب النظام: أمام مبنى الحكومة. (يرفع قبضته) إذا توحدنا، لا يمكنهم إيقافنا! سارة (تنظر إلى الخريطة): لكن الشرطة، جمال. (تشير إلى نقطة على الخريطة) لقد رأيتهم اليوم. لديهم دروع، غاز، أسلحة. كيف سنواجههم؟ جمال (يبتسم): بالوحدة، سارة. (ينظر إلى الحاضرين) قوتنا في أعدادنا، في إيماننا. إنهم يخافون من الشعب المتحد. (يشير إلى ليلى) ليلى، هل لديك التحديثات من الشبكات؟ ليلى (تنظر إلى هاتفها): الناس يتحدثون. (تبتسم) المنشورات تنتشر مثل النار. الناس في الأحياء الشمالية والجنوبية ينضمون. لكن... (تتردد) هناك تقارير عن جواسيس. الحكومة تراقبنا. رامي (بغضب): جواسيس؟ (يضرب الطاولة) دائماً يجدون طريقة لتدميرنا! لكنني لن أتراجع. (ينظر إلى جمال) لقد خسرت وظيفتي، منزلي. لم يعد لدي ما أخسره. ناديا (تدون ملاحظات): لكن يجب أن نكون أذكى، جمال. (تنظر إليه) إذا هاجمت الشرطة، سنحتاج خطة احتياطية. أماكن للاختباء، طرق للهروب. جمال (يومئ): أنتِ محقة، ناديا. (يشير إلى الخريطة) هنا، في الأزقة الجانبية، سنضع فرقاً صغيرة للتغطية. (ينظر إلى عمر) عمر، هل يمكنك قيادة إحدى هذه الفرق؟ عمر (يتردد): أنا؟ (ينظر إلى الباب) لكن... لم أفعل هذا من قبل. ماذا لو فشلت؟ سارة (تضع يدها على كتفه): كلنا خائفون، عمر. (تبتسم) لكن الخوف هو ما يريده النظام. إذا تغلبنا عليه، سنكون لا يُقهرون. ليلى (تنظر إلى هاتفها): هناك خبر عاجل. (تقرأ) الحكومة تدعو إلى "النظام"، تقول إننا إرهابيون. (تضحك بسخرية) إرهابيون؟ لأننا نطالب بالعدالة؟ جمال (بحدة): دعيهم يقولون ما يريدون. (يرفع صوته) الحقيقة هي سلاحنا. الناس في الشوارع يعرفون الحقيقة: الحكومة تسرق منهم، تجوّعهم، تبيع مستقبلهم! رامي (يصرخ): لقد سئمت الأكاذيب! (ينظر إلى الجميع) كنت في المصنع عشرين عاماً. أعطيتهم كل شيء. وماذا حصلت؟ لا شيء! (يرفع قبضته) الآن سآخذ حقي! ناديا (تنظر إليه): لكن يجب أن نكون حذرين، رامي. (تدون ملاحظة) إذا هاجمنا مبنى الحكومة، سيكون هناك دم. (تنظر إلى جمال) هل نحن مستعدون لهذا؟ جمال (ينظر إليها): لا أحد يريد الدم، ناديا. (يتنهد) لكن الحكومة هي من بدأت الحرب. (يشير إلى الخريطة) إنهم يغلقون المستشفيات، المدارس، المصانع. إنهم يقتلوننا ببطء. (يرفع صوته) إذا كان يجب أن نسفك دماً لنعيش، فليكن! عمر (يتحدث بتردد): لكن... ماذا لو خسرنا؟ (ينظر إلى الجميع) ماذا لو كان هذا فخاً؟ الحكومة قوية. لديهم الجيش، الشرطة، الإعلام. ليلى (تنظر إليه): قوية؟ (تضحك) إنهم خائفون، عمر. (ترفع هاتفها) الناس يتحدثون في كل مكان. الأحياء الفقيرة، المدن الصغيرة، حتى الجنود يبدأون بالتساؤل. (تنظر إلى جمال) لقد بدأنا شيئاً لا يمكنهم إيقافه. سارة (تنظر إلى الخريطة): لكن يجب أن نكون منظمين. (تشير إلى نقطة) إذا ضربوا الساحة، سنحتاج طرقاً لإجلاء الناس. المستشفى لا يستطيع تحمل المزيد من المصابين. جمال (يومئ): سنضع فرق إسعاف أولي. (ينظر إلى سارة) هل يمكنكِ تدريب بعض المتطوعين؟ سارة (تبتسم): بالطبع. (تنظر إلى الجميع) لكننا بحاجة إلى المزيد من الناس. المستشفى ينهار، لكن الناس هناك يريدون الانضمام. (تنظر إلى ليلى) هل يمكنك الوصول إليهم؟ ليلى (تومئ): سأنشر الدعوة. (تكتب على هاتفها) سأتصل بالممرضين، المعلمين، العمال. (تنظر إلى جمال) لكننا بحاجة إلى رسالة قوية. شيء يجمع الجميع. جمال (يبتسم): رسالتنا بسيطة: الشعب أولاً. (يرفع قبضته) لا أثرياء، لا حكومة فاسدة. الثروة للجميع، العدالة للجميع! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في غرفة مماثلة، يتحدث مع ناشط أكبر سناً.)الناشط القديم: جمال، الثورة تحتاج إلى قلب. (ينظر إليه) لكن القلب يحتاج إلى عقل. كن حذراً، وإلا ستحترق. جمال الشاب: لن أتوقف! (يرفع قبضته) الشعب يستحق الأمل! (الشرطة تقتحم الغرفة. الإضاءة تتحول إلى اللون الأحمر. جمال يُسحب بعيداً.)(الإضاءة تعود إلى الحاضر. جمال ينظر إلى الخريطة، عيناه تعكسان ذكرى مؤلمة.)جمال (لنفسه): لن يوقفونا هذه المرة. رامي (ينظر إليه): جمال، أنت تتحدث جيداً. لكن ماذا لو خاننا أحد؟ (ينظر إلى ليلى) سمعت عن جواسيس في الاحتجاجات. ليلى (تنظر إليه): الجواسيس؟ (تبتسم) دعيهم يراقبون. كل منشور، كل هتاف، يجعلنا أقوى. (ترفع هاتفها) الناس يستيقظون. لا يمكنهم إيقاف هذا. ناديا (تنظر إلى الخريطة): لكن يجب أن نكون مستعدين. (تدون ملاحظة) إذا هاجموا، سنحتاج إلى خطة للانسحاب. لا يمكننا خسارة الجميع. جمال (يومئ): سنضع خطة. (يشير إلى الخريطة) هنا، في الشوارع الجانبية، سنضع نقاط مراقبة. (ينظر إلى عمر) عمر، هل يمكنك تنظيم هذا؟ عمر (يتردد، ثم يومئ): سأحاول. (ينظر إلى الجميع) لكن... أنا خائف. سارة (تبتسم): كلنا خائفون، عمر. (تنظر إليه) لكن الخوف هو ما يجعلنا أحياء. استخدمه، لا تدعه يسيطر عليك. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. ليلى تنظر إلى هاتفها.)ليلى: الشرطة تقترب من الساحة الرئيسية. (تنظر إلى جمال) يجب أن نتحرك الآن. جمال (ينظر إلى الجميع): هذه لحظتنا. (يرفع قبضته) غداً، سنضرب قلب النظام. (يصرخ) من أجل الشعب! الحاضرون (معاً): من أجل الشعب! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كانت خطة جمال ستنجح أم ستؤدي إلى كارثة.)(الإضاءة تعود إلى الغرفة. جمال يوزع منشورات جديدة، بينما سارة ورامي يناقشان تفاصيل الخطة. ناديا تواصل تدوين الملاحظات، وعمر يراقب الباب بحذر. ليلى تكتب رسالة على هاتفها.)جمال (ينظر إلى الخريطة): سنحتاج إلى فرق صغيرة في كل حي. (يشير إلى نقطة) هنا، في الحي الشرقي، سنبدأ بتوزيع المنشورات قبل الفجر. سارة (تنظر إليه): لكن إذا قبضوا علينا؟ (تتنهد) المستشفى يحتاجني، لكن أعرف أن هذا أكبر. رامي (ينظر إليها): أكبر؟ (يضحك) إنه كل شيء، سارة. (يرفع لافته) إذا لم نقاتل الآن، سينتهي بنا الأمر في الشوارع، جياعاً. ناديا (تنظر إلى جمال): لكن يجب أن نكون واضحين. (تدون ملاحظة) الناس بحاجة إلى رؤية ما نقاتل من أجله. ليس فقط ضد الحكومة، بل من أجل شيء: تعليم، صحة، عمل. جمال (يومئ): هذا صحيح. (ينظر إلى الجميع) رسالتنا هي العدالة. عالم لا يجوع فيه أحد، لا يموت فيه أحد لأنه لا يملك المال. (يرفع صوته) عالم للشعب! ليلى (تنظر إلى هاتفها): لقد أرسلت الدعوة إلى الأحياء الأخرى. (تبتسم) الناس يستجيبون. المعلمون، العمال، حتى بعض الجنود السابقين. عمر (ينظر إليها): جنود؟ (يتردد) هل يمكننا الوثوق بهم؟ جمال (ينظر إليه): يجب أن نثق بالشعب، عمر. (يبتسم) حتى الجنود هم منا. لديهم عائلات، أحلام. إنهم ليسوا أعداءنا. سارة (تنظر إلى الخريطة): لكن يجب أن نكون حذرين. (تشير إلى نقطة) إذا هاجموا هنا، سنحتاج إلى خطة لإجلاء الناس بسرعة. جمال (يومئ): سنضع فرق إسعاف أولي في كل نقطة. (ينظر إلى سارة) هل يمكنكِ تنظيم هذا؟ سارة (تبتسم): سأفعل ما بوسعي. (تنظر إلى الجميع) لكننا بحاجة إلى المزيد من الناس. المستشفى مليء بالناس الذين يريدون الانضمام. ليلى (تكتب على هاتفها): سأرسل رسالة إلى الممرضين. (تنظر إلى جمال) يجب أن نجعل هذا أكبر. كل حي، كل مدينة. جمال (يرفع قبضته): هذا هو الحلم! (يصرخ) ثورة الشعب، من نيو إمباير إلى كل زاوية في العالم! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كانت هذه اللحظة ستكون بداية التغيير أم نهاية الأمل.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الثالث: أنقاض الأمل الجزء الثالث:
شارع الاحتجاج المحاصرالمشهد: شارع ضيق في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الشارع محاصر بين مبانٍ قديمة متداعية، مغطاة بملصقات ممزقة وكتابات على الجدران مثل "الشعب يقاوم!" و"لا للأكاذيب!". المتظاهرون يتجمعون في مجموعات صغيرة، يحملون لافتات ومكبرات صوت. أكوام من الحطام والإطارات المحترقة تنتشر في الشارع، ودخان خفيف يملأ الجو. صفوف من الشرطة في زي مكافحة الشغب تقف على الجانبين، تحمل دروعاً وهراوات، جاهزة للهجوم. شاشة صغيرة محمولة في زاوية تعرض بثاً حكومياً يدين المتظاهرين كـ"فوضويين". الإضاءة حمراء وبرتقالية، تعكس النيران والتوتر، مع ظلال طويلة تخلق جواً من الخطر الوشيك. أصوات الهتافات وصفارات الشرطة تملأ الفضاء، ممزوجة بهدير الرياح القوية.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً، يحمل مكبر صوت، صوته مليء بالعاطفة والتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي زياً طبياً متسخاً، تقف بين المتظاهرين، عيناها تعكسان العزم والخوف. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة، صوته غاضب وحاد. ناديا (30 عاماً): معلمة، تحمل لافتة مكتوب عليها "تعليم، لا حروب!"، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو مشوشاً بين الحماس والخوف. شرطي متردد (سام) (35 عاماً): الشرطي الذي انضم إلى المتظاهرين سابقاً، يرتدي ملابس مدنية الآن، يبدو مضطرباً ولكنه مصمم. (الستارة ترتفع. الشارع في حالة فوضى. المتظاهرون يهتفون "الشعب متحد لن يُهزم!" بينما يتحركون في مجموعات صغيرة. جمال يقف على كومة من الحطام، يتحدث عبر مكبر الصوت. سارة تقف بجانبه، تساعد متظاهراً مصاباً. رامي وناديا يقودان مجموعة من المتظاهرين، يرفعون لافتاتهم. عمر يقف على الحافة، يراقب الشرطة بحذر. سام يقف بين المتظاهرين، يحاول إخفاء توتره. الشرطة تبدأ بالتقدم ببطء، دروعهم مرفوعة. الشاشة في الزاوية تعرض خطاباً حكومياً يدعو إلى "استعادة النظام".)جمال (عبر مكبر الصوت، بصوت ملتهب): أيها الشعب! (يرفع قبضته) هذا يومنا! (يشير إلى الشرطة) إنهم يخافون منا! يخافون من وحدتنا! لا تراجع، لا استسلام! سارة (تصرخ، وهي تضمد جرح متظاهر): لا تدعوهم يكسرونكم! (تنظر إلى جمال) لكننا بحاجة إلى خطة، جمال. الغاز قادم! جمال (ينزل من الحطام، يتحدث إليها): سنصمد، سارة. (يشير إلى الحشد) لدينا فرق في الأزقة. إذا هاجموا، سنتفرق ونعيد التجمع. (يرفع صوته) الشعب لا يُهزم! رامي (يرفع لافته): كفى ظلماً! (يصرخ) لقد سلبوا وظائفنا، بيوتنا! اليوم نأخذ حقنا! ناديا (تصرخ): من أجل أطفالنا! من أجل المستقبل! (تنظر إلى الشرطة) لا يمكنكم إسكاتنا! عمر (يتحدث بصوت مرتجف): لكن... انظروا إليهم. (يشير إلى الشرطة) لديهم أسلحة. ماذا نفعل إذا هاجموا؟ جمال (يضع يده على كتف عمر): نصمد، عمر. (ينظر إليه) الخوف هو سلاحهم. لكن وحدتنا هي قوتنا. (يصرخ) من أجل الشعب! سام (يتدخل، صوته مضطرب): جمال، لقد كنت معهم. (يشير إلى الشرطة) إنهم يتلقون أوامر من الأعلى. لن يتوقفوا حتى يتلقوا أمراً. سارة (تنظر إليه): لكنك هنا الآن، سام. (تبتسم بحزن) لقد اخترت الشعب. ساعدنا. أخبرنا كيف نفكر مثلهم. سام (يتنهد): إنهم سيستخدمون الغاز أولاً. (يشير إلى الشارع) ثم يتقدمون. إذا أردتم الصمود، ابقوا متفرقين، لا تعطوهم هدفا كبيراً. جمال (يومئ): شكراً، سام. (ينظر إلى الحشد) اسمعوا! إذا جاء الغاز، انقسموا إلى مجموعات صغيرة! توجهوا إلى الأزقة! (يرفع قبضته) لكن لا تتوقفوا عن الهتاف! (الشرطة تبدأ برمي قنابل الغاز المسيل للدموع. دخان كثيف ينتشر. الحشد يبدأ بالتفرق، لكن جمال يبقى على الحطام، يصرخ عبر مكبر الصوت.)جمال: لا تركضوا! (يصرخ) قفوا معاً! إنهم يريدوننا خائفين! سارة (تسعل، تساعد متظاهراً مصاباً): جمال، يجب أن نتحرك! (تصرخ) المصابون يحتاجون إلى مأوى! رامي (يرفع لافته، يسعل): لن أتراجع! (يصرخ) من أجل عائلتي! من أجل الشعب! ناديا (تصرخ): لا تدعوهم يفوزون! (تساعد متظاهرة شابة على الوقوف) قاتلوا من أجل أطفالكم! (الشرطة تتقدم، تضرب الدروع بالهراوات. عمر يتراجع خطوة، لكنه يمسك بيد ناديا.)عمر (يصرخ): أنا معكم! (يرفع قبضته) لن أخاف! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في احتجاج سابق، في العشرين من عمره، محاطاً بالشرطة.)جمال الشاب: لا تراجع! (يصرخ) من أجل الشعب! (الشرطة تهاجم. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (على الحطام): لن يسكتوننا هذه المرة! (يصرخ) هذه ثورتنا! سارة (تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل المرضى! (تساعد متظاهراً آخر) لا تتوقفوا! (سام يتقدم، يساعد متظاهراً مصاباً. ينظر إلى الشرطة، عيناه تعكسان صراعاً داخلياً.)سام: كنت واحداً منكم! (يصرخ نحو الشرطة) توقفوا! هؤلاء الناس هم عائلاتكم! (بعض الشرطيين يترددون، يخفضون دروعهم قليلاً. الحشد يهتف بقوة أكبر. الشاشة في الزاوية تتحول إلى لقطات مباشرة من الاحتجاج، لكن المذيع يبدو مرتبكاً.)ناديا (تصرخ): العالم يرانا! (تنظر إلى الحشد) لا تتوقفوا! الحقيقة معنا! رامي (يرفع لافته): من أجل كل من خسر! من أجل كل من جاع! (الشرطة تطلق المزيد من الغاز. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن جمال وسارة ورامي وناديا وعمر وسام يبقون صامدين. الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى.)جمال (عبر مكبر الصوت): إلى الأزقة! (يصرخ) لكن لا تتوقفوا عن القتال! سنعود أقوى! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل أطفالنا! من أجل العدالة! (الشرطة تتقدم بقوة. الحشد يتفرق، لكن الهتافات تستمر. سام يساعد متظاهراً مصاباً، ينظر إلى جمال.)سام: لقد اخترت الجانب الصحيح. (يبتسم بحزن) لكن هذا لن يكون سهلاً. جمال (يبتسم): لم يكن سهلاً أبداً، أخي. (يرفع قبضته) لكننا سنفوز! (الإضاءة تخفت تدريجياً. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت الغاز وصفارات الشرطة. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كان الشعب سيصمد أم سيسحقه النظام.)(الإضاءة تعود إلى الشارع. الغاز المسيل للدموع ينتشر بكثافة، لكن الحشد يصمد في مجموعات صغيرة. جمال يقود مجموعة إلى زقاق جانبي. سارة تساعد متظاهراً مصاباً، بينما رامي وناديا يواصلان الهتاف. عمر وسام يقفان معاً، يساعدان المتظاهرين على التحرك.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يشير إلى زقاق) لكن لا تصمتوا! دعوا العالم يسمع صوتكم! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل المستقبل! رامي (يرفع لافته): لا استسلام! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل أطفالنا! من أجل الحقيقة! (شرطي آخر يتردد، يخفض درعه. ينظر إلى سام، ثم إلى الحشد.)الشرطي الآخر (بهدوء): سام، لماذا فعلت هذا؟ (ينظر إليه) لماذا تخليت عنا؟ سام (ينظر إليه): لم أتخل عنكم. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم عائلتي الآن. انضم إلينا، أخي. (الشرطي الآخر يتردد، ثم يتراجع. الحشد يهتف بقوة أكبر. الشاشة تتحول إلى لقطات مباشرة من الشارع، تظهر المتظاهرين وهم يصمدون.)عمر (يصرخ): العالم يرانا! (يرفع قبضته) لن ينسونا! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه هي قوتنا! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. الغاز ينتشر، والشرطة تتقدم. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الفوضى، والتساؤل عما إذا كان هذا الشارع سيصبح رمزاً للنصر أم الهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الثالث: أنقاض الأمل الجزء الرابع: بيت العائلة الممزق
المشهد: غرفة معيشة صغيرة ومتهالكة في منزل عائلي متواضع في ضواحي "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة. الجدران مغطاة بورق جدران ممزق، والأثاث قديم ومتآكل. طاولة طعام صغيرة في الوسط عليها بقايا طعام قليلة، ومذياع قديم في الزاوية ينقل أخباراً عن الاحتجاجات بشكل متقطع. نافذة مكسورة تطل على شارع هادئ لكنه مضطرب، حيث تتردد أصوات صفارات الشرطة وهتافات بعيدة. صور عائلية قديمة معلقة على الجدار، تعكس ذكريات أيام أفضل. الإضاءة خافتة، مع ضوء شمعة واحدة يرتجف، يعكس جواً من الحزن والتوتر، كأن المنزل نفسه يحتضر تحت وطأة الأزمة.الشخصيات: سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي ملابس عادية متسخة قليلاً، وجهها يعكس الإرهاق والعزم. صوتها قوي لكنه مليء بالحزن. أحمد (25 عاماً): ممرض شاب، يرتدي سترة بسيطة، يبدو مشوشاً بين الواجب العائلي والحماس الثوري. أم سارة (فاطمة) (60 عاماً): أم سارة، امرأة متعبة، ترتدي ملابس منزلية، صوتها يحمل حكمة مريرة وقلقاً على ابنتها. ابن سارة (ياسر) (12 عاماً): طفل ذكي، يرتدي ملابس مدرسية ممزقة، عيناه مليئتان بالفضول والخوف. جارة (نور) (45 عاماً): امرأة من الحي، ترتدي معطفاً قديماً، تحمل أخباراً من الشوارع، صوتها مليء بالقلق. زائر متظاهر (خالد) (30 عاماً): ناشط يحمل منشورات لجمال، يرتدي جاكيتاً عليها شعارات احتجاجية، صوته مليء بالتحدي. (الستارة ترتفع. سارة تجلس على كرسي بالقرب من الطاولة، تحدق في طبق طعام شبه فارغ. فاطمة تقف عند الموقد، تحاول إعداد وجبة من بقايا قليلة. ياسر يجلس على الأرض، يعبث براديو ينقل أخباراً عن "أعمال شغب" في المدينة. أحمد يدخل، يبدو متوتراً، يحمل منشوراً في يده. نور تدخل بعده، تحمل حقيبة صغيرة. أصوات الاحتجاجات من الخارج تصل بشكل خافت، ممزوجة بصوت رياح قوية. الإضاءة تعكس الشمعة الوحيدة، تخلق ظلالاً ترقص على الجدران.)سارة (تنظر إلى الطعام): هذا كل ما تبقى؟ (تتنهد) بالكاد يكفي لياسر. (تنظر إلى فاطمة) كيف سنستمر هكذا، أمي؟ فاطمة (تتحدث بهدوء): سنتدبر الأمر، سارة. (تنظر إليها) كما فعلنا دائماً. (تضيف ماء إلى القدر) لكنكِ... (تتردد) سمعتُ عن الاحتجاجات. أنتِ تذهبين إليها، أليس كذلك؟ سارة (تنظر بعيداً): أنا... أفعل ما يجب، أمي. (تنظر إلى ياسر) من أجله، من أجلنا جميعاً. ياسر (ينظر من الراديو): أمي، يقولون إن الناس يقاتلون في الشوارع. (ينظر إليها) هل أنتِ معهم؟ سارة (تبتسم بحزن): أحاول مساعدتهم، ياسر. (تمسح شعره) الناس يريدون حياة أفضل. مثلما نريد لك. أحمد (يدخل، يبدو متوتراً): سارة، لقد جئت من المستشفى. (يرفع المنشور) لينا أعطتني هذا. يقولون إن التجمع الكبير غداً. (ينظر إليها) هل ستذهبين؟ سارة (تنظر إلى المنشور): نعم، سأذهب. (تنظر إلى أحمد) المستشفى ينهار، أحمد. لا يمكننا الاستمرار هكذا. جمال يقول إننا نستطيع التغيير. فاطمة (بحدة): جمال؟ (تنظر إلى سارة) ذلك الرجل يجلب المشاكل! (تشير إلى النافذة) الشوارع مليئة بالغاز والعنف. هل تريدين أن تتركي ياسر يتيماً؟ سارة (تنظر إليها): أمي، إذا لم نقاتل، ماذا سيبقى لياسر؟ (تشير إلى الطاولة) طبق فارغ؟ مستقبل بلا أمل؟ (تتنهد) أنا أفعل هذا من أجله. نور (تدخل، تحمل حقيبة): سارة، سمعتُ ما حدث في الساحة. (تنظر إلى الجميع) الشرطة ضربت المتظاهرين. هناك مصابون في كل مكان. سارة (تنهض): مصابون؟ (تنظر إلى أحمد) يجب أن نذهب إلى المستشفى. يحتاجون إلينا. أحمد (يتردد): لكن... التجمع غداً. (ينظر إلى المنشور) جمال يقول إنها فرصتنا الأخيرة. إذا لم نتحرك الآن، سيسحقوننا. فاطمة (تصرخ): سحق؟ (تنظر إلى سارة) أرجوكِ، سارة. فكري في ياسر. فكري في عائلتك. ياسر (ينظر إلى سارة): أمي، أنا لا أخاف. (يبتسم) إذا كنتِ تقاتلين من أجلي، أريد أن أكون معكِ. سارة (تنظر إليه، عيناها مليئتان بالدموع): أنت شجاع، ياسر. (تمسح دمعة) لكن هذا ليس مكانك. ابق مع جدتك. (خالد يدخل فجأة، يحمل منشورات. وجهه مغطى بالغبار، وعيناه مشتعلتان بالحماس.)خالد: سارة! أحمد! (يوزع منشوراً) جمال ينتظرنا. التجمع غداً سيكون أكبر من أي وقت مضى. (ينظر إلى الجميع) الشعب يستيقظ! فاطمة (تنظر إليه بحدة): استيقاظ؟ (تشير إلى النافذة) هذا موت! الناس يُضربون، يُسجنون! أتريدون أن تأخذوا ابنتي إلى ذلك؟ خالد (ينظر إليها): سيدتي، أنا آسف. (يتنهد) لكن ابنتكِ تقاتل من أجل ياسر، من أجلكِ. (يرفع المنشور) النظام يقتلنا ببطء: لا طعام، لا عمل، لا أمل. إذا لم نقاتل، سنموت جميعاً. نور (تنظر إلى خالد): لكن ماذا لو فشلتم؟ (تتنهد) رأيت الشرطة اليوم. لديهم أسلحة، دروع. كيف ستواجهونهم؟ سارة (تنظر إليها): بالوحدة، نور. (تنظر إلى خالد) جمال يقول إن قوتنا في أعدادنا. إذا وقفنا معاً، لا يمكنهم إيقافنا. أحمد (ينظر إلى المنشور): لكن... عائلتي تعتمد عليّ. (ينظر إلى سارة) إذا ذهبت، قد أخسر كل شيء. سارة (تنظر إليه): وإذا لم تذهب؟ (تشير إلى الطاولة) هذا كل ما لدينا: فتات. (تنظر إلى خالد) أنا معكم. غداً، سأكون هناك. ياسر (ينهض): أمي، دعيني أذهب معكِ! (ينظر إليها) أريد أن أساعد! فاطمة (تصرخ): لا! (تنظر إلى سارة) لا تأخذي ابني إلى تلك الفوضى! سارة (تنظر إلى ياسر): ابق هنا، ياسر. (تبتسم بحزن) سأقاتل من أجلك. (تنظر إلى فاطمة) أمي، أعرف أنكِ خائفة. لكنني لا أستطيع التوقف. (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر نعومة. سارة في العشرين من عمرها، تقف في مطبخ مماثل، تتحدث مع والدها.)والد سارة: سارة، اخترتِ مهنة صعبة. (ينظر إليها) لكنكِ ستنقذين أرواحاً. سارة الشابة: لكن أبي، المستشفيات تفتقر إلى كل شيء. (تتنهد) كيف أنقذ الناس بدون أدوية؟ والد سارة (يبتسم): تجدين طريقة. أنتِ قوية. (الإضاءة تعود إلى الحاضر. سارة تنظر إلى ياسر، عيناها تعكسان ذكرى مؤلمة.)سارة (لنفسها): سأجد طريقة. (تنظر إلى خالد) أخبر جمال أنني قادمة. خالد (يبتسم): هذا هو الروح! (يوزع منشوراً لأحمد) وأنت؟ الشعب يحتاج إلى الشباب مثلك. أحمد (يتردد، ثم يأخذ المنشور): سأفكر في الأمر. (ينظر إلى سارة) لكن إذا ذهبتِ، سأحاول أن أكون هناك. نور (تنظر إلى الجميع): أنتم شجعان. (تتنهد) لكن الحي خائف. الناس يريدون التغيير، لكنهم يخافون من الخسارة. خالد (ينظر إليها): الخوف هو سلاحهم. (يرفع المنشور) لكن الحقيقة هي سلاحنا. (ينظر إلى سارة) غداً، سنظهر للعالم أن الشعب لا يُهزم. فاطمة (تنظر إلى سارة): أرجوكِ، سارة. (تمسك يدها) فكري في ياسر. سارة (تنظر إليها): أنا أفكر فيه. (تنظر إلى ياسر) أريد له عالماً أفضل. (تنظر إلى خالد) سأكون هناك. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. الراديو يتحول إلى نشرة عاجلة: "الشرطة تستعد لقمع المتظاهرين".)ياسر (ينظر إلى سارة): أمي، احترسي. (يحتضنها) أريدكِ أن تعودي. سارة (تحتضنه): سأعود، ياسر. (تبتسم) أعدك. خالد (ينظر إلى الجميع): حان الوقت. (يرفع قبضته) من أجل الشعب! سارة وأحمد (معاً): من أجل الشعب! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. ضوء الشمعة يرتجف. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. سارة وخالد يتجهان نحو الباب، بينما فاطمة تمسك يد ياسر. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الهش، والتساؤل عما إذا كانت سارة ستحقق وعد التغيير أم ستغرق في أنقاض الثورة.)(الإضاءة تعود إلى غرفة المعيشة. سارة تستعد للخروج، ترتدي معطفاً خفيفاً. خالد يقف عند الباب، يوزع منشورات لأحمد ونور. فاطمة تمسك يد ياسر، عيناها مليئتان بالقلق. أحمد ينظر إلى المنشور، متردداً.)سارة (تنظر إلى فاطمة): أمي، سأعود. (تبتسم بحزن) لكن لا يمكنني البقاء هنا وأشاهد العالم ينهار. فاطمة (تنظر إليها): أنتِ عنيدة مثل والدك. (تتنهد) لكنه مات من أجل أحلامه. لا أريد أن أخسركِ أنتِ أيضاً. ياسر (ينظر إلى سارة): أمي، أنا فخور بكِ. (يبتسم) لكن... فقط احترسي. سارة (تحتضنه): سأحترس، ياسر. (تنظر إلى أحمد) وأنت؟ هل ستأتي؟ أحمد (يتردد، ثم يومئ): سأكون هناك. (ينظر إلى المنشور) لا يمكنني الاستمرار في العيش هكذا. نور (تنظر إلى خالد): أنتم تطلبون الكثير. (تتنهد) لكن... ربما أنتم محقون. (تأخذ منشوراً) سأخبر الجيران. ربما ينضمون. خالد (يبتسم): هذا هو الروح! (ينظر إلى الجميع) كل صوت يهم. كل شخص يجعلنا أقوى. سارة (تنظر إلى الجميع): غداً، سنغير التاريخ. (تبتسم) أو سنموت ونحن نحاول. (صوت انفجار آخر من الخارج. الجميع يتجمد. الراديو يتحول إلى صوت مذيع يحذر من "الفوضويين". سارة وخالد يتجهان نحو الباب.)فاطمة (تصرخ): سارة! (تمسك يدها) أرجوكِ، عودي إلينا. سارة (تنظر إليها): سأعود، أمي. (تبتسم) أعدك. (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. ضوء الشمعة يتلاشى. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت رياح قوية. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كانت سارة ستحقق وعد الأمل أم ستغرق في أنقاض الثورة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الرابع: لحظة الحقيقة الجزء الأول:
الساحة قبل الفجر
المشهد: ساحة عامة واسعة في قلب مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في ساعات ما قبل الفجر. السماء مظلمة، مضاءة فقط بوهج خافت من أضواء الشوارع المتقطعة ونيران صغيرة مشتعلة في براميل معدنية. الساحة مليئة بالحطام: لافتات ممزقة، زجاج مكسور، وإطارات محترقة. مجموعات صغيرة من المتظاهرين يتجمعون بهدوء، يهمسون ويتبادلون منشورات. صف من الشرطة في زي مكافحة الشغب يقف على الحافة، بالكاد مرئي في الظلام. مكبرات صوت متناثرة تبث هتافات خافتة من احتجاجات سابقة. لوحة إعلانات إلكترونية في الخلفية تعرض رسائل حكومية تدعو إلى "النظام والاستقرار". الإضاءة باردة وزرقاء، تعكس التوتر الهادئ قبل العاصفة، مع ظلال طويلة تخلق جواً من الترقب والخوف.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً، يحمل مكبر صوت وخريطة مطوية، صوته مليء بالعاطفة والتصميم. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً خفيفاً فوق زيها الطبي، عيناها تعكسان العزم والإرهاق. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة مكتوب عليها "الشعب أولاً!"، صوته غاضب وحاد. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً، تحمل دفتر ملاحظات، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو متردداً لكنه متحمس. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية، يبدو مضطرباً لكنه مصمم. (الستارة ترتفع. الساحة هادئة بشكل مخيف، مع همسات المتظاهرين وصوت النيران في البراميل. جمال يقف في المنتصف، يتحدث بهدوء إلى مجموعة صغيرة. سارة تقف بجانبه، تحمل حقيبة إسعافات أولية. رامي وناديا يوزعان منشورات للمتظاهرين الجدد. عمر يراقب الشرطة من بعيد، يده في جيبه كأنه يمسك شيئاً. سام يقف بالقرب منه، يبدو متوتراً. أصوات صفارات الشرطة تتردد من بعيد، ممزوجة بصوت رياح خفيفة تعكس التوتر الوشيك.)جمال (بهدوء، يتحدث إلى المجموعة): هذه اللحظة، أيها الإخوة والأخوات. (يرفع الخريطة) عندما تشرق الشمس، سنضرب قلب النظام. (يشير إلى مبنى الحكومة في الخلفية) سنظهر لهم أن الشعب لا يُهزم! سارة (تنظر إليه، صوتها خافت): جمال، الناس خائفون. (تشير إلى الحشد) رأوا ما حدث أمس. الغاز، الضرب. هل نحن مستعدون حقاً؟ جمال (ينظر إليها): لسنا مستعدين، سارة. (يبتسم بحزن) لكننا مضطرون. (ينظر إلى الحشد) إذا انتظرنا، سيسحقوننا واحدًا تلو الآخر. هذا يومنا. رامي (يرفع لافته): يومنا! (يصرخ بهدوء) لقد سلبوا كل شيء: وظيفتي، كرامتي. (ينظر إلى جمال) لن أتراجع، حتى لو كلفني ذلك حياتي. ناديا (توزع منشوراً): لكن يجب أن نكون أذكى، جمال. (تنظر إلى الخريطة) إذا هاجموا، سنحتاج إلى طرق هروب. لا يمكننا خسارة الجميع. جمال (يومئ): أنتِ محقة. (يشير إلى الخريطة) لدينا فرق في الأزقة الجانبية. إذا جاء الغاز، سنتفرق ونعيد التجمع هنا. (ينظر إلى سام) سام، أنت تعرف الشرطة. ماذا سيفعلون؟ سام (ينظر إلى الشرطة): سيبدأون بالغاز، ثم يتقدمون. (يتنهد) لكنهم مرتبكون. بعضهم... (يتردد) بعضهم يفكر مثلي. يتساءلون لماذا يقاتلوننا. عمر (يتحدث بتردد): لكن... ماذا لو كان هذا فخاً؟ (ينظر إلى الشرطة) يمكنهم محاصرتنا. لقد رأيت ما حدث في الحي الشرقي. سارة (تنظر إليه): الخوف هو سلاحهم، عمر. (تضع يدها على كتفه) لكننا هنا لأننا نؤمن. (تنظر إلى جمال) أليس كذلك؟ جمال (يبتسم): بالضبط. (يرفع مكبر الصوت) أيها الشعب، هذه ليست نهايتنا. هذه بدايتنا! (يصرخ بهدوء) من أجل العدالة، من أجل المستقبل! (متظاهر جديد يقترب، يحمل منشوراً. وجهه مغطى بالغبار، وعيناه مليئتان بالحماس.)المتظاهر الجديد: جمال! (يرفع منشوراً) الناس يأتون من الأحياء الجنوبية! المعلمون، العمال، حتى بعض الجنود السابقين! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (ينظر إلى الحشد) كل صوت يجعلنا أقوى. (يرفع قبضته) سنظهر لهم أننا لا ننكسر! رامي (يصرخ): لا ننكسر! (يرفع لافته) من أجل كل من جاع، من أجل كل من خسر! ناديا (تنظر إلى الخريطة): لكن يجب أن نكون حذرين. (تدون ملاحظة) إذا هاجموا من هنا، سنحتاج إلى فرق إسعاف. (تنظر إلى سارة) هل يمكنكِ تنظيم هذا؟ سارة (تومئ): لدي متطوعون من المستشفى. (تنظر إلى حقيبتها) لكن الأدوية قليلة. إذا جاء المزيد من المصابين... (تتوقف) سنفعل ما بوسعنا. سام (ينظر إلى الشرطة): إذا بدأوا بالغاز، ابقوا منخفضين. (ينظر إلى جمال) ولا تجتمعوا في مكان واحد. إنهم يحبون الأهداف الكبيرة. جمال (يومئ): شكراً، سام. (ينظر إلى الحشد) اسمعوا! عندما يأتي الغاز، انقسموا إلى مجموعات صغيرة. توجهوا إلى الأزقة. لكن لا تصمتوا! دعوا صوتكم يهز المدينة! (الإضاءة تتغير، تصبح أكثر زرقة مع اقتراب الفجر. أصوات صفارات الشرطة تقترب. الحشد يبدأ بالتجمع، يهتفون بهدوء: "الشعب متحد لن يُهزم!")عمر (ينظر إلى جمال): أنا خائف. (يتنهد) لكنني هنا. لن أتراجع. جمال (يضع يده على كتفه): هذا هو الشجاعة، عمر. (يبتسم) الخوف يعني أنك حي. استخدمه. سارة (تنظر إلى الحشد): الناس يؤمنون بك، جمال. (تنظر إليه) لا تخذلهم. جمال (ينظر إليها): لن أفعل. (يرفع مكبر الصوت) أيها الشعب، هذه لحظتنا! عندما تشرق الشمس، سنغير التاريخ! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في ساحة مماثلة، يقف مع ناشطين آخرين.)جمال الشاب: هذه فرصتنا! (يصرخ) لن ندعهم يسكتوننا! (الشرطة تهاجم. الغاز ينتشر. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (لنفسه): لن يسكتوننا هذه المرة. (يرفع مكبر الصوت) من أجل الشعب! الحشد (يردد): من أجل الشعب! (الشرطة تبدأ بالتقدم. أصوات قنابل الغاز المسيل للدموع تتردد. الحشد يتفرق إلى مجموعات صغيرة، لكن الهتافات تستمر. سارة تساعد متظاهراً مصاباً. رامي وناديا يرفعان لافتاتهما. عمر وسام يقفان معاً، يهتفان.)سارة (تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا استسلام! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! (الإضاءة تصبح حمراء مع شروق الشمس. الغاز ينتشر، لكن الحشد يصمد. اللوحة الإلكترونية تتحول إلى لقطات مباشرة من الساحة، تظهر المتظاهرين وهم يهتفون.)جمال (يصرخ): العالم يرانا! لا تتوقفوا! (الستارة تنخفض ببطء. أصوات الاحتجاجات تملأ الجو، ممزوجة بصوت الغاز وصفارات الشرطة. الجمهور يُترك مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كانت هذه اللحظة ستكون نقطة تحول أم بداية النهاية.)(الإضاءة تعود إلى الساحة. الغاز المسيل للدموع ينتشر، لكن الحشد يصمد في مجموعات صغيرة. جمال يقود مجموعة إلى زقاق جانبي. سارة تساعد متظاهراً مصاباً. رامي وناديا يواصلان الهتاف. عمر وسام يساعدان المتظاهرين على التحرك.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يشير إلى زقاق) لكن لا تصمتوا! دعوا صوتكم يهز المدينة! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (شرطي آخر يتردد، يخفض درعه. ينظر إلى سام، ثم إلى الحشد.)الشرطي الآخر (بهدوء): سام، هل هذا صحيح؟ (ينظر إليه) هل نحن على الجانب الخطأ؟ سام (ينظر إليه): انضم إلينا. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم شعبك. (الشرطي الآخر يتردد، ثم يتراجع. الحشد يهتف بقوة أكبر. اللوحة الإلكترونية تظهر لقطات مباشرة، والمذيع يبدو مرتبكاً.)عمر (يصرخ): العالم يسمعنا! (يرفع قبضته) لن ينسونا! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه هي قوتنا! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. الغاز ينتشر، والشرطة تتقدم. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الفوضى، والتساؤل عما إذا كان هذا اليوم سيغير التاريخ أم سينتهي بالهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الرابع: لحظة الحقيقة الجزء الثاني:
الأزقة المحاصرة
المشهد: شبكة من الأزقة الضيقة في قلب مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في اللحظات الأولى من الفجر. الأزقة مظلمة، تفوح منها رائحة الدخان والحطام، مع جدران مغطاة بكتابات ثورية مثل "الحرية للشعب!" و"كفى ظلماً!". مجموعات صغيرة من المتظاهرين يتحركون بحذر، يحملون لافتات مطوية ومكبرات صوت صغيرة. براميل مشتعلة تنير الطريق بشكل خافت، بينما أصوات صفارات الشرطة وقنابل الغاز المسيل للدموع تتردد من الشوارع الرئيسية القريبة. حبل غسيل ممزق يتدلى بين المباني، وصندوق قديم مليء بالمنشورات ملقى في زاوية. الإضاءة زرقاء داكنة مع وهج برتقالي من النيران، تعكس جواً من التوتر والمقاومة، كأن الأزقة نفسها تتنفس الثورة.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً، يحمل مكبر صوت صغير وخريطة، صوته مليء بالعاطفة والتصميم. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً خفيفاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية، عيناها تعكسان العزم والإرهاق. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة مطوية، صوته غاضب وحاد. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً، تحمل دفتر ملاحظات، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو متردداً لكنه متحمس. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية، يبدو مضطرباً لكنه مصمم. متظاهرة شابة (مي) (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً، صوتها مليء بالحماس والخوف. (الستارة ترتفع. الأزقة تعج بحركة خافتة. مجموعات صغيرة من المتظاهرين يتحركون بسرعة، يتبادلون الإشارات والمنشورات. جمال يقود مجموعة صغيرة، يتحدث بهمس عبر مكبر الصوت. سارة تساعد متظاهراً مصاباً في زاوية، تضمد جرحه. رامي وناديا يقفان بالقرب من برميل مشتعل، يوزعان منشورات. عمر وسام يراقبان مدخل الزقاق، يبدوان متوترين. مي تدخل، تحمل هاتفها، تبدو مضطربة. أصوات الغاز المسيل للدموع وصفارات الشرطة تقترب، ممزوجة بصوت رياح قوية.)جمال (بهمس عبر مكبر الصوت): ابقوا هادئين، أيها الإخوة. (يشير إلى الخريطة) سنتجمع مجدداً في الساحة الغربية عندما يتراجع الغاز. (ينظر إلى الحشد) لا تصمتوا! صوتكم هو سلاحنا! سارة (تضمد جرح متظاهر، صوتها منخفض): جمال، لدينا مصابون هنا. (تنظر إليه) إذا تقدمت الشرطة إلى الأزقة، لن نستطيع إجلاء الجميع. جمال (ينظر إليها): سنتدبر الأمر، سارة. (يشير إلى زقاق جانبي) لدينا طرق هروب. (ينظر إلى سام) سام، هل يمكنك تأمين هذا المدخل؟ سام (يومئ): سأفعل ما بوسعي. (ينظر إلى مدخل الزقاق) لكن الشرطة لن تتردد. إنهم يتلقون أوامر صارمة اليوم. رامي (يرفع لافته المطوية): دعيهم يأتون! (يهتف بهدوء) لقد سئمت الاختباء. (ينظر إلى جمال) دعنا نواجههم الآن! ناديا (تنظر إليه): رامي، لا نريد مزيداً من الدم. (تدون ملاحظة) يجب أن نكون أذكى. إذا حاصرونا هنا، سنخسر كل شيء. عمر (يتحدث بتردد): لكن... إذا هربنا، سيظنون أننا ضعفاء. (ينظر إلى جمال) ألا يجب أن نقاتل؟ جمال (يبتسم): نحن نقاتل، عمر. (يرفع مكبر الصوت) لكن قتالنا ليس بالعنف وحده. إنه بالوحدة، بالحقيقة. (يصرخ بهدوء) من أجل الشعب! مي (تدخل، تحمل هاتفها): جمال! (تلهث) الناس يبثون مباشرة من الساحة. (ترفع هاتفها) العالم يشاهد! لكنهم يقولون إن الجيش قادم. سارة (تنظر إليها): الجيش؟ (تتوقف عن تضميد الجرح) جمال، إذا جاء الجيش، لن نستطيع الصمود. جمال (ينظر إلى الجميع): الجيش؟ (يضحك بحزن) إنهم يخافون. (يرفع صوته) إذا جاء الجيش، فهذا يعني أننا نهز النظام! (يشير إلى مي) استمري في البث، مي. دعي العالم يرى الحقيقة! سام (ينظر إلى مدخل الزقاق): إنهم يقتربون. (يهمس) أسمع أصوات دروعهم. يجب أن نتحرك الآن. رامي (يصرخ بهدوء): لن أركض! (يرفع لافته) دعيهم يأتون! سأواجههم! ناديا (تمسك بذراعه): رامي، توقف. (تنظر إليه) نحن بحاجة إليك حياً. (تنظر إلى جمال) ما الخطة؟ جمال (يشير إلى الخريطة): سننقسم إلى ثلاث مجموعات. (يشير إلى زقاقين) سارة، خذي المصابين إلى الزقاق الشرقي. رامي، ناديا، قودا مجموعة إلى الغرب. أنا وعمر ومي سنبقى هنا لتشتيت الشرطة. سارة (تومئ): مفهوم. (تنظر إلى المصاب) سأحتاج مساعدة. (تنظر إلى سام) سام، هل يمكنك مساعدتي؟ سام (يومئ): سأبقى معكِ. (ينظر إلى الزقاق) لكن يجب أن نتحرك بسرعة. عمر (ينظر إلى جمال): سأبقى معك. (يتنهد) لكنني خائف. جمال (يضع يده على كتفه): الخوف يعني أنك حي، عمر. (يبتسم) استخدمه. قاتل من أجل أحلامك. (صوت قنبلة غاز يتردد. الدخان يبدأ بالانتشار في الزقاق. الحشد يبدأ بالتفرق إلى مجموعات صغيرة، لكنهم يواصلون الهتاف بهدوء: "الشعب متحد لن يُهزم!")مي (ترفع هاتفها): أنا أبث الآن! (تصرخ) العالم يرى ما يفعلونه بنا! سارة (تساعد المصاب، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا استسلام! (يصرخ) سنعود أقوى! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (الشرطة تظهر عند مدخل الزقاق، دروعهم مرفوعة. جمال يرفع مكبر الصوت، يصرخ.)جمال: لا تراجع! (يصرخ) هذه ثورتنا! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. سارة في العشرين من عمرها، في زقاق مماثل، تساعد متظاهراً مصاباً.)سارة الشابة: تمسك، سأساعدك! (تضمد جرحاً) لن أتركك! (الشرطة تقترب. سارة تُسحب بعيداً، تصرخ. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)سارة (تصرخ): لن أتركهم هذه المرة! (تساعد المصاب) تحركوا! إلى الزقاق الشرقي! سام (يساعدها): ابقي منخفضة، سارة. (ينظر إلى الشرطة) إنهم يتقدمون. (الشرطة تطلق المزيد من الغاز. الحشد يتفرق بسرعة. جمال وعمر ومي يبقون في الزقاق، يهتفون. الإضاءة تصبح حمراء مع شروق الشمس، تعكس الفوضى.)جمال (يصرخ): لا تصمتوا! (يرفع مكبر الصوت) دعوا العالم يسمع صوتكم! مي (تصرخ): نحن هنا! (ترفع هاتفها) العالم يشاهد! (شرطي واحد يتردد عند المدخل، يخفض درعه. ينظر إلى سام، ثم إلى الحشد.)الشرطي: سام، هل هذا صحيح؟ (يهمس) هل نحن على الجانب الخطأ؟ سام (ينظر إليه): انضم إلينا. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم شعبك. (الشرطي يتردد، ثم يتراجع. الحشد يهتف بقوة أكبر. مي تواصل البث، تظهر الشرطة وهم يتقدمون.)عمر (يصرخ): العالم يرانا! (يرفع قبضته) لن ينسونا! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه هي قوتنا! (الإضاءة تصبح أكثر قتامة. الغاز ينتشر، والشرطة تتقدم. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الفوضى، والتساؤل عما إذا كان الشعب سيصمد أم سيسحقه النظام.)(الإضاءة تعود إلى الزقاق. الغاز المسيل للدموع يملأ الهواء، لكن الحشد يصمد في مجموعات صغيرة. جمال يقود مجموعة إلى زقاق آخر. سارة وسام يساعدان المصابين، يتحركان بسرعة. رامي وناديا يواصلان الهتاف، يرفعان لافتاتهما. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف في يدها.)جمال (يصرخ): تحركوا! (يشير إلى زقاق) لكن لا تصمتوا! صوتكم هو قوتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (متظاهر جديد يركض إلى الزقاق، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: إنهم يضربون الجميع! (يصرخ) لكنهم لا يستطيعون إيقافنا! سارة (تساعده): تمسك! (تضمد جرحه) سنخرجك من هنا. سام (ينظر إلى الشرطة): إنهم يقتربون. (يصرخ) تحركوا بسرعة! (الشرطة تطلق المزيد من الغاز. الحشد يتفرق، لكن الهتافات تستمر. مي تواصل البث، تصرخ.)مي: العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! (الإضاءة تصبح حمراء مع شروق الشمس. الغاز ينتشر، والشرطة تتقدم. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن صوت الهتافات يتردد. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كان هذا الزقاق سيصبح رمزاً للمقاومة أم قبراً للأمل.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الرابع: لحظة الحقيقة الجزء الثالث:
ملجأ الثوارالمشهد: قبو مهجور تحت مبنى قديم في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في صباح يوم الاحتجاج الكبير. القبو مظلم، مضاء بمصابيح كهربائية خافتة وشموع تذوب ببطء. الجدران متصدعة، مغطاة بملصقات ثورية ممزقة وشعارات مكتوبة بخط اليد مثل "الشعب هو القوة!" و"لا تراجع!". طاولة خشبية متهالكة في الوسط مليئة بالمنشورات، الخرائط، وأدوات الإسعافات الأولية. أكياس نوم وأغطية متناثرة على الأرض، تشير إلى إقامة مؤقتة. أصوات الاحتجاجات وصفارات الشرطة تصل بشكل خافت من الخارج، ممزوجة بصوت رياح قوية تهز النوافذ المحطمة. الإضاءة مزيج من الأزرق البارد والبرتقالي الدافئ، تعكس التوتر بين الأمل والخوف، كأن القبو نفسه يحبس أنفاسه.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً ملطخاً بالغبار، يحمل خريطة وقلماً، صوته قوي ومليء بالعاطفة الثورية. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية، عيناها تعكسان العزم والإرهاق. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة مطوية، صوته غاضب وحاد. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً، تحمل دفتر ملاحظات، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو متردداً لكنه متحمس. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية، يبدو مضطرباً لكنه مصمم. متظاهر مصاب (كريم) (28 عاماً): شاب أصيب في الاحتجاجات، وجهه مغطى بالضمادات، صوته ضعيف لكنه مليء بالتحدي. (الستارة ترتفع. القبو مكتظ بمجموعة صغيرة من المتظاهرين، بعضهم مصاب وبعضهم يستعد للعودة إلى الشوارع. جمال يقف عند الطاولة، يرسم خطة على الخريطة. سارة تضمد جرح كريم، الذي يجلس على الأرض. رامي وناديا يوزعان منشورات ويتناقشان بهمس. عمر يقف بالقرب من الباب، يراقب المدخل بحذر. سام يساعد في توزيع الماء والطعام القليل. أصوات الاحتجاجات من الخارج تخترق الجدران، ممزوجة بصوت انفجارات خافتة.)جمال (يشير إلى الخريطة): هنا، في الساحة الغربية، سنعيد التجمع. (ينظر إلى الجميع) الشرطة تحاصر الأزقة، لكننا أذكى منهم. (يرفع قبضته) سنضربهم حيث لا يتوقعون! سارة (تنظر إليه وهي تضمد جرح كريم): جمال، لدينا مصابون بالعشرات. (تشير إلى كريم) لا يمكنهم القتال. نحتاج إلى مكان آمن لهم. جمال (يومئ): سننقل المصابين إلى المستشفى القديم في الحي الشمالي. (ينظر إلى سام) سام، هل يمكنك تأمين الطريق؟ سام (ينظر إلى الخريطة): الطريق إلى الحي الشمالي مليء بنقاط التفتيش. (يتنهد) لكنني أعرف بعض الممرات الخلفية. سأقود فريقاً. رامي (يضرب الطاولة): كفى هرباً! (يصرخ بهدوء) لقد سئمت الاختباء. دعنا نواجههم الآن! (يرفع لافته) من أجل الشعب! ناديا (تنظر إليه): رامي، نحن بحاجة إلى عقولنا، لا غضبنا فقط. (تدون ملاحظة) إذا خسرنا المصابين، خسرنا الروح. (تنظر إلى سارة) كم عدد الذين يمكنهم التحرك؟ سارة (تنظر إلى كريم): قليلون. (تتنهد) لكن البعض، مثل كريم، يصرون على العودة إلى الشوارع. كريم (يتحدث بصوت ضعيف): لن أبقى هنا. (ينظر إلى جمال) أصبت في الساحة، لكنني سأقاتل مرة أخرى. (يحاول النهوض) من أجل إخوتي. جمال (يضع يده على كتفه): أنت بطل، كريم. (ينظر إلى الجميع) كل واحد منكم بطل. (يرفع صوته) لكن يجب أن نكون أذكى. النظام يريدنا أن نموت هنا. لن نعطيهم هذا النصر! عمر (ينظر إلى الباب): لكن... إذا قبضوا علينا هنا؟ (يهمس) سمعت أنهم يفتشون المباني. سام (ينظر إليه): لن يعثروا علينا. (يشير إلى الباب) هذا القبو سري. لكن يجب أن نتحرك بسرعة. (ينظر إلى جمال) متى نعود إلى الساحة؟ جمال (ينظر إلى الخريطة): عند الظهر. (يشير إلى نقطة) سنضرب مبنى الحكومة مباشرة. (يبتسم) العالم يشاهدنا الآن. لن ينسونا. سارة (تنظر إليه): العالم؟ (تضحك بحزن) العالم يشاهد، لكنه لا يساعد. (تنظر إلى كريم) نحن وحدنا هنا. كريم (يبتسم بضعف): لسنا وحدنا، سارة. (يشير إلى الحشد) نحن الشعب. هذه قوتنا. ناديا (تدون ملاحظة): يجب أن نرسل رسالة واضحة. (تنظر إلى جمال) الناس بحاجة إلى معرفة ما نقاتل من أجله: تعليم، صحة، عدالة. جمال (يومئ): رسالتنا بسيطة: الشعب أولاً. (يرفع قبضته) لا أثرياء، لا حكومة فاسدة. عالم للجميع! (متظاهر جديد يدخل القبو، وجهه مغطى بالغبار، يحمل هاتفاً ذكياً.)المتظاهر الجديد: جمال! (يلهث) الناس يبثون من الساحة. (يرفع الهاتف) العالم يتحدث عنا! لكن الجيش يتحرك. جمال (ينظر إليه): الجيش؟ (يبتسم) إذن نحن نهز النظام! (يصرخ) دعيهم يأتون! سنظهر لهم قوة الشعب! سارة (تنظر إليه): جمال، إذا جاء الجيش، لن يكون هذا احتجاجاً. (تتنهد) سيكون حرباً. جمال (ينظر إليها): إنهم من بدأوا الحرب، سارة. (يشير إلى الخريطة) يقتلوننا بالجوع، بالفقر. اليوم، نقاتل من أجل الحياة! رامي (يصرخ): من أجل الحياة! (يرفع لافته) لن أعيش عبداً! عمر (يتحدث بتردد): لكن... ماذا لو خسرنا؟ (ينظر إلى الجميع) ماذا لو كان هذا نهايتنا؟ ناديا (تنظر إليه): عمر، إذا لم نقاتل، فتلك هي النهاية. (تبتسم بحزن) لكن طالما نحن هنا، هناك أمل. سام (ينظر إلى الباب): يجب أن نتحرك الآن. (يهمس) أسمع خطوات. ربما يكونون قريبين. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات الاحتجاجات تصبح أقوى. جمال يرفع مكبر الصوت.)جمال (يصرخ): لا تخافوا! (يرفع قبضته) هذه لحظتنا! من أجل الشعب! الحشد (يردد): من أجل الشعب! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في قبو مماثل، يتحدث مع ناشط أكبر سناً.)الناشط القديم: جمال، الثورة تحتاج إلى قلب. (ينظر إليه) لكن القلب يحتاج إلى عقل. كن حذراً. جمال الشاب: لن أتوقف! (يرفع قبضته) الشعب يستحق الأمل! (الشرطة تقتحم القبو. الإضاءة تتحول إلى اللون الأحمر. جمال يُسحب بعيداً. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (لنفسه): لن يوقفونا هذه المرة. (يصرخ) إلى الساحة! سارة (تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا استسلام! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (الشرطة تقترب من الباب. الحشد يبدأ بالتحرك، يتجهون نحو مخرج خلفي. سارة وسام يساعدان كريم والمصابين. عمر يمسك بيد ناديا، يبدو مصمماً.)عمر (يصرخ): لن أخاف بعد الآن! كريم (يتحدث بصوت ضعيف): قاتلوا من أجلي! (يبتسم) من أجل الشعب! (الإضاءة تصبح حمراء مع شروق الشمس. أصوات الغاز المسيل للدموع وصفارات الشرطة تملأ الجو. الحشد يخرج من القبو، يهتفون بقوة. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالتوتر والأمل الثوري، والتساؤل عما إذا كان هذا الملجأ سيبقى رمزاً للمقاومة أم سيصبح قبراً للثوار.)(الإضاءة تعود إلى القبو. الحشد يستعد للخروج. جمال يقود المجموعة نحو المخرج الخلفي. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يوزعان المنشورات الأخيرة. عمر يقف بالقرب من جمال، يبدو أكثر تصميماً. كريم يحاول النهوض، لكن سارة تمنعه.)جمال (يصرخ): تحركوا! (يشير إلى المخرج) إلى الساحة الغربية! لا تصمتوا! سارة (تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (متظاهر آخر يدخل، يحمل أخباراً.)المتظاهر الآخر: الشرطة تحاصر الأزقة! (يلهث) لكن الناس يتجمعون في الساحة الغربية. إنهم ينتظرونك، جمال! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (يرفع قبضته) سنظهر لهم أننا لا نهزم! سارة (تنظر إلى كريم): تمسك، كريم. (تضمد جرحه) سننقلك إلى مكان آمن. كريم (يبتسم): لا مكان آمن، سارة. (ينظر إليها) لكنني أثق بكم. قاتلوا من أجلي. سام (ينظر إلى الباب): يجب أن نتحرك الآن. (يصرخ) إنهم قريبون! (الشرطة تقترب. أصوات خطواتهم تتردد. الحشد يخرج بسرعة من المخرج الخلفي، يهتفون بقوة. الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان هذا الملجأ سيبقى ملاذاً أم سيصبح فخاً.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الرابع: لحظة الحقيقة الجزء الرابع:
الساحة الغربية المشهد: الساحة الغربية في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في منتصف النهار بعد ساعات من الاشتباكات. الشمس مشرقة بوهج قاسٍ، تكشف عن ساحة مليئة بالحطام: لافتات ممزقة، زجاج مكسور، وأكوام من الإطارات المحترقة. الحشد أكبر الآن، مكون من مئات المتظاهرين يهتفون "الشعب متحد لن يُهزم!"، يحملون لافتات ومكبرات صوت. صفوف من الشرطة في زي مكافحة الشغب تحيط بالساحة، دروعهم مرفوعة، بينما دبابة عسكرية تظهر في الخلفية، تضيف إحساساً بالخطر الوشيك. شاشة إلكترونية كبيرة في زاوية تعرض بثاً حكومياً يدعو المتظاهرين "بالخونة". كاميرات هواتف محمولة في كل مكان، تبث الاحتجاج مباشرة إلى العالم. الإضاءة مشرقة وحمراء، تعكس النيران والدم، مع ظلال طويلة تخلق جواً من الفوضى والتحدي.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً قديماً ملطخاً بالغبار، يحمل مكبر صوت، صوته قوي ومليء بالعاطفة الثورية. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية، عيناها تعكسان العزم والإرهاق. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس بسيطة، يحمل لافتة مكتوب عليها "الشعب أولاً!"، صوته غاضب وحاد. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً، تحمل دفتر ملاحظات، صوتها يحمل شغفاً وحزناً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، يبدو مصمماً بعد تردده السابق. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية، يبدو مضطرباً لكنه مصمم. مي (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً تبث منه مباشرة، صوتها مليء بالحماس والخوف. (الستارة ترتفع. الساحة تعج بالحياة والفوضى. المتظاهرون يهتفون بقوة، يرفعون لافتاتهم. جمال يقف على منصة مرتجلة من الحطام، يتحدث عبر مكبر الصوت. سارة تقف بجانبه، تساعد متظاهراً مصاباً. رامي وناديا يقودان مجموعة من المتظاهرين، يهتفون بحماس. عمر وسام يقفان بالقرب، يراقبان الشرطة بحذر. مي تبث مباشرة، هاتفها مرفوع. أصوات قنابل الغاز المسيل للدموع وصفارات الشرطة تملأ الجو، ممزوجة بصوت هتافات الحشد.)جمال (عبر مكبر الصوت، صوته يتردد): أيها الشعب! هذه لحظتنا! (يرفع قبضته) أمام مبنى الحكومة، سنظهر لهم قوتنا! لا تراجع، لا استسلام! سارة (تصرخ، وهي تضمد جرح متظاهر): جمال، الغاز يقترب! (تنظر إليه) يجب أن نحمي المصابين! جمال (ينظر إليها): خذيهم إلى الزقاق الخلفي! (يشير إلى الخريطة في يده) لدينا فرق إسعاف هناك. (يصرخ) لكن لا تصمتوا! دعوا العالم يسمع! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) من أجل كل من جاع! من أجل كل من خسر! ناديا (تصرخ): من أجل أطفالنا! من أجل العدالة! (تنظر إلى الشاشة الإلكترونية) العالم يشاهدنا! لا تتوقفوا! عمر (يرفع قبضته): لن أخاف بعد الآن! (يصرخ) هذه ثورتنا! سام (ينظر إلى الشرطة): إنهم يستعدون. (يهمس إلى جمال) الدبابة تتحرك. يجب أن نكون أذكى. مي (تبث مباشرة، تصرخ): العالم يرى هذا! (ترفع هاتفها) هذه نيو إمباير! هذا شعبنا! (الشرطة تطلق قنابل الغاز. الدخان ينتشر بسرعة. الحشد يتفرق إلى مجموعات صغيرة، لكنهم يواصلون الهتاف. سارة وسام يساعدان المصابين إلى زقاق جانبي. جمال يبقى على المنصة، يصرخ عبر مكبر الصوت.)جمال (يصرخ): لا تركضوا! (يرفع قبضته) قفوا معاً! إنهم يريدوننا خائفين! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! (تساعد متظاهراً مصاباً) تحركوا إلى الزقاق! رامي (يصرخ): لا استسلام! (يرفع لافته) سنقاتل حتى النهاية! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (تنظر إلى مي) استمري في البث! دعي العالم يرى! (الدبابة تتحرك ببطء نحو الساحة. الحشد يهتف بقوة أكبر، كأنه يتحدى الخوف. شرطي واحد يتردد، يخفض درعه، ينظر إلى سام.)الشرطي (يهمس): سام، هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى الحشد) هل نحن على الجانب الخطأ؟ سام (ينظر إليه): انضم إلينا. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم شعبك. توقف عن قتالهم. (الشرطي يتردد، ثم يتراجع خطوة. الحشد يهتف بقوة أكبر. الشاشة الإلكترونية تتحول إلى لقطات مباشرة من الساحة، تظهر المتظاهرين وهم يصمدون.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! عمر (يصرخ): لن ينسونا! (يرفع قبضته) من أجل الشعب! (الغاز ينتشر بكثافة. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. جمال ينزل من المنصة، يقود مجموعة صغيرة. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يرفعان لافتاتهما، يهتفان.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يرفع مكبر الصوت) لكن لا تصمتوا! سنعود أقوى! سارة (تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في ساحة مماثلة، محاطاً بالشرطة.)جمال الشاب: لا تراجع! (يصرخ) من أجل الشعب! (الشرطة تهاجم. الغاز ينتشر. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (يصرخ): لن يسكتوننا هذه المرة! (يرفع قبضته) هذه ثورتنا! (الدبابة تطلق طلقة تحذيرية. الحشد يتجمد للحظة، لكنه يواصل الهتاف. مي تواصل البث، هاتفها يرتجف في يدها.)مي (تصرخ): هذه نيو إمباير! هذا شعبنا! (ترفع هاتفها) لا يمكنهم إيقافنا! سام (ينظر إلى الشرطي المتردد): انضم إلينا الآن! (يصرخ) توقف عن قتال شعبك! (الشرطي يلقي درعه، يتقدم نحو الحشد. الحشد يهتف بحماس. الشاشة الإلكترونية تظهر ارتباك المذيع، بينما تستمر اللقطات المباشرة.)عمر (يصرخ): العالم يرانا! (يرفع قبضته) لن ينسونا! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه هي قوتنا! (الإضاءة تصبح حمراء كالدم. الغاز ينتشر، والشرطة تتقدم. الدبابة تتحرك ببطء. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تتردد بقوة. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الفوضى، والتساؤل عما إذا كانت هذه الساحة ستكون بداية النصر أم نهاية الأمل.)(الإضاءة تعود إلى الساحة. الغاز المسيل للدموع يملأ الهواء، لكن الحشد يصمد في مجموعات صغيرة. جمال يقود مجموعة إلى زقاق جانبي. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يواصلان الهتاف، يرفعان لافتاتهما. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يرفع مكبر الصوت) لكن لا تصمتوا! صوتكم هو قوتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (متظاهر جديد يركض إلى الساحة، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: إنهم يضربون الجميع! (يصرخ) لكنهم لا يستطيعون إيقافنا! سارة (تساعده): تمسك! (تضمد جرحه) سنخرجك من هنا. سام (ينظر إلى الشرطة): إنهم يقتربون. (يصرخ) تحركوا بسرعة! (شرطي آخر يتردد، يخفض درعه. ينظر إلى الشرطي الأول الذي انضم إلى الحشد.)الشرطي الثاني (يهمس): هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى الحشد) هل نحن نقاتل شعبنا؟ الشرطي الأول (يصرخ): انضم إلينا! (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم عائلتك! (الشرطي الثاني يلقي درعه، يتقدم نحو الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. مي تواصل البث، تصرخ.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! (الدبابة تطلق طلقة تحذيرية أخرى. الحشد يتجمد للحظة، لكنه يواصل الهتاف. الإضاءة تصبح حمراء كالدم، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كانت هذه اللحظة ستغير التاريخ أم ستنتهي بالهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الخامس: الرماد والأمل الجزء الأول:
أنقاض الساحة المشهد: الساحة الغربية في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في ساعات ما بعد الظهر بعد يوم من الاشتباكات العنيفة. الساحة مدمرة: أكوام من الحطام، لافتات محترقة، وزجاج مكسور متناثر. رائحة الدخان والغاز المسيل للدموع تملأ الهواء. بقايا براميل مشتعلة تنير المكان بوهج خافت، بينما الشمس تغرب ببطء، تلقي ضوءاً برتقالياً قاتماً. مجموعات صغيرة من المتظاهرين يتجمعون بحذر، بعضهم مصاب وبعضهم يحمل لافتات ممزقة. صفوف الشرطة تراجعت قليلاً، لكن ظلال الجنود والدبابات تلوح في الأفق عند أطراف الساحة. شاشة إلكترونية محطمة جزئياً في الخلفية تعرض بثاً متقطعاً يدين المتظاهرين. أصوات الهتافات الخافتة وأنين المصابين تمتزج مع صوت الرياح القوية التي تهز الحطام. الإضاءة مزيج من البرتقالي القاتم والرمادي، تعكس الدمار والأمل الهش، كأن الساحة نفسها تحتضر لكنها تتشبث بالحياة.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً ممزقاً ملطخاً بالدم والغبار، صوته خافت لكنه مليء بالتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً متسخاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية شبه فارغة، عيناها تعكسان الإرهاق والعزم. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس ممزقة، يحمل لافتة محترقة جزئياً، صوته غاضب لكنه متعب. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل دفتر ملاحظات مبلل، صوتها يحمل حزناً وأملاً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، وجهه مغطى بالسخام، يبدو مصمماً رغم إرهاقه. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية ممزقة، يبدو مضطرباً لكنه ملتزم. مي (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً متصدع الشاشة، صوتها مليء بالحماس المتعب. (الستارة ترتفع. الساحة هادئة بشكل مخيف بعد العاصفة. جمال يقف وسط الحطام، ينظر إلى لافتة محترقة مكتوب عليها "الشعب أولاً". سارة تجلس على الأرض، تضمد جرح متظاهر مصاب. رامي وناديا يجمعان بقايا المنشورات، يحاولان الحفاظ على الأمل. عمر وسام يراقبان أطراف الساحة بحذر. مي تبث مباشرة بهاتفها المتضرر، صوتها مرتجف. أصوات أنين المصابين وهتافات خافتة تملأ الجو، ممزوجة بصوت الرياح.)جمال (ينظر إلى الحطام، صوته خافت): هذه ساحتنا. (يرفع لافتة محترقة) هنا وقفنا، هنا قاتلنا. (يتنهد) وهنا سننهض مجدداً. سارة (تنظر إليه، وهي تضمد جرحاً): جمال، لقد خسرنا الكثير. (تشير إلى المصابين) المستشفيات ممتلئة، الأدوية نفدت. كيف سنستمر؟ جمال (ينظر إليها): بالأمل، سارة. (يرفع قبضته) طالما هناك واحد منا يقف، الثورة حية. (يصرخ بهدوء) من أجل الشعب! رامي (يرفع لافته المحترقة): من أجل الشعب! (يصرخ بتعب) لكن انظر حولك، جمال. (يشير إلى الحطام) هذا كل ما تبقى. ناديا (تنظر إليه): ليس كل شيء، رامي. (تمسك دفترها) ما زال لدينا صوتنا، أحلامنا. (تنظر إلى مي) وما زال العالم يشاهد. مي (تبث مباشرة، صوتها مرتجف): هذه نيو إمباير! (ترفع هاتفها) هذا شعبنا! لا يزال واقفاً! (تسعل) لن يسكتونا! عمر (ينظر إلى الشرطة في الأفق): لكنهم لن يتوقفوا. (يهمس) الدبابات هناك. (ينظر إلى جمال) ماذا نفعل الآن؟ سام (ينظر إلى الدبابات): إنهم يحاولون تخويفنا. (يتنهد) لكن بعض الجنود مترددون. سمعتُهم يتحدثون. يتساءلون لماذا يقاتلوننا. جمال (يبتسم بحزن): إذن نحن نهز النظام. (يرفع مكبر الصوت) أيها الشعب، هذه ليست النهاية! هذه بدايتنا! (متظاهر مصاب يزحف نحو جمال، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر المصاب: جمال... (يتحدث بصوت ضعيف) لا تتوقف. (يتنهد) قاتلت من أجل أطفالي. لا تدعها تنتهي هنا. جمال (ينحني إليه): لن تنتهي، أخي. (يضع يده على كتفه) وعدك، سنواصل. سارة (تنظر إلى المتظاهر المصاب): سأفعل ما بوسعي. (تفتح حقيبتها) لكن الأدوية نفدت. (تنظر إلى جمال) نحتاج إلى مساعدة من الخارج. ناديا (تدون ملاحظة): يجب أن نرسل رسالة إلى الأحياء الأخرى. (تنظر إلى مي) هل يمكنكِ نشر طلب مساعدة؟ مي (تومئ): سأفعل. (تكتب على هاتفها) الناس في الأحياء الجنوبية يستجيبون. لكن... (تتردد) يقولون إن الجيش يغلق الطرق. جمال (ينظر إلى الحشد): إذن سنقاتل هنا. (يشير إلى الساحة) هذه أرضنا. سنحميها، أو نموت ونحن نحاول. رامي (يصرخ): نموت ونحن نحاول! (يرفع لافته) لن أعيش عبداً! عمر (يرفع قبضته): لن أخاف بعد الآن! (يصرخ) من أجل الشعب! سام (ينظر إلى الدبابات): إذا هاجموا، ابقوا متفرقين. (ينظر إلى جمال) لا تعطوهم هدفاً كبيراً. جمال (يومئ): مفهوم. (يرفع مكبر الصوت) اسمعوا! إذا جاء الغاز أو الدبابات، انقسموا إلى مجموعات صغيرة! توجهوا إلى الأزقة! لكن لا تصمتوا! (صوت قنبلة غاز يتردد. الدخان يبدأ بالانتشار. الحشد يتفرق إلى مجموعات صغيرة، لكنهم يواصلون الهتاف. سارة وسام يساعدان المصابين. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (الدبابة تتحرك ببطء نحو الساحة. شرطي واحد يلقي درعه، يتقدم نحو الحشد.)الشرطي المنشق (يصرخ): كفى! (ينظر إلى زملائه) توقفوا عن قتال شعبكم! سام (يبتسم): هذا هو الروح! (يصرخ) انضموا إلينا! (الحشد يهتف بقوة أكبر. الشاشة الإلكترونية تتحول إلى لقطات مباشرة من الساحة، تظهر الشرطي المنشق وهو ينضم إلى المتظاهرين. المذيع يبدو مرتبكاً.)جمال (يصرخ): هذا هو شعبنا! (يرفع قبضته) هذه قوتنا! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. سارة في العشرين من عمرها، في مستشفى مكتظ، تضمد جرح متظاهر.)سارة الشابة: تمسك! (تصرخ) لن أتركك تموت! (الشرطة تقتحم المستشفى. سارة تُسحب بعيداً، تصرخ. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)سارة (تصرخ): لن أتركهم هذه المرة! (تساعد متظاهراً مصاباً) تحركوا! إلى الأزقة! (الدبابة تطلق طلقة تحذيرية. الحشد يتجمد للحظة، لكنه يواصل الهتاف. الإضاءة تصبح حمراء كالدم، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الدمار، والتساؤل عما إذا كانت هذه الساحة ستكون بداية النصر أم نهاية الأمل.)(الإضاءة تعود إلى الساحة. الغاز المسيل للدموع يملأ الهواء، لكن الحشد يصمد في مجموعات صغيرة. جمال يقود مجموعة إلى زقاق جانبي. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يواصلان الهتاف، يرفعان لافتاتهما. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يرفع مكبر الصوت) لكن لا تصمتوا! صوتكم هو قوتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (متظاهر جديد يركض إلى الساحة، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: الناس يأتون من الأحياء الشمالية! (يصرخ) إنهم معنا! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (يصرخ) سننهض من الرماد! سام (ينظر إلى الدبابات): إنهم يقتربون. (يصرخ) تحركوا بسرعة! (شرطي آخر يلقي درعه، ينضم إلى الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. مي تواصل البث، تصرخ.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! (الدبابة تتحرك ببطء. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تتردد بقوة. الإضاءة تصبح حمراء كالدم، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الدمار، والتساؤل عما إذا كان هذا اليوم سيغير التاريخ أم سينتهي بالهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الخامس: الرماد والأمل الجزء الثاني:
مخبأ الأمل المشهد: غرفة صغيرة تحت الأرض في مبنى مهجور على أطراف مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في ساعات المساء بعد يوم من الاشتباكات العنيفة في الساحة الغربية. الغرفة مضاءة بمصابيح زيتية خافتة، تخلق ظلالاً ترقص على الجدران المتشققة المغطاة بملصقات ثورية ممزقة وشعارات مكتوبة مثل "الأمل لا يموت!" و"الشعب هو القوة!". طاولة متهالكة في الوسط تحمل خرائط، منشورات، وبقايا طعام قليلة. أكياس نوم متناثرة على الأرض، وبطانيات ممزقة ملفوفة حول المصابين. أصوات الرياح القوية تخترق النوافذ المحطمة، ممزوجة بأصوات صفارات الشرطة البعيدة وهتافات خافتة من الشوارع. الإضاءة مزيج من الضوء البرتقالي الخافت والظلال الرمادية، تعكس الإرهاق والأمل الهش، كأن الغرفة تحتضن آخر بقايا الثورة.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً ممزقاً ملطخاً بالدم والغبار، صوته متعب لكنه مليء بالتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً متسخاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية فارغة تقريباً، عيناها تعكسان الإرهاق والعزم. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس ممزقة، يحمل لافتة محترقة جزئياً، صوته غاضب لكنه متعب. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل دفتر ملاحظات مبلل، صوتها يحمل حزناً وأملاً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، وجهه مغطى بالسخام، يبدو مصمماً رغم إرهاقه. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية ممزقة، يبدو مضطرباً لكنه ملتزم. مي (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً متصدع الشاشة، صوتها مليء بالحماس المتعب. لينا (25 عاماً): متطوعة شابة، ترتدي ملابس بسيطة، تحمل حقيبة صغيرة مليئة بالمنشورات، صوتها مليء بالقلق والأمل. (الستارة ترتفع. الغرفة مكتظة بمجموعة صغيرة من المتظاهرين، بعضهم مصاب وبعضهم يستعد للعودة إلى الشوارع. جمال يجلس عند الطاولة، يدرس خريطة بتركيز. سارة تضمد جرح متظاهر مصاب، وجهها يعكس الإرهاق. رامي وناديا يناقشان خطة بصوت منخفض. عمر يقف بالقرب من الباب، يراقب المدخل بحذر. سام يوزع الماء القليل المتبقي. مي تحاول إصلاح هاتفها المتضرر. لينا تدخل، تحمل منشورات جديدة. أصوات الرياح وصفارات الشرطة تملأ الجو، ممزوجة بأنين المصابين.)جمال (ينظر إلى الخريطة): هنا، في الحي الشمالي، سنعيد التجمع. (يشير إلى نقطة) الشرطة تركز على الساحة الغربية الآن. يمكننا مفاجأتهم. سارة (تنظر إليه، وهي تضمد جرحاً): جمال، لقد خسرنا الكثير. (تشير إلى المصابين) لا يمكننا تحمل المزيد من الخسائر. نحتاج إلى خطة آمنة. جمال (يتنهد): لا يوجد أمان في الثورة، سارة. (ينظر إليها) لكن يمكننا تقليل الخسائر. (يشير إلى الخريطة) سنستخدم الأزقة الصغيرة. رامي (يضرب الطاولة): كفى تخطيطاً! (يصرخ بهدوء) دعنا نواجههم الآن! (يرفع لافته المحترقة) لقد سئمت الاختباء! ناديا (تنظر إليه): رامي، الغضب لا يكفي. (تمسك دفترها) يجب أن نكون أذكى منهم. (تنظر إلى جمال) هل لدينا دعم من الأحياء الأخرى؟ جمال (يومئ): لينا أخبرتني أن الأحياء الجنوبية تستعد. (ينظر إلى لينا) أليس كذلك؟ لينا (تدخل، تحمل منشورات): نعم، الناس يتجمعون. (توزع منشوراً) لكنهم خائفون. الجيش يغلق الطرق. سارة (تنظر إليها): الجيش؟ (تتوقف عن تضميد الجرح) إذا جاء الجيش، لن يكون هذا احتجاجاً، بل حرباً. جمال (يبتسم بحزن): إنهم من بدأوا الحرب، سارة. (يرفع قبضته) يقتلوننا بالجوع، بالظلم. اليوم، نقاتل من أجل الحياة! عمر (ينظر إلى الباب): لكن... ماذا لو قبضوا علينا هنا؟ (يهمس) سمعت أنهم يفتشون المباني المهجورة. سام (ينظر إليه): هذا المخبأ آمن، عمر. (يتنهد) لكن يجب أن نتحرك بسرعة. (ينظر إلى جمال) متى نعود إلى الشوارع؟ جمال (ينظر إلى الخريطة): عند منتصف الليل. (يشير إلى نقطة) سنضرب نقاط التفتيش في الحي الشمالي. (يبتسم) العالم يشاهدنا الآن. مي (تحاول إصلاح هاتفها): الهاتف بالكاد يعمل. (تنظر إلى جمال) لكنني سأستمر في البث. الناس في الخارج يتحدثون عنا. ناديا (تنظر إليها): هذا هو سلاحنا، مي. (تدون ملاحظة) العالم يجب أن يعرف الحقيقة: نحن نقاتل من أجل العدالة، لا الفوضى. رامي (يصرخ بهدوء): العدالة! (يرفع لافته) لن أعيش عبداً! لينا (تنظر إلى الجميع): الناس في الأحياء الجنوبية يرسلون طعاماً وإمدادات. (تتنهد) لكنهم يحتاجون إلى أمل. يحتاجون إليك، جمال. جمال (يومئ): سأعطيهم الأمل. (يرفع قبضته) لكن الأمل يحتاج إلى أفعال. (يصرخ بهدوء) من أجل الشعب! سارة (تنظر إلى المصابين): يجب أن ننقل هؤلاء إلى مكان آمن. (تنظر إلى سام) هل يمكنك مساعدتي؟ سام (يومئ): سأقود فريقاً إلى المستشفى القديم. (ينظر إلى الخريطة) لكن الطريق خطير. عمر (يتحدث بتصميم): سأذهب معكم. (ينظر إلى جمال) لقد سئمت الخوف. جمال (يبتسم): هذا هو الشجاعة، عمر. (يضع يده على كتفه) استخدمها. قاتل من أجل أحلامنا. (صوت انفجار خفيف من الخارج. الجميع يتجمد. أصوات صفارات الشرطة تقترب. مي ترفع هاتفها، تحاول البث.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! سارة (تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في غرفة مماثلة، يتحدث مع ناشط أكبر سناً.)الناشط القديم: جمال، الثورة تحتاج إلى صبر. (ينظر إليه) لكنها تحتاج إلى قلب لا يكسر. جمال الشاب: لن أتوقف! (يرفع قبضته) الشعب يستحق الحرية! (الشرطة تقتحم الغرفة. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (يصرخ): لن يسكتوننا هذه المرة! (يرفع قبضته) إلى الحي الشمالي! لينا (توزع منشوراً): الناس ينتظرونك، جمال. (تبتسم) أنت أملهم. سارة (تنظر إلى المصابين): سأبقى هنا حتى ننقل الجميع. (تنظر إلى سام) هل أنت معي؟ سام (يومئ): معك حتى النهاية. (يبتسم بحزن) اخترت الجانب الصحيح. (الشرطة تقترب من المبنى. أصوات خطواتهم تتردد. الحشد يستعد للخروج عبر مخرج خلفي. الإضاءة تصبح حمراء خافتة، تعكس التوتر. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان هذا المخبأ سيبقى ملاذاً أم سيصبح فخاً.)(الإضاءة تعود إلى الغرفة. الحشد يستعد للخروج. جمال يقود المجموعة نحو المخرج الخلفي. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يوزعان المنشورات الأخيرة. عمر يقف بالقرب من جمال، يبدو مصمماً. لينا تحمل منشورات إضافية، توزعها بحماس.)جمال (يصرخ): تحركوا! (يشير إلى المخرج) إلى الحي الشمالي! لا تصمتوا! سارة (تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يرفع لافته): لا ننكسر! (يصرخ) سنعود! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! من أجل العدالة! (متظاهر جديد يدخل، يحمل أخباراً.)المتظاهر الجديد: الشرطة تحاصر الأحياء! (يلهث) لكن الناس في الحي الشمالي ينتظرونك، جمال! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (يرفع قبضته) سننهض من الرماد! مي (تبث مباشرة): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! سام (ينظر إلى الباب): يجب أن نتحرك الآن. (يصرخ) إنهم قريبون! (أصوات خطوات الشرطة تتردد. الحشد يخرج بسرعة من المخرج الخلفي، يهتفون بقوة. الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان هذا اليوم سيغير التاريخ أم سينتهي بالهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الخامس: الرماد والأمل الجزء الثالث:
الحي الشمالي المشهد: الحي الشمالي في مدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في منتصف الليل بعد يوم من الاشتباكات العنيفة. الشوارع الضيقة مظلمة، مضاءة فقط بوهج خافت من المصابيح المكسورة ونيران صغيرة في براميل متناثرة. الجدران مغطاة بكتابات ثورية مثل "الحرية أو الموت!" و"الشعب لا يُهزم!". الحطام يملأ الطرقات: لافتات ممزقة، زجاج مكسور، وأكياس رمل مرتجلة كحواجز. مجموعات صغيرة من المتظاهرين يتجمعون بحذر، يحملون لافتات ومكبرات صوت صغيرة. نقاط تفتيش للشرطة والجيش تلوح في الأفق عند أطراف الحي، مع أصوات محركات الدبابات البعيدة. هواتف محمولة تبث مباشرة من زوايا مختلفة، تلتقط التوتر والتحدي. الإضاءة مزيج من الأزرق القاتم والبرتقالي الناري، تعكس الفوضى والأمل المتشبث بالحياة، كأن الحي نفسه يقاوم النسيان.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً ممزقاً ملطخاً بالدم والغبار، يحمل مكبر صوت صغير، صوته متعب لكنه مليء بالتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً متسخاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية فارغة تقريباً، عيناها تعكسان الإرهاق والعزم. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس ممزقة، يحمل لافتة محترقة جزئياً، صوته غاضب لكنه متعب. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل دفتر ملاحظات مبلل، صوتها يحمل حزناً وأملاً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، وجهه مغطى بالسخام، يبدو مصمماً رغم إرهاقه. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية ممزقة، يبدو مضطرباً لكنه ملتزم. مي (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً متصدع الشاشة، صوتها مليء بالحماس المتعب. لينا (25 عاماً): متطوعة شابة، ترتدي ملابس بسيطة، تحمل حقيبة صغيرة مليئة بالمنشورات، صوتها مليء بالقلق والأمل. (الستارة ترتفع. الحي الشمالي يعج بحركة خافتة. المتظاهرون يتجمعون في مجموعات صغيرة، يهمسون ويتبادلون الإشارات. جمال يقف على كومة من الحطام، يتحدث عبر مكبر الصوت بصوت منخفض. سارة تساعد متظاهراً مصاباً في زاوية، تضمد جرحه. رامي وناديا يقودان مجموعة صغيرة، يرفعان لافتاتهم. عمر وسام يراقبان نقطة تفتيش قريبة بحذر. مي تبث مباشرة، هاتفها مرفوع. لينا توزع منشورات للمتظاهرين الجدد. أصوات صفارات الشرطة ومحركات الدبابات تتردد من بعيد، ممزوجة بصوت الرياح القوية.)جمال (عبر مكبر الصوت، بصوت منخفض): أيها الشعب، هنا نقاوم! (يشير إلى الحي) الحي الشمالي هو قلعتنا! (يرفع قبضته) لا تراجع، لا استسلام! سارة (تضمد جرحاً، صوتها متعب): جمال، المصابون يتزايدون. (تنظر إليه) بالكاد لدينا ضمادات. إذا هاجموا الآن... جمال (ينزل من الحطام): سنتدبر الأمر، سارة. (ينظر إلى لينا) هل وصلت الإمدادات من الأحياء الجنوبية؟ لينا (تومئ): قليل من الطعام والضمادات. (تتنهد) لكن الطرق مغلقة. الناس خائفون، لكنهم يحاولون. رامي (يرفع لافته): خائفون؟ (يصرخ بهدوء) لقد سئمت الخوف! (يشير إلى نقطة التفتيش) دعنا نهاجمهم الآن! ناديا (تمسك بذراعه): رامي، توقف. (تنظر إليه) نحتاج إلى عقولنا، لا غضبنا فقط. (تدون ملاحظة) يجب أن ننظم الدفاع هنا. عمر (ينظر إلى نقطة التفتيش): لكن... الدبابات قريبة. (يهمس) سمعت محركاتهم. ماذا نفعل إذا هاجموا؟ سام (ينظر إلى الخريطة على الطاولة): إذا هاجموا، ابقوا متفرقين. (ينظر إلى جمال) يمكننا استخدام الأزقة لصالحنا. أعرف هذا الحي جيداً. جمال (يبتسم): هذا هو الروح، سام. (يرفع مكبر الصوت) اسمعوا! إذا جاء الغاز أو الدبابات، انقسموا إلى مجموعات صغيرة! لكن لا تصمتوا! مي (تبث مباشرة): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه نيو إمباير! هذا شعبنا! سارة (تنظر إليها): استمري، مي. (تضمد جرحاً) إذا رآنا العالم، قد يساعدوننا. لينا (توزع منشوراً): الناس في الأحياء الأخرى ينتظرون إشارتك، جمال. (تنظر إليه) أنت أملهم. جمال (يومئ): سأعطيهم الأمل. (يرفع قبضته) لكن الأمل يحتاج إلى أفعال! من أجل الشعب! رامي (يصرخ): من أجل الشعب! (يرفع لافته) لن أعيش عبداً! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! من أجل أطفالنا! عمر (يرفع قبضته): لن أخاف بعد الآن! (صوت قنبلة غاز يتردد. الدخان يبدأ بالانتشار من بعيد. الحشد يتفرق إلى مجموعات صغيرة، لكنهم يواصلون الهتاف. سارة وسام يساعدان المصابين إلى زقاق جانبي. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف.)مي (تصرخ): العالم يرى هذا! (ترفع هاتفها) لا يمكنهم إيقافنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (جندي شاب يظهر عند أطراف الحي، يتردد، يخفض سلاحه. ينظر إلى سام، ثم إلى الحشد.)الجندي الشاب (يهمس): هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى سام) هل نحن نقاتل شعبنا؟ سام (ينظر إليه): انضم إلينا. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم عائلتك. توقف عن قتالهم. (الجندي يتردد، ثم يلقي سلاحه، يتقدم نحو الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. مي تلتقط المشهد، تبثه مباشرة.)مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه قوتنا! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. جمال في العشرين من عمره، في شارع مماثل، محاطاً بالشرطة.)جمال الشاب: لا تراجع! (يصرخ) من أجل الشعب! (الشرطة تهاجم. الغاز ينتشر. جمال يُسحب بعيداً، صوته يتلاشى. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)جمال (يصرخ): لن يسكتوننا هذه المرة! (يرفع مكبر الصوت) إلى الأزقة! سارة (تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (الدبابات تقترب، أصوات محركاتها تهز الأرض. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. سارة وسام يساعدان المصابين. مي تواصل البث، تصرخ.)مي (تصرخ): هذه نيو إمباير! هذا شعبنا! عمر (يصرخ): لن ينسونا! (الإضاءة تصبح حمراء كالدم، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان الحي الشمالي سيصبح رمزاً للنصر أم قبراً للثورة.)(الإضاءة تعود إلى الحي. الغاز المسيل للدموع يبدأ بالانتشار. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكنهم يواصلون الهتاف. جمال يقود مجموعة صغيرة. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يرفعان لافتاتهما. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف. لينا توزع منشورات.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يرفع مكبر الصوت) لكن لا تصمتوا! صوتكم هو قوتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (متظاهر جديد يركض إلى الحي، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: الناس يأتون من الأحياء الشرقية! (يصرخ) إنهم معنا! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (يصرخ) سننهض من الرماد! مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! سام (ينظر إلى الدبابات): إنهم يقتربون. (يصرخ) تحركوا بسرعة! (جندي آخر يتردد، يخفض سلاحه. ينظر إلى الجندي المنشق الأول.)الجندي الثاني (يهمس): هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى الحشد) هل نحن نقاتل شعبنا؟ الجندي المنشق (يصرخ): انضم إلينا! (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم عائلتك! (الجندي الثاني يلقي سلاحه، ينضم إلى الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان هذا اليوم سيغير التاريخ أم سينتهي بالهزيمة.)
مسرحية: حافة الهاوية الفصل الخامس: الرماد والأمل الجزء الرابع: آخر المواجهة المشهد: شارع رئيسي مهجور في الحي الشمالي بمدينة "نيو إمباير"، عاصمة متخيلة ترمز إلى الولايات المتحدة، في ساعات الفجر الأولى بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة. الشارع مغطى بالحطام: لافتات محترقة، زجاج مكسور، وأكوام من الإطارات المشتعلة تنير المكان بوهج برتقالي قاتم. الجدران ملطخة بالدخان ومغطاة بشعارات ثورية مثل "الشعب لا يُهزم!" و"الحرية الآن!". مجموعات صغيرة من المتظاهرين يقاومون خلف حواجز مرتجلة من أكياس الرمل والحطام، يحملون لافتات ممزقة ومكبرات صوت صغيرة. صفوف الشرطة والجنود يتقدمون ببطء من أطراف الشارع، مع دبابة واحدة تهيمن على المشهد في الخلفية، مدفعها موجه نحو الحشد. هواتف محمولة تبث مباشرة من زوايا مختلفة، تلتقط التوتر النهائي. الإضاءة مزيج من الأحمر الناري والرمادي القاتم، تعكس الدمار والتحدي الأخير، كأن الشارع نفسه يقف على حافة التاريخ.الشخصيات: جمال (38 عاماً): ناشط يساري شيوعي، يرتدي جاكيتاً ممزقاً ملطخاً بالدم والغبار، يحمل مكبر صوت صغير، صوته متعب لكنه مليء بالتحدي. سارة (35 عاماً): ممرضة من القطاع العام، ترتدي معطفاً متسخاً، تحمل حقيبة إسعافات أولية فارغة تقريباً، عيناها تعكسان الإرهاق والعزم. رامي (40 عاماً): عامل مصنع عاطل، يرتدي ملابس ممزقة، يحمل لافتة محترقة جزئياً، صوته غاضب لكنه متعب. ناديا (30 عاماً): معلمة، ترتدي معطفاً ممزقاً، تحمل دفتر ملاحظات مبلل، صوتها يحمل حزناً وأملاً. عمر (22 عاماً): طالب جامعي، يرتدي سترة بغطاء رأس، وجهه مغطى بالسخام، يبدو مصمماً رغم إرهاقه. سام (35 عاماً): شرطي سابق انضم إلى المتظاهرين، يرتدي ملابس مدنية ممزقة، يبدو مضطرباً لكنه ملتزم. مي (20 عاماً): طالبة، ترتدي ملابس رياضية، تحمل هاتفاً ذكياً متصدع الشاشة، صوتها مليء بالحماس المتعب. لينا (25 عاماً): متطوعة شابة، ترتدي ملابس بسيطة، تحمل حقيبة صغيرة مليئة بالمنشورات، صوتها مليء بالقلق والأمل. جندي متردد (علي) (24 عاماً): جندي شاب، يرتدي زياً عسكرياً، يبدو مشوشاً، صوته مليء بالتردد. (الستارة ترتفع. الشارع يعج بالتوتر. المتظاهرون يقفون خلف الحواجز، يهتفون "الشعب متحد لن يُهزم!" بصوت منهك لكنه قوي. جمال يقف على حاجز مرتجل، يتحدث عبر مكبر الصوت. سارة تساعد متظاهراً مصاباً خلف حاجز، تضمد جرحه بضمادات ممزقة. رامي وناديا يرفعان لافتاتهما، يقودان مجموعة صغيرة. عمر وسام يراقبان تقدم الشرطة والدبابة بحذر. مي تبث مباشرة، هاتفها مرفوع رغم ارتجافه. لينا توزع منشورات للمتظاهرين الجدد. أصوات محركات الدبابة وصفارات الشرطة تملأ الجو، ممزوجة بصوت الرياح القوية.)جمال (عبر مكبر الصوت، صوته يتردد): أيها الشعب! هذه لحظتنا الأخيرة! (يرفع قبضته) هنا، في الحي الشمالي، سنغير التاريخ! لا تراجع! سارة (تضمد جرحاً، صوتها متعب): جمال، لم يعد لدينا شيء. (تنظر إليه) الضمادات نفدت، الناس يسقطون. كيف سنصمد؟ جمال (ينزل من الحاجز): سنصمد بقلوبنا، سارة. (ينظر إليها) طالما هناك واحد منا يقف، الثورة حية. (يصرخ) من أجل الشعب! رامي (يرفع لافته المحترقة): من أجل الشعب! (يصرخ بتعب) لن أموت عبداً! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! (تنظر إلى مي) استمري في البث! العالم يجب أن يرى هذا! مي (تبث مباشرة، صوتها مرتجف): هذه نيو إمباير! (ترفع هاتفها) هذا شعبنا! لا يزال واقفاً! عمر (ينظر إلى الدبابة): إنهم يتقدمون. (يهمس) الدبابة تتحرك. ماذا نفعل الآن؟ سام (ينظر إلى الدبابة): ابقوا خلف الحواجز. (يهمس إلى جمال) إذا أطلقوا النار، لا يمكننا الصمود. يجب أن نتراجع إلى الأزقة. جمال (يرفض): لا تراجع! (يصرخ) إذا تراجعنا الآن، سينتهي كل شيء! (يرفع مكبر الصوت) هذه أرضنا! لينا (توزع منشوراً): الناس في الأحياء الشرقية يتحركون! (تلهث) إنهم قادمون لدعمنا! سارة (تنظر إليها): دعم؟ (تبتسم بحزن) قد لا يصلون في الوقت المناسب. (تنظر إلى المصابين) لكننا سنقاتل حتى النهاية. (متظاهر مصاب يزحف نحو جمال، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر المصاب (بصوت ضعيف): جمال... لا تتوقف. (يتنهد) قاتلت من أجل أطفالي... لا تدعها تنتهي هنا. جمال (ينحني إليه): لن تنتهي. (يضع يده على كتفه) وعدك، سنواصل. مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! لا يمكنهم إيقافنا! ناديا (تدون ملاحظة): يجب أن نرسل رسالة واضحة. (تنظر إلى جمال) الناس بحاجة إلى معرفة ما نقاتل من أجله: الحرية، العدالة، الحياة. جمال (يومئ): رسالتنا بسيطة: الشعب أولاً. (يرفع قبضته) لا أثرياء، لا ظلم، عالم للجميع! (صوت قنبلة غاز يتردد. الدخان ينتشر بسرعة. الحشد يتفرق خلف الحواجز، لكنهم يواصلون الهتاف. سارة وسام يساعدان المصابين إلى زقاق جانبي. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف.)سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستشفيات! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (الدبابة تطلق طلقة تحذيرية. الحشد يتجمد للحظة، لكنه يواصل الهتاف. جندي شاب، علي، يظهر عند أطراف الشارع، يتردد، يخفض سلاحه.)علي (يهمس): هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى سام) هل نحن نقاتل شعبنا؟ سام (ينظر إليه): انضم إلينا، علي. (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم عائلتك. توقف عن قتالهم. (علي يتردد، ثم يلقي سلاحه، يتقدم نحو الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. مي تلتقط المشهد، تبثه مباشرة.)مي (تصرخ): العالم يرى هذا! (ترفع هاتفها) جندي ينضم إلى الشعب! جمال (يبتسم، يصرخ): هذا هو شعبنا! هذه قوتنا! (استرجاع: الإضاءة تتغير، تصبح أكثر قتامة. سارة في العشرين من عمرها، في شارع مماثل، تساعد متظاهراً مصاباً.)سارة الشابة: تمسك! (تصرخ) لن أتركك تموت! (الشرطة تهاجم. الغاز ينتشر. سارة تُسحب بعيداً، تصرخ. الإضاءة تعود إلى الحاضر.)سارة (تصرخ): لن أتركهم هذه المرة! (تساعد متظاهراً مصاباً) تحركوا إلى الأزقة! رامي (يصرخ): لا استسلام! (يرفع لافته) سنقاتل حتى النهاية! ناديا (تصرخ): من أجل العدالة! من أجل أطفالنا! (الدبابة تتحرك ببطء. الشرطة تطلق المزيد من الغاز. الحشد يتفرق إلى الأزقة، لكن الهتافات تستمر. مي تواصل البث، تصرخ.)مي (تصرخ): هذه نيو إمباير! هذا شعبنا! عمر (يصرخ): لن ينسونا! (جندي آخر يتردد، يخفض سلاحه. ينظر إلى علي، ثم إلى الحشد.)الجندي الثاني (يهمس): هل هذا صحيح؟ (ينظر إلى علي) هل نحن على الجانب الخطأ؟ علي (يصرخ): انضم إلينا! (يشير إلى الحشد) هؤلاء هم شعبك! (الجندي الثاني يلقي سلاحه، ينضم إلى الحشد. الحشد يهتف بقوة أكبر. الإضاءة تصبح حمراء كالدم، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كانت هذه المواجهة الأخيرة ستغير التاريخ أم ستنتهي بالهزيمة.)(الإضاءة تعود إلى الشارع. الغاز المسيل للدموع يملأ الهواء، لكن الحشد يصمد خلف الحواجز. جمال يقود مجموعة صغيرة إلى زقاق جانبي. سارة وسام يساعدان المصابين. رامي وناديا يرفعان لافتاتهما، يهتفان. مي تبث مباشرة، هاتفها يرتجف. لينا توزع منشورات.)جمال (يصرخ): إلى الأزقة! (يرفع مكبر الصوت) لكن لا تصمتوا! صوتكم هو قوتنا! سارة (تسعل، تصرخ): من أجل المستقبل! من أجل أطفالنا! رامي (يصرخ): لا ننكسر! ناديا (تصرخ): من أجل الحقيقة! (متظاهر جديد يركض إلى الشارع، وجهه مغطى بالدم.)المتظاهر الجديد: الناس يأتون من الأحياء الغربية! (يصرخ) إنهم معنا! جمال (يبتسم): هذا هو شعبنا! (يصرخ) سننهض من الرماد! مي (تصرخ): العالم يشاهد! (ترفع هاتفها) هذه ثورتنا! سام (ينظر إلى الدبابة): إنهم يقتربون. (يصرخ) تحركوا بسرعة! (الدبابة تطلق طلقة تحذيرية أخرى. الحشد يتجمد للحظة، لكنه يواصل الهتاف. جندي ثالث يتردد، يخفض سلاحه، ينضم إلى الحشد. الإضاءة تصبح حمراء، تعكس الفوضى. الستارة تنخفض ببطء، تاركة الجمهور مع شعور بالأمل الثوري وسط الخطر، والتساؤل عما إذا كان هذا اليوم سيغير التاريخ أم سينتهي بالهزيمة.)
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا: إمبراطورية الفقاعات وأوهام الدولار السحري..كتابات سا
...
-
رواية: رقصة النيل الساخرة
-
السلام المزيف: قصة كيف غرقت مصر وفلسطين في بحر من النكات الس
...
-
السيرك العالمي يفتتح موسمه الجديد في تل أبيب وواشنطن..كتابات
...
-
أزمة الإمبراطورية الأمريكية : الهبوط نحو الهاوية
-
مسرحية : ايقاعات الورك المتمرد
-
مجموعة قصصية : أكوام الخيال - الجزء الأول-
-
الثقب الأسود الأوكراني: كوميديا جيوسياسية في مسرح العبث
-
خيوط الاستعمار الإنكليزي ومحميات الخليج في صلب الفوضى العالم
...
-
مسرحية -مدرسة الوحدة العجيبة-
-
من إيقاعات النيل إلى أسواق إدلب : رقصة الشرق ضد الإسلام الصه
...
-
رواية: خيوط الزيف
-
-مسرحية الخيانة: عباس والجولاني في عرضٍ ساخر -
-
التاريخ المُعاد كتابته بريشة الروتشيلد وسكين لورانس
-
مسرحية: -أزقة باريس تحترق-..كوميديا
-
عالم المخدرات العجيب حيث الشعر البرتقالي والعيون الزرقاء تحك
...
-
العالم يرقص على إيقاع ترامب العبقري... أو ربما العكس!
-
مسرحية -رقصة دولارات الإبادة : عبد الحميد الثالث ودونالد الص
...
-
عشرين تريليون أو المشنقة... والمقاومة تضحك أخيراً!
-
أردوغان وترامب: مسرحية الصداقة التجارية بطعم الإبادة
المزيد.....
-
بعد الفيلم المُرتقب.. الإعلان عن موسمين جديدين من مسلسل -Pea
...
-
عاجل.. المصري خالد العناني مديراً لمنظمة اليونسكو
-
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تنتخب
...
-
فنان تونسي بأسطول الصمود: نعتذر لأهلنا بغزة لأننا لم نصل إلي
...
-
اليونسكو تختار مديرا عاما يقودها في مرحلة بالغة الصعوبة
-
فيلم تايلور سويفت يعتلي صدارة شباك التذاكر متفوقا على -معركة
...
-
لوحاته تجوب أوروبا.. لماذا لجأ فنان من غزة للرسم على الكراتي
...
-
لوحاته تجوب أوروبا.. لماذا لجأ فنان من غزة للرسم على الكراتي
...
-
جغرافيون مجتمعون في فرنسا يناقشون ترامب و-إعادة كتابة الجغرا
...
-
سوريا: تشكيل أول برلمان منذ إطاحة الأسد وسط انتقادات لآلية ا
...
المزيد.....
-
مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
فرس تتعثر بظلال الغيوم
/ د. خالد زغريت
-
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
/ أبو الحسن سلام
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
المزيد.....
|