نضال مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 16:13
المحور:
الادب والفن
صدر حديثًا عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع، ديوان شعر بعنوان «لحظات بلون الدم» للشاعر والاديب العراقي مصطفى محمد غريب.
مجموعة من النصوص الشعرية المتنوعة حيث استلهم الشاعر قضايا الوطن، وتاريخ الألم، وصور النضال الإنساني، وأحلام الشعوب التواقة إلى الخلاص، تتقاطع فيها القصيدة مع الوجدان الإنساني، وتلتقي اللغة بالرؤيا في لحظة نزف شعري لا تخلو من التأمل والاحتجاج.
لحظات بلون الدم
ويحمل عنوان الديوان «لحظات بلون الدم» بعدًا رمزيًا يعكس اشتباك الشاعر مع واقع ملئ بالمعاناة، ولكنه لا يخلو من الحلم، حيث تظل القصيدة صوتًا ونداءً يعبر الأزمنة والأمكنة بحثًا عن خلاص الإنسان.
يتضمن الديوان أكثر من ثلاثين نصًا شعريًا، من أبرزها: «الفكرُ عَظمةُ المنطق في الأحياء»، «بوابات الأيام جحيم معلن»، «تألق الشهيد»، «الوفاء هو الغالب»، «في رؤيا المدن المنكوبة»، «يهوذا الزلزال القادم»، «غزة الإباء»، «شباط المأساة»، «أكتوبر حلم الوجود»، «رباعيات عام 2025»، وغيرها من القصائد التي تتسم بعمق الرؤية وثراء اللغة..
من الديوان
الفكرُ عَظمةُ المنطق في الأحياء
قرأتُ في الأخبارْ عبارة الكتاب في الأسفار
أيقنتُ مؤمناً بالدار بأنها لا باب لا أســـرار
فقلت حانياً محتار
الله يا ألله..
هل منْ ينوب عن الأموات!
يحكي لنا تلك المتاهة العصماء؟
والحي في ثوبٍ من التربِ الخباء
يا قرة العينين في الأعمار، أصغيتُ في صمت الجدار
وكان سمعي عالياً فنار، أذًّنْتُ داخل الاسوار
سُداً، وضاع الصوت في المضمار
وعاد قوم لوطٍ كأنهمْ جرذان
وقرروا جر البلاد الى الفساد؟
كحقب من الفساد والخديعةْ
ألا ترون البيضَ قد تفقست جيناته بالعار
يقيني كاتم الإعصار، مُدّبرٌ ينثرها قرار..
وأعلن الكتاب قد طبعْ ، في المحرقة التي تقام للعباد
رأيتهُ ممدداً ، محشور بين تربة الرفوف
وعندما ورقْتهُ اشوف، تابعته صنوف
قرأت ما بين السطور
بأنهم سيقدمون، يسعون في مجالس العزاء
الضحك في الذقون يشتهون
وكنت كالمُهجر الحيران
وجدتهُ، لا أرض، لا بستان
لا دار يخفيه من الأنظار
ارجع حولهُ
قرار غربة الابدان
جمعتُ بالأسماء
الله يا الله ..
يتحفنا الشاعر بنصوص تتخطى المالوف وحسنا اننا ننقل البعض منها
بوابات الأيام جحيم معلن
الأبواب المغسولة بالزئبق
في لحظات البوق الصوري
في ارض قاحلة إلا من عوسج
فَبَصَرّتُ الأبواب تغلق ان مرتْ أجساد الناس
صارتْ من مرٍ وعجاف
قالت سعدى قدام التنور
في صخبٍ نحنُ خراف الخبز الجاف
نخبز لا نأكل إلا ملح جدار
ونساء تتسابق في الوقفات
والباقي في تابوت الأموات
سعدى كانت في كل مساء
تجلس قدام التنور
وتقول ولدي مصطافْ، وحيد في الدار
يا قرة عيني يا سبع الاحياء
القهر غراب والخبز تراب والأب المجروح غياب.
تأتي أجسادٌ تغسل بالتوت
تتعطر بالكافور الابيض
تركب في العربات الشرقية
والعربات الغربيةْ
عبّارات الباب الشرقي
والآهات المغموسة بالرنات
والاجساد المرمية في عار الطرقات
في الوقت الموقوت
القاتل باسم الدين
الداخل والخارج في الطاغوت
كان الغيلان الأول في الذبح
الرجل الأكبر صادق في القتل
فرحاناً كان
وسخياً كان
جلاداً فطرياً كان
كيف يتم غسل الأطفال غسل الأطفال الرضع
الاطفال بدون الأطراف
كيف نساء السبي الرابض في الزمن الملغي ؟
كيف رجال قالوا قامات؟
ركبوا المكبوت
الفاضح في الرايات
في عربات الخيالة العميان
الأرض إذا ضاقت بالموتى
والاحياء على البوابات
قولوا: كيف تصاغ الكلمات؟
قولوا: من أين الفتح؟
ها انت ترى الاغلاق
والكون الواسع يترهل في عمق الصمتِ
والقابع خلف ظلال الأشجار السرية
يتحين فرصة
ويتوق إليها
يتحين فرصة
ويتوق الإفلات
وجحيم العصر على وحشٍ مستور
يتحين قفزة
لخلاص الموثوق
في عرف الفكر الرجعي
قالت سعدى تنور الخبز حلال
في بيتي آفات
ومراعي قد نهبتْ
فبصرت بعيني كي أنسي
لكن النسيان الأعمى
شلَّ الرؤيا
أقام الحد
أكد في غضبٍ مرصود
" من جد وجد "
في ارضٍ فقدت فيها القدرة في التمييز
والتعب صار المضمار الماشي للناس الفقراء
لكن الصبر حدود
والإصرار الموجود
قالت سعدى في وجه التنور الحار
سيكون النصر سيولاً من امطار
تغسل وجه العار
وسَتَملأ هذي الأرض عدلاً ووثوب!
الى اخي إبراهيم محمد غريب
برهم
برحيلكْ أتذكر تلك الليلة
وانا أفجع امواتاً مفقودين
احبابٌ فقدوا في الزنزانات
أو في الساحات القسريةْ
حينها ليلاً
كان المطر الغاضب يضرب نافذتي
والحزن البرد يسود القلب
وضبابٌ يمتد بعيداً عند حدود الوطن المرصود
ورسمك فوق المنضدة الخشبية
ضحكتك السمحاء
كموج النهر المتدفق من جبلٍ عالي
ورأيت ستائر حمراء كلون الدم
تغلق باب الغرفة
فكتبت لك
( في الحادي وثلاثينْ من عام الالف وتسعمائة وخمسة وثمانون )
.....
إصدارات للكاتب
• بلدي كردستان ــ شعر ـــ- بيروت ـ- سوريا ــ 1982 . 1990
• سر الرحلات ــ شعر ــ سوريا ـــ 1989
• سندخل مع القمر ــ شعر ــ سوريا ــ 1990
• خيّالة الرياح ــ شعر ــ سوريا ــ 1991
• الجدار ـــ قصص صغيرة ــ بيروت ــ 1995
• ثم أصابه الزهري ــ قصص صغيرة ـــ بيروت ــ 1996
• كان يا مكان ـــ رواية ـــ النرويج ــ 2001
• المراحل والحلم ـــ شعر ــ الطبعة الأولى النرويج ــ 2001
• صباح الخير يا نونة ــ شعر ــ النرويج ــ 2002
• بين النجوم تلألأت آخر نجمة ــ لرواية ــ الطبعة الأولى النرويج 2003.
• بين النجوم تلألأت آخر نجمة الطبعة الثانية بغداد دار الرواد 2004 . ترجمت إلى اللغة النرويجية
• المراحل والحلم ــ شعر ــ الطبعة الثانية ترجمت إلى اللغة النرويجية وطبعت باللغتين النرويجية والعربية من قبل المكتب الثقافي في اوسلو ــ 2004
• بلدي كردستان الطبعة الثالثة.. وصباح الخير يا نونة ــ شعر ــ الطبعة الثانية النرويج ــ 2003
• طرطميس ــ رواية ــ نشرت في العديد من مواقع الانترنيت 2003
• الميراث ــ شعر ــ عمان الأردن ــ أوائل 2004
• تأويلات القصائد في زمن الحرب والتجديد ــ شعر ــ عمان الأردن ــ أواخر 2004
• تصدع في الطيران ــ قصص قصيرة ــ عمان الأردن ــ 2006
• مرآة التأمل (Speil meditasjon ) تموز 2013 مجموعة شعرية ترجمت إلى اللغة النرويجية وطبعت من قبل المكتب الثقافي في النرويج
• همٌ علمني شراكة الأسى ــ شعر ــ القاهرة / مصر ـــ دار النسيم أواخر 2016
• متاهات.. الخروج من الشرنقة ــ رواية ــ القاهرة/ مصر دار النسيم ـــ 12 / 2016
• غائبون في قصر الملك ـــ قصص صغيرة ــ القاهرة ــ مصر ــ دار النسيم ــ 2017 م
• حتى تولد بغداد الحب كعشتار الحب ــ شعر ــ القاهرة ـــ مصر ـــ دار النخبة 2019م
• الدرويش في رحلته الأخيرة ــ شعر ــ القاهرة ـــ مصر ــ دار النخبة ــ 2919م
• اين سرى وجهي الجديد في القدم ــ شعر ــ القاهرة ــ مصر ــ دار النخبة ــ 2020م
• وجوه الوسواس المبعثرة ــ رواية ــ القاهرة ــ مصر ــ دار النخبة ــ 2021م
• الزعفران في زفة صاحب السلطان ــ رواية ـ القاهرة ــ مصر ـ دار النخبة ــ 2022م
• بغداد ارجوزة النشيج ــ شعر ــ القاهرة ــ مصر ــ دار النخبة ــ 2023م
• أحلام مسرحية ذات ستارة مغلقة- رواية- القاهرة- مصر- دار النخبة- 2024م
قيد الطبع
** الجزء الثاني من رواية وجوه الوسواس المبعثرة
** مجموعة قصصية صغيرة
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟