الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم عزام

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 14:01
المحور: الادب والفن
    

ضيق حد الاختناق ~
أن تمتلك قناعة راحلة،
لا تخدش القلوب!

—
ضيق حد الاختناق ~
أن يكون الوطن،
أضيق من تابوت عليّ!

—
ضيق حد الاختناق ~
حين تضيق أواعي القلوب،
عن احتواء الحب!

—
ضيق حد الاختناق ~
حينما يضيق الوطن،
ويختنق الرعية!

—
ضيق حد الاختناق ~
الضيق الذي يتجسد،
في ظلي!

—
ضيق حد الاختناق ~
حين لا تتسع الحياة،
لعناق سري!


قراءة الأستاذ قاسم عزام :
عنوان القراءة النقدية: "تجليات الضيق الوجودي بين ظلال الذات والوطن"..

‏‎قراءة نقدية في قصيدة "ضيق حد الاختناق".. "الجزء الثاني "— للشاعرة: فاطمة الفلاحي..

‏‎في "ضيق حد الاختناق"، تكتب فاطمة الفلاحي تجربة شعرية مشبعة بالقلق الوجودي، حيث تتقاطع الذات مع الوطن، والحب مع الخذلان، في عالم يضيق حتى عن أبسط المشاعر. يتوزع النص على مقاطع قصيرة مكثفة، كل واحدة منها تمثل ومضة فكرية تنبض بالألم والأسئلة.
* الضيق بوصفه كينونة

‏‎تكرار عبارة "ضيق حد الاختناق" يمنح النص وحدة شعورية تقوم على الاحتباس، كأن الضيق لم يعد مجرد شعور، بل ظلٌ يلازم الذات:
‏‎"الضيق الذي يتجسد، في ظلي!"
‏‎هذا الضيق يلبس أقنعة متعددة: في الحب، في العلاقات، في الوطن، وحتى في الذات التي تضيق عن ذاتها.

* وطن كالتابوت
‏‎العلاقة مع الوطن تُصوَّر بأسلوب صادم، حين يتحول من فضاء رحب إلى ضيق الموت:
‏‎"أن يكون الوطن، أضيق من تابوت عليّ!"
‏‎بهذه الصورة، تتجاوز القصيدة البُعد السياسي لتلامس الاغتراب الوجودي، حيث لا يجد الفرد في وطنه ملاذًا أو معنى.

* اقتصاد لغوي وشحنة شعورية
‏‎لغة القصيدة تعتمد التكثيف، والاقتصاد في التعبير، لكنها مشحونة بدلالات فلسفية وانفعالات عميقة. تقول:
‏‎"حين لا تتسع الحياة، لعناق سري!"
‏‎هنا يبلغ الضيق مداه: حين تُغلق الحياة أبوابها أمام أبسط تعبير عن الحب.

* إشادة بالشاعرة فاطمة الفلاحي
‏‎تُظهر هذه القصيدة براعة فاطمة الفلاحي في صياغة شعر ينتمي للوجودي والإنساني، بلغة شفافة، وبأسلوب تعبيري عميق. نصها ليس استعراضًا بلاغيًا، بل بناء فني يحمل رؤية وموقفًا من العالم.
‏‎تتمتع الفلاحي بقدرة فنية نادرة على توظيف المفارقة وتكثيف الصورة لخدمة المعنى، ما يجعل شعرها مؤثرًا وعميقًا في آن، ويؤهلها لتكون واحدة من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة.

* في الختام ..فاطمة الفلاحي لا تكتب عن الضيق فحسب، بل تحوّله إلى مجاز للوجود الإنساني كله، وتجعل من قصيدتها مرآة نرى فيها خيباتنا وأسئلتنا المؤجلة، بلغة عالية الاحتراف، مدهشة التأثير.
‏‎قاسم عزام

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل