أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - ثورة في العلم الحديث حسب فيرنر هايزنبرج من خلال دراسة العلاقة بين الفيزياء والفلسفة















المزيد.....



ثورة في العلم الحديث حسب فيرنر هايزنبرج من خلال دراسة العلاقة بين الفيزياء والفلسفة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 13:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مقدمة
" نجد أنفسنا منذ البداية في حوار بين الطبيعة والإنسان، والعلم ليس إلا جزءًا منه. " فيرنر هايزنبرغ، الطبيعة في الفيزياء المعاصرة
يُمثل فيرنر هايزنبرج (1901-1976) أحد أعمدة الفيزياء الحديثة، حيث ساهم في تأسيس ميكانيكا الكم وصيغ مبدأ عدم اليقين عام 1927، الذي أحدث تحولًا جذريًا في فهمنا للواقع المادي. لم تقتصر إسهاماته على المجال العلمي، بل امتدت إلى الفلسفة والإبستيمولوجيا (علم المعرفة)، حيث طرح أسئلة عميقة حول طبيعة المعرفة العلمية، دور الملاحظ، والعلاقة بين الفيزياء والفلسفة. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الثورة العلمية التي قادها هايزنبرج من خلال دراسة التفاعل بين الفيزياء والفلسفة، مع التركيز على المقاربة الإبستيمولوجية. سيتم الاعتماد على أعمال هايزنبرج الرئيسية، مثل الفيزياء والفلسفة (1958) والجزء والكل (1970). فكيف يؤول هايزنبرج الطبيعة ؟ وماهي خصائص الثورة العلمية التي أحدثها في الحقبة المعاصرة؟ وماهي القيمة الابستيمولوجية لتأويل كوبنهانغن في تاريخ العلوم والفلسفة المعاصرة؟
الإطار الإبستيمولوجي لأفكار هايزنبرج
" يبدو العالم بمثابة نسيج معقد من الأحداث، حيث تتناوب العلاقات من مختلف الأنواع، أو تتداخل، أو تتحد، وبالتالي تحدد نسيج الكل." فيرنر هايزنبرغ، الفيزياء والفلسفة
الإبستيمولوجيا، كعلم يدرس طبيعة المعرفة وكيفية اكتسابها، تُعدّ أداة حيوية لفهم التحولات التي أحدثها هايزنبرج في العلم الحديث. في كتابه الفيزياء والفلسفة، يوضح هايزنبرج أن ميكانيكا الكم أعادت تشكيل التصورات التقليدية حول الواقع والحتمية. يقول: "اللغة التقليدية التي استخدمناها لوصف الظواهر الفيزيائية لم تعد كافية، مما يتطلب لغة جديدة تجمع بين المفاهيم العلمية والفلسفية". مبدأ عدم اليقين، الذي ينص على أنه لا يمكن قياس موقع وزخم الجسيم بدقة في الوقت ذاته، يُظهر حدودًا جوهرية للمعرفة العلمية. هذا المبدأ يتحدى الفكرة النيوتنية التي ترى العالم كآلة حتمية يمكن التنبؤ بها بدقة مطلقة. من منظور إبستيمولوجي، يثير هذا المبدأ تساؤلات حول طبيعة الواقع: ماهي طبيعة الواقع؟ وكيف يتم تفسير الكون المحيط بنا ؟ هل هو مجموع من الظواهر المادية المستقلة عنا في وجودها الموضوعي أم هي مجرد تمثلات ذهنية؟ وهل الواقع مستقل عن الملاحظ؟ أم أن المعرفة العلمية تتشكل من خلال تفاعل الملاحظ مع الظاهرة؟
العلاقة بين الفيزياء والفلسفة في أعمال هايزنبرج
" كل أداة تحمل في داخلها الروح التي تم إنشاؤها بها." هايزنبرج
تفسير كوبنهاغن ودور الملاحظ
ساهم هايزنبرج، بالتعاون مع نيلز بور، في تطوير تفسير كوبنهاغن ، الذي يقترح أن الظواهر الكمومية لا تتحدد إلا عند قياسها. هذا المفهوم يعني أن الواقع الكمومي ليس ثابتًا، بل يعتمد على فعل الملاحظة. في كتاب الجزء والكل، يصف هايزنبرج حواراته مع بور وأينشتاين، حيث ناقشوا كيف أن هذا التفسير يتطلب إعادة تقييم المفاهيم الفلسفية التقليدية مثل العلية والواقع الموضوعي. من الناحية الفلسفية، يشير تفسير كوبنهاغن إلى تأثير الملاحظ على الظاهرة، مما يتقاطع مع الفلسفة الكانطية التي ترى أن المعرفة تتشكل جزئيًا من خلال إدراكنا. يقول هايزنبرج: "ما نلاحظه ليس الطبيعة في حد ذاتها، بل الطبيعة كما تظهر لنا من خلال طريقة طرح الأسئلة". هذا المنظور يجعل الفيزياء الكمومية أقرب إلى الفلسفة من أي وقت مضى، حيث يصبح العالم الفيزيائي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالوعي البشري
تحدي الحتمية النيوتنية
في العلم الكلاسيكي، كان يُفترض أن العالم يعمل وفق قوانين حتمية يمكن التنبؤ بها بدقة إذا توفرت المعلومات الكافية. لكن مبدأ عدم اليقين قلب هذا الافتراض، حيث أظهر أن هناك حدودًا جوهرية للتنبؤ. هذا التحول أثار نقاشات فلسفية حول العلية والاحتمالية. على سبيل المثال، رفض أينشتاين فكرة الاحتمالية، قائلاً: "أنا مقتنع بأن الله لا يلعب النرد". في المقابل، دافع هايزنبرج عن الطبيعة الاحتمالية للكون، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد قصور في أدوات القياس، بل خاصية جوهرية للواقع.
الثورة العلمية في ضوء أفكار هايزنبرج
" يقول أفلاطون أن الحب هو رغبة الإنسان في الخلود وأن هذا الرعب المقدس أمام الجمال هو في نفس الوقت رعب أمام اللانهائي الذي يغزو وعينا فجأة." فيرنر هايزنبرغ، مخطوطة 1942
تحول النموذج العلمي
وفقًا لتوماس كون في كتابه بنية الثورات العلمية، فإن الثورات العلمية تحدث عندما يتم استبدال نموذج علمي قديم بنموذج جديد. يُعد تطوير ميكانيكا الكم بمثابة تحول نموذجي، حيث انتقل العلم من الرؤية الحتمية النيوتنية إلى رؤية احتمالية تعتمد على الإحصائيات. مبدأ عدم اليقين وتفسير كوبنهاغن لم يكونا مجرد تقدم تقني، بل أعادا تعريف طبيعة المعرفة العلمية والواقع ذاته. في هذا الصدد يذكر ما يلي:" مبدأ عدم اليقين، المراقب والملاحظ؛ لا عجب أن نُضطر نحن الفيزيائيين في هذه الحالة إلى إجراء إحصاءات، كما هو الحال مع شركة تأمين على الحياة التي تُجري حسابات إحصائية تتعلق بمتوسط العمر المتوقع للعديد من حاملي وثائقها. ولكن، في جوهره، كان هناك ميل في الفيزياء الكلاسيكية إلى افتراض إمكانية تتبع حركة كل جزيء على حدة، من حيث المبدأ على الأقل، وتحديدها وفقًا لقوانين ميكانيكا نيوتن. بمعنى آخر، من وجهة نظر الفيزياء الكلاسيكية، يبدو أن هناك في كل لحظة حالة طبيعية موضوعية يمكن من خلالها استنتاج الحالة التي ستظهر في اللحظة التالية. أما في ميكانيكا الكم، فالأمر مختلف تمامًا. لا يمكننا إجراء ملاحظة دون التأثير على الظاهرة المراد ملاحظتها؛ والتأثيرات الكمومية، التي تؤثر على وسائل الملاحظة المستخدمة، تؤدي في حد ذاتها إلى نوع من عدم اليقين فيما يتعلق بالظاهرة المراد ملاحظتها. لكن هذا ما لا يريد أينشتاين الاستسلام له، مع أنه يعلم الحقائق جيدًا. فهو يعتقد أن تفسيرنا لا يمكن أن يُشكل تحليلًا كاملاً للظواهر؛ وأنه في المستقبل، يجب أن يكون... من الممكن إيجاد معايير إضافية مختلفة تُميّز الظاهرة، والتي من شأنها أن تُمكّن من تحديدها بموضوعية وشمولية. لكن هذا غير صحيح بالتأكيد."
تأثير ميكانيكا الكم على الإبستيمولوجيا
" بدون مراقب، لن يكون هناك واقع يمكن مراقبته." فيرنر هايزنبرغ
من الناحية الإبستيمولوجية، أظهرت أفكار هايزنبرج أن المعرفة العلمية ليست مطلقة، بل نسبية ومحدودة بحدود جوهرية. هذا المنظور يتوافق مع أفكار كارل بوبر حول قابلية الدحض كمعيار للعلم، لكنه يذهب أبعد من ذلك، حيث يشير إلى أن العلم الحديث يتطلب إعادة النظر في المفاهيم الأساسية مثل الزمان والمكان. يقول هايزنبرج: "الفيزياء الحديثة لا تتعامل مع الأشياء كما هي في حد ذاتها، بل مع العلاقات بين الأشياء".
تأثير هايزنبرج على الفلسفة المعاصرة
" علينا أن نتذكر أن ما نلاحظه ليس الطبيعة في حد ذاتها، بل الطبيعة المعروضة لمنهجنا في التحقيق."
أثرت أفكار هايزنبرج على فلاسفة مثل هانز جوناس ومارتن هايدغر. رأى هايدغر أن ميكانيكا الكم تعكس أزمة في فهم الوجود، حيث أصبح الإنسان جزءًا من العملية العلمية وليس مجرد مراقب خارجي. كما أن فكرة عدم اليقين شجعت على تطوير فلسفات مثل الوجودية والفينومينولوجيا، التي ركزت على دور الفرد في تشكيل المعرفة. على سبيل المثال، يمكن ربط تأويل كوبنهاغن بأفكار إدموند هوسرل حول الوعي كعامل أساسي في إدراك الواقع. حول هذه النقطة يصرح بالآتي:" لا يمكن أن يكون هناك وصف بصري لبنية الذرة، لأن مثل هذا الوصف - تحديدًا لأنه بصري - سيحتاج إلى استخدام مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية، وهي مفاهيم لم تعد تسمح لنا بفهم الظاهرة. أنت تدرك أننا، في محاولتنا لوضع نظرية من هذا النوع، نقوم بمهمة مستحيلة بديهيًا. إذ يجب أن نقول شيئًا عن البنية الذرية، لكننا لا نملك لغة تسمح لنا بتوضيح أنفسنا. بمعنى ما، نحن في وضع ملاح تقطعت به السبل في بلد بعيد حيث لا تختلف ظروف المعيشة تمامًا عن تلك التي عرفها في وطنه فحسب، بل يجهل تمامًا لغة سكانه. إنه بحاجة إلى التواصل مع هؤلاء الناس، لكنه لا يملك أي وسيلة لذلك."
تأويل كوبنهاغن في سياق تطور الفيزياء والفلسفة
" في الفيزياء النظرية، نحاول فهم مجموعات من الظواهر من خلال إدخال رموز رياضية يمكن ربطها بالحقائق، أي بنتائج القياسات." فيرنر هايزنبرغ، الفيزياء والفلسفة
يُعد تأويل كوبنهاغن أحد أبرز التفسيرات الفلسفية والعلمية لميكانيكا الكم، وقد طُور بشكل رئيسي على يد نيلز بور وفيرنر هايزنبرج في عشرينيات القرن العشرين. يُعتبر هذا التأويل إطارًا أساسيًا لفهم الظواهر الكمومية، وهو يعالج قضايا أساسية مثل طبيعة الواقع، دور القياس، والعلاقة بين الملاحظ والظاهرة. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم شرح تفصيلي لتفسير كوبنهاغن، مع التركيز على مكوناته الأساسية، السياق الفلسفي والإبستيمولوجي، الانتقادات الموجهة إليه، وأهميته في الثورة العلمية الحديثة. لقد نشأ تأويل كوبنهاغن في سياق تطور ميكانيكا الكم خلال عشرينيات القرن العشرين، وهي فترة شهدت تحولات جذرية في الفيزياء. قبل ميكانيكا الكم، كانت الفيزياء الكلاسيكية، التي تستند إلى قوانين نيوتن وماكسويل، تفترض أن الظواهر الطبيعية حتمية ويمكن التنبؤ بها بدقة إذا توفرت المعلومات الكافية. لكن التجارب مثل تجربة الشق المزدوج وتأثير الطيف الذري أظهرت أن الجسيمات دون الذرية، مثل الإلكترونات والفوتونات، تُظهر سلوكًا يجمع بين خصائص الجسيم والموجة، وهو ما عُرف بـ"الثنائية الموجية-الجسيمية". في هذا السياق، عمل نيلز بور وهايزنبرج في معهد كوبنهاغن للفيزياء النظرية على صياغة إطار نظري يفسر هذه الظواهر الغريبة. تفسير كوبنهاغن، الذي سُمي نسبة إلى المدينة التي طُور فيها، أصبح التفسير السائد لميكانيكا الكم، على الرغم من وجود تفسيرات منافسة مثل تفسير العوالم المتعددة. يتكون تأويل كوبنهاغن من مجموعة من المبادئ التي تحاول تفسير الطبيعة الغامضة للظواهر الكمومية. يمكن تلخيص هذه المبادئ على النحو التالي:
الثنائية التموجية-الجسيمية
وفقًا لتفسير كوبنهاغن، يمكن وصف الجسيمات الكمومية، مثل الإلكترونات، إما كجسيمات أو كموجات، حسب طريقة القياس. على سبيل المثال، في تجربة الشق المزدوج، إذا لم يتم قياس الإلكترون، فإنه يُظهر نمط تداخل موجي، لكن إذا تم قياسه، فإنه يتصرف كجسيم. هذه الثنائية لا تعني أن الجسيم "يتحول" بين الحالتين، بل أن وصفنا للجسيم يعتمد على السياق التجريبي.
مبدأ التكاملية
قدم نيلز بور مفهوم التكاملية، الذي ينص على أن الخصائص الكمومية المختلفة (مثل الموقع والزخم، أو الجسيم والموجة) هي جوانب متكاملة لنفس الواقع. لا يمكن ملاحظة هذه الخصائص في وقت واحد، لأنها تتطلب إعدادات تجريبية متعارضة. على سبيل المثال، قياس موقع الإلكترون بدقة يمنع قياس زخمه بدقة، كما ينص مبدأ عدم اليقين لهايزنبرج.
دور القياس وانهيار دالة الموجة
يؤكد تفسير كوبنهاغن أن الواقع الكمومي لا يتحدد إلا عند إجراء القياس. قبل القياس، يُوصف النظام الكمومي بدالة موجية تمثل جميع الحالات المحتملة للجسيم. عند القياس، "تنهار" دالة الموجة إلى حالة واحدة محددة. على سبيل المثال، في تجربة الشق المزدوج، يبقى الإلكترون في حالة تراكب حتى يتم قياسه، فيتحدد كجسيم يمر عبر شق واحد.
مبدأ عدم اليقين
مبدأ عدم اليقين، الذي صيغه هايزنبرج عام 1927، ينص على أنه لا يمكن قياس بعض الخصائص المتكاملة (مثل الموقع والزخم) بدقة في الوقت ذاته. رياضيًا، يُعبر عن هذا المبدأ بالعلاقة: هي عدم اليقين في الموقع، وعدم اليقين في الزخم، وهي ثابت بلانك المختزل. هذا المبدأ يعني أن هناك حدودًا جوهرية للمعرفة العلمية، ليس بسبب قصور الأدوات، بل بسبب الطبيعة الجوهرية للكون.
الاحتمالية بدلاً من الحتمية
على عكس الفيزياء الكلاسيكية التي تفترض الحتمية، يرى تفسير كوبنهاغن أن الظواهر الكمومية ذات طبيعة احتمالية. دالة الموجة لا تحدد نتيجة محددة، بل تُعطي احتمالات للنتائج الممكنة. على سبيل المثال، لا يمكن التنبؤ بدقة بمكان سقوط الإلكترون في تجربة الشق المزدوج، لكن يمكن حساب احتمال وجوده في مكان معين.
الجوانب الفلسفية والإبستيمولوجية لتأويل كوبنهاغن
تأويل كوبنهاغن ليس مجرد إطار علمي، بل يحمل أبعادًا فلسفية عميقة تتعلق بطبيعة الواقع والمعرفة. يمكن مناقشة هذه الأبعاد من منظور إبستيمولوجي كما يلي:
دور الملاحظ
" إن الوسائل التقنية للفيزياء التجريبية الحالية تسمح لنا باختراق مناطق الطبيعة التي لم يعد من الممكن وصفها بشكل كافٍ بالمفاهيم المستخدمة في الحياة اليومية."
يؤكد تأويل كوبنهاغن أن الملاحظ يلعب دورًا مركزيًا في تحديد الواقع الكمومي. يقول بور: "لا يوجد واقع كمومي مستقل عن إعدادات القياس". هذا المفهوم يتحدى الفكرة الكلاسيكية عن الواقع الموضوعي المستقل عن الملاحظ، ويقترب من الفلسفة الكانطية التي ترى أن المعرفة مشروطة بإدراكنا. من الناحية الإبستيمولوجية، يثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان الواقع الكمومي موجودًا بشكل مستقل أم أنه يتشكل من خلال فعل القياس.
إعادة تعريف المعرفة العلمية
" بما أن الدين يدعي الحقيقة الموضوعية، فإنه ينبغي أن يخضع لمعايير الحقيقة العلمية."
مبدأ عدم اليقين ومفهوم انهيار دالة الموجة يشيران إلى أن المعرفة العلمية في ميكانيكا الكم ليست مطلقة، بل نسبية ومحدودة بالسياق التجريبي. يقول هايزنبرج: "ما نلاحظه ليس الطبيعة في حد ذاتها، بل الطبيعة كما تظهر لنا من خلال طريقة طرح الأسئلة". هذا المنظور يعيد تعريف الإبستيمولوجيا العلمية، حيث يصبح العلم ليس مجرد وصف للواقع، بل تحليلًا للعلاقات بين الظواهر. في العلوم، لا يمكن أن يكون الأمر سوى تسليط الضوء على ما تفعله الطبيعة حقًا. في هذا الاطار نجده يشير الى ما يلي:" كلماتٌ شُكِّلت في عصور ما قبل التاريخ، ولم تكن كافيةً لوصف الواقع؛ هل تُسمِّي هذه الأشكال الرياضية "حقيقية" و"واقعية"؟ إذا كانت تعبيرًا عن قوانين طبيعية، وبالتالي تعبيرًا عن النظام المركزي للظواهر المادية، فيجب تسميتها "حقيقية"، نظرًا لتأثيراتٍ مُحدَّدةٍ تنبع منها؛ ولكن لا ينبغي تسميتها "حقيقية"، لأنها ليست "حقيقية"، أي شيء. في الحقيقة، لم نعد نعرف كيف نستخدم الكلمات هنا؛ وهذا ليس مُستغربًا، لأننا ابتعدنا كثيرًا عن نطاق تجربتنا المباشرة، النطاق الذي تشكّلت فيه لغتنا في عصور ما قبل التاريخ."
تحدي العلية
في الفيزياء الكلاسيكية، كانت العلية أساسية، حيث يُفترض أن كل حدث له سبب محدد. لكن تفسير كوبنهاغن يقدم رؤية احتمالية، حيث لا يمكن التنبؤ بالأحداث بدقة، بل بحساب الاحتمالات. هذا التحول أثار نقاشات فلسفية حول طبيعة العلية، حيث اعتبر بعض الفلاسفة أن ميكانيكا الكم تقوض المفهوم التقليدي للعلية. حول هذا المشكل يقر بما بما يلي:" إنني أعتبر الطموح إلى تجاوز الأضداد، بما في ذلك التوليف الذي يحتضن الفهم العقلاني والتجربة الصوفية للوحدة، بمثابة "الأسطورة"، والسعي، المعبر عنه أو غير المعبر عنه، في عصرنا."
الانتقادات الموجهة لتأويل كوبنهاغن
" في الفيزياء، يجب تأكيد النظرية بالتجربة وإلا يتم دحضها."
على الرغم من سيطرته على تفسير ميكانيكا الكم، واجه تفسير كوبنهاغن انتقادات من علماء وفلاسفة، منها: في عام 1935، نشر ألبرت أينشتاين وبوريس بودولسكي وناثان روزن ورقة بحثية تُعرف باسم "المفارقة"، حيث جادلوا بأن ميكانيكا الكم غير مكتملة لأنها لا توفر وصفًا كاملاً للواقع المادي. رفض أينشتاين فكرة أن الواقع يعتمد على القياس، معتبرًا أن هناك "عناصر واقعية" مستقلة يجب أن تُفسرها الفيزياء. رد بور على هذا الانتقاد بتأكيد أن تفسير كوبنهاغن لا ينفي الواقع، بل يعيد تعريفه بناءً على السياق التجريبي. كما واجهت أفكار هايزنبرج انتقادات قوية، خاصة من أينشتاين، الذي رفض تفسير كوبنهاغن ومبدأ عدم اليقين، معتبرًا أن الفيزياء يجب أن تسعى إلى وصف الواقع الموضوعي المستقل عن الملاحظ. كما أن تجربة الفكر الشهيرة "" (آينشتاين-بودولسكي-روزن) عام 1935 حاولت دحض فكرة عدم اليقين، لكن الاختبارات اللاحقة، مثل تجربة بيل ، أكدت صحة الرؤية الكمومية. في كتابه الفيزياء والفلسفة يرى فيرنر هايزنبرغ أنه "في تاريخ العلوم، والاكتشافات والأفكار الجديدة التي تثير دائمًا مناقشات علمية، ومنشورات سياسية تنتقد هذه الأفكار الجديدة وتساعد على تطويرها؛ لكن النقاد لا يدركون درجة العنف التي ترتكز على مجموعة اكتشاف النسبية وبعد نشوء الميكانيكا الكمية (أي إلى درجة أفضل). في هذين الحالتين، أصبحت المشكلات العلمية في نهاية المطاف أقرب إلى الأسئلة السياسية وبعض العلوم العلمية من خلال الرجوع إلى الأساليب السياسية لتبني رؤيتنا."
مشكلة القياس
" اللغة الرياضية التي تشرح ميكانيكا الكم موجودة ولكنها تفتقر إلى الرابط مع اللغة العادية، التي لا تستطيع تفسيرها."
تُعد مشكلة القياس إحدى أكبر التحديات التي تواجه تفسير كوبنهاغن. السؤال الأساسي هو: لماذا وكيف تنهار دالة الموجة عند القياس؟ تفسير كوبنهاغن لا يقدم آلية واضحة لهذا الانهيار، مما أدى إلى ظهور تفسيرات منافسة مثل تفسير العوالم المتعددة، الذي يقترح أن جميع الحالات المحتملة تتحقق في أكوان موازية. لقد أدت الفيزياء الذرية الحديثة إلى إعادة صياغة عدد كبير من المشكلات الجوهرية، ذات الطابع الفلسفي والأخلاقي والسياسي؛ ومن المستحسن أن يشارك أكبر عدد ممكن من الناس في المناقشات المتعلقة بهذه المشكلات بحيث أن إن أي شخص يحدد حياته من خلال مهمة البحث عن روابط معينة في الطبيعة يواجه باستمرار السؤال حول كيفية ملاءمة هذه الروابط الخاصة بشكل متناغم مع الكل الذي تقدم فيه الحياة أو العالم نفسها لنا.
الذاتية المزعومة
" إن مشاكل اللغة هنا خطيرة حقًا. نريد التحدث عن بنية الذرات... لكن لا يمكننا التحدث عنها باللغة العادية."
اعتبر بعض الفلاسفة، مثل كارل بوبر، أن تركيز تفسير كوبنهاغن على دور الملاحظ يقود إلى نوع من الذاتية في العلم، مما يتعارض مع الموضوعية العلمية التقليدية. ومع ذلك، دافع بور وهايزنبرج عن التفسير، مشيرين إلى أن الملاحظة في ميكانيكا الكم هي عملية موضوعية تتم من خلال أجهزة قياس محددة. حول هذا الموضوع نراه يقول في كتابه الجزء والكل ما يلي:" هل من السخافة بمكان أن نتخيل، خلف البنى التنظيمية للعالم ككل، "وعيًا" تُعبّر عن "غايته"؟ بالطبع، إن طرح السؤال بهذه الطريقة يُعيد المشكلة إلى المستوى الإنساني، لأن كلمة "وعي" مُشتقة من التجربة الإنسانية؛ لذا، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا ينبغي استخدامها خارج النطاق الإنساني. ومع ذلك، إذا خضعنا لهذه القيود، فسيكون من غير المسموح، على سبيل المثال، التحدث عن وعي حيوان. ومع ذلك، يبقى لدى المرء انطباع بأن لهذه الطريقة في الكلام معنىً مُعينًا. ومع ذلك، يُلاحظ أن معنى كلمة "وعي" يصبح أوسع وأكثر غموضًا عندما نسعى إلى توسيع نطاقها خارج النطاق الإنساني."
تحديات الفلسفة التقليدية
" إن كل فلسفة أصيلة تقف أيضاً على العتبة بين العلم والشعر." فيرنر هايزنبرغ، مخطوطة 1942
من الناحية الفلسفية، اعتبر بعض الفلاسفة أن تركيز هايزنبرج على دور الملاحظ قد يؤدي إلى نوع من الذاتية في العلم، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق معرفة موضوعية. ومع ذلك، يمكن القول إن هايزنبرج لم ينفِ الموضوعية تمامًا، بل دعا إلى إعادة تعريفها في ضوء الاكتشافات الكمومية. في هذا السياق يصرح هايزنبرج بما يلي:" مشكلة القيم هي مجموعة الأسئلة: ماذا نفعل؟ ما الذي نطمح إليه؟ كيف نتصرف؟ لذا، فالمشكلة يطرحها الإنسان وعلاقته بالإنسان؛ إنها مشكلة البوصلة التي يجب أن ترشدنا في "طريق الحياة". وقد أُطلقت على هذه البوصلة أسماء مختلفة في مختلف الديانات والأيديولوجيات: "السعادة"، الإرادة الإلهية"، "معنى الحياة"، على سبيل المثال لا الحصر. هذا التنوع في الأسماء يشير في الواقع إلى وجود اختلافات عميقة في البنية العقلية لمختلف فئات الناس."
من الواضح أن ما لا يزال يدهشنا في العلم هو الظاهرة (الظواهر) المتمثلة في أن بنية ما ترتبط تلقائيًا بهياكل جديدة، وأن شبكة الهياكل هذه تغطي في النهاية مساحة شاسعة لم يكن للبنية الأصلية أي صلة بها على الإطلاق. إن هذه القدرة على تشكيل الشكل التي تمتلكها بنية ما تم توضيحها ذات مرة تميز الجوهر الحقيقي للمعرفة العلمية، وتتجلى القرابة الوثيقة بين العلم والفن بوضوح مرة أخرى. هنا نجد أيضًا إجابة على سؤال طُرح كثيرًا: لماذا لا يمكن إنتاج إنجازات فنية عظيمة على غرار عصر سابق، ولا تحقيق معرفة علمية مهمة اليوم في مجالات، على سبيل المثال، الفيزياء الكلاسيكية أو نظرية هيجل للتاريخ. إن المجالات التي يمكن تنظيمها عن طريق مثل هذه الأفكار قد تلقت بالفعل ترتيبها في حقبة سابقة من العلم، وقد استولت قوة تشكيل الشكل لهذه الأفكار السابقة منذ فترة طويلة على جميع المواد التي كانت قادرة على إنتاج مثل هذا الترتيب. إن الإنجاز العلمي العظيم ممكن مرة أخرى فقط إذا تم تقديم مادة جديدة للفكر البشري مع تغير العصور؛ لا بد أن يُنتج فرن صهر العمليات التاريخية مادة جديدة نقية، تنتظر التبلور الذي سيُرسّخ شكلها المستقبلي إلى الأبد. إن كون الأفكار العلمية الحاسمة غالبًا ما تُعبّر عنها جهات مختلفة في آنٍ واحد تقريبًا وبشكلٍ مستقل، ليس أقلّ طبيعيةً من كون التبلورات غالبًا ما تتشكل في أماكن مختلفة وبشكلٍ مستقل، أثناء ذوبان التصلب، مما يُؤدي إلى ظهور البلورة في آنٍ واحد تقريبًا من جوانب مختلفة.
خاتمة
" إن موضوع البحث لم يعد الطبيعة في حد ذاتها، بل الطبيعة المقدمة للاستجواب البشري، وإلى هذا الحد لا يلتقي الإنسان هنا إلا بنفسه." فيرنر هايزنبرغ
أحدث فيرنر هايزنبرج ثورة في العلم الحديث من خلال ميكانيكا الكم، التي لم تؤثر فقط على الفيزياء، بل أعادت تشكيل العلاقة بين العلم والفلسفة. من خلال مقاربة إبستيمولوجية، يتضح أن مبدأ عدم اليقين وتفسير كوبنهاغن فتحا آفاقًا جديدة لفهم طبيعة المعرفة والواقع. تحدى هايزنبرج الفكرة التقليدية عن عالم حتمي، وأظهر أن المعرفة العلمية محدودة بحدود جوهرية تتطلب لغة ومفاهيم جديدة. إسهاماته لا تزال تُلهم النقاشات الفلسفية والعلمية، مما يجعله رائدًا في إعادة تعريف العلاقة بين الفيزياء والفلسفة. جملة القول أن تأويل كوبنهاغن يعتبر جزءًا أساسيًا من الثورة العلمية التي شهدتها الفيزياء في القرن العشرين. وفقًا لتوماس كون، فإن الثورات العلمية تحدث عندما يتم استبدال نموذج علمي قديم بنموذج جديد. إن تأويل كوبنهاغن، بمبادئه مثل التكاملية وعدم اليقين، شكّل تحولًا نموذجيًا من الرؤية الحتمية إلى الرؤية الاحتمالية. كما أثر التأويل على الفلسفة، حيث ألهم فلاسفة مثل مارتن هايدغر لمناقشة أزمة الوجود في العلم الحديث. على هذا النحو يُمثل تفسير كوبنهاغن إطارًا مركزيًا لفهم ميكانيكا الكم، حيث يجمع بين الفيزياء والفلسفة في محاولة لتفسير الظواهر الكمومية الغامضة. من خلال مبادئ مثل الثنائية الموجية-الجسيمية، التكاملية، ومبدأ عدم اليقين، أعاد التفسير تعريف طبيعة الواقع والمعرفة العلمية. على الرغم من الانتقادات، مثل مشكلة القياس وانتقادات أينشتاين، يبقى تفسير كوبنهاغن الأكثر تأثيرًا في ميكانيكا الكم. إسهاماته الإبستيمولوجية، خاصة في إبراز دور الملاحظ وتحدي الحتمية، جعلته حجر الزاوية في الثورة العلمية الحديثة. لكن لفيرنر هايزنبرغ جملة من الأفكار المستقبلية حول توتر وضعنا البشري من بينها هذا التوقع التشائمي:" إذا تأملنا العصر القادم، فإن أعظم خطر يهددنا يأتي بلا شك من الخلط بين قوى الخير وقوى الشر. في عصرٍ اندثرت فيه الصلة بالأديان القديمة، يزداد خطر استيلاء الشياطين على سلطة الآلهة؛ فالشياطين تتحالف دائمًا مع ذلك الشبح المشع الذي قاد البشر إلى الضلال عبر العصور، شبح السلطة السياسية. ولتوضيح الأمور هنا، يجب أن نتذكر قبل كل شيء أن السلطة السياسية لطالما استندت إلى الجريمة. وكون السلطة السياسية تُثمر في نهاية المطاف نتائج إيجابية عندما تتخذ شكل ترتيب داخل مجتمع بشري كبير لا يُحسّن الوضع. ففي نشر السلطة، يسعى البشر دائمًا إلى ضمّ من لا يخضعون تلقائيًا لترتيب المجتمع بالعنف الوحشي. ولا يزال الشعار المبتذل: "وإن لم تُرِد أن تكون أخي، فسأكسر جمجمتك" سائدًا حتى اليوم في جميع مجالات السلطة السياسية الرئيسية." لكن فيرنر هايزنبرغ يقدم لنا استدراكا متفائلا يتمثل فيما يلي:" ربما يكون صحيحًا، عمومًا، في تاريخ الفكر الإنساني، أن أكثر التطورات إثمارًا تنشأ عند تقاطع تيارين فكريين. قد ينشأ التياران في نطاقات ثقافية مختلفة تمامًا، وفي أزمنة وأماكن ثقافية مختلفة. ما دامت التقاءات بينهما قائمةً وفعّالة، وحافظتا على علاقة كافية لتفاعل حقيقي، يُمكننا أن نأمل في تطورات جديدة ومثيرة للاهتمام. فكيف ارتبطت التحولات المعرفية الحاسمة في تاريخ الفلسفة بوقوع الثورات المنهجية في تاريخ الفيزياء؟
المصادر والمراجع:
Heisenberg, W. (1958). Physics and Philosophy: The Revolution in Modern Science. New York: Harper & Row.
Heisenberg, W. (1970). The Part and the Whole. New York: Harper & Row.
Kuhn, T. S. (1962). The Structure of Scientific Revolutions. Chicago: University of Chicago Press.
Pais, A. (1982). Subtle is the Lord: The Science and the Life of Albert Einstein. Oxford: Oxford University Press.
Heidegger, M. (1954). The Question Concerning Technology and Other Essays. Translated by William Lovitt. New York: Harper & Row.
Bell, J. S. (1964). "On the Einstein Podolsky Rosen Paradox." Physics, 1(3), 195-200.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة الغربية في منحدر خطر من منظور ماكس فيبر، مقاربة سوسي ...
- الالتجاء إلى الحرب بين الدوافع اللاشعورية الجمعية والمطامع ا ...
- الضمير الإنساني بين الجرح الفلسطيني والألم العربي - مقاربة إ ...
- الاحتفاء بالفنون بين إقامة المهرجانات الموسمية وتخليد الذكري ...
- ألكسندر كوجيف بين اعادة قراءة فلسفة التاريخ عند هيجل وكتابة ...
- العدالة كأرقى فضائل الحياة السياسية وغياب الوفاق العملي حول ...
- معالم القول السياسي والاجتماعي لما بعد الحداثة الفلسفية
- أزمة المثقف في الوطن العربي وتحديات التكنولوجيا وشروط إمكان ...
- أنطونيو غرامشي بين الثوري عابر للثقافات وتغيير المحاور نحو ع ...
- الفلسفة هي فن طرح الأسئلة الصحيحة، بدلاً من الحصول على إجابا ...
- مقاربة فلسفية للتنوير والتراصف والمقاومة في السياق الحضاري
- توحش وبؤس الليبرالية الجديدة ومخاطرها على الشعوب الضعيفة وال ...
- دراسة مقارنة بين جوديت بتلر ونانسي فريزر حول الفكر النسوي وم ...
- المقاومة الفلسفية ضد الهيمنة الصهيوامبريالية، مقاربة ما بعد ...
- الفكر الاستراتيجي عند مهدي المنجرة بين الاقتصاد وعلم الاجتما ...
- دازاين المقاومة عند مارتن هيدجر من خلال مكوث الشعب على الأرض ...
- التفكير النقدي في الفلسفة كأداة للابتكار والتطوير المستمر
- الكتابة الفلسفية في الثقافة السياسية فعل مقاومة والتزام وجود ...
- جورج إبراهيم عبد الله رمز النضال الأممي وحرية طال انتظارها
- التجديد الفني والنضال الملتزم عند زياد الرحباني: رحلة كفاح م ...


المزيد.....




- حادث غير متوقع.. شاهد حفرة عميقة تبتلع شاحنة مشروبات فجأة با ...
- خطأ خطير في إعدادات واتساب: تجنبوا هذا الخطر!
- -استفزاز روسي جديد-.. رومانيا تعلن اختراق طائرة مسيّرة لأجوا ...
- هل تغير الضربة الإسرائيلية على الدوحة معايير -الحماية- الأمر ...
- أسطول المساعدات الدولية لغزة ينطلق من تونس متجها للقطاع لـ-ك ...
- الكونغو تبدأ حملة تطعيم لإيبولا
- ?توقف القلب المفاجئ.. أسبابه وأعراضه
- ?فحوص مهمة لاكتشاف أمراض القلب مبكرا
- غارات دامية ونسف مستمر للمباني بمدينة غزة
- عاصفة سياسية تضرب برلمان الكونغو الديمقراطية في أولى جلساته ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - ثورة في العلم الحديث حسب فيرنر هايزنبرج من خلال دراسة العلاقة بين الفيزياء والفلسفة