أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!














المزيد.....

غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 23:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقال إنّ التاريخ لا يُعيد نفسه، لكنّه في غزة لا يفعل سوى ذلك. يعود في صورٍ جديدة، بأسماء مختلفة، لكنه يظلّ يحمل ذات الوجع: رجلٌ غريب يجلس على الكرسي، يتصرّف كأنّه الوصيّ على حياة الناس، والعرب من حوله إمّا صامتون أو موقّعون بالموافقة.

في الأمس كان كلوب باشا، القادم من بريطانيا ليتحكّم بقرار العرب وجيوشهم، واليوم يخرج من بين الركام اسم توني بلير ليُعلَن عنه كمندوبٍ سامٍ جديد لغزة، أو والٍ مُعيَّن بقرارٍ دولي ـ إقليمي. كأنّ غزة لا يكفيها ما حملته من دماء وحصار وأشلاء، حتى يأتيها والٍ غريب يقرّر عنها شكل المستقبل، ويعيد صياغة يومها كما لو أنّها أرضٌ بلا أصحاب.

غزة اليوم تُدار بالوكالة: تُدار كملفّ، لا كمدينة حيّة.
تُعرَض في المؤتمرات كبندٍ على جدول الأعمال، بينما أطفالها ينامون في الظلام، ونساؤها يخبزن على نار الحطب إن وُجد، ورجالها يبحثون في الأنقاض عن آخر ما تبقّى من حياة.
كلوب باشا كان استعماراً بوجهٍ صريح، أمّا بلير فهو استعمار بوجهٍ مبتسم، يرفع شعار الإعمار ويخفي وراءه شرط الخضوع. والوجع واحد: أن تُسلب إرادة الناس، وأن يُفرَض عليهم قيّم غريب، وأن يقف العرب متفرّجين؛ بعضهم يبارك، وبعضهم يتبرّأ بالصمت.

غزة اليوم ليست مجرّد مدينة، إنّها جرحٌ عربيّ مفتوح. كلّما نُكئ عاد ينزف من جديد. غزة وحدها تقف على الأطلال، تحرس كرامةً مهدَّدة، وتقاوم لتبقى حيّة. بينما يتناوب الغرباء على كراسي الولاية، كأنّها تركة يتقاسمونها.

ويبقى السؤال يتردّد كأنينٍ في الليل:
إلى متى تبقى غزة بلا قرارها؟
إلى متى يُكتَب لها الآخرون مصيرها، وتظلّ هي تدفع الثمن بالدم والجوع؟
ألم يحن الوقت أن تُرفَع وصايتها، وتُترك لتعيش بكرامة، بلا كلوبٍ جديد ولا بلير آخر؟

غزة لا تريد والياً. غزة لا تريد مندوباً سامياً. غزة تريد أن تكون نفسها فقط: أرضاً حرّة، وناساً أحراراً.

[محمود كلّم] كاتبٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصفور والسمكة.. حين يصبح الحب مستحيلاً!
- إلى غزة… وإلى الشهيد الذي لم يخذلها!
- فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!
- نزار بنات والشيخ ماهر الأخرس: حكايةُ وفاءِ بين الزنزانةِ وال ...
- نزار بنات ويوسف نصّار... حكايات لا تنتهي!
- علاء الريماوي ونزار بنات: حين يلتقي الألم بالألم، وتتكلم الك ...
- ناجي العلي… الغربة التي أبعدت فلسطين عن ريشتها الصادقة!
- غزّة... حين يساوي التّوقيعُ وطناً!
- صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!
- ذاكرة الدم… من صبرا وشاتيلا إلى غزة!
- غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!
- من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ ش ...
- غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!
- النجيل الفلسطيني: صمود لا ينكسر في وجه القهر!
- غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!
- الحذاء الأمريكي… والحذاء العربي!
- خذوا العبرة… من ملوك الاستسلام وأمراء البيانات!
- التاريخ سيكتب: أنتم جميعاً خذلتم غزة!
- عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!
- فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية ا ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر حجم الدمار الذي خلفه زلزال الفلبين
- قطر ترحب بأمر ترامب التنفيذي الذي يُلزم أمريكا بالدفاع عن أم ...
- مُنظمون: الجيش الإسرائيلي بدأ اعتراض -أسطول الصمود- المتجه إ ...
- عاجل: هيئة البث الإٍسرائيلية تقول إن قوات بحرية بدأت بالفعل ...
- واشنطن تتعهد بحماية أمن قطر عقب الضربة الإسرائيلية.. والدوحة ...
- صراصير التجسس.. هكذا تقود ثورة الذكاء الاصطناعي حروب المستقب ...
- تعليق عمل الصليب الأحمر في مدينة غزة يشلّ المستشفيات والفرق ...
- صحافة أوروبية: غواصة روسية تواجه صعوبات بالمحيط الأطلسي
- عقوبات أميركية جديدة تستهدف البرنامج الصاروخي الإيراني
- قمة أوروبية تبحث حماية القارة من المسيّرات -الغامضة-


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!