أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام














المزيد.....

يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


يجبرني الوقت على السقوط -
نحو غياب مؤقت،
هزيمة إضافية!

---
دندنة القمر -
تلقي بنهر دهشتها،
مرايا القلوب!

---
تمر العصافير -
فوق بيادر القمح،
تترك في عيونها قصيدة!

---
حين وعينا -
الجسر ينبت،
من بركة الماضي!

قراءة نقدية بقلم الناقد قاسم عزام

دهشة الومضة وعبور الذاكرة: قراءة نقدية في نصوص فاطمة الفلاحي .. ومضات الشعر... وانكسارات الروح
في نصوصها القصيرة، تقدم الشاعرة فاطمة الفلاحي نموذجًا شعريًا مميزًا، يتقاطع مع تقنيات "الهايكو" من حيث التكثيف، لكنه يتجاوز ذلك إلى أفق شعري عربي أصيل، تكتبه أنثى مأهولة بالدهشة والحنين والانكسار. النص مكوّن من ومضات تأملية قصيرة، لكنها مشبعة بالمعنى والرمز، وفيها ما يعبّر عن رؤية متأنية للعالم والزمن والذات.
أولًا: تكثيف المعنى وتوسيع الصورة
منذ السطور الأولى، تُقابلنا مفردات شديدة البساطة من حيث التكوين، لكنها تنطوي على عمق وجودي واضح:
"يجبرني الوقت على السقوط -
نحو غياب مؤقت،
هزيمة إضافية!"
هنا، نُحاط بإيقاع داخلي هادئ، لكنه مؤلم، يحمل في طيّاته طابعًا فلسفيًا حول علاقة الإنسان بالزمن، حيث يظهر الزمن كقوة قسرية تدفع الذات إلى الانسحاب المؤقت، وكأنها تعاني من "هزيمة متكررة". تكرار هذا المقطع لاحقًا في النص يمنحه بعدًا بنيويًا دائريًا، يُعيد القارئ إلى نقطة البدء، كما لو أن الشاعرة تؤكد على أن لحظات الانكسار تتكرر بلا نهاية.
ثانيًا: بين الرمز والدهشة
في مقطع آخر تقول:
"دندنة القمر -
تلقي بنهر دهشتها،
مرايا القلوب!"
هنا، تتحوّل "دندنة القمر" إلى صوت داخلي عميق، تتبدى فيه صورة الليل بوصفه كائنًا شاعريًا فاعلًا، لا مجرد خلفية للحدث. "نهر الدهشة" يتدفق إلى "مرايا القلوب"، فيتحوّل الإدراك إلى صدى داخلي، ويغدو الشعور أكثر نقاءً وشاعرية. هذه الصورة تنتمي إلى ما يمكن تسميته بـ"الدهشة الخفية"، التي تعتمد على قوة الإيحاء لا المباشرة.
ثالثًا: المشهدية الشاعرية والحنين إلى الأرض
في مقطع ثالث تقول:
"تمر العصافير -
فوق بيادر القمح،
تترك في عيونها قصيدة!"
هنا، تتحد الطبيعة بالشعر، وتتحول العصافير إلى حاملات للقصيدة. المشهد بسيط، لكنه يُعبّر عن انفعال وجداني عميق، حيث تتحول التفاصيل اليومية – مرور العصافير، بيادر القمح – إلى لوحة شعرية تنضح بالسلام والدفء.
رابعًا: عبور الوعي من الماضي
وتختم الشاعرة بقولها:
"حين وعينا -
الجسر ينبت،
من بركة الماضي!"
الصورة هنا تفتح أفقًا من التأويل: "الوعي" لحظة استنارة، و"الجسر" رمز للعبور، أما "بركة الماضي" فهي الرحم الذي تنبت منه هذه اللحظة الإدراكية. كأن الشاعرة تقول: لا يمكننا العبور إلا إذا أمعنّا النظر في ماضينا، فالوعي ليس قطيعة، بل امتداد.
خامسًا: شاعرية التفاصيل وقوة الصمت
إن من أبرز ما يميز شعر فاطمة الفلاحي هو قدرتها على التقاط لحظات إنسانية خاطفة، وتحويلها إلى مشاهد شعرية مشبعة بالدلالة، دون أن تشرح أو تُصرّح. هي تكتب بالشذرة، وبالإيحاء، وتترك مساحات صامتة في النص، تدعو القارئ للمشاركة في التأويل.
سادسًا: موهبة تستحق التقدير
لا شك أن فاطمة الفلاحي تمتلك حسًا شعريًا نادرًا، ووعيًا فنيًا يجعلها قادرة على تطويع اللغة لخدمة الصورة، وعلى بناء نص حديث، عميق، ومتجدد. نصوصها تقف على حدود الفلسفة والتأمل، دون أن تتخلى عن العذوبة والموسيقية.
إننا أمام صوت شعري ناضج، يتقن اقتصاد اللغة دون أن يُفرّط بجمالياتها، ويُجيد الصمت بقدر ما يُجيد البوح.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن ننتظر المزيد من هذه الشاعرة، التي تكتب كأنها تهمس، لكن وقع كلماتها في القلب لا يُنسى.

#فاطمة_الفلاحي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...
- ماذا لو أصبح سلاحًا رقميًا من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي ه ...
- القمع السياسي ومراقبة النشطاء من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناع ...
- هايكو مزامير
- قراءة نقدية في نص -أقف على حافة الجسر-، للكاتب حميد كشكولي
- حرية مشلولة
- دع الليل
- مدمنة على الخسارات
- في حضرة الضوء
- طوق


المزيد.....




- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام