|
أزمة المثقف في الوطن العربي وتحديات التكنولوجيا وشروط إمكان التأثير وإعادة التموقع في المشهد الثقافي
زهير الخويلدي
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:36
المحور:
قضايا ثقافية
مقدمة "المفكرون الحقيقيون هم أقرب ما يكونون إلى الصدق مع أنفسهم حين تدفعهم المشاعر الجياشة والمبادئ السامية إلى فضح الفساد، والدفاع عن الضعفاء، وتحدي السلطة الغاشمة." جوليان بندا، خيانة المثقفين يعيش المثقف العربي اليوم أزمة معقدة تتجلى في تهميشه اجتماعياً وسياسياً، وارتباكه الثقافي، وتراجع دوره في صياغة الوعي الجماعي والتأثير في الديناميات الاجتماعية والسياسية. هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات تاريخية، ثقافية، وسياسية، ارتبطت بتحديات الحداثة، الاستعمار، والتحولات الاجتماعية في الوطن العربي. في ظل هذه التحديات، يبرز السؤال حول كيفية استعادة المثقف العربي لدوره كفاعل ثقافي وسياسي، وما هي الشروط التي تمكنه من التأثير وإعادة التموقع في المشهد الثقافي. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أزمة المثقف العربي، استكشاف أسبابها، واقتراح شروط إمكان التأثير وإعادة التموقع، من هو المثقف؟ " إن جميع الناس مفكّرون ولكن وظيفة المثقف أو المفكر في المجتمع لا يقوم بها كل الناس" غرامشي المثقف، في السياق العربي، هو الفرد الذي يمتلك معرفة متخصصة ويسهم في إنتاج الخطاب الثقافي والفكري، سواء من خلال الأدب، الفلسفة، العلوم، أو النقد الاجتماعي والسياسي. يشير محمد عابد الجابري إلى أن مصطلح "المثقف" في الفكر العربي حديث نسبياً، ويرتبط بالثقافة كمنطقة معرفية، على عكس الاستخدام الغربي الذي يربطه بالفكر والنشاط الفكري بشكل أوسع. أما أنطونيو غرامشي فيرى أن المثقف ليس نخبوياً بالضرورة، بل يشمل كل من يقوم بنشاط فكري أو ثقافي خارج نطاق مهنته. أزمة المثقف العربي: الأبعاد والمظاهر "إن لكلِّ مُثقفٍ أو مُفكر جمهورًا وقاعدة؛ أيْ جمهورًا مُعينًا يَسمعه، والقضية هي: هل عليه أن يُرضي ذلك الجمهور، باعتباره زبونًا عليه أن يُسعِده، أم أن عليه أن يتحدَّاه؛ ومن ثَم يُحفِّزه إلى المعارضة الفورية أو إلى تعبئة صفوفه للقيام بدرجةٍ أكبر من المشاركة الديمقراطية في المجتمع؟ " تتجلى أزمة المثقف العربي في عدة أبعاد: التهميش السياسي: يواجه المثقف العربي قيوداً من السلطات السياسية التي غالباً ما تحارب الفكر النقدي أو تحد من حرية التعبير. الانعزالية النخبوية: يميل بعض المثقفين إلى الانشغال بإشكاليات نخبوية بعيدة عن هموم الجمهور، مما يحد من تأثيرهم. الصراعات الإيديولوجية: يعيش المثقف العربي صراعاً بين ثنائيات مثل الحداثة والتراث، القومية والعولمة، والعلمانية والدين، مما يؤدي إلى ارتباك في دوره. تراجع المنتج الثقافي: غياب مجلات ومنصات ثقافية رصينة يؤدي إلى رواج منتجات ثقافية سطحية أو "مهربة" تحمل شعارات مضللة. التحديات الرقمية: المنافسة مع الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي تضعف تأثير المثقف التقليدي. الأسباب التاريخية والثقافية الاستعمار وسايكس-بيكو: أدى تقسيم الوطن العربي إلى دول قطرية إلى إضعاف المشروع القومي العربي، مما وصم المثقفين التنويريين بالتبعية للغرب. غياب الرؤية الأصيلة: أن أزمة المثقف ترتبط بغياب رؤية أصيلة تربط بين الأصالة والمعاصرة، مما يجعل المثقف عاجزاً عن تقديم نموذج اجتماعي وسياسي واضح. الازدواجية الثقافية: يعاني المثقف العربي من ازدواجية بين العلم المادي والإلهام الروحي، مما يولد كراهية للعلم الطبيعي الذي يميز العصر الحديث. التحولات السياسية وعودة الاستبداد: أحداث الربيع العربي كشفت عن انفصال المثقف عن نبض الشارع، حيث فوجئ الكثيرون بالانتفاضات الشعبية بسبب انشغالهم بتنظيرات نخبوية. المقاربات المعاصرة أعادت أحداث الربيع العربي طرح السؤال حول دور المثقف العربي. فقد كشفت هذه الأحداث عن: الإخفاقات الفكرية: لم يكن المثقف موصولاً بالواقع الاجتماعي والسياسي، مما جعله غير قادر على توقع أو توجيه هذه التحولات. نقاط القوة: المثقف العربي يمتلك إمكانات معرفية وثقافية تمكنه من لعب دور ريادي في النهضة الثقافية، خاصة إذا تمكن من الجمع بين الأصالة والمعاصرة. نقاط الضعف: التهميش السياسي، الانعزالية النخبوية، والصراعات الإيديولوجية تحد من تأثير المثقف. كما أن غياب المنصات الثقافية الرصينة يعيق إنتاجه. التحديات المستقبلية: كيف يمكن للمثقف أن يتجاوز القيود السياسية والاجتماعية؟ كيف يمكن استغلال التكنولوجيا لتعزيز دوره دون التضحية بالجودة؟ وكيف يمكن بناء رؤية ثقافية موحدة في ظل التنوع الإيديولوجي؟ الخواء القيمي: يرى البعض أن المثقف العربي سقط في اختبار الربيع العربي، حيث تبنى شعارات مضللة لتسويق ذاته بدلاً من تقديم رؤى أصيلة. الاستقطاب الإيديولوجي: أدت الثنائيات الإيديولوجية (مثل العلمانية مقابل الإسلام السياسي) إلى استقطاب المثقفين، مما زاد من تعقيد الأزمة. التأثير في ظل التحديات "ان مهمة المثقف والمفكر تتطلب اليقظة والانتباه على الدوام ورفض الانسياق وراء أنصاف الحقائق أو الافكار الشائعة باستمرار" ادوارد سعيد لكي يتمكن المثقف العربي من التأثير، يجب أن يتجاوز التحديات التالية: الانفصال عن الجمهور: يحتاج المثقف إلى صياغة لغة قريبة من هموم الناس، بدلاً من الانشغال بالإشكاليات النخبوية. الارتهان للسلطة: يجب على المثقف أن يتحرر من التبعية للسلطة السياسية أو الغربة الداخلية التي تجعله منفصلاً عن مجتمعه. التحديات الرقمية: يواجه المثقف منافسة من وسائل التواصل الاجتماعي، التي تروج لمحتوى سطحي يجذب الجمهور بعيداً عن المنتج الثقافي الرصين. تأثير التكنولوجيا على المثقف العربي تشهد الثقافة العربية تحولات عميقة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، حيث أعادت التكنولوجيا، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي، والمنصات الرقمية، تشكيل دور المثقف العربي في المشهد الثقافي. لقد أسهمت التكنولوجيا في توسيع نطاق تأثير المثقف، ولكنها في الوقت نفسه طرحت تحديات جديدة تتعلق بالتهميش، المنافسة مع المحتوى السطحي، وفقدان المصداقية الثقافية. في سياق أزمة المثقف العربي، التي تمت مناقشتها سابقاً، يبرز السؤال حول كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة لتعزيز دور المثقف أو، على العكس، عاملاً يعمق أزمته. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تأثير التكنولوجيا على المثقف العربي، استكشاف الفرص والتحديات، واقتراح شروط إمكان إعادة التموقع في المشهد الثقافي. تعريف المثقف في العصر الرقمي هو الفرد الذي ينتج خطاباً فكرياً وثقافياً يسهم في صياغة الوعي الجماعي. في العصر الرقمي، يتجاوز دور المثقف النمط التقليدي (مثل الكاتب أو الناقد) ليشمل من يستخدم المنصات الرقمية لنشر الأفكار والتأثير في الجمهور. التكنولوجيا أعادت تعريف هذا الدور من خلال توفير أدوات جديدة للتواصل، ولكنها أيضاً أثارت تحديات تتعلق بالمصداقية والعمق الفكري. وسائل التواصل الاجتماعي: منصات مثل تويتر، فيسبوك، ويوتيوب أتاحت للمثقف الوصول إلى جمهور أوسع، ولكنها أيضاً روجت لمحتوى سطحي يعتمد على الجاذبية اللحظية. الذكاء الاصطناعي: أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تحليل البيانات والترجمة الآلية، تمكن المثقف من التعامل مع كميات كبيرة من المعلومات، لكنها تثير تساؤلات حول الأصالة الفكرية. المنصات الرقمية: مواقع مثل المدونات والمجلات الإلكترونية توفر فضاءات للنشر، لكنها تواجه منافسة من المحتوى التجاري. تتفاقم أزمة المثقف العربي في ظل التكنولوجيا بسبب: التهميش الرقمي: يواجه المثقف منافسة من "المؤثرين" الذين يقدمون محتوى جذاباً ولكنه غالباً سطحي. فقدان العمق الفكري: الضغط لإنتاج محتوى سريع وجذاب يقلل من جودة الخطاب الثقافي. الاستقطاب الإيديولوجي: وسائل التواصل الاجتماعي تعزز الاستقطاب، مما يحد من قدرة المثقف على إجراء حوار بناء . القيود السياسية: في العديد من الدول العربية، تُستخدم التكنولوجيا لمراقبة المثقفين وتقييد حريتهم. أثرت المقاربات المعاصرة على المثقف العربي بطرق إيجابية وسلبية: الفرص: توسيع نطاق التأثير: تتيح المنصات الرقمية للمثقف الوصول إلى جمهور عالمي، مما يعزز تأثيره خارج الحدود الجغرافية. على سبيل المثال، يمكن لمثقف عربي أن ينشر مقالات أو فيديوهات تصل إلى ملايين المشاهدين عبر يوتيوب أو تويتر. إنتاج محتوى متنوع: التكنولوجيا تتيح إنتاج محتوى بصري وسمعي (مثل البودكاست والفيديوهات)، مما يجعل الخطاب الثقافي أكثر جاذبية. التعاون الثقافي: المنصات الرقمية تسهل التعاون بين المثقفين عبر الدول العربية، مما يعزز بناء شبكات فكرية. التعليم الرقمي: تتيح التكنولوجيا نشر المعرفة من خلال دورات عبر الإنترنت ومنصات تعليمية، مما يعزز دور المثقف كمعلم ومُنَوّر. التحديات: المنافسة مع المحتوى السطحي: يواجه المثقف منافسة من "المؤثرين" الذين يقدمون محتوى ترفيهياً يجذب الجمهور بعيداً عن الخطاب الثقافي الرصين. فقدان المصداقية: انتشار المعلومات المغلوطة والمحتوى المُهَرّب تحت شعارات ثقافية يهدد مصداقية المثقف. الرقابة الرقمية: في بعض الدول العربية، تُستخدم التكنولوجيا لمراقبة المثقفين وتقييد حرية التعبير، مما يحد من تأثيرهم. الاستقطاب الرقمي: وسائل التواصل الاجتماعي تعزز الاستقطاب الإيديولوجي، مما يجعل من الصعب على المثقف إجراء حوار بناء . التكنولوجيا وأزمة المثقف العربي التهميش الرقمي: المثقف التقليدي، الذي يعتمد على الكتب والمجلات، يجد نفسه مهمشاً أمام المحتوى الرقمي السريع الذي يسيطر على اهتمام الجمهور. الضغط على العمق الفكري: التكنولوجيا تدفع المثقف إلى إنتاج محتوى قصير وجذاب لتلبية متطلبات المنصات الرقمية، مما يقلل من جودة الخطاب الثقافي. الازدواجية الثقافية: التكنولوجيا تعزز التوتر بين الأصالة والمعاصرة، حيث يجد المثقف نفسه بين تبني التقنيات الحديثة والحفاظ على الهوية الثقافية. شروط إمكان التأثير وإعادة التموقع لاستعادة دور المثقف العربي في المشهد الثقافي، يمكن اقتراح الشروط التالية: الربط بين الأصالة والمعاصرة: يجب على المثقف أن يوفق بين التراث الثقافي العربي والحداثة، من خلال تقديم رؤية أصيلة تعبر عن السياق الزماني والمكاني للمجتمع العربي. الانخراط في قضايا الناس: يحتاج المثقف إلى الارتباط بالهموم الاجتماعية والسياسية، مثل العدالة الاجتماعية، تغير المناخ، وحقوق الإنسان، ليصبح صوتاً مؤثراً. تعزيز لغة الحوار: يجب على المثقف أن يتبنى منهجاً تسامحياً يحترم الاختلاف ويعزز الحوار بين التيارات الفكرية المختلفة، بدلاً من الانجرار إلى الصراعات الشخصية. إنتاج ثقافي رصين: ينبغي إحياء المنصات الثقافية مثل المجلات والصحف التي تقدم محتوى إبداعياً يعبر عن آمال الشباب العربي. التفاعل مع التكنولوجيا: يمكن للمثقف استغلال الفضاء الرقمي لنشر أفكاره، مع الحفاظ على الجودة والمصداقية، لمواجهة المنافسة الرقمية. التعليم والتنوير: يجب على المثقف أن يساهم في إصلاح المنظومة التعليمية وتعزيز الوعي الثقافي من خلال برامج تربوية تربط بين العلم والقيم. إعادة التموقع في المشهد الثقافي إعادة تموقع المثقف تتطلب: إعادة تعريف الدور والاشتغال على نحت صورة جديدة: يجب أن يتحول المثقف من مجرد ناقد إلى صانع وعي، يساهم في صياغة رؤى إصلاحية تربط بين الأصالة والمعاصرة. بناء شبكات ثقافية: يحتاج المثقف الى تعاون مع مؤسسات فاعلة في الفضاء العمومي تشتغل على الشان الثقافي والاجتماعي والايكولوجي. شروط إمكان التأثير عبر التكنولوجيا لكي يتمكن المثقف العربي من استغلال التكنولوجيا لتعزيز تأثيره، يجب تحقيق الشروط التالية: إتقان الأدوات الرقمية: يحتاج المثقف إلى تعلم استخدام المنصات الرقمية بشكل فعال، مثل إنتاج محتوى بصري وسمعي جذاب. الحفاظ على العمق الفكري: يجب على المثقف تقديم محتوى رصين يجمع بين الجاذبية والعمق، مثل البودكاست الثقافي أو المقالات التفاعلية . التفاعل مع الجمهور: ينبغي للمثقف أن يتواصل مباشرة مع الجمهور عبر المنصات الرقمية، مع التركيز على قضايا تهمه مثل العدالة الاجتماعية والبيئية. مواجهة الرقابة الرقمية: يمكن للمثقف استخدام أدوات مثل الشبكات الافتراضية الخاصة أو المنصات المشفرة لتجاوز القيود السياسية. بناء شبكات رقمية: يجب على المثقف التعاون مع مثقفين آخرين ومؤسسات ثقافية عبر الإنترنت لتعزيز تأثيره. تعزيز الوعي الاخلاقي والايكولوجي يمكن للمثقف استخدام التكنولوجيا لنشر الوعي بالقضايا البيئية والأخلاقية، مثل تغير المناخ، بما يتماشى مع الأخلاق البيئية. لإعادة تموقع المثقف في المشهد الثقافي باستخدام التكنولوجيا: إنتاج محتوى رقمي إبداعي: يمكن للمثقف إنتاج محتوى تفاعلي مثل الفيديوهات التعليمية أو البودكاست التي تربط بين التراث والمعاصرة . استهداف الشباب: الشباب العربي، كونه المستخدم الأكبر للمنصات الرقمية، يمثل جمهوراً رئيسياً يجب على المثقف استهدافه بمحتوى يعبر عن طموحاتهم. إحياء المنصات الثقافية الرقمية: يمكن إنشاء مجلات إلكترونية أو منصات رقمية تركز على الإنتاج الثقافي الرصين. التأثير في السياسات العامة: يمكن للمثقف استخدام التكنولوجيا للدعوة إلى سياسات تعزز التعليم والثقافة، مثل إصلاح المناهج التعليمية. التكامل مع الأخلاق البيئية: يمكن للمثقف استخدام التكنولوجيا لنشر الوعي الإيكولوجي، مما يعزز دوره كفاعل أخلاقي في المجتمع. تحليل نقدي " إن المثقفين هم أبناء عصرهم، ضمن قطيع البشر الذين تقودهم سياسات التمثيل الجماهيري التي تجسدها صناعة المعلومات والإعلام." سعيد نقاط القوة: التكنولوجيا توفر للمثقف أدوات قوية للوصول إلى جمهور واسع وإنتاج محتوى متنوع. كما أنها تمكنه من التعاون مع شبكات ثقافية عالمية. نقاط الضعف: المنافسة مع المحتوى السطحي، الرقابة الرقمية، والضغط على إنتاج محتوى سريع تقلل من جودة الخطاب الثقافي. التحديات المستقبلية: كيف يمكن للمثقف الحفاظ على العمق الفكري في ظل المنافسة الرقمية؟ كيف يمكن مواجهة الرقابة الرقمية؟ وكيف يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز الوعي الإيكولوجي والأخلاقي؟ التكنولوجيا تمثل سلاحاً ذا حدين بالنسبة للمثقف العربي: فهي توفر فرصاً غير مسبوقة لتوسيع التأثير والتواصل مع الجمهور، ولكنها في الوقت نفسه تعمق أزمته من خلال المنافسة مع المحتوى السطحي والرقابة الرقمية. لاستعادة دوره في المشهد الثقافي، يحتاج المثقف إلى إتقان الأدوات الرقمية، تقديم محتوى رصين وجذاب، والتفاعل مع قضايا الجمهور مثل العدالة الاجتماعية والبيئية. التكامل مع الأخلاق البيئية والوعي الإيكولوجي يمكن أن يعزز دوره كفاعل ثقافي وسياسي. المستقبل يعتمد على قدرة المثقف على استغلال التكنولوجيا بشكل إبداعي مع الحفاظ على الأصالة والعمق الفكري. خاتمة " المثقف هو "منفي ومهمش، هاوٍ ومؤلف لغة تحاول أن تقول الحقيقة للسلطة" سعيد أزمة المثقف العربي هي أزمة وجودية تتطلب إعادة تقييم دوره في ظل التحديات الثقافية، السياسية، والتكنولوجية. لاستعادة التأثير وإعادة التموقع في المشهد الثقافي، يحتاج المثقف إلى تبني رؤية أصيلة تربط بين التراث والحداثة، الانخراط في قضايا الجمهور، واستغلال التكنولوجيا بشكل فعال. كما يتطلب الأمر إصلاح المنظومة التعليمية وتعزيز الحوار بين التيارات الفكرية المختلفة. المستقبل يعتمد على قدرة المثقف على تجاوز الثنائيات الإيديولوجية والمساهمة في بناء مجتمع عادل ومستدام. ان " دور المثقف هو دور "الخارج" اليقظ الذي يتحدى الكليشيهات والصور النمطية التي تُرسّخها ثقافة ما وتُسقطها بشكل خطير على أخرى". لكن اليس الالتزام العضوي بالقضايا المصيرية للامة والانسانية هو الذي يعيد للمثقف الفاعلية والتوهج في الشارع العربي؟ كاتب فلسفي
#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنطونيو غرامشي بين الثوري عابر للثقافات وتغيير المحاور نحو ع
...
-
الفلسفة هي فن طرح الأسئلة الصحيحة، بدلاً من الحصول على إجابا
...
-
مقاربة فلسفية للتنوير والتراصف والمقاومة في السياق الحضاري
-
توحش وبؤس الليبرالية الجديدة ومخاطرها على الشعوب الضعيفة وال
...
-
دراسة مقارنة بين جوديت بتلر ونانسي فريزر حول الفكر النسوي وم
...
-
المقاومة الفلسفية ضد الهيمنة الصهيوامبريالية، مقاربة ما بعد
...
-
الفكر الاستراتيجي عند مهدي المنجرة بين الاقتصاد وعلم الاجتما
...
-
دازاين المقاومة عند مارتن هيدجر من خلال مكوث الشعب على الأرض
...
-
التفكير النقدي في الفلسفة كأداة للابتكار والتطوير المستمر
-
الكتابة الفلسفية في الثقافة السياسية فعل مقاومة والتزام وجود
...
-
جورج إبراهيم عبد الله رمز النضال الأممي وحرية طال انتظارها
-
التجديد الفني والنضال الملتزم عند زياد الرحباني: رحلة كفاح م
...
-
غسان كنفاني والأدب المقاوم والقضية الفلسطينية، مقاربة مابعد
...
-
ريمون آرون بين بين قذارة الحروب، واستحالة السلام بين الدول
-
طريق الفيلسوف حسب جان فال من مقالة في الميتافيزيقا إلى التفك
...
-
تجربة الفنان وعلاقته بجمهوره
-
من أجل فلسفة ملتزمة مقاومة
-
الايروس المقاوم في حضارة اقرأ في مواجهة الثاناتوس في العولمة
...
-
مستقبل العالم في صراع الحضارات والحروب بين الدول
-
فلسفة المهرجان بين استعراض الابداعات الفنية وافاق انتظارات ا
...
المزيد.....
-
ترميمها كلّف عشرات الملايين.. إعادة افتتاح واحدة من أروع قلا
...
-
شاهد لحظة احتفال مقاتلي عصابات كولومبية بإسقاط مروحية للشرطة
...
-
سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بجملة قالها لناجين من مجزرة ا
...
-
أمينة أردوغان تدعو ميلانيا ترامب لتوجيه نداء إلى نتنياهو: أط
...
-
ألمانيا واليابان تعززان التعاون العسكري.. رسالة إلى الصين؟
-
لماذا تكون صحة قلب الرجال في خطر مع تقدمهم في السن؟
-
إسرائيل: غانتس يقترح تشكيل ائتلاف مرحلي يتيح إبرام اتفاق بشأ
...
-
أوكرانيا تكثف هجمات المسيرات وتستهدف محطة نووية روسية
-
كوريا الشمالية تختبر نوعين جديدين من صواريخ الدفاع الجوي
-
دراسة: تلوث الهواء يسبب وفاة أكثر من 90 ألف أميركي سنويا
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|