أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!














المزيد.....

عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 15:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


في صفحات التاريخ التي تروي قصص العزّة والصمود، تبرز عشيرة عرب السّمنيّة في قضاء عكا رمزاً للكرامة والفخر. جدّهم خطّاب، الذي وُوري الثرى في علما الشعب بأقصى جنوب لبنان، ويُذكر في بعض الروايات أنّه دُفن في منطقة البطيشية على الحدود اللبنانية الجنوبية، يمثّل جذوراً متأصّلة في الأرض لا تعرف الخضوع. أمّا مختارهم الشجاع، نايف الحسن، فقد اغتيل على يد الصهاينة عام 1948م في بلدة مروحين، ودُفن هناك، تاركاً وراءه إرثاً من البطولة والمقاومة.

ذكر الدكتور شكري عرّاف في كتابه "بدو مرج ابن عامر والجليلين بين الماضي والحاضر"، الصادر عن مركز الدراسات القروية في معليا – فلسطين المحتلّة، أيار 2001، صفحة 174، ما يلي:
«وفي مقابلة مع إلياهو، رجل الأمن من أيام الانتداب، في كيبوتس إيلون، وبعد أن أطلعني على دفاتره/ مذكّراته التي تشمل صورة وتاريخ كل بدوي من عرب السّمنيّة، قال إنّ اليهود اجتمعوا مع القبائل البدوية المجاورة: عرب السّمنيّة، الهيب المرادات، وعرب العرامشة وغيرهم، في موقع الصوانة بهدف حثّ هؤلاء البدو على حسن الجوار خلال المعارك التي قد تنشب في عام 1947 وما بعده، وكان ردّ نايف الحسن تهديداً لهم مع انتهاء الانتداب البريطاني وأنّهم سيلقونَ من البدو مصيراً أسود. وكان هذا الردّ كافياً لاتخاذ قرار بترحيل عرب السّمنيّة».

لم يكن ذلك الردّ مجرّد كلمات، بل موقفاً بطولياً يروي فخر شعب رفض الخنوع والمذلّة، موقفاً أثبت أن الكرامة لا تُقايض، وأن الكبرياء لا يقبل بالخضوع.

كان هذا الموقف كافياً لاتخاذ قرار بترحيل عشيرة عرب السّمنيّة، محاولةً لإسكات صوتهم، لكن إرثهم ظلّ صامداً في الذاكرة. فكلّ خطوة من خطواتهم كانت شهادة على البطولة، وكلّ موقف مقاوم كان إعلاناً عن شجاعة لا تهتزّ أمام المحتلّ الغاصب.

اليوم، تظلّ عشيرة عرب السّمنيّة رمزاً للكرامة والفخر، للأرض التي تحمي أهلها، وللرجال والنساء الذين رفضوا الخنوع، وأعلَوا صوت البطولة على صوت الظلم. إنّ قصة نايف الحسن وأبناء عشيرته تذكّرنا بأنّ الكبرياء الحقيقي يكمن في الوقوف بشجاعة، وأنّ البطولة الحقيقية هي الدفاع عن الهوية والأرض مهما كان الثمن.

وهكذا، تبقى سيرة عشيرة عرب السّمنيّة وملحمة المختار نايف الحسن شاهدتين على أنّ البطولة ليست مجرّد موقف عابر، بل إرث تتوارثه الأجيال ونداءً خالداً بأنّ الكرامة لا تُشترى ولا تُباع.
وفي ذكراهم يتجدّد الإيمان بأنّ الأرض لا تحيا إلا بأهلها، وأنّ البطولة تبقى ما دام هناك من يحفظها في الذاكرة والوجدان. فتظلّ عشيرة عرب السّمنيّة رمزاً للكرامة والصمود، وصوتاً خالداً في سفر التاريخ.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية ا ...
- غزة… جنازة الكرامة العربية والإسلامية!
- من نهيق الحمير إلى بيانات الشجب والإدانة!
- غزة… الامتحان الذي أسقط العالم بالضربة القاضية!
- فاطمة البُديري… المرأة التي جعلت الأثير جبهةً للمقاومة
- نزار بنات... حين قال -لا- ونام في تراب الوطن!
- أنس الشريف ومحمد قريقع… حين يكتب الشهداء وصية الحقيقة ويفضحو ...
- في حضرة الخيانة: فلسطين بين نير الاحتلال ووباء الفساد!
- مليارات تُصرف على الحروب... ماذا لو صُرفت على الحياة؟
- في زمن الهوان... حين تئنّ الأمة ويشرق الأمل!
- حينَ كان الذِّئبُ وفيّاً... وخذلنا البشرُ!
- حينَ بَكى الذِّئبُ... ونامَ الإِنسانُ!
- غزة: حين تصمُتُ الإنسانيّةُ وتتكلمُ المجازر!
- زياد: نغمةُ الحياة التي انكسرت في قلب فيروز!
- أمير… طفلُ غزّة الذي مشى إِلى العدس فقتلتهُ رصاصةٌ: وصمةُ عا ...
- وداع فيروز لزياد: صمت الأم الذي أبكى الموسيقى!
- أنأكل الطعام وغزة تحترق؟!
- رحيل زياد الرحباني: صمت البيانو.. وانطفأ الضوء في المسرح!
- أحمد مرعي ناصر... شاعر الأرض الذي حملتهُ الرّياحُ إِلى سعسع!
- جورج إبراهيم عبد الله: حين يعود المناضل… ويغيب الوطن!


المزيد.....




- مسؤول عراقي يعلن عن موعد انتهاء مهام التحالف الدولي في بلاده ...
- تداول فيديو بزعم -نقل مروحيات أمريكية عناصر داعش بالعراق-.. ...
- العاهل الأردني في أبو ظبي.. تأكيد على رفض الاستيطان الإسرائي ...
- استئناف عمليات مطار رامون الإسرائيلي بعد إصابته بمسيرة أطلقت ...
- ما هي حركة -10 سبتمبر- التي تدعو للاحتجاج في فرنسا وهل تنجح ...
- هل يحرم الذكاء الاصطناعي أبناءك من تطوير مهاراتهم؟ هكذا نتعا ...
- خبير عسكري: هدفان لإسرائيل من تدمير أبراج غزة وعماراتها السك ...
- الموصل تنهض من جديد.. شاهد كيف أُعيد بناء معالمها بعدما دمره ...
- غموض حول الحالة الصحية للفنّانة الكويتية حياة الفهد
- جدل حول إعلان إلغاء صفقة الغاز الإسرائيلي مع مصر.. وخبراء: ا ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عشيرة عرب السّمنيّة.. حين صنع نايف الحسن صوت البطولة!