أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده وإضاءة الشاعر حسام أحمد ..














المزيد.....

على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده وإضاءة الشاعر حسام أحمد ..


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


على أبواب الخريف ~
شاخت فصول الحب،
طال معه الانتظار!


على أبواب الخريف ~
حتى الكلمات جفت بداخلي،
تساقطت كما الورق!


على أبواب الخريف ~
حتى الصبابة تقطر وجعًا،
ألعن المسافات!


على أبواب الخريف ~
تعبت حتى أجمعني على،
ضفاف الحكاية!


على أبواب الخريف ~
كن الجمال الذي تجلى لزيوس،
فكانت أفروديت ربته!


على أبواب الخريف ~
كارثية الوقت العابر على حوافنا،
أصابتنا شظاياه!


على أبواب الخريف ~
يتشعب الحنين بداخلي كالأغصان،
يتحدى وجع الفصول!


على أبواب الخريف ~
هناك مواجيد زرعت في حقل،
لا تأبه له!


فاطمة الفلاحي

قراءة أدبية في قصيدة "على أبواب الخريف" للشاعرة فاطمة الفلاحي

تمثل هذه القصيدة لوحة شعرية مكثفة تُصوِّر حالة وجدانية على أعتاب تحول كبير، يستخدم الخريف فيها كاستعارة مركزية للشيخوخة، والانتظار الطويل، وجفاف المشاعر.
تنساب القصيدة في ثماني ومضات شعرية (مقاطع) متجانسة في المطلع ومتنوعة في العمق.

١ البداية بالإحباط:
(على أبواب الخريف~
شاخت فصول الحب،
طال معه الانتظار!)
تُعلن القصيدة عن موضوعها الرئيسي منذ البيت الأول."أبواب الخريف" هي عتبة النهاية والذبول. "شاخت فصول الحب" استعارة جميلة تربط بين شيخوخة الإنسان وانتهاء دورة العاطفة، مما يعطي إحساسًا بزمن طال حتى شاخ الحب نفسه قبل أن ينتهي.

٢ جفاف الذات واللغة:
(على أبواب الخريف~
حتى الكلمات جفت بداخلي،
تساقطت كما الورق!)
هنا يتعمق الإحساس بالعجز.
الخريف ليس خارجيًا فقط، بل داخلي أيضًا.
جفاف الكلمات هو أعلى درجات اليأس، حيث تفقد الذات وسيلتها للتعبير أو البوح، فتسقط كما تسقط الأوراق في الخريف، مبتعدة عن أغصان الحياة والمعنى.

٣ ألم الشوق والبعاد:
(على أبواب الخريف~
حتى الصبابة تقطر وجعًا،
ألعن المسافات!)
"الصبابة"(الشوق الهادئ) تتحول إلى ألم ملموس "تقطر وجعًا".
هذه الصورة الحسية القوية تفضي إلى انفجار غاضب بلعنة "المسافات"، التي تظهر كسبب رئيسي للوجع، مما يشير إلى قصة حب مفقود أو غائب.

٤ إرهاق محاولة التجمع:
(على أبواب الخريف~
تعبت حتى أجمعني على،
ضفاف الحكاية)
تعبر الذات عن الإرهاق الشديد.فعل "أجمعني" يدل على تشتت وتمزق داخلي. المحاولة اليائسة للتجمع تتم على "ضفاف الحكاية"، أي على هامش القصة أو ذاكرتها، وليس في قلبها، مما يؤكد صعوبة استعادة الماضي.

٥ استدعاء مثال الجمال المطلق:
(على أبواب الخريف~
كن الجمال الذي تجلى لزيوس،
فكانت أفروديت ربته!)
هذا البيت يحمل قبسة أمل وتمنٍّفي وسط اليأس. إنه نداء أو صلاة: "كن" كالجمال الأسطوري الذي ولد الإلهة أفروديت (إلهة الحب والجمال).
هو تمنٍّ بمعجزة تجدد الحب من الجمال نفسه، وتخلق من جديد من العدم.

٦ جروح الزمن العابر:
(على أبواب الخريف~
كارثية الوقت العابر على حوافنا،
أصابتنا شظاياه)
يعود الإحساس بالقسوة.
الزمن "كارثي" وعدواني، يعبر على "الحواف" (وهي مكان هش وخطير). "شظاياه" تصيب الذات، في صورة مؤلمة لجروح ناتجة عن انفجار الوقت ومروره.

٧ قوة الحنين المتشعب:
(على أبواب الخريف~
يتشعب الحنين بداخلي كالأغصان،
يتحدى وجع الفصول)
الحنين هنا ليس سلبيًا،بل هو قوة حية متجذرة وممتدة "كالأغصان".
إنه "يتحدى" وجع النهايات (الفصول)، مما يشير إلى أن الذاكرة والعاطفة تستمران رغم كل شيء، مثل شجرة تظل حية حتى في الخريف.

٨ النهاية بالمأساة الشخصية:
(على أبواب الخريف~
هناك مواجيد زرعت في حقل،
لا تأبه له)
الختام مأساوي."مواجيد" (أغاني الحزن والألم) قد زرعت، أي أن الألم قديم ومتأصل. لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الحزن موجود في "حقل لا تأبه له"، ربما حقل الذاكرة أو قلب المحبوب الذي صار غير مبالٍ، مما يعطي إحساسًا بأن هذا الألم ضائع وحيد لا أحد يعيره اهتمامًا.

//الخلاصة:
تقوم القصيدة على تناقض بين قوة الحنين الداخلي المتشعب وبين واقع الشيخوخة، والجفاف، والوجع الناتج عن الزمن والمسافات.
استخدمت الشاعرة الاستعارة المركزية للخريف بإتقان لتعبر عن حالة وجدانية معقدة تتراوح بين اليأس والغضب والتمني والتحدي لتختتم بمشهد من العزلة والألم المغيب.
تحياتي واحترامي


- بصحبتكم إضاءة الشاعر حسام أحمد – سوريا، نصوص الهايكو" على أبواب الخريف ".
أبدعتِ أديبتنا المبدعة فاطمة الفلاحي في تحويل الخريف إلى لوحة إبداعية مكتظة بالصور، تتماهى في بهائها لتتشعب بداخلنا، فتحاكي وجع الروح وتستحضر عمق الألم الساكن في زوايانا.
لم يكن هذا الفصل يمنحني يومًا سوى شعورٍ بالفقد والابتعاد، غير أنّ نصكِ الباذخ بالمعنى جعله يتمرد على هشاشته، ويغدو تقويمًا للإبداع، رغم ما يعتريه من ضعف، ورغم ما يصقله العمر من شيخوخة لشبابه.
لقد جعلتِ من المواسم شيخوخةً أخرى للحب، ومن تساقط الأوراق انكسارًا يشبه انطفاء الكلمات في صدورنا، ومن الصبابة وجعًا يقطر كالمطر على جراح الغياب.
صوركِ حملت مزيجًا من الأسطورة والرمز، فبدت أفروديت على ضفاف الخريف كما لو أنها وُلدت من رحم الحكاية، وبدت شظايا الوقت تصيبنا كما لو أننا مرايا مكسورة تتلقف ندوبها.
إنه نص يفيض حنينًا يتشعب مثل الأغصان في دواخلنا، يتحدى قسوة المواسم ويحملنا إلى حقلٍ زرعتِ فيه المواجيد، وإن لم يأبه له أحد، إلا أنه يثمر في أرواح قرائكِ صدى لا يخبو.
فلتبقَ كلماتكِ مثل خريفٍ يهبنا جماله رغم وجعه، ولتظلي تسقين الحروف من ينابيع روحكِ لتزهر في قلوبنا مواسم لا تعرف الذبول.


#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الأدبي والفني والفلسفي بمنهج أكاديمي لهيكوهات متتابع ...
- قراءة و تحليل أدبي وفني لومضة غطرسة - الناقد الجزائري إبراهي ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال؛ قراءة أولية وإضاءة بضيافة الأديب ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال.. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ ...
- قراءة فلسفية تفكيكية للنصين - زمن الأقنعة- بقلم: فاطمة الفلا ...
- من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد ال ...
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...
- بلا ولا شيء ! من اللاشيئيات بضيافة الدكتور الأديب أيمن دراوش ...
- هزة قلبية بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده
- هايبون – أجنحة من رماد بضيافة الأستاذ الشاعر والناقد عادل جو ...
- هايكو روبوت يتلعثم - الذكاء الاصطناعي
- هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان - بساط الريح – بض ...
- هايبون «رسائلٌ منسيّة» بضيافة الأستاذة الناقدة رانية مرجية
- ومضة: غطرسة .. قراءة نقدية وارفة في ومضة “غطرسة” بقلم: رانية ...
- ضيق حد الاختناق الأبعاد الخمسة للاختناق: قراءة نقدية موجزة ف ...
- جغرافيا الطقوس - هايكو مع إضاءة الأستاذ الناقد صفوت أكرم الص ...
- هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده
- بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده
- الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم ع ...
- هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قا ...


المزيد.....




- غزة والجزائر والكاريبي.. فرانز فانون ينبعث سينمائيا في مئويت ...
- سفير فلسطين في بولندا: نريد ترجمة الاعتراف بدولتنا إلى انسحا ...
- كتاب عن فرنسوا ابو سالم: شخصية محورية في المسرح الفلسطيني
- أمجد ناصر.. طريق الشعر والنثر والسفر
- مؤتمر بالدوحة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافي ...
- الاحتمال صفر
- أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه ...
- النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
- فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده وإضاءة الشاعر حسام أحمد ..