أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أمير… طفلُ غزّة الذي مشى إِلى العدس فقتلتهُ رصاصةٌ: وصمةُ عارٍ في جبينِ الإنسانيّةِ!














المزيد.....

أمير… طفلُ غزّة الذي مشى إِلى العدس فقتلتهُ رصاصةٌ: وصمةُ عارٍ في جبينِ الإنسانيّةِ!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 08:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


في لحظة تختصر وجع قرنٍ من الخذلان، وفي شهادة تقشعرّ لها الأرواح قبل الأبدان، روى جندي أمريكي — عبر بودكاست حديث — قصة الطفل الفلسطيني أمير، الذي مشى 12 كيلومتراً حافياً، تحت شمس أيّار الحارقة، ليجمع حفنة عدس… ويعود جثة هامدة برصاصة أطلقها الاحتلال على جمعٍ من الجائعين، لحظة مغادرتهم مركز توزيع مساعدات في تلّ السلطان برفح.
قبّل أمير يد الجندي الأمريكي بعد أن التقط كيساً صغيراً من العدس والأرز عن الأرض. كانت "شكراً" كل ما نطق به هذا الطفل النحيل، في لحظة فطرية من إنسانيته. ربما ظنّ أن الحياة بدأت تعطيه شيئاً، ولو فتاتاً من عدالة مفقودة. لكن تلك "الشكراً" كانت الوداع الأخير. دقائق فقط، وتحوّل المكان إلى جحيم من الغاز والرصاص. قُتلت فيه طفولة أمير، وسكنت صورته في ضمير ذلك الجندي، الذي قال بصوت منكسر:
"لن أنسى وجهه، لقد شكرني… ثم مات."
هل كانت يداه الصغيرتان تهدّدان أمن الاحتلال؟
هل كانت خطواته الحافية تستفزّ عروش العرب؟
هل كان جسده الهزيل يستدعي كل هذا الرصاص؟

ليست قصة أمير حدثاً نادراً. إنها مشهد متكرّر في غزة اليوم، التي تحوّلت من مدينة نابضة بالحياة إلى مقبرة مفتوحة، يطارد فيها الموتُ الجائعين، وتُستهدف فيها طوابير المساعدات كما تُستهدف الثكنات العسكرية.
في تقرير مؤلم نشرته وكالة أسوشيتد برس، وُصفت عمليات توزيع الإغاثة بأنها "مصائد موت"، قُتل فيها أكثر من 1,050 فلسطينياً، معظمهم أطفال ونساء وكبار سن، خرجوا يبحثون عن طحين، ورز، وعدس… عن فرصة ضئيلة للنجاة.
قوات الاحتلال، بدعم من شركات أمنية أمريكية متعاقدة، تُطلق الرصاص على أفقر الجائعين، وتغلق الطرق، وتمنع دخول الغذاء والماء والدواء، في حصار هو الأشدّ في العصر الحديث.

لم يُقتل أمير برصاصة الاحتلال فقط. لقد قُتل بصمت العرب، وتواطؤ العالم الإسلامي.
قُتل بصوت قادة يتحدثون عن "التهدئة" بينما يُباد الأطفال.
قُتل بأحرف بيانات الشجب التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
أمير، ابن غزة، يموت كل يوم في وجوه الملايين، في نشرات الأخبار، في صمت الخطب، في تبادل الابتسامات بين وزراء الخارجية، وفي صلوات لم تعد تصعد من قلوب هجرتها الغيرة والكرامة.
هل هذا هو "العالم الإسلامي"؟
أين حكّامه؟ وأين شعوبه؟
هل أصبح دم الأطفال أقلّ قيمة من بيانات النفط وصفقات التطبيع؟

ما يحدث في غزة ليس حرباً، بل انهيارٌ للإنسانية.
إنه اختبار فشلت فيه البشرية جمعاء، وسقط فيه الضمير العالمي في الهاوية.
مئات الآلاف من الأطفال بلا طعام، بلا ماء، بلا مأوى،
محاصرون تحت قصف لا يرحم،
في ظل صمت رسمي عربي ودولي مريب،
وأمام شاشات العالم التي اعتادت على مشهد الجثث دون أن ترتجف.

في غزة، يمشي الأطفال إلى الموت.
في غزة، يُقبّل الجياع يد من يعطيهم الفتات… قبل أن يقتلهم الرصاص.
في غزة، تُصوّر المجازر من كل زاوية… ولا يتحرّك شيء.

أمير هو وجه كل طفل فلسطيني حُرم من حقّه في الحياة.
هو نداء كل أمّ تنام على حجرٍ بارد لا تعرف إن كان طفلها سيستيقظ حيّاً.
هو وصمة الخزي على وجوه من خذلوه، وألقوا به إلى الجوع والموت، ثم عادوا إلى قصورهم.
سيبقى اسمه محفوراً في سجل أسود،
سجلّ عنوانه: هنا خذلت البشرية طفلاً جائعاً… وقتلته.

يا أمير، فقد أصبحت رمزاً،
لكننا نحن، من بقينا أحياء… نحن الموتى الحقيقيون.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداع فيروز لزياد: صمت الأم الذي أبكى الموسيقى!
- أنأكل الطعام وغزة تحترق؟!
- رحيل زياد الرحباني: صمت البيانو.. وانطفأ الضوء في المسرح!
- أحمد مرعي ناصر... شاعر الأرض الذي حملتهُ الرّياحُ إِلى سعسع!
- جورج إبراهيم عبد الله: حين يعود المناضل… ويغيب الوطن!
- غزّة تكشِفُ عوراتِ الأُمّةِ!
- غزة... مرثيةُ أمةٍ فقدت شرفها!
- الطفلة شام تسأل عن الطعام في الجنة، وغزة تموت جوعاً!
- نداء عاجل إلى العشائر العربية المتجهة إلى السويداء!
- بين الترفيع والترقيع: المشهد الفلسطيني في لبنان تحت المجهر
- الشيخ مرهج شاهين... حين يُهان الوقار ويسقط وجه الأمة!
- بيان نويهض الحوت تلتحق بشفيق وأنيس... ويصمت صوت الحقيقة
- غريبٌ بين النجوم
- إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّ ...
- ما بين -الشجرة- وغزة... أنشودة الدم التي لا تموت!
- غسّان كنفاني وناجي العلي: حين يكتُبُ الحبرُ والدّمُ تاريخنا!
- غزة تدقّ جدران الخزان... ولا يسمعها إلا غسان كنفاني!
- غزة... وحيدة في ليل الخذلان!
- غزّة... آخرُ ما تبقّى من إِنسانيّتِنا!
- غزّة... وأبو الحن في فخِّ المُساعدات!


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - أمير… طفلُ غزّة الذي مشى إِلى العدس فقتلتهُ رصاصةٌ: وصمةُ عارٍ في جبينِ الإنسانيّةِ!