ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 00:33
المحور:
القضية الفلسطينية
ما يجري على المستوى العالمي لا يقتصر على مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية المنشودة بل يمكن اعتباره انتفاضة وتحول جذري في الرأي العام العالمي وفي نظرة العالم لمشكلة الشرق الأوسط ولإسرائيل، بل يمكن القول إن هذه التحركات والتحولات العالمية أصبحت تشكل تسونامي لا يمكن لنتنياهو وترامب إيقافه، وحتى لو توقفت الحرب وبغض النظر عما سينتح عن مبادرة نرامب الملتبسة، فإن العالم بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن يعود إلى ما كان عليه قبلها بالنسبة للقضية الفلسطينية ونظرته لإسرائيل.
ولكن خوفي ينبع من عدم ارتقاء النظام السياسي الفلسطيني والطبقة السياسية إلى مستوى التفاعل الإيجابي مع هذا التحول العالمي، حيث وللمفارقة فهذه الانتفاضة على المستوى العالمي لا يقابلها أي حراك فلسطيني داخلي جاد لتحقيق الوحدة الوطنية وتوحيد المواقف داخل فلسطين وخارجها، لا على مستوى منظمة التحرير وركيزتها الرئيسية حركة فتح ولا على مستوى السلطة الفلسطينية ولا على مستوى الأحزاب، ولا حتى على مستوى المجتمع بشكل عام وخصوصاً مؤسسات المجتمع المدني.
فماذا بعد تزايد الاعترافات بالدولة؟ وهل من استراتيجية وطنية محل توافق وطني جاهزة للتنفيذ بعد انتهاء نهاية موسم الاعتراف بدولة فلسطين وبعد طرح مبادرة ترامب الملتبسة؟ أم أنه بعد كل هذه الاعترافات بدولة فلسطينية والتحركات الشعبية عالميا سيستمر الفلسطينيون في الانشغال بخلافاتهم الداخلية وبمن سيحكم ما تبقى من قطاع غزة من بيوت وأرض، وبقايا بشر محطمين جائعين منهكين؟
وما مصير المرسوم الرئاسي حول إجراء انتخابات للمجلس الوطني خلال هذا العام، ولماذا تم تعطيله، ومن المسؤول؟ وهل انتهى زمن الفصائل والأحزاب القائمة؟ وهل انتهى زمن منظمة التحرير كحركة تحرر وطني وأصبحت الأولوية للدولة، وهي دولة تحت الاحتلال وخاصة بسكان الضفة وقطاع غزة؟
ولماذا ما زال بقايا حماس على عنادهم ومكابرتهم، ويرفضون الاعتراف أن الرياح لم تأتي بما تشتهي سفنهم والعقل والمنطق يتطلبان الانحناء للعاصفة وليس مزيدا من المناورة كسبا للوقت على حساب معاناة الشعب؟
بقاء حركة حماس وسلاحها ليس النصر الذي يسعى له شعب فلسطين، كما أن الاعترافات بدولة فلسطينية تحت الاحتلال ليس نهاية المطاف أو الهدف الذي انطلقت من أجله الثورة الفلسطينية.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟