ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 19:10
المحور:
القضية الفلسطينية
إن كان من السابق لأوانه معرفة كيف ستسير الأمور بعد الموافقة المبدئية لحركة حماس على مبادرة ترامب وخصوصاً فيما يتعلق بإطلاق سراح المخطوفين الاسرائيليين وترحيب ترامب وغالبية الدول المعنية بالشرق الأوسط بها وحتى ترحيب أهالي غزة الذين أصبح حالهم كالغريق الذي يتشبث بقشة ، إلا أنه حتى لو تم الالتزام بكل بنود المبادرة إلا أن هذا لا يعني أن السلام سيتحقق في المنطقة لأن الصراع ليس على غزة ولم يبدأ مع غزة كما أن حركة حماس مجرد حزب وليست هي الطرف الذي يمثل الشعب الفلسطيني ويتفاوض حول مستقبل فلسطين ومسار السلام، والسلام لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة في كامل الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرفية ودون ذلك فأي حديث عن السلام كذب ونفاق وتضييع للوقت.
صحيح أننا رحبنا بأي مبادرة توقف الموت اليومي لمئات المواطنين يومياً ووقف المجاعة وهو المطلب العاجل لسكان غزة ولكل الشعوب التي تساند عدالة القضية إلا أنه يجب الخشية مما يكمن وراء هذه المبادرة ووراء موافقة حماس التي فقدت شعبيتها في القطاع كما فقدت غالبية قدراتها العسكرية ،وخصوصاً أن نتنياهو ما زال في يده أوراق كثيرة ليستمر في مراوغاته وخصوصاً علاقاته الاستراتيجية مع واشنطن، كما أن ترامب لا يستقر على رأي والإدارة الأمريكية لا تعترف بدولة فلسطين وما زالت تدعم الاستيطان في الضفة، كما أن المبادرة رمت طوق نجاة لحركة حماس لتستمر في المشهد السياسي وحكم القطاع ما دام هناك عودة للمفاوضات التي قد تستمر لأشهر حتى يستمر الانقسام وتعطيل مفاعيل اعتراف غالبية دول العالم بالدولة الفلسطينية وحتى يتم منح إسرائيل مزيداً من الوقت لاستكمال مخططاتها في الضفة وهي الساحة الرئيسة للصراع، وربما تسكين جبهة غزة مؤقتا للتفرغ لحرب على إيران .
ومن جهة أخرى فإن كان من فضل لوقف إطلاق النار ولو مؤقتاً ودخول مساعدات وتعطيل مخطط التهجير فهو لا يعود للرئيس ترامب ولا لحركة حماس والمقاومة ولا للدول التي وجه لها ترامب الشكر بل للشعوب وخصوصا في الغرب والعالم الحر التي خرجت بمظاهرات عارمة منددة بالعدوان الإسرائيلي وبحرب غزة وضغطت على حكوماتها وكشفت زيف الرواية الصهيونية وعزلت دولة إسرائيل، فلهذه الشعوب كل الشكر والتقدير.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟