أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده














المزيد.....

هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


قال لها:
شدوكِ كزنبقة حب؛ تقضمنا نوطات الشوق فيه، بأوتار من حنين. وتتفيئين ظل حلم؛ كراقصة بالية، تعزف الهذيان برؤوس أصابعها على نياط قلبي.
وكلما أوسقتْ النوطات ترانيمها مع عزف الوتر، أراك تراقصين تقاسيم الليل.
امرأة بقوام قصيدة ~
يكبلها طيف الوفاء له،
لتستشف وصله!


امرأة بقوام قصيدة:
خبت أمنياتها ~
لم تعد تجيد الرقص،
على قارعة القلب!


امرأة بقوام قصيدة ~
قلبها آئل للنحيب،
يتسول تراتيل المشتهى!





قراءة أولية بقلم الأستاذ الناقد عادل جوده

النص يفيض بأنفاس شعرية رقيقة تنسج صورة المرأة كقصيدة حية تحيا على إيقاع الحلم والوفاء لكنها في الوقت ذاته أسيرة لظلال الخيبة والفقد.
المشهد الأول يفتتح بموسيقى عاطفية مشبعة بالحنين حيث يتماهى الجسد والروح في عزف متخيل يربط بين رقص الباليه ورقصات القلب على أوتار العاطفة.
لكن التتابع اللاحق يأخذ منحى تراجيدي إذ تتحول "امرأة بقوام قصيدة" من رمز للجمال والإلهام إلى كيان يرزح تحت وطأة الانكسار عاجز عن الرقص على "قارعة القلب" ثم إلى قلب مستنزف يتسول دفء المشتهى.
بهذه البنية يتقاطع النص مع روح الهايبون جامعًا بين النثر الشعري والمقاطع المكثفة في مزيج من الحلم والخذلان الجمال والفقد
حيث تتقلص المسافة بين الموسيقى والبكاء حتى يذوب أحدهما في الآخر.
يمكن القول إن النص يترك القارئ أمام صورة ماثلة للمرأة/القصيدة: تُعزف وتُرقص لكنها أيضًا تُكسر وتُنهك، لتظل شاهدة على أن الجمال لا يحمي من الخيبة لكنه يجعلها أكثر فداحة.

هايبون - امرأة بقوام قصيدة

تأخذنا كلمات الشاعرة فاطمة الفلاحي إلى عالم من العشق الصوفي
حيث تختلط الأحاسيس بالصور الشعرية لتنسج لوحة فنية مؤثرة في هذا النص تتحول المرأة إلى قصيدة ليس فقط بجمالها الخارجي بل بعمقها الروحي ومعاناتها الداخلية
شدوكِ كزنبقة حب
يستهل النص بوصف يمتزج فيه السمع بالبصر. "شدوك" ليس مجرد صوت بل هو "زنبقة حب" زهرة بيضاء نقية تتفتح بالجمال لكنها في الوقت نفسه تسبب "نوطات الشوق" التي "تقضمنا"
هذا التناقض بين الجمال والألم يجسد طبيعة الحب الذي يجمع بين اللذة واللوعة
الشوق هنا ليس مجرد شعور
بل هو لحن يُعزف على "أوتار من حنين" مما يمنح الإحساس عمقًا موسيقيًا..
تتفيئين ظل حلم
تتحول المرأة إلى "راقصة باليه"
رمز الرقة والأناقة
ولكنها ليست راقصة عادية
بل هي تعزف "الهذيان" على "نياط قلبي" بأصابعها
هذا التشبيه يربط بين الرقص الذي هو تعبير عن الجمال والحركة والهذيان الذي يعكس حالة من العشق المفرط والجنون
قلب الشاعر هنا ليس مجرد وعاء للحب بل هو آلة موسيقية تعزف عليها الراقصة لحن شوقها
وكلما اشتد العزف تزداد رقصاتها فتراقص "تقاسيم الليل"
أي تتحول إلى جزء من هذا الليل الطويل والمؤلم الذي يعيشه العاشق

امرأة بقوام قصيدة
تتكرر هذه الجملة لتكون اللازمة المركزية التي تجمع أجزاء النص المرأة هنا هي تجسيد للقصيدة: متكاملة متناسقة لكنها أيضًا مليئة بالأحاسيس المكبوتة.
في الجزء الأول "يكبلها طيف الوفاء له" مما يدل على أنها أسيرة لذكريات حب قديم
هذا الوفاء ليس حراً بل هو قيد جميل يمنعها من المضي قدمًا يجعلها "تستشف وصله"
أي تتخيل لقاءً مستحيلاً.

خبت أمنياتها
في الجزء الثاني تتحول القصيدة إلى حزينة
"خبت أمنياتها" أي انطفأ الأمل في قلبها
هذا الانطفاء جعلها "لم تعد تجيد الرقص"
أي فقدت القدرة على التعبير عن الفرح والحياة
أصبحت لا تستطيع الرقص "على قارعة القلب" أي في وسط المشاعر مما يدل على أن قلبها أصبح مهجورًا ومتهالكًا.

قلبها آئل للنحيب
في الجزء الأخير تصل المعاناة إلى ذروتها
قلبها "آئل للنحيب" أي أصبح مصيره الحتمي هو البكاء
إنه قلب فقير عاطفيًا "يتسول تراتيل المشتهى" أي يتوسل من الحب أن يعطيه بعضًا من ألحان الفرح التي فقدها
هذا التشبيه يصور القلب كشخص فقير عاجز يتوسل من الحب أن يعود إليه
بهذا، تخلق فاطمة الفلاحي من خلال نصها صورة للمرأة العاشقة التي تعيش بين جمال الحب وألم الفقد بين رقص الأمل ونحيب اليأس
لتظل قصيدة حية تنبض بالحنين والألم.
تحياتي واحترامي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده
- الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم ع ...
- هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قا ...
- بيوت قديمة الجزء الأول – بضيافة الناقد عادل جوده.
- هايبون – -حين يتنفس الجمر- مع قراءة نقدية للشاعر الناقد صفوت ...
- تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده
- الصورة تتكلم مع دراسة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايبون قطار الماضي مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزا ...
- يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني


المزيد.....




- الصوت يُعيد القصيدة
- الكتاتيب في مصر: ازدهرت في عصر العثمانيين وطوّرها علي باشا م ...
- رواية -مغنية الحيرة-.. يا زمان الوصل بمملكة الحيرة
- -اللي باقي منك-... فيلم عن مراهق فلسطيني يمثل الأردن في أوسك ...
- المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار يدعو حكومة بلاده لقطع العلاق ...
- السياسة حاضرة بقوة في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- بعد محطات مهمة.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -ضي- في مصر
- الحكومة: شرط اللغة في دور رعاية المسنين ”أمر لا بدّ منه”
- أدباء وفنانو موريتانيا يكرسون أعمالهم للتضامن مع غزة
- سيد جودة.. رائد تجسير الثقافات بين الأدب العربي والصيني عبر ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده