أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزام














المزيد.....

هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزام


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


هايكو- إقحوانة المطر
1.
تفتح الإقحوان واتقد~
لملم غربة الميلاد من عيني،
لون حرفك!
2.
يتفتح الإقحوان ~
الضوء وحده يتعملق،
ثنايا الروح!
3.
تفتح الإقحوان ~
تضج الفراشات،
نحلًا!
4.
تفتح الإقحوان ~
أزهر في راحتيها،
حكاية عطر!
5.
تفتح الإقحوان ~
المعلق على نافذة الحي،
نحيب الباكيات!
6.
تفتح الإقحوان ~
الطريق مرصوفًا بها،
سدرة المنتهى!
7.
تفتح الإقحوان ~
تل فراش،
طريق الشعاع!
8.
تفتح الإقحوان ~
براعم ندية،
تنهيدة عمر!
9.
تفتح الإقحوان ~
يفضحني البوح،
عتمة الأنفاس!
10.
تفتح الإقحوان ~
أضاء نوافذ التوق،
شقوق العمر!

قراءة نقدية وإشادة بالشاعرة فاطمة الفلاحي ونصوصها في:
هايكو- إقحوانة المطر:
قاسم عزام

مدخل عام:
في نصوص "هايكو إقحوانة المطر"، تفتح الشاعرة فاطمة الفلاحي نوافذ من التأمل الشفيف في عوالم الطبيعة والروح، من خلال تقاطعات دقيقة بين صورة الإقحوان، ومجريات الوجود الداخلي والخارجي. عبر 10 ومضات قصيرة تحمل سمات الهايكو العربيه، تنسج الفلاحي نسيجًا شعريًا رقيقًا، لكنه نابض، يجمع بين حسّ الطبيعة ودهشة الإدراك، وبين غواية اللغة واحتشام المعنى.
الخصائص الفنية:
الرمزية المركزية:
الإقحوان هو مركز الصورة، لكنه ليس مجرد زهرة تتفتح، بل يتحول إلى مفتاح للمعنى، ومجاز للانبثاق، والتوق، والانكشاف، وحتى الحزن. هذا التكرار البنائي لافتتاح كل مقطع بـ"تفتح الإقحوان" يمنح النصوص إيقاعًا تأمليًا ويؤطر التجربة الشعرية ضمن حالة من التكرار الكشفي، حيث كل تفتحٍ هو انبعاث جديد لمعنى مختلف.
اقتصاد لغوي وعمق دلالي:
وفيةً لروح الهايكو، تحافظ الشاعرة على الاختزال اللغوي، لكنها لا تضحي بالكثافة. كل كلمة موضوعة بعناية، توحي أكثر مما تصرح، وتدعو القارئ إلى تأويل ذاتي. على سبيل المثال:
"تفتح الإقحوان
أضاء نوافذ التوق
شقوق العمر"
هنا، لا تكتفي الشاعرة بصورة بصرية، بل تذهب نحو أثر الإشراق الداخلي الذي يطال نوافذ "التوق" المتوارية في "شقوق العمر".
شاعرية الحواس:
تلامس الفلاحي الحواس بلغة مضمخة بالشعور، حيث اللون، الضوء، العطر، البوح، والريق، تتحول جميعها إلى أدوات لتصوير الانفعال الإنساني. في النص الثالث مثلًا:
"تفتح الإقحوان
تضج الفراشات
نحلًا"
مشهد بصري/صوتي ينقلب إلى مجاز حيّ، يُعيد تفسير الطبيعة بوصفها فعلاً تحويليًا.
توظيف التوتر والسكينة معًا:
هناك تقاطعات متكررة بين الطمأنينة (تفتح الزهرة، العطر، الشعاع) وبين ما يوحي بالألم (نحيب الباكيات، العتمة، البوح الفاضح). هذا التوازن لا يُربك القارئ بل يتيح له مجالًا للتفاعل مع حقيقة الإنسان المركبة.
الجمالية الأسلوبية:
الفلاحي تكتب بلغة أنثوية ناعمة لكنها ليست هشة. هي لغة تبوح دون أن تتعرى، وتُفصح دون أن تفسد غموض الشعر. الشعر هنا ليس فقط شكلًا بل جوهرًا تجريبيًا، يلامس روح القارئ دون أن يصدمه، ويدعوه لاكتشاف الطبقات غير المعلنة خلف كل "تفتح".
إشادة بالشاعرة:
فاطمة الفلاحي ليست مجرد كاتبة هايكو، بل تجعل من الهايكو قصيدة وجدانية كاملة في ومضة. تجربتها في "إقحوانة المطر" تؤكد قدرتها على جعل اللغة تنبض بصدق وانسياب، دون تكلف أو استعراض. وما تفعله في هذه النصوص هو أشبه بـ"رسم بالحواس"، حيث يتحول كل مقطع إلى لوحة داخلية/خارجية، تحاكي قلق الإنسان وجمال الطبيعة في آن واحد.

خاتمة:
"إقحوانة المطر" ليست مجرد زهرة في حديقة القصيدة، بل تجلي شعري لفيض أنثوي عميق، يؤكد أن فاطمة الفلاحي شاعرة تمتلك بصمتها الخاصة، وتعرف كيف تكتب القصير العميق، والساكن المتحرك، والشفاف الملغز.

نصوصها دعوة إلى التأمل ببطء، والقراءة بحواس مفتوحة، والإصغاء لما لم يُقل.

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...
- ماذا لو أصبح سلاحًا رقميًا من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي ه ...
- القمع السياسي ومراقبة النشطاء من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناع ...
- هايكو مزامير
- قراءة نقدية في نص -أقف على حافة الجسر-، للكاتب حميد كشكولي
- حرية مشلولة
- دع الليل
- مدمنة على الخسارات
- في حضرة الضوء


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزام