أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - (سلام) ترامب ليس السلام الذي ينشده العالم














المزيد.....

(سلام) ترامب ليس السلام الذي ينشده العالم


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 22:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


يوم 21 يناير 2017 نشرنا مقالاً بعنوان (السلام هذا المصطلح المراوغ) ومما جاء في مقدمته "بقدر ما يوحي به مصطلح السلام من مدلول قيمي وأخلاقي ونشدان حالة يتوق لها كل البشر فراداً وجماعات، إلا أنه مصطلح مراوغ وملتبس، فكم باسمه وتحت رايته اقتُرفت جرائم، انتُهِكت حقوق وسقطت دول وقامت أخرى، انهارت أيديولوجيات وسادت أخرى، كم باسم السلام اندلعت حروب وفتن، وكم اتفاقات (سلام) وقعتها أيدي ملطخة بالدماء"
وفي الثامن من أغسطس 2020 كتبنا مقالا بعنوان (اغتيال السلام باسم السلام) وذلك على إثر تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات وحديث ترامب إن هذه الخطوة ستعزز السلام العادل والشامل في المنطقة، وقد رأينا ما جرى بعد موجة التطبيع الأخيرة، وكانت لنا مقالات أخرى منشورة حول الموضوع.
نستحضر هذه المقالات ونحن نتابع التناقض والتعارض بين حديث ترامب عن السلام في مبادرته الأخيرة حول حرب غزة ومفهومه للدولة الفلسطينية من جانب، والمفهوم الفلسطيني وغالبية دول العالم للسلام ومفهوم الدولة الفلسطينية كشرط رئيس لتحقيق السلام العادل.
الرئيس ترامب يتحدث عن السلام ويضع مبادرة لتحقيقه متجاهلاً الطرف الرئيس في المعادلة التي ستحقق السلام وهو الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي دولة فلسطين ومنظمة التحرير، فالسلام الذي يقصده هو السلام لإسرائيل وضمان المصالح الأمريكية وليس للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وحتى عندما لمح في مبادرته الى إمكانية فتح مسار نحو الدولة فهو لا يقصد الدولة في الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية التي اعترفت بها 159 دولة ، ولو كان يقصد هذه الدولة لكان تماشى مع إرادة غالبية دول العالم واعترف بها أو على الأقل أوجد دوراً لهذه الدولة وسلطتها في مبادرته بدلاً من إقصائها من المبادرة وحتى عدم مشاورتها حولها.
إن المدقق في بنود المبادرة العشرين سيلمس بوضوح أنها تتناقض كلياً مع السلام الذي يريده الفلسطينيون والعالم وتكرس فصل غزة عن الضفة وتطلق يد إسرائيل في التدخل عسكرياً في القطاع كما تشاء كما تطلق يدها في مواصلة الاستيطان في الضفة حتى وإن قال إنه يعارض ضم الضفة، فمواصلة الاستيطان سيفضي في النهاية إلى ضم عملي دون إعلان رسمي وإعلانه رفض ضم الضفة هم طُعم لاستدراج الدول للقبول بمبادرته والتمهيد لتوسيع (السلام الابراهيمي) أو ما سماه الحوار بين الأديان كما جاء في المبادرة، وكل ذلك يقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؟
قد يتساءل البعض: ولماذا رحبت غالبية دول العالم بما فيها دولة فلسطين وحتى غالبية أهلنا في القطاع بمبادرة ترامب؟
في ظني أن السبب معرفة الجميع أن الرئيس ترامب فقط الطرف الوحيد الذي يستطيع أن يفرض على إسرائيل التوصل لهدنة ووقف مؤقت لإطلاق النار في غزة مما يعني وقف مسلسل الموت اليومي بالعشرات للفلسطينيين ووقف المجاعة والتدمير الممنهج وتجميد مخطط التهجير القسري والجماعي، ومن هذا المنطلق (الإنساني) تعاملوا مع خطة ترامب ،وربما أيضاً لأنهم لا يملكون ولا يستطيعون عمل شيئ سوى الاعتراف بدولة فلسطينية لا تملك من أمرها شيئاً الآن وهم لا يستطيعون مساعدتها على وقف المجاعة والموت في قطاع غزة الذي هو جزء من الدولة المنشودة ويمكن أن نضيف الى ما سبق أن غالبية دول العالم تشك بنجاح خطة ترامب حتى لو وافقت عليها حركة خماس لأن إسرائيل لن تلتزم بها ،فلماذا يأتي الرفض من طرفهم ، كما أنها تعرف أن خطة ترامب لن تحقق السلام الشامل والعادل حتى في حالة تنفيذ المبادرة وموافقة نهائية من إسرائيل وحماس عليها.
أما تلميحه في البند 19 من المبادرة الى إمكانية قيام دولة فلسطينية فمن المحتمل أنه يهيئ لدولة في قطاع غزة تحت وصاية مؤقتة لـ (مجلس السلام) لإدارة القطاع برئاسته ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق الثعلب المرتزق دولياً توني بلير، وبعد هذه المرحلة قد تتم العودة مجددا لمخطط دولة غزة منزوعة السلاح ومنزوعة الهوية الوطنية بعد تصفية وجود السلطة في الضفة الغربية.
أما بخصوص ارتياح سكان القطاع من المبادرة، فلا يجب أن تلوم أهالي قطاع غزة إن قبلوا أي مبادرة تُوقِف الجوع والموت والاذلال اليومي للحصول على الطعام لأنهم مثل الغريق الذي يتشبث بقشة، أما القضايا السياسية والاستراتيجية الأخرى فليست شغلهم أو محل اهتمامهم الآن بل هي مسؤولية حركة حماس الطرف الثاني في الحرب التي ساعدت على وصول الأمور في القطاع إلى ما هي عليه ومسؤولية من ساعدها وغرر بها خصوصاً قطر وتركيا وإيران وجماعة الإخوان المسلمين، أيضاً مسؤولية دولة فلسطين ودول العالم التي اعترفت بها.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة ترامب بين الاستحقاقات العاجلة والضرورات المؤجلة
- اليوم التالي لإنهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
- وماذا بعد يا حركة حماس؟
- تصريحات مستفزة ومضللة
- الإسلام وثقافة شبه الجزيرة العربية
- جدل عقيم حول الاستشهاد والشهداء
- هناك أمل، ولكن
- لم تذهب دماؤهم هدراً
- الكرة في الملعب الفلسطيني أيضا
- ما بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقيامها بالفعل
- هل قامت (إسرائيل) بوعد إلهي أم بجهد بشري؟
- لماذا تصر قطر على دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟
- الفضائيات الخليجية ومحاولة رشوة المثقفين والمفكرين
- وأخيرا اعترف العرب أن إسرائيل لا تستهدف الفلسطينيين فقط
- أين وما هو دور (الرأسمالية الوطنية) الفلسطينية؟
- قمم المجاملات والنفاق الدبلوماسي
- عمليات مقاومة مثيرة للجدل: هل يمكن العودة إلى ما قبل اتفاقية ...
- قطر وإسرائيل!!
- مرة أخرى المشكلة ليست فقط في شخص نتنياهو
- ماذا لو قررت الدول المُطبعة قطع علاقتها بإسرائيل؟


المزيد.....




- انفصال نيكول كيدمان وكيث أوربان بعد زواج دام قرابة 20 عامًا ...
- -صورة العمر الجديد-.. أنغام تتألق في -رويال ألبرت هول-.. الأ ...
- تحذيرات للسكان وإقفال المدارس.. تفعيل الإنذار الأحمر في مناط ...
- لأول مرة منذ نحو 6 سنوات.. واشنطن على أبواب إغلاق حكومي وترا ...
- إيطاليا تنسحب من مرافقة -أسطول الصمود- المتجه إلى غزة
- ولية عهد هولندا ووريثة العرش الأميرة أماليا تبدأ الخدمة العس ...
- الحكومة المغربية تعرب عن تفهمها للمطالب الاجتماعية وتؤكد است ...
- أمريكا: هل يتوجه ترامب نحو عسكرة السياسة؟
- إيران: عودة العقوبات بعد عشر سنوات؟
- توقيف ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في فرنسا بطلب م ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - (سلام) ترامب ليس السلام الذي ينشده العالم