أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده














المزيد.....

بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


بيوت قديمة ~
رش الأشجار،
وقعدة الأرجوحة!


بيوت قديمة ~
نومة السطح،
و الكِلَّة!*


بيوت قديمة ~
عصرونية* أمي،
وأيامنا الحلوة!


بيوت قديمة ~
سمعتوا كلامي،
وما أريد قارش وارش*!


بيوت قديمة ~
وبشوارعنا أطفال،
كرة القدم!


بيوت قديمة ~
ولمة الشاي المهيل،
والكعك!


تنويه:
• الكِلَّةُ : سترٌ رقيق مُثَقَّبٌ يُتَوَقَّى به من البعوض وغيره.
• العصرونية هي وجبة تؤكل بين وجبتي الغداء والعشاء وغالبا بعد العصر ومنه أصل التسمية. مثال عن ما يمكن تناوله في وجبة العصرونة.
• عبارة "قارش وارش" ما هي إلا تعبير عامي عراقي يشبه إلى حد ما المقولة التونسية "يزي من الترهدين"، وكلاهما يصب في معنى واحد وهو "لا تحاول خداعي والتمويه عن الأمر".


قراءة أدبية رائعة ومؤثرة للنص: بقلم الأستاذ الناقد عادل جوده
‏"بيوت قديمة " – بقلم فاطمة الفلاحي

‏يُقدِّم النص الشعري القصير "بيوت قديمة " لوحةً حسيةً نابضةً بالذكريات تُجسِّد عالمًا من البساطة والدفء عالمًا اختفى بفعل الزمن لكنه ما زال حيًّا في الذاكرة.
‏ إنها قصيدة تُناغم الروح قبل العقل تُنادي بالحنين وتُوقظ في النفس صدى أيامٍ كانت الحياة فيها أقرب إلى الأرض وأصدق في علاقاتها.

‏كل مقطع من المقطعَين يبدأ بنفس العبارة:
‏"بيوت قديمة "
‏ كأنها لحنٌ متكرر في أغنية تُردَّد على مهل تُذكِّرنا بأن البداية والنهاية واحدة:
‏ ذكرى تلك البيوت التي لم تكن مجرد جدران وأسقف بل كانت حاضنةً للحياة مُتَّسَعًا للطفولة مكانًا للعائلة وملاذًا من صخب الزمن.

‏الصور الشعرية المختارة بعناية تُجسِّد لحظات يومية بسيطة لكنها مُشبَّعة بالمعنى:

‏- "رش الأشجار..وقعدة الأرجوحة!"
‏ تُصوِّر حركة اليوم الهادئة حيث يبدأ الصباح برائحة الماء والتراب وتُقضى الأوقات على الأرجوحة رمزًا للراحة وللتأمُّل وللطفولة التي تتأمَّل العالم من زاوية مرتفعة قليلًا كأنها تُراقب الحياة من بعيد.

‏- "نومة السطح. .والكِلَّة"
‏ مشهدٌ يُعيدنا إلى ليالٍ صيفية باردةحيث كان السطح فراشًا مفتوحًا تحت النجوم والكِلَّة سترةً من الحماية لا من البرد بل من البعوض من صغار الأمور المزعجة. هنا البساطة تُصبح رفاهية والنوم في العراء ترفٌ لا يُشترى.

‏- "عصرونية أمي. .وأيامنا الحلوة"
‏ لحظةٌ دافئةٌ جدًّا.
‏ "العصرونية" ليست مجرد وجبة خفيفة بل هي لحظة توقُّف لحظة تجمع لحظة حبٍّ تُقدَّم على طبق من الشاي والكعك.
‏ والأم هي مركز هذه اللحظة وهي من تصنع الحلاوة لا الطعام بل وجودها.

‏- "سمعتوا كلامي وما أريد قارش وارش"
‏ هنا تظهر لهجة الصراحة والوضوح.
‏العبارة العامية "قارش وارش" تُضفي طابعًا إنسانيًّا حقيقيًّا كأن الشاعرة تقول:
‏ لا أريد مُجاملات ولا أُريد تمثيلًا أريد الحقيقة كما كانت.
‏إنها صرخة نزاهة في وجه النسيان والتجميل الزائد للماضي.

‏- "وبشوارعنا أطفال. .كرة القدم"
‏ شارعٌ لم يكن طريقًا للمواصلات بل ملعبًا للفرح
‏ مكانًا للهروب من الدروس والواجبات حيث تُرسم الأهداف بأحذية الرمل وتُلعب المباريات إلى أن ينادي أحد الأبناء من نافذة البيت:
‏"يا ولد خذ العِشاء".

‏- "ولمة الشاي المهيل..والكعك"
‏ الخاتمة الدافئة
‏ حيث يجتمع الأهل لا على وجبة فاخرة
‏ بل على فنجان شاي بسيط وكعكٍ محلي.
‏"الولمة" تُعبِّر عن التجمع عن الترابط عن صوت الضحك الذي يملأ البيت عن حديث لا يُدوَّن لكنه يُخزَّن في القلب.

// في التحليل الأدبي:

‏- الإيقاع:
‏يعتمد النص على تكرار العبارة التمهيدية "بيوت قديمة"ما يُحدث إيقاعًا موسيقيًّا كأنه دقات قلبٍ يتذكر.
‏- الصور الحسية:
‏ كل مقطع يُصوِّر مشهدًا ملموسًا (رائحة الأشجار، صوت الأرجوحة طعم الكعك دفء السطح)
‏ما يجعل النص حيًّا قابلاً للتجسيد.
‏- اللغة:
‏ مزيجٌ جميل بين الفصحى والعامية يُعطي النص أصالة وقربًا من التربة.
‏فالعامية ليست ضعفًا بل هي تعبيرٌ عن هوية وعن صدق.
‏- الرمزية:
‏ "البيوت القديمة" ليست بيوتًا فقط بل هي رمزٌ لزمنٍ كان فيه الإنسان أقرب إلى الطبيعة
‏إلى الأسرة إلى ذاته.

‏ [خلاصة: ]

‏"بيوت قديمة" ليست مجرد ذكرى بل هي نداءٌ للعودة إلى الأصالة إلى البساطة إلى الإنسانية الخالصة.
‏ إنها قصيدة حبٍّ للماضي لا بمعنى الحسرة
‏ بل بمعنى الشكر.
‏شكرٌ لكل لحظة صغيرة كانت تُعتبر عادية
‏ لكنها اليوم تُصبح كنزًا.

‏فاطمة الفلاحي، من فرنسا، تكتب بلسان عراقي وقلبٍ مُتَيَّمٌ بالوطن وذاتٍ تُحب الحياة كما كانت:
‏ بسيطة- صادقة-جميلة.

‏• لأن الجمال الحقيقي لا يكمن في الفخامة
‏• بل في "نومة السطح" و"عصرونية أمي"
‏• وفي شارعٍ صغيرٍ تُلعب فيه كرة القدم،
‏•حتى ينادي الظلام فينادي الحنين.

‏تحياتي واحترامي

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم ع ...
- هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قا ...
- بيوت قديمة الجزء الأول – بضيافة الناقد عادل جوده.
- هايبون – -حين يتنفس الجمر- مع قراءة نقدية للشاعر الناقد صفوت ...
- تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده
- الصورة تتكلم مع دراسة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايبون قطار الماضي مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزا ...
- يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...


المزيد.....




- مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من المسرح سلاحا للم ...
- هوليود تكتشف كنز أفلام ألعاب الفيديو.. لماذا يعشقها الجيل -ز ...
- الموسيقي نبيل قسيس يعلم السويديين والعرب آلة القانون
- صانعو الأدب ورافضو الأوسمة.. حين يصبح رفض الجائزة موقفا
- -الديفا تحلّق على المسرح-..أكثر من 80 ساعة عمل لإطلالة هيفاء ...
- الممثل الأمريكي -روفالو- يناشد ترامب وأوروبا التدخل لوقف إبا ...
- ما سر تضامن الفنانين الإيرلنديين مع فلسطين؟.. ومن سيخلف المل ...
- التوحيدي وأسئلة الاغتراب: قراءة في جماليات -الإشارات الإلهية ...
- الموسيقى الكونغولية.. من نبض الأرض إلى التراث الإنساني
- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده