أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!














المزيد.....

يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 02:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


هم قبلوا منّا خذلاناً لم يكونوا يستحقونه، تركناهم في العراء وحيدين، يواجهون عالماً بأسره بصدور عارية وقلوب ملؤها اليقين. قاوموا بينما نحن اكتفينا بالدعاء، قاوموا بينما كنا نتعلل بالعجز. ومع ذلك ظلوا شامخين، يخطّون بدمائهم حكاية لا يمحوها الزمن.

العزّة ليست في وفرة السلاح ولا في كثرة الحلفاء، العزّة تولد من قلبٍ منكسر لكنه لا يستسلم، من روحٍ تعرف أن الحق أكبر من كل سطوة. وحين نتأملهم، ندرك أنهم لم يُعطوا خياراً سوى الثبات، ولم يعرفوا سوى أن يسيروا إلى الأمام، ولو كان الطريق محفوفاً بالموت.

أتذكّر يوسف عليه السلام، كيف تآمر عليه أقرب الناس إليه، كيف ألقوه في الجبّ، وكيف باعوه غريباً، لكنه خرج من محنته مكرماً، عزيزاً لا يُقهر. وكذلك هم، أُريد لهم أن يُكسَروا، فإذا بهم يزدادون صلابة، وأُريد لهم أن يُذلّوا، فإذا بجباههم تعلو نحو السماء.

إنه لأمر محزن أن يقفوا وحدهم في مواجهة الظلم، لكنه في الوقت نفسه مدعاة للفخر، أن نرى كيف تصنع العزّة من ركام الخذلان، وكيف تشرق الكرامة من قلب الحزن.

نسأل الله أن ينصرهم، وأن يعزّهم عزّاً لا يزول، كما أعز يوسف بعد غدر إخوته، وأن يجعل من صبرهم ميراثاً للأمة،
ومن دموعهم يتولّد نورٌ يبدّد ليل هذا العالم القاسي، الظالم، المنافق.

لكن الحزن الأكبر ليس في جراحهم وحدها، بل في صمتنا نحن، في تخاذل أمة كاملة، في عجز العرب والمسلمين الذين باعوا الصوت قبل السيف، وفي عالمٍ يدّعي الإنسانية بينما يتركهم يذبحون أمام عينيه. أيُعقل أن تُترك غزة وحدها تقاوم هذا الجحيم؟ أيُعقل أن نصمت حتى صار صمتنا جريمة؟

إنهم يقفون اليوم عزّةً لنا جميعاً، بينما نحن انكسرنا بالخذلان.
وسيسجّل التاريخ أن أطفالاً ورجالاً ونساءً وشيوخاً عُزَّلاً كانوا أكرمَ وأشرفَ من أُمّةٍ كاملةٍ تواطأت و صمتت. يا لعارِنا... ويا لعزّتِهم!

*محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة… الحزن الذي يصنع تاريخاً!
- غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!
- غزة.. مرآة الإنسانية!
- يكفيكم شرفاً… يا أبطال أسطول الصمود!
- سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!
- غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!
- العصفور والسمكة.. حين يصبح الحب مستحيلاً!
- إلى غزة… وإلى الشهيد الذي لم يخذلها!
- فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!
- نزار بنات والشيخ ماهر الأخرس: حكايةُ وفاءِ بين الزنزانةِ وال ...
- نزار بنات ويوسف نصّار... حكايات لا تنتهي!
- علاء الريماوي ونزار بنات: حين يلتقي الألم بالألم، وتتكلم الك ...
- ناجي العلي… الغربة التي أبعدت فلسطين عن ريشتها الصادقة!
- غزّة... حين يساوي التّوقيعُ وطناً!
- صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!
- ذاكرة الدم… من صبرا وشاتيلا إلى غزة!
- غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!
- من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ ش ...
- غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!
- النجيل الفلسطيني: صمود لا ينكسر في وجه القهر!


المزيد.....




- تركيا: رئيس الاستخبارات يشارك في مفاوضات شرم الشيخ الأربعاء ...
- محللون: الموقف الإقليمي يدفع ترامب إلى تبني أهداف تخالف خطط ...
- -مسار الأحداث- يناقش تطورات مفاوضات شرم الشيخ لوقف الحرب في ...
- فيديو: ترامب يمازح كارني بشأن -اندماج- كندا وأميركا
- فيديو يوثق نجاة رئيس الإكوادور من محاولة اغتيال
- خليل الحية يوضح ما تهدف إليه -حماس- في مفاوضات شرم الشيخ
- أكثر من 100 ألف نازح في شمال موزمبيق وتصاعد أعمال العنف يقاف ...
- عامان على بدء حرب السابع من أكتوبر، والفلسطينيون والإسرائيلي ...
- ترامب ينصح غريتا بزيارة طبيب .. فترد ساخرة : -سجلك مبهر-!
- صحيفة روسية: أميركا تقترب من باكستان وسط برود العلاقات مع ال ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - يا لعارنا.. ويا لعزّة غزة!