أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - فلسفة الطوفان في سياق القطيعة الكارثية والنضال من أجل التحرر الوطني















المزيد.....

فلسفة الطوفان في سياق القطيعة الكارثية والنضال من أجل التحرر الوطني


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 14:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مقدمة
في سياق القطيعة الكارثية التي أحدثها طوفان الأقصى، التي تتميز بالتحديات العسكرية، الاقتصادية، البيئية، الاجتماعية، السياسية والثقافية، تظهر فلسفة المقاومة والالتزام بالثورة والتغيير كأداة حاسمة لإعادة صياغة الوعي الإنساني والوطني والعالمي. يُشير مصطلح "طوفان الفلسفة" إلى التدفق الغزير للأفكار الفلسفية الجذرية التي تهدف إلى نقد الهيمنة العالمية وإعادة بناء الهوية الحضارية، بينما تعبر "فلسفة الطوفان" عن مقاربة فلسفية استردادية تتناول الأزمات السياسية الكبرى كفرصة للتجديد والتحرر. في سياق الأمم المضطهدة، التي عانت من الاستعمار والاستيطان والاستغلال، تصبح الفلسفة الانسانية التقدمية أداة لتصويب بوصلة الطريق نحو التحرر الوطني واسترجاع الهوية الحضارية. تستلهم هذه الدراسة أفكار حول العقل والوجود والثورة، مع ربطها بسياق ما بعد الاستعمار وتحديات القطيعة الكارثية، لتحليل كيف يمكن للفلسفة أن تُسهم في تحرير الأمة المضطهدة واسترجاع دورها الحضاري.
طوفان الفلسفة وفلسفة الطوفان
يُمثل "طوفان الفلسفة" تدفق الأفكار الفلسفية التي تحمل إمكانية التغيير الجذري، مستلهمة من مفهوم العقل عند الفلاسفة الوجوديين، الذين يرون أن العقل أداة لإدراك الوجود وتجاوز الطبيعة إلى ما بعدها. أما "فلسفة الطوفان" فهي مقاربة ميتافيزيقية تستلهم من الأزمات الكبرى، مثل القطيعة الكارثية، لإعادة صياغة الوضع البشري . في سياق الأمم المضطهدة، تتجسد هذه الفلسفة في نقد الهيمنة الاستعمارية والعولمة، كما وصفها إدوارد سعيد في تحليله للاستشراق، وفي السعي نحو استرجاع الهوية الحضارية. يتطلب التحرر الوطني والاسترجاع الحضاري تصويب بوصلة التفكير الفلسفي نحو العدالة والاستقلال.
طوفان الفلسفة: إعادة صياغة الوعي الوطني
نقد الهيمنة العالمية:
يُشكل طوفان الفلسفة أداة لنقد الهيمنة الثقافية والاقتصادية التي فرضتها العولمة الاستعمارية. يرى سعيد أن المعرفة الاستشراقية شكلت أداة للهيمنة على الأمم المضطهدة، مما يستدعي فلسفة نقدية لتفكيك هذه السرديات. يمكن للفلسفة أن تُعيد صياغة الوعي الوطني من خلال تعزيز التفكير النقدي.
العقل كأداة تحرر:
يُعتبر العقل أداة أساسية لإدراك الوجود وتجاوز العروض الحسية إلى المعاني المجردة. في سياق الأمم المضطهدة، يمكن للعقل أن يُساهم في نقد الروايات الاستعمارية وبناء هوية وطنية مستقلة.
التفكير متعدد التخصصات:
يتطلب طوفان الفلسفة دمج الفلسفة مع العلوم الإنسانية، كما في دراسات ما بعد الاستعمار، لفهم تأثير العولمة على الهوية الحضارية. هذا التمازج يعزز القدرة على تصويب بوصلة التفكير نحو التحرر.
فلسفة الطوفان: الأزمات كفرصة للتجديد
القطيعة الكارثية كمحفز:
تُشكل القطيعة الكارثية، بما فيها من أزمات بيئية واجتماعية، فرصة لإعادة التفكير في الوضع البشري. يرى فريتيوف كابرا (1996) أن الأزمات البيئية تتطلب منهجًا شموليًا يدمج الفلسفة مع العلوم لفهم الأنظمة المعقدة. فلسفة الطوفان تستلهم من هذه الأزمات لتجديد الهوية الحضارية.
التحرر الوطني:
تُقدم فلسفة الطوفان إطارًا للتحرر الوطني من خلال إعادة صياغة الرؤية للعالم. يشير فرانز فانون في كتابه معذبي الأرض (1961)إلى أن التحرر الوطني يتطلب تحرير الوعي من الهيمنة الاستعمارية، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الفلسفة النقدية.
الاسترجاع الحضاري:
يتطلب استرجاع الهوية الحضارية إعادة بناء المعرفة المحلية التي هُمّشت بفعل الاستعمار. يمكن لفلسفة الطوفان أن تُعيد الاعتبار للعقل العربي الإسلامي كأداة للنهوض.
دور الفيلسوف في تصويب بوصلة الطريق
إن دور الفيلسوف لا يقتصر على إشهار المعرفة، بل يمتد إلى التعريف بأنماط إنتاجها، وهو ما ينسجم مع طوفان الفلسفة وفلسفة الطوفان.
تعزيز التفكير النقدي:
يمكن للفيلسوف تعليم طلاب الحقيقة كيفية نقد الروايات المهيمنة، مستلهمًا من فوكو، الذي يربط المعرفة بالسلطة.
التعليم الفلسفي الملتزم:
يُساهم دمج الفلسفة في المناهج في تعزيز وضوح الرؤية مما يساعد في بناء هوية وطنية مستقلة.
التعليم متعدد التخصصات:
يمكن للفيلسوف دمج الفلسفة مع العلوم الإنسانية لفهم تأثير العولمة على الأمم المضطهدة.
استخدام التكنولوجيا:
يمكن استخدام منصات رقمية محلية لنشر أفكار فلسفية نقدية تشجع على التحرر الوطني واسترجاع الهوية الحضارية.
تحديات تصويب بوصلة الطريق
الهيمنة الثقافية:
تُعيق الروايات الاستعمارية استرجاع الهوية الحضارية.
التفاوت في التعليم:
يعاني العديد من الأفراد في الأمم المضطهدة من محدودية الوصول إلى التعليم النقدي.
التحديات التكنولوجية:
قد تُعزز التكنولوجيا الروايات المهيمنة بدلاً من نقدها.
الحلول المقترحة:
تطوير مناهج تعليمية تركز على نقد الهيمنة.
زيادة الاستثمار في التعليم في الأمم المضطهدة.
استخدام التكنولوجيا بشكل نقدي لتعزيز الوعي الوطني.
توصيات لتدشين التحرر الوطني واسترجاع الهوية الحضارية
دمج الفلسفة النقدية: إدخال أعمال تجديدية راهنة في المناهج التعليمية لتعزيز التفكير النقدي.
التعليم متعدد التخصصات: ربط الفلسفة بدراسات ما بعد الاستعمار لفهم تأثير العولمة.
تعزيز الحوار في الفضاء العمومي: تنظيم منتديات فلسفية لمناقشة التحرر الوطني.
استخدام التكنولوجيا: تطوير منصات رقمية تنشر أفكارًا فلسفية تدعم استرجاع الهوية الحضارية.
إعادة إحياء التراث: التركيز على التراث الفلسفي العربي الإسلامي كأساس للنهوض الاجتماعي.
خاتمة
إن طوفان الفلسفة وفلسفة الطوفان يُشكلان إطارًا قويًا لتصويب بوصلة الطريق نحو التحرر الوطني واسترجاع الهوية الحضارية للأمة المضطهدة. من خلال دمج العقلانية الفلسفية الملتزمة، مع نقد الهيمنة الاستعمارية العالمية، يمكن للفلسفة أن تُسهم في إعادة صياغة الوعي الوطني وبناء مستقبل مستدام وعادل. في زمن القطيعة الكارثية، تظل الفلسفة أداة لتحرير العقل العربي والوجود الإسلامي والضمير الانساني التقدمي. فكيف يمكن ان تستكمل فلسفة الطوفان عملية طوفان الأقصى البطولية على مستوى العقل والارادة وفي سياق النظر والفعل؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر العولمة المتوحشة بين تدمير الوسط الطبيعي واستلاب الذات ...
- قرار إنهاء الحرب في غزة بين دور ترامب ومواقف حماس وإسرائيل
- الثقافة الوطنية والنضال من أجل الحرية حسب فرانز فانون، مقارب ...
- مقاربة استراتيجية حول الترجمة الفلسفية وفلسفة الترجمة
- شروط الرد الحضاري على ميكانيزمات النزعة الاستعمارية الجديدة ...
- استعادة الفكر التنويري في عصر الفراغ الأكسيولوجي واللايقين ا ...
- تجاوز الأزواج الميتافيزيقية نحو إطلاق سراح الحياة، الإبداع، ...
- مستقبل الوطن العربي بين التعدد الإثني والخلافات السياسية وبي ...
- غاستون باشلار والتحليل النفسي للمعرفة العلمية بين القطيعة ال ...
- ثورة في العلم الحديث حسب فيرنر هايزنبرج من خلال دراسة العلاق ...
- الحضارة الغربية في منحدر خطر من منظور ماكس فيبر، مقاربة سوسي ...
- الالتجاء إلى الحرب بين الدوافع اللاشعورية الجمعية والمطامع ا ...
- الضمير الإنساني بين الجرح الفلسطيني والألم العربي - مقاربة إ ...
- الاحتفاء بالفنون بين إقامة المهرجانات الموسمية وتخليد الذكري ...
- ألكسندر كوجيف بين اعادة قراءة فلسفة التاريخ عند هيجل وكتابة ...
- العدالة كأرقى فضائل الحياة السياسية وغياب الوفاق العملي حول ...
- معالم القول السياسي والاجتماعي لما بعد الحداثة الفلسفية
- أزمة المثقف في الوطن العربي وتحديات التكنولوجيا وشروط إمكان ...
- أنطونيو غرامشي بين الثوري عابر للثقافات وتغيير المحاور نحو ع ...
- الفلسفة هي فن طرح الأسئلة الصحيحة، بدلاً من الحصول على إجابا ...


المزيد.....




- حريق في منزل قاض بأمريكا.. والتحقيق جارٍ لكشف الأسباب الغامض ...
- جنيفر لوبيز تتألّق بإطلالة عنكبوتيّة مستوحاة من فيلمها الجدي ...
- بفيديو من زفافها.. سيلينا غوميز توجه رسالة لـ تايلور سويفت
- تحطم مروحية طبية على طريق سريع بأمريكا.. شاهد ما حدث
- تحفة معمارية..نظرة على دير منحوت بصخور جبل المقطم في مصر
- إسرائيل تحيي الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر
- سلوفينيا تختتم مهرجان R.o.R بمشهد فني يربط الإنسان بالكون
- تدخين التبغ في انخفاض مستمر والسجائر الإلكترونية تتصدر الأسو ...
- ألمانيا: مساعدات إعادة إعمار غزة جاهزة فور وقف إطلاق النار
- الضفة الغربية: أكثر من 31 ألف اعتداء إسرائيلي وأكثر من ألف ق ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - فلسفة الطوفان في سياق القطيعة الكارثية والنضال من أجل التحرر الوطني