أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّةِ- بـلبنان














المزيد.....

إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّةِ- بـلبنان


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 04:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد غيابٍ طويل، وترهُّلٍ مزمنٍ ألحق ضرراً بالغاً بقضية فلسطين وشعبها في الداخل والشتات، يبدو أن
"القيادة الفلسطينية" بدأت تتحرك لإعادة الروح إلى الجسد المؤسَّساتي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وتأتي هذه التحركات كمحاولةٍ لمراجعةٍ شاملةٍ لمكامن الإخفاق والتشتّت، وللتصدي لظواهر شخصنة المناصب والمراكز داخل مؤسسات المنظمة في لبنان، بعد سنواتٍ من السُّبات السياسي والدبلوماسي، الذي جعل القضية الفلسطينية تصل إلى ما يشبه "عنق الزجاجة".

في هذا السياق، يبرز تساؤلٌ مشروع:
هل أدركت السلطة فسادها الإداري والسياسي متأخّرةً، أم أن ما تقوم به مجرد إجراءاتٍ كيديةٍ وآنيةٍ تهدف إلى الانتقام من قياداتٍ تمرّدت على قراراتها الصادرة من رام الله؟

تترافق هذه التساؤلات مع مؤشراتٍ جديدةٍ تدل على وجود توجّهٍ فعليٍّ نحو الإصلاح، عنوانه الأبرز إشراك الكفاءات العلمية والأكاديمية المتخصصة في مواقع اتخاذ القرار، وتعزيز الحضور الفلسطيني المؤسَّسي في المحافل الدولية، بما يليق بقضيةٍ عادلةٍ مثل القضية الفلسطينية.

من هنا، بدأت تطفو على السطح أسماءٌ وطاقاتٌ فلسطينيةٌ أكاديميةٌ وعلمية، تسعى إلى ملء الفراغ الذي يُخيِّم على الساحة الفلسطينية، لا سيما في لبنان، وعلى مختلف الصعد السياسية والحقوقية والدبلوماسية.

في ضوء هذا الزخم الجديد، يُطرح المثل الشعبي:
"أعطِ الخبز لخبّازه ولو أكل نصفه"
فهل آن الأوان، بعد سنين من العبث السياسي والإداري، أن نمنح الكفاءات موقعها الطبيعي في القرار والتمثيل؟ وهل نحن على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ عنوانُها الكفاءة، لا الولاء الأعمى؟ وهل تستعيد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان دورها التاريخي، بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، لا بالشعار، بل بالفعل والتمثيل الفاعل؟

إنّ ما ستُقدِم عليه "القيادة الفلسطينية" في المرحلة المقبلة، سيُحدِّد مصير قضيةٍ لم تَعُد تحتمل التهميش أو الارتجال، وقادرةٍ، إذا ما أُديرت بكفاءةٍ وشفافية، على أن تعود إلى موقعها الحقيقي في الوجدان العربي والدولي.

لكن، ورغم هذا الحراك الظاهري، يبقى الشكُّ حاضراً، بل طاغياً...
فالتجاربُ المريرةُ التي عاشها شعبُنا، والخذلانُ المتكرّر من قياداته، يجعل من الصعب تصديق أن ما يجري اليوم هو صحوةُ ضميرٍ حقيقية، لا مجرد محاولةٍ جديدةٍ لإعادةِ تدويرِ الأزمة، وتجميلِ وجهِ السلطةِ بمكياج "الإصلاح"، دون مسٍّ جوهريٍّ بالخلل العميق.

بل أكثر من ذلك، يُطرَح اليوم تساؤلٌ مرير:
أيهما الصواب؟
هل نطالب بالحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان؟
أم نستجيب لدعواتِ سحبِ السلاح من المخيمات، بكل أنواعه، في ظل غياب أيِّ ضمانةٍ لحمايتهم؟

وهل نسيت "القيادة الفلسطينية" مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي ارتكبها شارون، شريكُهم في "صنع السلام" في أوسلو؟
تلك التي ارتُكبت بحق شعبِنا الأعزل، تحت مرأى ومسمع العالم، في لحظةِ تخلٍّ وصمتٍ مريب...
أليس من واجب من يتحدث باسم الشعب أن يتذكّر، لا أن يتنصّل؟ أن يحمي، لا أن يُعرّي؟

لقد تعب الفلسطينيون من الانتظار، ومن الخطابات المُنمّقة، ومن الإشارات الخادعة إلى التغيير.
وحتى تُثبِت القيادةُ أن هذه التحركات ليست فصلاً جديداً من فصول الاستهلاك السياسي، فإن الألم سيبقى عالقاً، والخذلانُ مستمرّاً، واليقينُ مفقوداً.

فهل يُعقَل، بعد كلِّ هذه السنين، أن نُصدِّق أن من خذل شعبه مراراً... قد تغيّر حقاً؟

[محمود كلّم] كاتب فلسطيني يكتُبُ في الشَّأنين السِّياسيِّ والوجدانيِّ، وَيُعنَى بقضايا الانتماء والهُويَّة الفلسطينيَّة. يرى في الكلمة امتداداً للصَّوت الحُرِّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النِّضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين -الشجرة- وغزة... أنشودة الدم التي لا تموت!
- غسّان كنفاني وناجي العلي: حين يكتُبُ الحبرُ والدّمُ تاريخنا!
- غزة تدقّ جدران الخزان... ولا يسمعها إلا غسان كنفاني!
- غزة... وحيدة في ليل الخذلان!
- غزّة... آخرُ ما تبقّى من إِنسانيّتِنا!
- غزّة... وأبو الحن في فخِّ المُساعدات!
- غزّة... لا مفرّ: نُزُوحٌ من الموتِ إِلى الموتِ!
- من العدس إلى الشّهادة... الشهيد نزار بنات كما لم تعرفُوهُ!
- غزّة... تنزفُ في عرض البحر!
- غزّة تنزف بصمت... وأمريكا تُدير المجزرة!
- غزّة وحدَها... والعُروبةُ في غيبوبةٍ!
- سمعان ميشال حطّاب (أبو إيلي)... من الأشرفيّة إلى مخيم شاتيلا ...
- غزّة تُذبحُ... والأُمّةُ تتوضّأُ للصّلاةِ!
- ناجي العلي رسمها، ونزار بنات نطق بها: سيرةُ وطنٍ يغتالُ أبنا ...
- وصيّةُ الدّم... من نزار بنات إلى ابنته مارية بنت الأربعين يو ...
- الشهيد نزار بنات... حين يُغتالُ الصوتُ ولا تموتُ الحقيقة!
- خليل نزار بنات... يكبُرُ على وجعِ الوطنِ!
- نزار بنات... شهيدُ الكلمة والشّاهدُ الذي كتب وصيّتهُ بدمهِ!
- نزار بنات واليمن... قصّةُ حُبٍّ لا تعرفُ الخيانة!
- نزار بنات: شهيد الحقيقة في زمن الخيانة!


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّةِ- بـلبنان