محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 02:02
المحور:
القضية الفلسطينية
يكفيكم شرفاً أنكم حاولتم، وحاولتم رغم أن البحر كان محاصَراً، ورغم أن الموج كان شاهداً على ظلم هذا العالم. حاولتم أن تكسروا القيود بسفنكم البسيطة، أن تفتحوا نافذة أمل لأرضٍ تخنقها الجدران والأسلاك، وأن تقولوا للعالم إن هناك أحراراً لم يبيعوا ضمائرهم.
يكفيكم شرفاً أنكم لم تتذرعوا بأعذارٍ واهية، ولم تخافوا من البحر ولا من سطوة من يحاصرونه. مضيتم وأنتم تعلمون أن الطريق محفوف بالمخاطر، وأن المصير قد يكون سجناً أو حصاراً أو حتى موتاً، لكنكم مضيتم بإيمانٍ لا يتزعزع بأن الحق يستحق التضحية.
يكفيكم شرفاً أنكم فضحتم تآمر وتخاذل المجتمع الدولي. بأسطولكم المتواضع أحرجتم أساطيلهم العملاقة، وبمواقفكم الشريفة كشفتم صمتهم المريب، وبيَّنتم أن ما يُسمَّى بالقوانين والمواثيق الدولية ما هو إلا شعارات جوفاء تسقط عند أول اختبار أمام الدماء والكرامة.
يكفيكم شرفاً أنكم أحرجتم الجبناء وتجار الشعارات في هذا العالم المنافق. أنتم الذين لم تتاجروا بالحرية بل عانيتم من أجلها، ولم ترفعوا الشعارات المزيفة بل صنعتم موقفاً حقيقياً يُكتب بمداد الفخر. تركتم أثراً لن يُمحى، ورسالة لن تُنسى، بأن في هذا العالم ما زال هناك رجال ونساء يعرفون معنى الشرف والكرامة، والشهامة والشجاعة، والحرية والنخوة.
يا أبطال أسطول الصمود… يكفيكم أنكم حاولتم حين استسلم الآخرون، وخاطرتم حين تقاعس المتشدقون، وصنعتم من سفنكم الصغيرة عنواناً للكرامة في وجه بحرٍ يعج بالخيانة.
يكفيكم شرفاً أن التاريخ سيسجِّل أسماءكم لا في قوائم الهزيمة، بل في صفحات العزّة التي لا يطويها النسيان.
*محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟