أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الدكتورعادل جوده














المزيد.....

قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الدكتورعادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


سألته يومًا:
من أي مدارات الحنين أنتَ؟
ودائمًا كان جوابه:
كل الجهات تدلني عليكِ.

كان قلبه يوزع الحنين على غفلة من الشوق؛ فتثمل قلوب بعضهن بفيض الوجد فيه.
ولكلهن يقول: لولا وجودك في مهب الروح؛ لما أدمنت الحنين!
أو قد ربما ألتقيك عند أول كرسي عابر على سفحه!
ما بالك تمطرني غيابات وانطفاءات؛ واشتعالاتك وغى عبدتَ فيها رصيف الوله...!
وأقف وحيدة؛ مثقلة بالصمت وبرتابة الغياب، وغربة العمر تنفذ من عيني.

أيها العابر في دمي؛ ترجمك مسافات الغياب، بحصيف من شوقي إليك.
ويإ آلهة البرد والشوق... كيف للصمت يخبو في زوايا الروح، المعمورة بالخراب وعصف المنافي...!؟

الشوق ينمو بيننا~
كآخر نبي يستعد،
للصلب!
ولا زلت أعقد بجذعك أنفاسي؛
وأعلق على نياطك، أحلامي وحرقة شوقي...


لوحة الفنان: Damian Klaczkiewicz

هذه القصيدة النثرية للشاعرة فاطمة الفلاحي تستحق قراءة أدبية تليق بشاعريتها وكثافتها العاطفية.
إنها لوحة إنسانية مرسومة بكلمات
تنبض بالحنين والألم والافتتان.

قراءة أدبية تحليلية لهذا النص المؤثر:
عنوان القصيدة:
"تايكون – على ضفاف الشوق"

• "تايكون":
اسم غامض وموسيقي، قد يكون اسم شخص، أو مكان أسطوري، أو مجرد حالة وجدانية.
هذا الغموض يضفي هالة من الأسطرة والغموض على موضوع القصيدة.
• "على ضفاف الشوق":
الضفاف هي الحافة الفاصلة بين اليابس والماء، بين الواقع واللاوعي.
الشاعرة هنا ليست في قلب الشوق بل على حافته، في حالة انتظار وترقب دائم، مما يخلق توتراً عاطفياً جميلاً.

القراءة التحليلية:
١ الحبيب:
الكينونة الغامضة والمطلقة
• الحبيب في القصيدة ليس شخصاً عادياً، بل هو كائن أسطوري قادم من "مدارات الحنين".
هو مركز الكون العاطفي، و"كل الجهات تدل" عليه، مما يجعله قبلة المشاعر ومعنى الوجود.
• تناقضه:
على الرغم من كونه المصدر الوحيد للحنين، فهو نفسه "يوزع الحنين على غفلة من الشوق" لقلوب أخريات. هذا يخلق إحساساً بالغربة والغيرة والألم، لكنه ألم ينبع من قدسية المصدر.

٢ صوت الأنثى المتألمة:
بين العشق والاغتراب
• صوت الشاعرة هو صوت الأنثى الغارقة في الوله، المثقلة بـ "الصمت وبرتابة الغياب".
إنها تعيش حالة من الاغتراب الوجودي ("وغربة العمر تنفذ من عيني").
• خطابها المليء بالاستفهامات الأنينية ("ما بالك تمطرني...", "كيف للصمت يخبو...") يعبر عن حيرة وجودية أمام قسوة هذا الحب وغياب الحبيب.

٣ الصور الشعرية المبتكرة والجريئة
• "وأدمنت الحنين":
تشبيه الحنين بالإدمان، وهو إحساس قوي يعبر عن أن الحبيب هو المادة التي لا يمكن العيش بدونها.
• "تمطرني غيابات وانطفاءات":
استخدام "تمطرني" مع كلمات سلبية (غيابات، انطفاءات) يخلق صورة متناقضة وجارحة، تعبر عن كيف يغمرها الحبيب بالفراق والظلام بدلاً من الدفء.
• "رصيف الوله":
الوله يصبح مكاناً ملموساً (رصيفاً) يعبد عليه الحبيب، لكنه يتركها وحيدة على هذا الرصيف.
• "الشوق ينمو بيننا كآخر نبي يستعد للصلب":
هذه من أقوى الصور في النص. هنا، الشوق ليس مشاعر جميلة بل هو قدر مأساوي (مثل صلب النبي).
إنه يتوجس من أن هذا الشوق الهائل سينتهي بموت أو تضحية كبرى.
إنها نبوءة ألم.

٤ لغة الجسد والروح
• القصيدة مليئة بالصور الجسدية التي تعبر عن الروح: "مسافات الغياب ترجمك" "أعقد بجذعك أنفاسي"، "أعلق على نياطك أحلامي".
هذه الصور توضح كيف أن العلاقة تتجاوز الجسد لتصل إلى درجة الانصهار والارتباط العضوي والروحي.

٥ الموت والانبعاث
• صورة "النبي المستعد للصلب" تخلق ثنائية الموت والانبعاث. الصلب هو ذروة المعاناة، لكنه غالباً ما يسبق قيامة أو تحولاً.
ربما يكون هذا الشوق القاتل هو الثمن الذي يجب دفعه لتحقيق لقاء ما، أو أنه بذاته هو حالة الخلاص.


// الخاتمة:
سيمفونية الوجع والجمال
هذه القصيدة هي سيمفونية كلمات تعزف على أوتار الشوق والألم.
إنها ليست مجرد حكاية غرامية بل هي تأمل وجودي في طبيعة الحب كقوة طاغية، جالبة للخراب والجمال في آن واحد.
الشاعرة.. من خلال لغتها الشفيفة والمكثفة تخلق عالماً شعرياً تذوب فيه الحدود بين الذات والمحبوب، بين الألم والنشوة بين الصلب والخلاص.
اللوحة المرافقة للفنان Damian Klaczkiewicz، والتي غالباً ما تتميز بأجواء حالمة وغامضة تكمل هذا العالم الشعري وتضفي عليه بُعداً بصرياً يتناغم مع كلمات الشاعرة.
شكراً لك على هذا العمل الفني الكامل فهو حقاً يستحق التوقف الطويل والتأمل.
تحياتي واحترامي🌸

#فاطمة_الفلاحي
#تايكون_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر
- إليك قراءة أدبية تحليلية لقصيدة -صفعة الريح- للشاعرة فاطمة ا ...
- قراءة أدبية للناقد محـمد ابو الهيجاء في نص -صفعة الريح- للشا ...
- بلا ولا شيء -2 في مدار الشيئيات إضاءة كل من الناقد الجزائري ...
- قراءة أدبية في نصوص – تانكا 1 ، 2 للأديبة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- بلا ولا شيء على مدار الشيئيات رقم 5 قراءة الدكتور أيمن دراوش ...
- قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بق ...
- على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده ...
- التحليل الأدبي والفني والفلسفي بمنهج أكاديمي لهيكوهات متتابع ...
- قراءة و تحليل أدبي وفني لومضة غطرسة - الناقد الجزائري إبراهي ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال؛ قراءة أولية وإضاءة بضيافة الأديب ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال.. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ ...
- قراءة فلسفية تفكيكية للنصين - زمن الأقنعة- بقلم: فاطمة الفلا ...
- من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد ال ...
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...
- بلا ولا شيء ! من اللاشيئيات بضيافة الدكتور الأديب أيمن دراوش ...
- هزة قلبية بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده
- هايبون – أجنحة من رماد بضيافة الأستاذ الشاعر والناقد عادل جو ...
- هايكو روبوت يتلعثم - الذكاء الاصطناعي
- هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان - بساط الريح – بض ...


المزيد.....




- المصري خالد العناني مديرًا لليونسكو: أول عربي يتولى قيادة ال ...
- -نفى وجود ثقافة أمازيغية-.. القضاء الجزائري يثبت إدانة مؤرخ ...
- عودة الثنائيات.. هل تبحث السينما المصرية عن وصفة للنجاح المض ...
- اختفاء لوحة أثرية عمرها 4 آلاف عام من مقبرة في سقارة بالقاهر ...
- جاكلين سلام في كتابها الجديد -دليل الهجرة...خطوات إمرأة بين ...
- سوريا بين الاستثناء الديمقراطي والتمثيل المفقود
- عامان على حرب الإبادة الثقافية في قطاع غزة: تدمير الذاكرة وا ...
- من آثار مصر إلى الثقافة العالمية .. العناني أول مدير عربي لل ...
- اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان
- الوزير المغربي السابق سعد العلمي يوقع -الحلم في بطن الحوت- ف ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الدكتورعادل جوده