أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم الدكتور الناقد عادل جوده














المزيد.....

قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم الدكتور الناقد عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


هايبون - مجاهيل

إن سألتني كيف أحيا؛ سأقول مررت بزمنٍ تلاشت فيه حياتي.
ولم أعد أحيا.
فقد مللتُ وعودَ زمنٍ مفقود؛ مترامي الأطراف مكبّل بـ جمر الوريد، ومدارات الأحلام.
علّني كنت أعلم مجاهيل رغباتك...!
علّني تركت زمني يعي حدود لحظاته...!
علّني لم أعد أعترف بلغة ذاكرته...!
علّني انهمرتُ فيك دون ضجيج أو ملل...!
علّني مررت من نافذة تطل على دربك...!


أنا مجرد حرف ~
في قصيدة منسية،
أهداب الزمن!



يمثل هذا النص الشعري لوحة وجودية تعبر عن حالة من التيه والضياع في زمن مفقود حيث تختلط مشاعر اليأس والاستسلام مع رغبة عميقة في الفهم والانتماء.
الشاعرة تستخدم لغة شعرية موحية
مليئة بالاستعارات والرموز التي تفتح الباب لتأويلات متعددة.

١ - الصورة الذاتية والوجود الضائع:
تبدأ القصيدة بسؤال وجودي كبير:
"كيف أحيا؟" لتنتهي إلى إجابة مفعمة بالسلبية والانكسار:
"مررت بزمنٍ تلاشت فيه حياتي.
ولم أعد أحيا".
هذه المفارقة بين السؤال عن الحياة والاعتراف بعدم العيش تُظهر صراعًا داخليًا عميقًا.
الشاعرة لا تشعر بأنها حية بل هي مجرد عابرة في زمنٍ ما
زمن "مفقود" و"مكبّل بـ جمر الوريد" مما يوحي بألم داخلي وشعور بالقيود التي تكبل الأحلام والرغبات.

٢ - صورة الزمن:
الزمن هنا ليس مجرد إطار زمني
بل هو قوة فاعلة ومؤثرة.
إنه "زمنٍ مفقود"، "مترامي الأطراف"، "مكبّل"، مما يعكس شعورًا بالضيق واللامبالاة رغم اتساعه.
الشاعرة "ملت وعوده"
مما يشير إلى خيبات متكررة وأحلام لم تتحقق.
ثم تنتقل إلى الحديث عن "حدود لحظاته" و"لغة ذاكرته"
وكأنها تحاول فهم قوانين هذا الزمن واستيعاب لغته لكنها تفشل في ذلك
(لم أعد أعترف بلغة ذاكرته).

٣ - العلاقة مع الآخر (ك):
الجزء الثاني من النص يتجه إلى خطاب موجه إلى"أنت" غامض ("علّني كنت أعلم مجاهيل رغباتك...!"، "علّني انهمرتُ فيك دون ضجيج أو ملل...!"). هذا الآخر يبدو مهمًا ومحوريًا، لكنه يظل مجهولاً (مجاهيل رغباتك).
الشاعرة تتخيل أنها قد فهمت هذا الآخر أو أنها انسابت نحوه بكل سهولة وبدون تردد
لكنها في النهاية "مرت من نافذة تطل على دربه" أي أنها لم تستقر معه بل كانت مجرد عابرة في طريقه أيضًا.
هذه العلاقة تبدو غير مكتملة أو غير متحققة مما يضيف بعدًا من الحزن والوحدة.

٤ - الصورة الأخيرة:
الهوية الضائعة:
تختتم الشاعرة نصها بصورة قوية ومؤثرة:
"أنا مجرد حرف ~ في قصيدة منسية، أهداب الزمن!".
هنا تتجسد الهوية الضائعة بشكل رمزي عميق.
فالحرف هو أصغر وحدة في اللغة
وهو غير مكتمل بذاته ولا معنى له إلا في سياق الكلمات والجمل.
والشاعرة هي مجرد "حرف" في "قصيدة منسية"
أي أنها جزء من عمل فني ضائع أو مهمل و"أهداب الزمن" توحي بأنها على هامش الزمن، غير ملحوظة
أو ربما أنها تتأثر برمشاته دون أن تؤثر فيه.
هذه الصورة تعبر عن شعور عميق بالصغر والضعف والنسيان.

٥ - اللغة والأسلوب:
_ تستخدم الشاعرة أسلوب التكرار (علّني) لخلق إيقاع متوتر ومتردد، يعكس حالة التخمين والشك.
_ الاستعارات قوية ومبتكرة ("جمر الوريد"، "مدارات الأحلام"، "انهمرتُ فيك"، "أهداب الزمن")، مما يضفي غموضًا شعريًا وجمالية خاصة.
_ الجمل قصيرة ومتقطعة أحيانًا، تعبر عن انكسار داخلي وعدم اكتمال.

// خلاصة :
النص هو صرخة وجودية لإنسانة تشعر بالضياع في زمن لا ترى فيه مكانًا لهاوبعلاقة لم تتحقق وبهوية مختزلة إلى مجرد أثر ضئيل في عالم منسي.
اللغة شعرية عميقة والصورة الأخيرة (حرف في قصيدة منسية) تختزل مأساة الشاعرة وتجعل القصيدة تتردد في ذهن القارئ طويلاً.

تحياتي واحترامي

#فاطمة_الفلاحي

#هايبون_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده ...
- التحليل الأدبي والفني والفلسفي بمنهج أكاديمي لهيكوهات متتابع ...
- قراءة و تحليل أدبي وفني لومضة غطرسة - الناقد الجزائري إبراهي ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال؛ قراءة أولية وإضاءة بضيافة الأديب ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال.. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ ...
- قراءة فلسفية تفكيكية للنصين - زمن الأقنعة- بقلم: فاطمة الفلا ...
- من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد ال ...
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...
- بلا ولا شيء ! من اللاشيئيات بضيافة الدكتور الأديب أيمن دراوش ...
- هزة قلبية بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده
- هايبون – أجنحة من رماد بضيافة الأستاذ الشاعر والناقد عادل جو ...
- هايكو روبوت يتلعثم - الذكاء الاصطناعي
- هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان - بساط الريح – بض ...
- هايبون «رسائلٌ منسيّة» بضيافة الأستاذة الناقدة رانية مرجية
- ومضة: غطرسة .. قراءة نقدية وارفة في ومضة “غطرسة” بقلم: رانية ...
- ضيق حد الاختناق الأبعاد الخمسة للاختناق: قراءة نقدية موجزة ف ...
- جغرافيا الطقوس - هايكو مع إضاءة الأستاذ الناقد صفوت أكرم الص ...
- هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده
- بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده
- الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم ع ...


المزيد.....




- الطيّب صالح: سحر السرد وجرح الغياب
- مو... الفكرة والفعل كما يرويها أحمد خالد
- الشعر المنثور... إسفينٌ في جسد الشعر!
- كيف تحولت أفلام الرعب الأميركية من صرخات مفزعة إلى نقد اجتما ...
- -عزنا بطبعنا-.. أغانٍ جديدة وحفلات بمناسبة اليوم الوطني السع ...
- قاموس للصم.. مبادرة قطرية لشرح العبادات والمعاملات بلغة الإش ...
- من ساند كريك إلى غزة.. أميركا وثقافة الإبادة الجماعية
- برنامج الكوميدي جيمي كيميل يعود للبث من جديد بعد أيام من الإ ...
- هل تكون -الثامنة ثابتة-؟ فيلم -معركة تلو الأخرى- أحدث رهانات ...
- موسكو تحتفي بالملابس المحتشمة القادمة من الشرق الأوسط


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم الدكتور الناقد عادل جوده