أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!














المزيد.....

غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 19:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


قال موليير: "الرجال كلهم يتشابهون في الأقوال، فلا نميّز بعضهم من بعض إلاّ بالأفعال."

وقال تشي جيفارا: "يمكنك معرفة ما إذا كان الإنسان حياً أم ميتاً، لا من نبضه، بل من موقفه الشريف."

ولو عاش كلاهما اليوم، لرأيا كيف امتلأت الدنيا بالخطابات الرنانة، والتصريحات المتكررة، والوعود التي لا تسندها الأفعال. لكن غزة وحدها، بجراحها النازفة، تشهد على من بقي حيّ الضمير، ومن ماتت إنسانيته.

غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا محاصرة، إنها مرآة الإنسانية المكسورة.
في شوارعها التي غمرها الغبار والركام، تختلط دموع الأمهات بصراخ الأطفال، وتتعالى صرخات الاستغاثة فلا تجد إلا صمتاً عربياً طويلاً، وسكوتاً إسلامياً مريباً، وعالماً يكتفي بعدّ الشهداء كما لو كانوا أرقاماً عابرة في نشرات الأخبار.

كم مرة انتظرت غزة نصرة العرب، فلم تجد سوى بيانات تنديد تُلقى على موائد القمم ثم تُطوى مع المحاضر؟
وكم مرة رفعت عيونها إلى "أمة المليار"، فلم ترَ إلاّ شعوباً حزينة لا تملك إلا الدعاء، وحكومات غارقة في مصالحها الضيقة وحساباتها الباردة؟

لقد تحولت غزة إلى امتحان مفتوح، سقط فيه كثيرون ممن كانوا يرفعون الشعارات. فالدم الفلسطيني سال، ولم يجف، لكن النخوة جفّت قبل أن تجف دموع الأطفال.
إنه خذلان مضاعف، خذلان من الأخوة قبل العدو، خذلان من الجار قبل الغريب.

ورغم ذلك، تقف غزة شامخة، لا تسقط.
تُدفن تحت الركام، لكنها تُولد من جديد.
تُحاصر في البر والبحر والجو، لكنها تفتح للحرية ألف نافذة في قلوب الأحرار.

غزة اليوم ليست بحاجة إلى دموع الشاشات ولا بيانات المجاملات، بل إلى أفعال، إلى مواقف شريفة قال عنها جيفارا: إنّها هي التي تُثبت إن كان الإنسان حياً أم ميتاً.

أما العرب والمسلمون، فقد كتبوا تاريخهم بأيديهم: إمّا أن ينهضوا مع غزة، أو يظلوا شهود زور على أكبر جرح في قلب هذه الأمة.

غزة لا تبكي على نفسها، بل تبكي على صمتنا جميعاً.
غزة لا تسأل لماذا يقتلها العدو، فهي تعرفه جيداً، لكنها تسأل: أين كنتم أنتم؟

ومع هذا الخراب الإنساني، يسطع نور نادر من بعيد، حيث يقف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو شامخاً، لا كزعماء العرب، بل كفارسٍ يكتب موقفه بدماء الشرفاء. لقد أثبت بشهامته وشجاعته ونخوته أنّ البطولة لا تُقاس بالقوة العسكرية، بل بالجرأة على قول الحقيقة في وجه العالم، وأن البعيد قد يقترب بالضمير أكثر من القريب الذي خانه صمته.

*محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة.. مرآة الإنسانية!
- يكفيكم شرفاً… يا أبطال أسطول الصمود!
- سجّل يا تاريخ: غزة لم تُخذل من البحر بل من البرّ!
- غزة بين وصايتين: من كلوب باشا إلى توني بلير!
- العصفور والسمكة.. حين يصبح الحب مستحيلاً!
- إلى غزة… وإلى الشهيد الذي لم يخذلها!
- فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!
- نزار بنات والشيخ ماهر الأخرس: حكايةُ وفاءِ بين الزنزانةِ وال ...
- نزار بنات ويوسف نصّار... حكايات لا تنتهي!
- علاء الريماوي ونزار بنات: حين يلتقي الألم بالألم، وتتكلم الك ...
- ناجي العلي… الغربة التي أبعدت فلسطين عن ريشتها الصادقة!
- غزّة... حين يساوي التّوقيعُ وطناً!
- صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!
- ذاكرة الدم… من صبرا وشاتيلا إلى غزة!
- غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!
- من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ ش ...
- غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!
- النجيل الفلسطيني: صمود لا ينكسر في وجه القهر!
- غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!
- الحذاء الأمريكي… والحذاء العربي!


المزيد.....




- مصر تستضيف وفدين من إسرائيل وحماس لبحث خطة ترامب بشأن غزة
- ألمانيا.. خلاف وانتقادات بسبب تأجيل مناقشة قانون الخدمة العس ...
- خريطة السيطرة الميدانية بين الجيش والدعم السريع في كردفان ود ...
- صحف عالمية: إسرائيل ارتكبت انتهاكات بحق ناشطين من أسطول الصم ...
- عشرات الشهداء بالقطاع والاحتلال يحذر سكان مدينة غزة من العود ...
- واحد من كل خمسة أميركيين يحصل على الأخبار من -تيك توك-
- رد حماس على خطة ترامب يزيد ضغوط الائتلاف على نتنياهو
- مسؤول في حماس لـCNN: مصر تنظم مؤتمرًا للفصائل الفلسطينية لتح ...
- إيران تعدم 7 أشخاص بتهم الإرهاب والتجسس لإسرائيل وسط جدل حقو ...
- فرنسا: رئيس الوزراء يخطط لفرض ضريبة على من يفوق دخلهم 250 أل ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - غزة بين خذلان الإخوة وشهامة غوستافو بيترو!